سوف أعبر ذلك الرصيف الاسمنتي
رغم ان أنوار لندن لا تغريني
ودخان مصانعها لا ينعشني
وبرد الصباح يفترسني
فأتيه في غمرة ضبابها
ثم اعود الى بيتي مبللا بمطر صيفي
انا الآن في حضن مدفئة حزينة
أحكي لها عن أساطيير النازحين
من أعالي البحار
في مدونات قراصنة "الفايكينج"
و"النورمانديين"
وأسفار القوم الطيبين
تحت شجرة الجميزالمعمرة
ينام كلب أصلع
وتحت قنطرة "التايمز"
رأيت صعلوكا
يتبول ويتمرغ في الوحل
وآخر يأكل من حاوية أزبال
على حائط جدار كبير
حفر "بنكسي" رسما لوردة سوداء
الرسام "بنكسي" لا زال مجهول الهوية
يترك بصماته على جدران لندن
ثم يختفي لمدة طويلة
لا احد يعرف من هو ومن يكون
نفق المترو طويل وموحش
كل المماشي تؤدي الى "هايد بارك كرنر"
لسماع الى خطباء يوم الاحد
ودعاة دين وسياسة وشتم ونفاق
واحتجاجات وتظاهرات
و"الباص " الاحمر من طبقتين
مزدحم بالاجانب من البيض والسود
و"طاكسي" سوداء
تعبر الشوارع المكتظة بضباب العابرين
ومن صومعة "بج بن"
تطل عقارب ساعة ضخمة
الوقت هو الزمان اللندني الغبش
الناعس على خط غرينتش
كل اذاعات العالم معطلة
ما عدا الخالة الهرمة ال"بي بي سي"
"هنا لندن" يزعزع صمت المغتربين
هديل الحمام
الرابض على أدراج ساحة "ترافالغار"
يزعج بعض السائحات الخليجيات
المثقلاث بحوائج وهدايا وامتعة ثمينة
من "هرود" و"سلفريجز" و"مارك اند سبنسر"
آه كم أتوق الى رؤية ماسح أحذية
في الشارع العربي "ادجورد رود"
رواد "مقهى مراكش" يدخنون نارجيلة
وينفثون دخانا حلزونيا
وهم ينقبون في جرائد ومجلات عربية
عن اخبار الوطن البعيد و المعتقل
في قصور الحكام العرب المتصهينين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق