الفَجْرُ الضَّائِع/ حاتم جوعيه


أيُّ   كنهٍ  وَراءَ  تلكَ  المَجاهلْ        إنَّ    كوني    وقائعٌ    وَمشاكلْ
دربيَ الشِّوكُ كم  سَلكتُ  عليهِ         أتلظَّى .. وفي  اللهيبِ   أناضلْ
لم  أجدْ  في الحياةِ  لحنا  بديعًا        ضاقت الأقطارُ  بي..ثمَّ المنازلْ
قد  سئمتُ  الحياة َ من بعدِ لهوٍ        وَغدا العُمقُ  فيَّ  بالحُزن حافل
أيُّ عيش ذا والأسى في كياني         ذابتِ الرُّوحُ  والدُّموعُ  هواطلْ
أيُّ سرٍّ هنا ..وَكُنهُ  وجودي ؟       هل سأقضي الحياة َ رهنَ المعاقلْ
هل سأبقى على الوجودِ صراعًا      يتحدَّى  اللَّظى   وقيدَ   السَّلاسلْ
أينَ فجري؟ ولفظة ُالحقِّ صارتْ     لم  يقلها   سوى   أبيٍّ    وباسِل
أينَ  حُلمي؟ ..وَحُلمُنا  أخمدَتهُ        غِيَرُ  الدَّهر   والسُّنونُ  الطوائلْ 
فاستقينا  مِنَ  الأسى ما  استقينا       ونما  فينا  الصَّبرُ  فالظلمُ  زائلْ 

كنتُ في فردوس  الخلودِ نشيدًا       كم  ترنَّمتُ مع  مسير  الجداولْ
كم  سبتني الحِسانُ  فالقدُّ عذبٌ       والشُّعورُ الجذلى  حقولُ  خمائلْ
كنتُ في عالم  منَ السِّحر لحنا       باعثا  في النفوس عزمَ  الزَّلازلْ
كنتُ ما كنتُ إذ بيومي تهاوى       ذابَ عطري وفجرُ عمريَ  زائلْ
قد فقدتُ السُّرُورَ  والعمرُ  بدرٌ      والقوامُ  الجميلُ   كالرُّمح ماثلْ 
قد فقدتُ المُنى وأحلامَ  عُمري       وغدَا   كلُّ    ما   أنمِّيهِ     زائلْ
من  طموح إلى العُلا بل إلى المجدِ  ..إلى الفجرِ المُرتجى والمَشاعِلْ
فلذا قد  كبرتُ والحُزنُ  يكوي       في فؤادي وفي جروحي الدَّواملْ
فاستحالَ  الغناءُ   رجعَ   نواحٍ        والنشيدُ  الأبيُّ    َندْبَ     ثواكلْ
فاعذروني إنِّي شببتُ مع  الحُزن     دمائي   على   شفار   النَّواصِلْ 
فاعذروني ما عُدتُ  صلدًا  قويًّا      فأنا    طينٌ ... والمصيرُ   لقاتِلْ

إيهِ  يا أمسَ الحُبِّ يا  نفحَ  خلد       فاحَ  في القلبِ  عطرُهُ   المُتناقلْ 
بُدِّلت    أيَّامي     دُجًى    أبديًّا       فأنا  الآنَ   في  الجحيم   أواصِلْ    
أقفرَ  الخصبُ  فاستحالَ   خرَابا    وربيعُ الوجودِ في الأرض ماحِلْ
وَتراءَى  الشَّقاءُ  يرقصُ رقصًا      هَمَجيًّا   على  دروبي   الطَّوائِلْ
وَتراءَى الوُجودُ في عين نفسي      دونَ  معنى  كأنَّهُ   وشكُ   زائِلْ
أحْرفي الحُمرُ قد غدَتْ في سوادٍ    وشعاراتي      قُيِّدَت    بالسَّلاسلْ
ألفُ عُذر فأنملُ الشِّعرِ لا تعرفُ     صبرًا   أمامَ     حُزن    الثواكلْ
ألفُ   عُذر  إذا   فقدتُ  اتزاني     وَغدا الجسمُ مُنحني الظهر هازلْ
قد قضى دهري أن أظلَّ غريبا     في لظى الحُزن والضَّياع أوَاصِلْ   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق