الغلاء يضرب الأسواق وفى النهاية يؤدى الى مجاعة ومرض/ الدكتور حمدى حمودة

هل نحن قادمون على مجاعة مؤكدة خلال شهور أو سنة على الأكثر .؟ هل يمكننا عبور هذه الأزمة كما عبرناها عدة مرات فى قرون سابقة ، المجاعة التى ذكرت فى النص جاءت مع النبى يوسف وكانت مجاعة عالمية بسبب محصول القمح الذى حلم به الملك ولم يجد أحد يفسره له غير النبى يوسف عليه السلام ، فنصبه الملك وقتئذ عزيزا ومؤتمناعلى خزائن مصر والعالم ، واليوم انتهى بعث الأنبياء لشعوبهم من اجل انقاذهم ، لما كان محمد بن عبدالله ( صلى ) ، وتوالت المجاعات على مر العصور الحديثة والمعاصرة ، وها نحن أمام مجاعة لايعلم سرها الا الله تضرب كثير من البلدان ، فهناك فى الصومال وباكستان والسودان واليمن المأزوم والعراق رغم انه يعد من البلاد البترولية ، الا أن نسبة كبيرة تعادل 60% من الشعب مشردة ونازحة ومصابة بالعاهات من أثر الحرب الطاحنة منذ 2003 وحتى الآن ، كما ان ثلثى افريقيا السوداء فى مجاعة طاحنة .      من المؤكد سبقتنا شعوب كثيرة فى امريكا الآتينية أقربها الأرجنتين منذ عشرة سنين الا انها استطاعت أن تخرج من هذه الأزمة بسرعة فائقة بتحول اقتصادها المتدنى الى اقتصاد قوى بواسطة خبراء أكفاء وحكومة راشدة ، ومنذ ثلاثة سنوات كانت اليونان تكاد ان تعلن افلاسها وقبلها ايطاليا لكن الأتحاد الأوروبى أبى الا أن يقف بجوارهما بقوة حتى يعبرا هذه الأزمة ، والآن نحن أمام العالم العربى الذى بعض بلاده من يمتلكون الترليونات التى يبعثرونها فيما لايعود بنفع على الأنسانية ، الا أنها تنفق على شراء السلاح وتقوية الجماعات التكفيرية لأبادة شعوب وبلدان مسلمة بدلا من ان يوظفوها فى مساندة الدول التى تعانى من أزمات مالية واقتصادية لتمنحهم القدرة على عبور أزماتهم قبل أن تتفحل الأمور وتصل بالفعل الى حد المجاعة .!
لقد كان لمصر أفضال كبيرة على كل الدول الخليجية والبترولية الآن وغيرها من الدول العربية التى لم تقف مصر الأم أمامهم مكتوفة الأيدى ، بل مدتهم بكل ماتستطيع أن تقدمه من مساعدات عينية ومادية ومعنوية وتربوية ، لقد آثرت على نفسها مصر العروبة والقوة الناعمة ومدت يديها مفتوحتين بكل ماتملكه وفائض لديها حبا ووفاءا لهذه الشعوب التى هى مسئولة عن امنها وكرامة وأنفة شعوبها ، فمن من هذه الدول مد يد العون اليها .؟ اذا كان حدث ذلك فنحن نريد ان نحصى هذه المرات على مر ربع قرن مضى منذ بداية ظهور الأزمة المالية والأقتصادية فى مصر ، أليس كان من الممكن أن تبادر هذه الدول الثرية ليس بهبات أو قروض لكن باستثمارات من كل دولة بعشرات المليارات ، لانقول بالمئات مثلما تنعم به واشنطن والدول الأوروبية ، ولو جمعنا كل هذه الأستثمارات من كل الدول البترولية منذ ذلك التاريخ حتى 25 يناير والى الآن ، فلن تتعدى جميعها العشرون مليار ، ولو تحدثنا عن هبات كل دولة لوجدناها فتافيت بالنسبة لما ينفقه أمير واحد على زفاف أحد أبنائه ، ولو تكلمنا عن القروض فهى قروض بفوائد مثلها مثل صندوق الدعم الدولى وموجبة الدفع فى مواعيدها .!
اذن نحن نسأل عن دور مصر فى المرحلة القادمة تجاه هذه الدول التى تميل اليوم للتطبيع مع تل أبيب بتبادل الوفود بين كل منهما وبالتخطيط لفتح سفارات متبادلة بينهما ، هل من حقنا ان نعترض على هذه المخططات أم نقول انه بالمثل ، فمصر والأردن والمغرب وقطر سابقا لديهم تبادل دبلوماسى بينها وبين تل أبيب ، فما الغرابة فى ذلك اذا ماحدث ذلك عند كل من يريد التطبيع ، الفرق هو ان الشعوب العربية كلها مازالت رافضة للتطبيع الا ان الحكام يرون غير ذلك خدمة لمصالحهم الشخصية وتلبية لتبعية الولايات المتحدة ، نحن نسأل للتوضيح فما زالت المليارات تتدفق على دول أوروبا فى بنوكها وممؤسساتها وكذلك فى واشنطن مقابل هذه الهبات والأستثمارات التى تسد بها هذه البلاد الثلاث ( الرياض والأمارات والكويت ) رمق العين بمصر والتى تقبلها الأخيرة على استحياء .!
اننا فى حاجة ماسة لأعادة العلاقات مع أنفسنا اولا ومع هذه الدول ثانيا التى تتعهد مصر بامنها وسلامة شعوبها من أى خطر او عدوان عليها ، نحن فى حاجة لترتيب البيت من جديد على أسس ونظريات دبلوماسيو وسياسية واقتصادية واجتماعية تعيد لمصر كبريائها وكرامتها وقوتها الناعمة فى الوطن العربى بأثره ، اليوم لاتفيد المجاملات والأبتسامات الزائفة والقلوب مغلقة على ماتكنه من أمور لايعلمها الا الله وحده ، وليس نحن الذين فى حاجة لترتيب البيت من جديد ولكن بلدان الوطن العربى بأثره الممزق المنكوب ، هانحن جميعا نتفرج على سوريا والعراق واليمن وليبيا وشعوبها تذبح وينكل بها وبيوتها تهدم ومساجدها وكنائسها وحضارتها وتراثها ومدارسها وجامعاتها ومستشفياتها كلها تهدم بلا رحمة أو شفقة بأيدى جماعات تدعى الأسلام لكونهم متمسلمون حاقدون كارهون حاسدون أنعم الله على ما أنعم الله به من نعم لهذه البلدان ، سوريا بعد ست سنوات حرب وتدمير لم تستدين بدولار واحد من صندوق أو منظمة أو أى بلد شقيق ، ومكتفية بكل مايهبها الله بها من خيرات على نفسها ، اليمن بشعبه الفقير لم يمد يده بطلب المعونة من أشقاء تخلوا عنه وتجاهلوه وقت الأزمة لأنه يدمر وينزف بأيدى أشقاء كانوا فى الماضى يتفاخرون باليمنى القحطانى أصل العروبة واللغة العربية العاربة .
                                                                    
Dr_hamdy@hotmail.com        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق