دراسة ٌنقديَّة لِديوان ثورة ُ الحَجَر للشَّاعر الشِّيخ غسَّان الحاج يحيى/ حاتم جوعيه


مَدخلٌ : هذا الديوان " ثورة  الحجر "  يُعالجُ  جميعَ المواضيع  والقضايا القوميَّة والوطنيَّة ، وخاصَّة ً موضوع  الإنتفاضة المباركة  ونضال شعبنا الفلسطيني الأسطوري في الضفَّة وقطاع غزَّة ( قبل إتفاقيَّة أوسلو ومعاهدة السلام  بين  الجانب  الفلسطيني والإسرائيلي )   .  
  قصائدُ هذا الديوان من ناحيةِ  الشَّكل ِ والبناء الخارجي عموديَّة كلاسيكيَّة  أو تفعيليَّة ، وشاعرنا  متمكِّنٌ ومتمرِّسٌ جدًّا  في معرفةِ  الأوزان  الشِّعريَّة ( بحور الخليل )  وضليعٌ  وجهبذ ٌ في  اللغةِ  العربيَّة  وعالمٌ   مُتبحِّرٌ  في  مرادفاتها وكنوزها  وشواردها ، هذا عدا موهبته  الشِّعريَّة الفذ َّة  وطاقاته  الفنيَّة وثقافته الواسعة والعميقة في جميع المواضيع  والمجالات ... إضاقة ً  إلى تجاربهِ الغنيَّة  وخبرتِهِ  الشَّاملةِ  في  الحياةِ  .   فجميعُ هذهِ  العناصر ِ  والأشياءِ  صقلت  موهبتهُ  الفنيَّة  وانعكسَـت  في  كتاباتِهِ وإبداعاتِهِ  فتألَّقَ  وارتقى إلى قمَّةِ الإبداع ِ في الشِّعر ِوالنثر  .  وقصائدُ هذا الديوان  جميعها  تخاطبُ  الضَّميرَ  والوجدانَ ،  فهي  من  حيث  طابعها غنائيَّة  ( التفعيليَّة والكلاسيكيَّة ) تمتازُ بشفافيَّتِها وعفويَّتِها وبراءتِها وبقوَّةِ  تأثيرها في القرَّاء لأنها  كُتبت بحسٍّ  مُرهفٍ وبصدق ٍ وعاطفةٍ وطنيَّةٍ  قوميَّةٍ جيَّاشةٍ  يشوبُها  روحُ الإيمان واللإلتزام  بالمبادىءِ المُثلى  والإنسانيَّة  فخرجتْ  من  القلبِ  إلى القلبِ ، فلهذا هي  تأسرُ الفكرَ  والضَّميرَ والوجدانَ ولها مفعولها السِّحري في الألبابِ والنفوس ِ .  ولنأخذ  مثلا ً  قصيدة " العرس " - ( صفحة  5 )  ، فهذهِ  القصيدة ُ  تقريريَّة ٌ  وعبارة  كمسلسل ٍ تمثيليٍّ  ينقلُ   إلينا  صورًا  حيَّة ً من  نضال ِ شعبنا  الفلسطيني  في  الضفَّة والقطاع ِ أثناءَ  الإنتفاضةِ المُباركة ...  والقصيدة ُ تفعيليَّة  على  وزن ِ  "  المتدارك " ،  ويقولُ  في القصيدة   ( "  مِنْ  ستَّةِ  أشهُر ٍ  وأكثرْ //   لم  يعُدْ   فرحٌ   في   غزَّهْ  //         
     ديوان  "  ثورة  الحجر "  للشَّاعر  الشيخ   " غسَّان  الحاج  يحيى "  من مدينة الطيبه – المثلث – صدرَ  قبل بضع ِ سنوات ، يقعُ  في 65   صفحة  من  الحجم المتوسط ، وتحلِّي الغلاف  لوحة ٌ  للفنان  التشكيلي   المصري  " حلمي التوني ، وقصائدُ هذا  الديوان  نشرَ  بعضها  سابقا  في  الصحف  والمجلات المحليَّة والبعضُ الآخر يُنشرُ لأوَّل ِ مرَّةٍ  ولم يخضع  للتسلسل ِ الزَّمني  في الترتيب .   وقد  صدرَ لشاعرنا  عدَّة ُ دواوين  شعريَّة  وكتب  أدبيَّة غير هذا الديوان  .  والشَّاعرُ  " غسان الحاج  يحيى "  من  الشُّعراءِ  البارزين المبدعين  والمتميِّزين  فنيًّا على الصَّعيد المحلي  وأحد المُرشَّحين    لجائزةِ  " فيصل "  الدوليَّة  للإبداع الأدبي ، وقد  أبدعَ  في جميع  الألوانِ  الكتابيَّة ... في الشِّعر ِ والنثر والقصَّة والنقد  وفي الرَّسم ( الفن التشكيلي )  أيضًا ، وتركت كتاباتهُ  وأعمالهُ الأدبيَّة  صدًى وبُعدًا  واسعًا على الصَّعيد  المحلِّي، وهو صاحب مجلَّة  " النور"  للأدب والثقافة ..( مجلَّة فصليَّة ) . 
 لم   يعُدْ  عُرسٌ   في  الضِّفَّهْ  //   حينَ  يزولُ  الليلُ  سنفرحْ  //  العُرسُ     الأكبرُ     للثَّورَه   //  العُرسُ  الأكبرُ   لفلسطين     // " ) .      
  نعم  إنَّهُ  عرسيُ  فلسطين  العظيم هوَ عُرسنا ...  عرسُ الشعب بأكملِهِ .  ويقولُ  في  القصيدةِ  أيضًا  :   ( " كانت تقذفنا  طائرة ٌ  سمتيَّة  //  تقذفنا    بالغاز ِ   السَّامْ   //  ونحنُ نقاومُ  بحجارهْ  //جاءِت   قوَّة ٌ ٌ  حملها  عدَّة  دوريَّات   //  ورغم  سقوط ِ   بلال ٍ  برصاصةٍ  اخترقت  صدرَهُ  // لم  يفلحْ  أحدٌ  بدخول ِ  البلدْ   //  حينَ   يزولُ  الليلُ  سنفرحُ  //  سيكونُ الفرحُ  الأكبر آلاف  الأعراسْ  //   العُرسُ  الأعظمُ ...  عُرسُ  فلسطين   // " ) ...  إلخ         
      تمتازُ   قصائدُ  الشيخ  غسَّان   بقصرها  (  شعر  البطاقة )  مُحتذيا ً بالمثل ِ القائل ( خيرُ الكلام ِ ما قلَّ  وَدَلّ  فيسطيعُ  أن يقولَ الكثيرَ  بكلماتٍ  وجُمل ٍ قليلة ، مثالٌ على ذلك قصيدتهُ - بعنوان : ( " عن ِ الرَّتابةِ  والنضال  " – صفحة 7  )  حيثُ  يقولُ  فيها :  ( "  فضَّ  الرَّتابة َ حينَ   قالْ .. .//   إنِّي  أحِنُّ  إلى  النضالْ   //        أهَلْ   َفهِمْتْ   !! ؟؟   //  فحَلَّ   صَمْتْ     //   أهَلْ    فهمْتْ  ! ؟ أعادَها مثلَ  الحِرابِ ، تقضُّ تلسَعُ ، فابتسَمْتْ  // " ) .. انتهَتِ القصيدة ُ .    
   ولننتقل  إلى قصيدٍ  أخرى من  الديوان ، وهي  بعنوان  : (  "  آذار "   -  صفحة 8 ) فيتحدَّثُ  فيها عن ِ يوم الأرض، والقصيدة ُ تقعُ في أكثر من وزن - فيها الكامل والبسيط والسَّريع ... وتنتهي بقافيةٍ واحدة ، يقولُ فيها :        (" كالنَّقش ِ يا  آذارُ  في  الصَّخر ِ     نحفظكَ   في   الوجدان ِ   والفكر ِ               أو  ما   تشاءُ   الحُبَّ   والبُشرَى      أو   موكبُ    الشُّهَداء   والصَّبر ِ) .     وَيُؤَكِّدُ الشَّاعرُ في هذهِ  القصيدةِ أنَّ  الدِّكاءَ والجراح التي بُذلتْ  وسُفكَت سوفَ  تزهرُ  وتنبتُ  الثمرَ  .. ونضال  شعبنا  لن  يذهبَ  سُدًى    .    وفي  نهايةِ  القصيدة  يقولُ :                                                        ( " وغدًا   ُنرَدِّدُ  يا  آذارُ  أغنية ً     تغفو  هنا   كالقلبِ  في  الصَّدر ِ             تأبى  الخُروجَ   وسَوفَ  أغريها      عِشقَ   الصُمودِ  الحَقِّ   للنَّصر ِ") .    
   وكتبَ أيضًا  رسالة ً شعريَّة ً  إلى  (  جبل عيبال )  وللأهل ِ في  نابلس   جبل  النار  يُحيِّي  فيها  صمودَ  الأهل  هناكَ  ونضالهم   ضدَّ  الإحتلال ،  والقصيدة ُ   على  بحر (  الوافر ) -  فيقولُ في القصيدة  - صفحة 12 :    ( " أيا  عيبالَ ... يا  جبلَ  القضيَّهْ      إليكَ   أزفُّ   من  عيني    َتحِيَّهْ   لكلِّ     أحبَّتي    وَهَوَايَ     عطرٌ       كموج ِ  النار ِ  والرِّيح ِ   الزَّكيَّهْ     وَ" رام  الله " الحَنان  كما  عهدنا       تقارعُ  في  انتفاضتِهَا   الأبيَّهْ ) ... إلخ  . ...   ومن أروع قصائد هذا الديوان  فصيدة : " ( أخضر ... أخضر ... أخضَر ...  " )  وهيَ  ردٌّ على  قصيدةِ  الشَّاعر العربي الكبير المرحوم  "  نزار قبَّاني " -  والقصيدة ُ على  بحر  الرَّمل (  تفعيليَّة )   ذي  الإيقاع الغنائي الجميل ،  يقولُ  فيها :  ( "  لم  أجادلْ   يا صديقي   //  في نصوص ِ الفقهِ ، أو في النحو  // أو  في  للصَّرف ِ  أو  في  الشِّعر ِ أو في النَّثر   //لم  أحَادِثْ  جارة ً  في  السياسة  //    فالتَّحادُثُ    في    بلادي   //          مثلما    تدري     لأمثالي   //      مَكروهٌ    وَمَمنوعٌ   وَمُنكَرْ    // " )  .      فالقصيدة ٌ  من  خلال ِ  أسلوبها  وتوَجُّهها  خطاتبيَّة ٌ  انتقاديًَّة ٌ  وَتهَكُّمِيَّة  يعرضُ ويُعالجُ  فيها الشَّاعرُ  الواقعَ  الذي نحياهُ  محلّيًّا  وعربيًّا   ويُصيبُ  فيها  كبدَ  الحقيقة  .  ويقولُ  مثلا ً  :  ( " لم  أغادِرْ صَخرتي  في وجهِ  هولاكو   //   ونيرون   وهتلرْ  //            اللهُ     أكبَرْ    // هذي  تخُومُ  إدانتي  يا  صديقي   //    يا    أخي    //  اللهُ     أكبَرْ    //   ليسَ    أكثرْ    //    )    .ويقولُ  أيصًا  :  ( "  لم  اطالعْ  كتبًا  في  النقدِ  أو ِ  القلسفه ْ  // بلْ     كتبتُ   //    أشعارًا    لأشجار ِ  الوَطنْ   أنتَ   أدرَى   كيفَ   أشجارُ  بلادي    // حينَ   تهوي  لا  تموتُ  //   وحينَ   تقتلُ   فهيَ  تبقى  واقفهْ   // كلُّ   ما  أدريهِ  أنني  قد   كتبتُ   أشعارًا  وعشقا ً  للوَطنْ   // فهَلْ  كفرتْ  !! ؟؟   //   " )  ...  إلخ  .                                     
  والقصيدة ُ طويلة ٌ جدًّا ومستواها عال ٍ وراق ٍ  كثيرًا ويُحَلِّقُ  فيها  الشّيخُ  غسَّان  حاج  يحيى  إلى  قمم  عديدة ، وهي  تضاهي  وتفوقُ  الكثيرَ  منَ  الخرائد والرَّوائع  الشِّعريَّة  لعمالقةِ  الشُّعراءِ  من  العالم ِ العربي  -  يقولُ  مثلا ً  :    ( "  إن أ رادَ  الرَّبُّ   أرْحَلْ    // فقلبي    أخضَرْ   //   وَجُرحي  أخضَرْ   // وباللعربيَّةِ  الفصحَى أنا " غسَّانُ بن عدنان  بن قحطان  "  // وتاريخي ... عذاباتٌ   وأشعارٌ    وَعَنبَرْ     // " )  ...  إلخ   .
   وفي  قصيدةِ  : ( "  أنا لم أضلّ  الطريقَ " -  صفحة  23 -  ) – على وزن مجزوءِ  الكامل    يتحدَّثُ لالشيخ  غسَّان  على  لسان  كلِّ  فلسطيني   مناضل ويُعطينا  صورة ً نضاليًَّة ً  للآيديلوجيَّة الفلسطينيَّة  المقاومة بالحقِّ   وبالصَّبر وبالإيمان لأجل ِ نيل ِ الحقوق المشروعة وردع الظلم والإحتلال، وهو  يذكِّرنا  بشعر المقاومة  وَرُوَّادِهِ  في الخمسينيَّات والسِّتينيَّات ، مثل :  سميح  القاسم ،  محمود درويش ،  توفيق  زياد  ،  راشد  حسين  وعصام  العبَّاسي وشفيق حبيب  وحنا إبراهيم ... وغيرهم .   يقولُ الشيخ  غسَّان :  ( أنا  لن  أضِلَّ  عن ِ الطريقْ       ما   دامَ    في   ليلي    بريقْ        يخشَى   الأعادي    صَحوتي        يَسعَونَ    كي     لا   أستفيقْ          خسِؤُوا   فحقِّي   في   الحياةِ         كالزَّهر ِ   ينضجُ      بالعَبيقْ       ويقولُ:( كلٌّ  الشَّقائِق ِ من  دَمِي     والمَجدُ    دومًا    لي    رفيقْ                  إن   شِئتُ    أمْهلْ    ظالمِي          إن  زادَ    أشعلها    حَريقْ ) .. إلخ.    
    وكما  أنهُ  في  بعض ِ  قصائدِهِ  يستشهدُ  بالتاريخ ِ  ويتوغَّلُ  ويستجلي   التراثَ والتاريخ  ويُعيدُ  قراءتهُ وتلخيصهُ من  جديدٍ  بنظرةٍ ورُؤيا  فلسفيَّة وقوميَّة  وَيُوظِّف رموزهُ  وشخصيَّاته  وحوادثهُ  لمواضيع  وقضايا  عديدة  يُريدُها وقد  أبدَعَ في هذا المجال أيُّمَا  إبداع ... (  كما يحذو ويفعلُ  بعضُ  الشُّعراء العرب الكبار ، مثل : ( مضفَّر النوَّاب  ونزار قبَّاني  والبياتي ... وغيرهم  ... ) .    يقولُ  مثلا ً في إحدى  قصائدهِ  :  ( " يا  هذا  المُتسَربلُ  بالأمل ِ الحُلو ِ وبالعتمَهْ   // هلْ   تبحَثُ  مثلي  عن   ُلقمَهْ  //    تمهَّلْ  ليضربَ أقدَاحَهُ   ويعرف فأقسم  لهْ ... //   كانَ  لصنم ِ أقداحٌ  ثلاث... الآمر – والناهي – والمُتربِّص - " ) ... إلخ .       وفي آخر القصيدةِ  يقولُ : ( " أحفادَ  أحمد والوليد  وطارق  وكلّ  فرسان العرب ْ   // إلامَ تطحننا  للمآسي  والمذابحُ    والغبار//").                        
   ونلمسُ في  بعض ِ قصائدِهِ  أيضًا  عُمقا  وتأمُّلا ً  وفلسفة ً مُبهمة ً وَبُعدًا  ميتافيزيكيًّا  –  يقولُ  في إحدى قصائدِهِ   مثلا ً  ( " أبحرُ  أحيانا ً في عُمق ِ النفس ِ المُشتاقة  للدِّفءِ // الحُبّ  //    السِّلم   //  العدل   //   تدخلُ  في هذهِ الكلمةِ  إرهاصاتُ الحلم //  البُعد  //   الغُول ْ  //  " )  .  
   ومن قصائدِهِ  الجميلة في  هذا لالديوان قصيدة ٌ مهداة ٌ إلى مدينتِهِ ومسقط  رأسهِ   " الطيبه "   - المثلث  -  فيقولُ  فيها   ( " يا أرضَ " طِيبَة َ" مَسَّني  سَقمُ      حينَ    ابتعَدتُ   أصَابني    ندَمُ      ويقول:( قد جُبتُ في البلدان ِمُرتجلا ً    لم   يُلقَ  إلا َّ  الضَّيم   والظلمُ..) .   
  وهنالكَ  قصيدةٌ  لفتت  انتباهي  في الديوان  بعنوان : ( " مكالمات " – صفحة 52  ) يتوجَّهُ  فيها  شاعرنا إلى  جميع  العواصم العربيَّة  ويتحدَّثُ معهَا ( العواصم ) بالتلفون بشكل ٍ تهكُّميٍّ ساحر .  وهذه القصيدة ُ تذكِّرُني بقصيدةٍ  قديمةٍ  للشَّاعر الفلسطيني  الكبير  المرحوم  "  محمود  درويش "   يتحدَّثُ فيها بالهاتفِ مع  الأنبياءِ والرُّسل ِ (  كتبها  قبل  مغادرتِهِ البلاد  - في السِّتينيَّات من القرن الماضي ) ، مثل : النبي محمد ( صلعم )  ويسوع المسيح عليه السلام والنبي القديم " حبقوق " ... وغيرهم ..  ويطلبُ  منهم مساعدة َالإنسان  الفلسطيني  ومُناصرته في محنتِهِ وتشرُّدهِ ومأساتهِ وإنقاضهِ  من الظلم ِ والقتل ِ والمُطاردة  والعدوان النازل عليهِ من كلِّ مكان ، ويكونُ جوابُ  الأنبياء ، في هذه  القصيدة ،   التهَرُّب وعدم  المواجَهَة والمُساعَدَة  بشكل ٍ عملي ملموس .    وأمَّا  قصيدة  الشاعر الشيخ  غسَّان حاج  يحيى  فتعيدُ إلى ذاكرتنا نفسَ الشَّيىء والتوجُّه والأسلوب التهكُّميّ السَّاخر المُضحك  للواقع  الفلسطيني والعربيي ، ولكن تنتهي القصيدة ُ بنبرةِ  القوَّةِ  والعُنفوان وبالتفاؤل  فيُؤَكِّدُ  لجميع ِ العواصم والبلدان العربيَّة  التي لم  تدعم  وتساند الشَّعبَ  الفلسطيني  في  قضيَّته ،  كما  يجبُ ، وللعالم ِ أجمع  أنَّ  الشَّعبَ الفلسطيني الأبيّ  لوحدِهِ  وبدون ِ نصير ٍ سيستمرُّ  في النضال ِ ولمُقاومةِ  حتى يُحقِّقَ غايتهُ  وحُلمَهُ  المنشود ...  ( حلم  تحقيق  وقيام  الدولة  الفلسطينيَّة العتيدة ) على تراب الوطن ... تراب الأهل ِ والأجداد ، وسيكونُ  النضالُ بجميع الوسائل ِالمشروعة وبالحقِّ .  ويقولُ في نهايةِ القصيدة :
( "  -   ألُو   ليبيا     //   -   ألُو  يَمَنانْ    //    -   ألُو    صُومَال      //  -  ألُو  سوريا     //   -   ألُو   لبنان   //  -  أعِدُّوا من رباط ِ الخيل ِ ما  شِئتُمْ //   ولكنَّ    هُنا    باقونَ   كالشُّهُبِ     // ونحرقهُم    بأحجار ٍ    مُباركةٍ    //                                          ولا    نركع    سوَى    للرَّبِّ  //    هُنا    الثَّورة ُ    //   هُنا    خالدٌ   //  هُنا   عُمَرٌ  //  هُنا  الشَّعبُ  الذي  أمسَى  أبا   العَرَبِ   //  " )  .                     
  وأخيرًا :  فلنكتفِ  بهذا  القدر  من  استعراض  وتحليل  قصائد  هذا الديوان تجنبًا  وتفاديًا  للإطالةِ ، وستكونُ  لنا  وقفاتٌ  أخرى  مع  الشَّاعر  الكبير " الشيخ غسَّان الحاج  يحيى " في  دراساتٍ أخرى مُطوَّلة  لدواوين  جديدةٍ  من  إصداراتِهِ  .   وأريدُ  أن  أؤَكّدَ في  نهايةِ  المقال  إنَّ  شاعرَنا " الشيخ غسَّان " هوَ مُتميِّزٌ فنيًّا وَمُبدِعٌ وأعتبرُهُ  شخصيًّا مِن رُوَّادِ  التجديدِ  والإبداع ِ  في الشِّعر ِ والنثر على الصَّعيد  المحلِّي ، وَمِنَ  النقادِ المُتمكِّنين والموضوعيِّين والنزيهين في  كتاباتهم ( وليسَ مثل بعض النويقدين المستكتبين والمأجورين  محلِّيًّا  الذين يجهلونَ أصولَ  وأسُسَ  النقد  الأدبي العلمي  ولا يعرفونَ  أسُسَ  وقواعد  اللغة العربيَّة ونحوها وصرفها  وعلم العروض ، وخاصَّة ً الذين نالوا الجوائز السُّلطويَّة عن غير إستحقاق وجدارة  وبفضل  عمالتِهم  واذدِنابهم السُّلطوي فيكتبونَ  نقدَهم  ومقالاتهم  الهَشَّة  والسَّخيفة والتافهَة  إمَّا   مديحًا  للأشخاص  المُقرِّبين  منهم  والمُرتبطينَ  بمصالح  ومآرب...معهم ...   وخاصَّة  إذا  كانوا  أصحابَ  مراكز ووظائف  عالية ... أو يكونُ  نقدُهُم افتراءً وهجومًا وشتائمَ  في حقِّ ٍ أدباءٍ وشعراءٍ  وكتابٍ  قديرين مُبدِعين  شرفاء ووطنيِّن ومناضلين لأنَّهُ  مطلوبٌ منهم هذا الشَّيىء .. وهو التخريب  والتشويش على  مسيرة  الأدب  والشِّعر والثقافة المحليَّة  وتزوير  ونزييف  الحقائق  وخلط  الأمور وجعل  الأبيض أسود  والأسودَ  أبيضَ  ... ولكنَّهم  لا  ولم  ولن  يستطيعوا أن  يحقِّقوا مآربَهم  لا هُم  ولا أسيادهم  الذين  يسيِّرونهُم  ويوَجِّهُونَهُم  لهذا  المُخطَّط  والطريق  التآمري  الخياني  والقذر والجبان )  .  والجديرُ  بالذكر أنَّ  الشَّيخ  غسَّان  قد  تقدَّمَ  أكثر  من  مرَّةٍ   لجائزةِ  التفرُّغ  السلطويَّة  أسوة ً  بالكثيرين  من  الكتابِ والشُّعراء المحلِّيِّين ولكنهُ لم  يحصل عليها والسَّبب  معروفٌ وذلكَ  لأجل ِ مواقفهِ الوطنيَّة والقوميَّة المُشَرِّفةِ  فهو كاتبٌ  وشاعرٌ  وأديبٌ وناقدٌ  ملتزمٌ ومبدعٌ  كرَّسَ حياتهُ  وأدبَهُ وشعرَهُ  لأجل ِ قضايا  شعبه ِ الفلسطيني المصيريَّة   وأمَّتهِ العربيَّة  فكيف سيحصلُ على جوائز السُّلطة الإسرائيليَّة ... ولهذا لم  تسلَّط ْ عليهِ  الأضواء  بالشكل  الكافي ... ولم   يحظ َ بالتكثيف  الإعلامي وباللقاءات  الصَّحفيَّة  ( المقروءة  والمسموعة  والمرئيَّة ... وخاصَّة  من  قبل الإعلام السلطوي - التلفزيون والإذاعة - والإعلام المُقرَّب من السُّلطةِ والذي  يدورُ في  فلكهَا )  ولم   يحظ َ  بالإنتشار  والشُّهرة  التي  هو  أهلٌ  لها ، كما  يجب ، على الصَّعيد المحلِّي بالرُّغم  من مكانتِهِ  الأدبيَّة  الكبيرة ودورهِ الثقافي والإبداعي الهام وباعهِ الطويل في مجال ِالشِّعر ِوالنثر والنقد ، ورغمَ ترشيحهِ  لجائزةِ  " فيصل " الدوليَّة  للإبداع ِ الشِّعري  والأدبي  .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق