- هذا المقال هو مرور ورؤية نقدية بسيطة على اسس الخلاف السني الشيعي في التاريخ الاسلامي وهو موجه لغير المسلمين والمسلمين الذين يتصورون ان الصراع القائم في الشرق الاوسط هو صراع ديني وخلاف عقائدي محض بين الفرق الشيعية والسنية بل قد يتصور البعض ان الشيعة والسنة أديان منفصلة بذاتها وليست مذاهب فكرية داخل دين واحد نتجت من حراك تاريخي طبيعي يحدث في كل الأديان وكل المذاهب والمدارس الفكرية السياسية والثقافية حتى .
- يصور البعض من منظري الثقافة الدينية من الطرفين ان الخلاف السني الشيعي هو خلاف عقائدي ويتبنى السلفيون هذه الرؤية الذين يجمع قادتهم ان الشيعة كفرة ومرتدون عن الاسلام وبالتالي تنعكس هذه الرؤية على الحركات المتطرفة التي تتبع هذا الفكر وتقدم قتال الشيعة على قتال أعداء الامة الاخرين كالإسرائيليين الذين احتلوا فلسطين وشردوا شعبها وهم يضعون هذا التقديم بقتل الشيعة تحت قاعدة العدو الاقرب فالقريب ، وهذا ما يفسر الاستهداف المباشر بالمفخخات للتجمعات الشيعية في باكستان والعراق والخليج ولبنان .. حتى ان احدى القنوات الغربية اجرت تقريراً مصوراً عن احد الذين فجروا أنفسهم في العراق وهو شاب سلفي لبناني جهادي من مدينة طرابلس حين دخل المراسل منطقته وجد اهله يحتفلون باستشهاده علناً وقال والده للقناة انا فخور بهذه العملية لأَنِّي ابني دخل الجنة بقتله الكفار ويقصد الشيعة بمدينة الكاظمية الذين فجر ابنه نفسه بهم ولم يخف هذه العقيدة رغم ان القانون اللبناني يجرم الاٍرهاب ويدعو الى اعتقال الإرهابيين ..!!
- في المقابل اجرت قناة عربية اخرى تقريراً تلفزيونياً مع احد المقاتلين العراقيين الشيعة في منطقة السيدة زينب بدمشق وسأله المذيع عن سبب تواجده في هذا المكان فأجابه انه جاء لقتال الخوارج الكفرة الذين قاتلهم الامام علي في معركة النهروان وهو فخور لأنه يدافع عن مقام السيدة زينب رغم انه ليس سورياً ومستعد ان يموت من اجل حماية المرقد لأنه سيكون مع الامام علي بالجنة ..!
- ان الجهادي السلفي في طرابلس والجهادي الشيعي بدمشق يعتقدون ان الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف عقائدي وأنهم يقاتلون كفاراً مختلفين في اصل وجذر الدين لكن الواقع غير ذلك تماماً فخلافهم سياسي محض ليس له علاقة بالعقيدة .. السني فجر نفسه بالكاظمية لكي يسيطر تنظيم داعش على بغداد وهو موضوع سياسي مئة بالمئة فمعلوم ان داعش تقاتل الحكومة العراقية من اجل السيطرة على مقدرات العراق وحكمه وليس من اجل حماية عقيدة السنة ومعلوم أيضاً ان هناك دول ومخابرات عالمية تستفيد من حركة داعش لتنظيم حضورها الاستراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط ولذلك تدعم داعش وتقويها
بالمقابل الشيعي الذي ذهب لقتال خوارج سوريا وحماية مرقد السيدة زينب هو يدعم بقاء النظام السوري في حربه مع المجاميع التي تتقاتل في سوريا دون ان يعلم وبالتالي هو يقف في صف المحور الاستراتيجي الاخر الذي يدعم أعداء داعش للحصول على نفس المكاسب الإسترتيجية التي فكر بها الفريق الاول بدعمه لداعش نخرج بنتيجة واحدة ان الخلاف الدائر في الشرق الاوسط بين المحور الشيعي وحلفائه والمحور السني وحلفائه هو صراع سياسي محض من اجل مكاسب سياسية ليس للعقيدة الدينية فيه اي دور لكن العقيدة توظف هنا من اجل خدمة السياسة بهذه الحرب .
-لازلت اتذكر المقالة التي كتبتها ردا المفكر الاسلامي العراقي احمد الكاتب حينما قال ان الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي وليس له علاقة بالعقائد .. وأتذكر اني أجهدت نفسي في وقتها بسرد الأدلة التي تبين الفروق العقائدية بينهما كالخلاف بالنبوة والإمامة والعصمة والخ من الفروق التي كنت اتصور انها خلافات والواقع الان وبعد تطور قراءاتي أودّ ان اعتذر للاستاذ الكاتب واقولً له بالفعل ان الشيعة والسنة متوحدون عقائدياً وان مواضيع الخلاف التي أثرتها انا سابقاً لا ترقى لمستوى العقائد وانما هي قراءات متنوعة وتفاسير متعددة لنصوص واحدة لأن مصدر التشريع العقائدي عند الطرفين هو القرآن فقط ولكن مصادر التشريع المذهبي فيها تنوع واقصد هنا الفروع وليس الأصول وهذا رأيي الان وليس سابقاً فقد كنت اعتقد سابقاً ان الشيعة والسنة مختلفون في جوهر العقيدة وها انا اصحح هذه الفكرة وأغير قناعتي بها ...
- ان الخلاف الفكري بين الجعفرية والأشاعرة في العقائد لا يختلف عن الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة برغم التحديث المتطور الذي ادخله المعتزلة في قراءة النصوص الدينية بالعصر العباسي وأحكامهم العقل مقابل النص ورغم ان الفرقتين سنيتان فهو كالخلاف الفكري بين الاثني عشرية والزيدية رغم ان الفرقتين شيعيتان .. مع ذلك قام ابو الحسن الأشعري مؤسس المذهب الأشعري بالانقلاب على المعتزلة وخلق فجوة سياسية بين المعتزلة والعباسيين لأبادتهم ونجح تلاميذه من بعده باكمال المسيرة ونشر الفكر الأشعري في ارجاء العالم الاسلامي ..
- الخلاف السياسي هو الذي ساعد بانتشار فكر الاشاعرة وابادة فكر المعتزلة مع انهم ينتمون لنفس الطائفة السنية ويؤمنون بنفس عقيدتها وهذا المثال اذا عكسناه على الخلاف بين السنة والشيعة نجد انه من الأساس الى يومنا هذا هو خلاف سياسي يحاول ان يؤطره الطرفان بأطر عقائدية ،،!
- ان النجاح الذي تعيشه السلفية بتكفير الشيعة في المجتمعات السنية الان بلغ ذروته بدعم المال والإعلام الخليجي ولكنه لم يعتمد للان الا على احاديث وروايات وليس نصوصاً قرآنية ، وهو ما يجعل النص القراني كعقيدة عند الأطراف كلها ضامناً وحامياً لسلامة إيمان الشيعة وبالتالي حرمة دمائهم عقائدياً ولكن تعاطف المتأثرين بالدعوة السلفية لتكفير الشيعة هو بالغالب تعاطف سياسي أيضاً له ارتباط تاريخي بصراعات الدولة العلوية والأموية سابقاً والدولة الفاطمية والسلجوقية والدولة العثمانية والصفوية ..
يخاف السني من امتداد حزب الله وإيران فيدعم داعش والنصرة ويخاف الشيعي من داعش فيدعم الحشد الشعبي وحزب الله ( لازالت الخلافات منذ عمق التاريخ تدور في هذه الأُطر السياسية )
- متى ما تحرر العقل الجمعي الاسلامي من سطوة العقيدة السياسية سيعود التسنن والتشيع الى عهد محمد عبدة وشلتوت وروحية محمد باقر الصدر وَعَبَد الحسين العاملي حينما لم يكن لأيران دولة دينية ولم يكن في العراق حزب دعوة ولا بمصر اخوان يحكمون وسلفية يفجرون فقد كانت فترة نهاية الحكم العثماني وظهور العلمانية الجديدة فترة ذهبية في العلاقات والتواصل الفكري بين السنة والشيعة وأقر جامع الأزهر بجواز التعبد على المذهب الشيعي واعتباره مذهباً خامساً مهماً من مذاهب الاسلام وان آراء الشيعة المخالفين للفكر السني هي آراء فكرية ليس لها علاقة بالعقيدة ولازال للان يقرأ الشيعة كتاب نهج البلاغة بقراءة العالم السني محمد عبدة .. تلك الفترة كانت فترة ذهبية للعلاقات الشيعية السنية لأن الصراعات السياسية كانت بين احزاب قومية وليست دينية لذلك لم تنعكس على الطوائف والأديان في الشرق الاوسط فعبد الناصر كان سنياً والرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي كان شيعياً وميشيل عفلق كان مسيحياً خلافهم السياسي لم يتضرر منه لا الشيعي ولا السني ولا المسيحي .
ولكن صراع داعش مع حزب الدعوة وصراع بشار مع جبهة النصرة وصراع ايران مع السعودية احرق المتطقة وحولها الى كرة نار .. تضررت كل الطوائف منها
في الختام الشيعة والسنة هم فرق ومذاهب كلامية من دين واحد لهم اجتهاداتهم ولكنهم ليس أعداء .
- يصور البعض من منظري الثقافة الدينية من الطرفين ان الخلاف السني الشيعي هو خلاف عقائدي ويتبنى السلفيون هذه الرؤية الذين يجمع قادتهم ان الشيعة كفرة ومرتدون عن الاسلام وبالتالي تنعكس هذه الرؤية على الحركات المتطرفة التي تتبع هذا الفكر وتقدم قتال الشيعة على قتال أعداء الامة الاخرين كالإسرائيليين الذين احتلوا فلسطين وشردوا شعبها وهم يضعون هذا التقديم بقتل الشيعة تحت قاعدة العدو الاقرب فالقريب ، وهذا ما يفسر الاستهداف المباشر بالمفخخات للتجمعات الشيعية في باكستان والعراق والخليج ولبنان .. حتى ان احدى القنوات الغربية اجرت تقريراً مصوراً عن احد الذين فجروا أنفسهم في العراق وهو شاب سلفي لبناني جهادي من مدينة طرابلس حين دخل المراسل منطقته وجد اهله يحتفلون باستشهاده علناً وقال والده للقناة انا فخور بهذه العملية لأَنِّي ابني دخل الجنة بقتله الكفار ويقصد الشيعة بمدينة الكاظمية الذين فجر ابنه نفسه بهم ولم يخف هذه العقيدة رغم ان القانون اللبناني يجرم الاٍرهاب ويدعو الى اعتقال الإرهابيين ..!!
- في المقابل اجرت قناة عربية اخرى تقريراً تلفزيونياً مع احد المقاتلين العراقيين الشيعة في منطقة السيدة زينب بدمشق وسأله المذيع عن سبب تواجده في هذا المكان فأجابه انه جاء لقتال الخوارج الكفرة الذين قاتلهم الامام علي في معركة النهروان وهو فخور لأنه يدافع عن مقام السيدة زينب رغم انه ليس سورياً ومستعد ان يموت من اجل حماية المرقد لأنه سيكون مع الامام علي بالجنة ..!
- ان الجهادي السلفي في طرابلس والجهادي الشيعي بدمشق يعتقدون ان الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف عقائدي وأنهم يقاتلون كفاراً مختلفين في اصل وجذر الدين لكن الواقع غير ذلك تماماً فخلافهم سياسي محض ليس له علاقة بالعقيدة .. السني فجر نفسه بالكاظمية لكي يسيطر تنظيم داعش على بغداد وهو موضوع سياسي مئة بالمئة فمعلوم ان داعش تقاتل الحكومة العراقية من اجل السيطرة على مقدرات العراق وحكمه وليس من اجل حماية عقيدة السنة ومعلوم أيضاً ان هناك دول ومخابرات عالمية تستفيد من حركة داعش لتنظيم حضورها الاستراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط ولذلك تدعم داعش وتقويها
بالمقابل الشيعي الذي ذهب لقتال خوارج سوريا وحماية مرقد السيدة زينب هو يدعم بقاء النظام السوري في حربه مع المجاميع التي تتقاتل في سوريا دون ان يعلم وبالتالي هو يقف في صف المحور الاستراتيجي الاخر الذي يدعم أعداء داعش للحصول على نفس المكاسب الإسترتيجية التي فكر بها الفريق الاول بدعمه لداعش نخرج بنتيجة واحدة ان الخلاف الدائر في الشرق الاوسط بين المحور الشيعي وحلفائه والمحور السني وحلفائه هو صراع سياسي محض من اجل مكاسب سياسية ليس للعقيدة الدينية فيه اي دور لكن العقيدة توظف هنا من اجل خدمة السياسة بهذه الحرب .
-لازلت اتذكر المقالة التي كتبتها ردا المفكر الاسلامي العراقي احمد الكاتب حينما قال ان الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي وليس له علاقة بالعقائد .. وأتذكر اني أجهدت نفسي في وقتها بسرد الأدلة التي تبين الفروق العقائدية بينهما كالخلاف بالنبوة والإمامة والعصمة والخ من الفروق التي كنت اتصور انها خلافات والواقع الان وبعد تطور قراءاتي أودّ ان اعتذر للاستاذ الكاتب واقولً له بالفعل ان الشيعة والسنة متوحدون عقائدياً وان مواضيع الخلاف التي أثرتها انا سابقاً لا ترقى لمستوى العقائد وانما هي قراءات متنوعة وتفاسير متعددة لنصوص واحدة لأن مصدر التشريع العقائدي عند الطرفين هو القرآن فقط ولكن مصادر التشريع المذهبي فيها تنوع واقصد هنا الفروع وليس الأصول وهذا رأيي الان وليس سابقاً فقد كنت اعتقد سابقاً ان الشيعة والسنة مختلفون في جوهر العقيدة وها انا اصحح هذه الفكرة وأغير قناعتي بها ...
- ان الخلاف الفكري بين الجعفرية والأشاعرة في العقائد لا يختلف عن الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة برغم التحديث المتطور الذي ادخله المعتزلة في قراءة النصوص الدينية بالعصر العباسي وأحكامهم العقل مقابل النص ورغم ان الفرقتين سنيتان فهو كالخلاف الفكري بين الاثني عشرية والزيدية رغم ان الفرقتين شيعيتان .. مع ذلك قام ابو الحسن الأشعري مؤسس المذهب الأشعري بالانقلاب على المعتزلة وخلق فجوة سياسية بين المعتزلة والعباسيين لأبادتهم ونجح تلاميذه من بعده باكمال المسيرة ونشر الفكر الأشعري في ارجاء العالم الاسلامي ..
- الخلاف السياسي هو الذي ساعد بانتشار فكر الاشاعرة وابادة فكر المعتزلة مع انهم ينتمون لنفس الطائفة السنية ويؤمنون بنفس عقيدتها وهذا المثال اذا عكسناه على الخلاف بين السنة والشيعة نجد انه من الأساس الى يومنا هذا هو خلاف سياسي يحاول ان يؤطره الطرفان بأطر عقائدية ،،!
- ان النجاح الذي تعيشه السلفية بتكفير الشيعة في المجتمعات السنية الان بلغ ذروته بدعم المال والإعلام الخليجي ولكنه لم يعتمد للان الا على احاديث وروايات وليس نصوصاً قرآنية ، وهو ما يجعل النص القراني كعقيدة عند الأطراف كلها ضامناً وحامياً لسلامة إيمان الشيعة وبالتالي حرمة دمائهم عقائدياً ولكن تعاطف المتأثرين بالدعوة السلفية لتكفير الشيعة هو بالغالب تعاطف سياسي أيضاً له ارتباط تاريخي بصراعات الدولة العلوية والأموية سابقاً والدولة الفاطمية والسلجوقية والدولة العثمانية والصفوية ..
يخاف السني من امتداد حزب الله وإيران فيدعم داعش والنصرة ويخاف الشيعي من داعش فيدعم الحشد الشعبي وحزب الله ( لازالت الخلافات منذ عمق التاريخ تدور في هذه الأُطر السياسية )
- متى ما تحرر العقل الجمعي الاسلامي من سطوة العقيدة السياسية سيعود التسنن والتشيع الى عهد محمد عبدة وشلتوت وروحية محمد باقر الصدر وَعَبَد الحسين العاملي حينما لم يكن لأيران دولة دينية ولم يكن في العراق حزب دعوة ولا بمصر اخوان يحكمون وسلفية يفجرون فقد كانت فترة نهاية الحكم العثماني وظهور العلمانية الجديدة فترة ذهبية في العلاقات والتواصل الفكري بين السنة والشيعة وأقر جامع الأزهر بجواز التعبد على المذهب الشيعي واعتباره مذهباً خامساً مهماً من مذاهب الاسلام وان آراء الشيعة المخالفين للفكر السني هي آراء فكرية ليس لها علاقة بالعقيدة ولازال للان يقرأ الشيعة كتاب نهج البلاغة بقراءة العالم السني محمد عبدة .. تلك الفترة كانت فترة ذهبية للعلاقات الشيعية السنية لأن الصراعات السياسية كانت بين احزاب قومية وليست دينية لذلك لم تنعكس على الطوائف والأديان في الشرق الاوسط فعبد الناصر كان سنياً والرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي كان شيعياً وميشيل عفلق كان مسيحياً خلافهم السياسي لم يتضرر منه لا الشيعي ولا السني ولا المسيحي .
ولكن صراع داعش مع حزب الدعوة وصراع بشار مع جبهة النصرة وصراع ايران مع السعودية احرق المتطقة وحولها الى كرة نار .. تضررت كل الطوائف منها
في الختام الشيعة والسنة هم فرق ومذاهب كلامية من دين واحد لهم اجتهاداتهم ولكنهم ليس أعداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق