أرملة الدنيا/ الدكتور ماهر حبيب

بعد مسخرة تسريب الإجابات النموذجية لعنق زجاجة التعليم فى مصر والمدخل الوحيد للتعليم العالى فى مصر  وإستفحال ظاهرة الغش لنتحول من شبه الدولة إلى اللادولة أعتقد أن الحل هو إعلان سقوط كل ممتحنى الثانوية العامة وعلى الجميع إعادة السنة مع التهديد بتكرار نفس العمل فى حالة العودة إلى الغش وسيقول قائل وماذنب النباتات فأقول عندما يرى المظلوم ذو الضمير بأنه سيظلم من سكوته على الغش سيقوم بنفسه بمنع الغش والغشاشين وإجبارهم عن التوقف وسيرى الغشاش بأنه قد جنى أيضا على نفسه وفقد عام من عمره وأن تعلن الدولة عن عدم إستعدادها لتفويت ظاهرة الغش وأنها عازمة على تطبيق القانون وأن تسمح فقط لمن على إستعداد لقبول قواعد الإمتحانات النزيهة كما كنا نعهدها حتى فى أيام الدولة الفاسدة التى ثرنا عليها فتحولنا من دولة إلى شبه دولة حتى صرنا لادولة حتى لو أدى الأمر أن تقام الإمتحانات فى معسكرات بالصحراء لمن يريد أن لا يغش وأن يمتحن مثل باقى خلق الله فى الدنيا الواسعة.
تطبيق القانون يحتاج لإرادة وحسم ولو توحد الشر وقبلنا به لتحولت الدنيا إلى أسوء من الغابة وسيفقد الإنسان إنسانيته ويتحول لوحش لكى يظل حيا وقد خلقت الدولة لتنظيم الأمور بين الناس ولا تستطيع الدولة أن تعيش إذا قبلت أن تقوم بدور المدلس أو الساكت عن الحق.
ويجب على الدولة فصل كل من تورط فى تلك القضية حتى لو سجنت معلمى الجمهورية جميعا وكل القائمين على العملية التعليمية الفاسدة فمن أمن العقوبة أساء الأدب وحتى لو أدت إلى الإستعانة بخبراء أجانب عرب وغير عرب تماما كما نستعين بحكام أجانب فى مباراة الأهلى والزمالك وذلك لتأكدنا من  فساد ذمة الحكام وعدم قدرتهم على الحيادية فلكى يتم تجنب كارثة محلية نستورد حكاما نتقبل نتائجهم حتى وإن لم يعدلوا لكن نقبلهم لحيادهم فإذا كنا نفعل ذلك من أجل مباراة كرة قدم فمالمانع من أن تطبق نفس القاعدة لحدث مصيرى مثل الثانوية العامة .
الغش فى الإمتحانات كارثة يمتد أثرها لعقود بل لقرون فالفاسد الصغير سيتحول لفاسد كبير وطبيب غشاش ومهندس فاسد ومحام نصاب وقاض مرتشى فمن شب على شيئ شاب عليه وقد هرمت مصر على أيدى أبناءها لتتحول من أم الدنيا إلى أرملة الدنيا فإنقذوها أم أو أرملة قبل لأن تتحول إلى الفقيدة المأسوف على شبابها  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق