أشهر شعراء النجف: مختارات شعرية / كريم مرزة الأسدي

يقول الجواهري :
أجب أيها القلبُ الذي لستُ ناطقاً **إذا لم أشاوره ولستُ بســـامع ِ
وحدّثْ فأنّ القومَ يدرونَ ظاهراً ** وتـُخفى عليهم خافيات الدوافع ِ
وفجّر قروحاً لا يطـاقُ آختزانها ** ولا هي ممـــــا يتقى بالمباضعِ ِ


مختارات شعرية  لأشهر شعراء النجف ( ولادة أو نشأة) ، وحشرت نفسي  ، وهم من عمالقة الشعر  العراقي و العربي ، رتبتهم حسب أقدمية سنوات ميلادهم :
 1 - السيد محمد سعيد الحبوبي ، 2 -  السيد جعفر الحلي ، 3 - الشيخ محمد جواد الشبيبي الكبير ، 4 -  السيد رضا الهندي الموسوي ، 5 -  الشيخ محمد رضا الشبيبي ، 6 - الشيخ علي الشرقي ، 7 -  الشيخ محمد علي اليعقوبي ، 8 - الشاعر الكبير أحمد الصافي النجفي ، 9 -  الشاعر الكبير محمد مهدي  الجواهري  ،  10 - الدكتور عبد الرزاق محي الدين ، 11 - الشاعر محمد صالح بحر العلوم  ،   12 -  الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ،  13 -  السيد مصطفى جمال الدين ،  14 - الشيخ أحمد الوائلي ، 15 -  الشاعر الشريد عبد الأمير الحصيري ، 16 -  كريم مرزة الأسدي .

1 - شعر وتشبيب وغزل السيد محمد سعيد الحبوبي ( 1266 -- 1333هـ / 1850 -- 1915 م) :
لُحْ كوكباً وإمشِ غُصناً والتفِتْ ريما
 فأن عداكَ آسمها لـــــم تعدك السيما
يامن تجلّ عــــــــن التمثيل صورته
 أأنتَ مثَّلتَ روح الحـــــسن تجسيما
نطقت بالشعر سحــــراً فيك حين بدا
 هاروت طرفُكَ يُنشــــي السحر تعليما
فلو رأتك النصـــــــــارى في كنائسها
 مصوراً رّبعـــــــــــــــت فيكَ الأقانيما

ويقول في (ياغزال الكرخ) :

هزَّت الزورآء اعطاف الصَفـــا
فصفت لي رغدةُ العيش الهَني
فارعَ مِن عهدك ما قد سَلفــــا
وأعِدْ يافتــــــــــــــــنة َ المُفتَتِن
****
ياغزال الكرخ واوجدي عليك
كاد سري فيـــــــك أن يُنتَهكا
هذه الصهبآء والكـأسُ لديــك
وغرامي فــي هــواك إحتَنكـــا
فآسقني كأساً وخُذْ كأساً اليــك
فلذيذ ُ العيش أن نشتـــــــــركــا
إترع الأقـــــــــــــداح راحاً قرقفاً
وآسقني وآشرب او آشرب واسقني
فلمُاك العـــــــــــــــذبُ أحلى مرشفا
من دم الكرم ومـــــــــــــــآء المُزن
****
أيها العذال كفّوا عَذلَكُــــــــــــم
بالهوى العذري عذري اتضحا
وامنحوا يا اهل نجد وصلــــكم
مستهاما يتشكى البرحـــــــــــــا
واذكروني مثل ذكراي لكــــــــم
ربّ ذكرى قرّبتْ مـــــــــن نزحا
الوفا ياعرب يـــــــــا اهل الوفا
لا تخونوا عهـــــــــد مَن لم يَخُنِ
لا تقولوا صدّ عنـــــــــــــــا وجفا
عندكم روحي وعــــــــــندي بدَني

2  - من غزل وتشبيب السيد جعفر الحلي ( 1277 -- 1315 هـ / 1861 - 1898 م)  :
  اني شكرت نحول جسمي بالمها **اذ صرت لم امنع بكل حجاب
ان اغلقت بابا فقلبي طائرٌ **** والجسم ينفذ مـــــــن شقوق الباب
فانا بعكس ذوي الهوى! اذ دأبهم ****ذم النحول, وشكره من دابي
ويقول مشبباً :
يا قامة الرشأ المهفهف ميلي***بظماي منك لموضع التقبيل ِ
فلقد زهوت بأدعج ومـــــزجج *** ومفلج ومضــرج واسيلِ
رشأ اطل دمي وفي وجناتـــه  ****وبشأنه اثر الدم المطلول
يا قاتلي باللحظ اول مـــــرة *** اجهز بثانيـــــة على المقتول
مثل فديتك بي ولو بك مثّـلوا** شمس الضحى لم ارش بالتمثيل
فالظلم منك عليّ غـــــير مذمم *** والصبر مني وردها المطلول
ولماك رّي العاشقين فهل جرى***ضرب بريقك ام ضريب شمول
وتشبيب ثالث  :
بالغلس انسلّت الى حبيبها ********* تخطو وعيناها الى رقيبها
ساحبة الابراد في مرابع  **********  ارجاؤها تضوعت بطيبها
مرت بها ريح الشمال فاغتدت****تحمل طيب المسك في جيوبها
فرشت احشاي لها لكنني  ********خشيت ان تضجر من لهيبها
عانقتها كأن كفيّ التقت **** ****من قضب الجرعا على رطيبها
حشاشتان التقتا كلٌّ ترى **** ***ان ليس في الاخر كالـــذي بها
تحبها الناس ولكن ان مشــــت  ********كأنها تمشي على قلوبها
فكم شكت عشاقها لها جوىً *******شكاية المرضى الــــى طبيبها



3 -  الشيخ جواد الشبيبي الكبير  (1281-1363هـ \1864-1944م)   :

يطارحني في الدوح من ليس قلبه ** كقلبي ولا اوكاره كمطارحي
ان كان كل المجد بعض مطامعي**   فنيل الثريا من اقل مطامحي
وظن سماك الشهب اني اعزل **وكم اعزل يقوي على طعن رامح
عبرت له نهر المجرة ضاربا *** * *   لاسنة الامواج في يد سابح
تلاحقني في ضفتيه نجومه *** **  فهل كنت في الافلاك اول سائح
كأني من تحت النيازك حاسر *** *** تهاوت عليه بارقات الصفائح
من السعد لونصل الهلال يريحني *** * فاصبح مذبوحا لاشرف ذابح
فكن ياضراح الشهب موضع حفرتي ***فما في ثرانا موضع للضرائح
تجاور فيها الجائرون واسسوا ****** بهذا الفضا احدوثة من فضائح
قرون حديد اطلعوا من سقوفها  ****  وقالوا لها هذي السماء فناطحي

ويقول :
أجيالنا الماضون عز خضوعهم ** وسكوتهم لمصارع الاجيال
درجوا ,وأبقوا بعدهم أفعالهم ******** عبروا لاسماء بلا أفعال
تركوا البلاد,وخصبها مستوعب**** ***ما بين أجواز الى أجيال
والخصب ليس بمسمن سكانها **** *ان كان محفوفا بقحط رجال
ويقول :
  كان الضعيف اذا مد القوي يدا  **** ****لظلمة ردها مدفوعة بيد
واليوم ظل ضعيف القوم مضطهدا**** وارحمتاه لمظلوم ومضطهد
كم شجة ارضخته وهو معتدل **** *****كما تعاقب طراق على وتد
يبيت مضطربا في موطن قلق  **** ****** كأنه زئبق في كف مرتعد
ويقول :
أمثقف  القلم     الذي *** من دونه الرمح المثقف
تجري  سلافة   ريقه ***   فتعبها  الافكار  قرقف
و رد الفصاحة لم يكن ***  لولاه  بالاملاء    يقطف
جوف العدو يضيق من ***  نفثات  ارقمه   المجوف
فكأنه   قلم     القضا ****   ان  جر  يوما ما   توقف

4 - السيد رضا الهندي الموسوي(1290-1362هـ \  1873-1943م)
يقول في القصيدة الكوثرية :
أمُفلّـجُ ثَغركَ أم جوهـرْ***و رحيقُ رضابـِك أم سُكّرْ
قَـد قال لثغرِكَ صانِعـهُ ****إنّــا أعطينـاكَ الكَـــوّثَرْ
والخالُ بخـدكَ أم مِسـكٌ ***نقطتَ بـهِ الـوَردَ الأحمرْ
أم ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخَـدُ ****فتيـتُ النـّدّ على مَجمـرْ
عجباً من جَمـرتِهِ تَذكـو*****وبـها لا يحتـرقُ العنـبرُ
يا مَن تبـدو لي وَفـرَتُهُ ****في صُبحِ محَيـاهُ الأزهـرْ
فأجـنُّ بـه بالليـل إذا*****يغشـى والصُّـبحِ إذا أسـفرْ
إرحَمْ أرِقاً لو لم يَمـرَض **بنُعـاسِ جُفونكَ لم يَسـهرْ
تَبيـضُ لهَجْـرِكَ عَينــــاهُ ****حُـزناً ومـدامِعُـهُ تحمَرْ
يا للعُشّــاقِ لمفتـــــــونٍ***يَهــوى رَشَأً أحوى أحورْ
إنّ يَبْـدُ لَذي طرَبٍ غنّى *****أو لاح لذي نُسُــكٍ كبّـرْ
أمنــتُ هــوىً بنُبّوتِــــهِ  *****وبعينيهِ ســحرُ يُؤثَــرْ
أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـلـــــلٍ***عَيـشـي بقطيعِتِــه كــدّرْ
يا مـن قَـد آثَرَ هجْراني ******وعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـرْ
أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَ***النّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ
وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاً****وبـوجهِ محبّـك إذّ يصــفّرْ
وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِ *****ولـؤلُؤِ دَمـعي إذّ يُنثَـرْ
أنّ تترُكَ هذا الهَجـرَ فليـسَ ****يَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَـرْ
فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِ ــ ــ عسـى الأفراحُ بها تنشَرْ
وأشغَل يَمناكَ بصَبّ الكـأسِ *****وَ خَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَرْ
فَدَمُ الُعنقودِ ولحـنُ العـــــودِ****يُعيـدُ الخـيرَ ويَنفي الشّرْ
بّكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجــــــرِ*****فصَفـوُ الدَّهـــر لِمَـن بَكّرْ
هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلــي ****إن كُنـتَ تَقِـرُّ علــى المُنكرْ
فلقد أسرفتُ وما أســـــــلفتُ ***** لنفـســي ما فيــــه أعّرْ
سـوَّدْتُ صحيفةَ أعمـالــــــي *****ووكلـتُ الأمـر إلى حَيدرْ
هو كَهفي من نُوبِ الدّنيـا ******وشَـفيعي في يومِ المَحشـرْ
قـد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـــــــه******* نِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكـرْ
لأُصيبَ بهـا الحظَّ الأوفـــــى*****وأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ

ويقول مشبباً في مطلع قصيدة :

أقبل من أهواه بالكــــــأس*** فتهت بين البدر والشمـس
مَلك على عرش الجمال أستوى** فأقرأ عليه آية الكرسي
بل ملك اضحت على حسنـه ****وقفاً عيون الجن والإنس
وردٌ على خديه من شأنــه **** أن يصبغ العشاق بالورس

ويقول في (الاستعداد للموت ) :

أرى عمـــري مـؤذنا بالذهـــابِ*** تمـر لياليـــــهِ مـرّالسحـاب
تفـــاجـأني بيــض أيامــــــــــه**** فتسـلخ مني سواد الشبـاب
فمن لي إذا حان مني الحمــام**** ولم أستطـع منـه دفعا لمابي
ومن لي إذا قلـــــبتني الأكــف**** وجـردني غاسـلي من ثيـابي
ومن لي إذا سرت فوق السرير*** وشـــيل سـريري فوق الرقاب

5 - الشيخ محمد رضا الشبيبي (1889 -- 1965 م) :

 يقولون: اتيان الكبائر جائز *** وفعل الخطايا المنكرات مباحُ

أخي هذه الأخلاق للجنس نهضةٌ *** وللبشر الآتين منه فلاحُ؟

يريدون للدنيا ضماداً وأنهم **** بجثمان هذا الاجتماع جِراح
ويقول عن الشباب : :
أنْتُـمُ - مُتّعْتُـمُ بالّـسّـؤْدُدِ** ياشبابَ اليَوْمِ - أشْياخُ الغَـدِ
ياشَبابـاً دَرَسُـوا فاجْتَهًـدوا ***لِيَنالـوا غايَـةَ الْمُجْتَـهِـدِ
وَعَـدَ اللهُ بِكُـمْ أوطانَـكُـمْ ****ولَقَـدْ آنَ نَجـازُ المَـوْعِـدِ
أنتُـمُ جِيـلٌ جَديـدٌ خُلِقُـوا *****لِعُصُـورٍ مُقْـبِـلاتٍ جُــدُدِ
كَوّنوا الوَحْـدَةَ لا تَفْسَخُهـا ***نَزَعـاتُ الـرّأْيِ والمُعْتَقَـدِ
أنـا بايَعْـتُ عَلـى أنْ لاأرَى** فُرقَةً،هاكُمْ عَلـى هـذا يَـدِي

6 - يقول الشيخ علي الشرقي (1890 - 1964 م ) :
لِلَّـســـــع ِ نَـعـمَـلُ دَائِــمَــــاً
وَالـنَّـحـلُ تـَـعـمَـلُ لِـلـعَـسـَل
بـَــلَـدِي رُؤوسٌ كـُـلـُّـــــــــهُ
أرَايـتَ مَـزرعـَة َ الــــــبَصَل
ويقول :
مَا أكثرَ الشّوك المُؤلِمَ لِلـحَشَی
في ذِي البِلادِ،وَ مَا أقلَّ الشّیحَا
عَمّ البِلی فَلَو أنَّ طُوفـَـــانَا أتَی
هَذَا الوَرَی لَم یَبقَ مِنهُم نُوحَا
مِن كـلِّ مَن مَلأ الـــضّلالُ رِدَاءَهُ
وَالّإفك یـَمــلءُ ثـَغـرَهُ تَسبِیحَا
فَلـأنصَحَنَّ قَومِي وَ إن جَلبَ الرّدَی
فَالعُودُ یَحرُقُ نَفسَهُ لـِـــــیَفُوحَا

ويقول ، ولا نذكر المناسبة !! :
 يا رامي الشجر العالي بأكرته
هلا تعلمت اخلاقا من الشجــــر
ترميه بالحجر القاسي لترجمـــه
وانه دائمـــــــــــــا يرميك بالثمر
قدست من بشر لــــــولا مجاملة
لقلت في حقه قدست من بقـــــر.
قل للجآذر ظلما انت مــــــــن بقر
ان ينسبوك وهذا الوحش من بشر

 7 - يقول الشيخ ا محمد علي اليعقوبي  ( 1895 -- 1965 م) :
أأرتاحُ بالكرسيِّ مزدهياً بـــهِ *** وتهتزُّ منْ شوق ٍإليَّ المنـــابرُ ؟
وأضرعُ مأموراً لناه ٍ وآمرٍ ***وـلي مقولٌ ٌ في الشّعب ناه ٍ وآمرُ
رضيتُ لنفسي في الحياةِ بمقنعٍ ٍ* من العيشِ يأباهُ خطيبٌ وشاعرُ
ولمْ أدخرْ غيرَ القناعةِ ثــــروةً*** وتلك التي تبقى وتفنى الذخائرُ
ويقول عن الانتخابات النيابية :
  للانتخابات قـــــــــامت *** معـــــاركٌ ومعامعْ
لكلّ حزبٍ  هـتـــــــافٌ ***تستك منه المسامعْ
فللشباب  طمــــــــــوحٌ **و(للشيوخ)  مطامعْ
سوق  الضمــــائر فيها*** مابين شارٍ وبائــــعْ
ذرائعُ  القـــــــوم شتى ***والمال بعض الذرائعْ
وليس يــــــــــربح إلا ** من رشّحته المـــراجعْ

8  - يقول أحمد الصافي النجفي (1897 -- 1977م) :


سألتـْني الشعراءُ أيـن أميرُهمْ؟  *** فأجبـتُ : إيليـا بقـولٍ مطلقِ
قالوا : وأنت ! فقلتُ : ذاك أميرُكمْ *** فأنا الأميرُ لأمـةٍ لم تُخْلَقِ
ويقول :
إذا البحرُ لمْ يلهمْكَ منهُ معانيـــا ****فأَنْتَ غريــبٌ، لا يكلِّمُكَ البحرُ
فلستَ بكفءِ البحرِ، حتى تؤمَّهُ ***لأَنَّكَ صخرٌ جامدٌ، كفؤكُ الصَّخرُ
كذا الحسنُ ملكُ الشَّاعرينَ، لأنَّهُ ** يكلَّمُهم، والقولُ منهُ، هو الشعرُ
ويقول عندما وقع أمر فك سراحه بين أربع دول ...!!:
حکومةُ لبنانَ قد راجعت ***** فرنسا لفکِّي فلم تسطعِ
وراحت فرنسا إلی الإنکلیزِ *** تراجعُهم جَلَّ مِن مرجعِ
وقد راجعَ الإنکلیزُ العراقَ *** وللیومِ بالأمرِ لم یُصدَعِ
فقلتُ: إعجبوا أیّها السامعونَ ** ویا أیّها الخلقُ قولوا معي:
أمِن قوّتي صرتُ أم من ضعفِهم *** خطیراً علی دولٍ أربعِ؟
قدم له صديق قديم مبلغاً من المال داخل رسالة في مناسبة من المناسبات فحار الصافي في رفض المبلغ أو قبوله، وقد عبّر عن هذه الحيرة في أبيات، منها:
ونبيلُ قومٍ جادَ لي برسالـــــــةٍ *******فواحـــــةٍ من لطفِهِ بعبيرِهِ
وإذا بها ملغومةٌ بسخائِــــهِ ****** فأحترتُ بين مسائتي وسرورِهِ
حاولتُ ردَّ سخائِهِ فخشيتُ أن *****أقضي علي نبعِ السخا بضميرِهِ
فرضيتُ منكسراً بجرحِ كرامتي **وقبلتُ جرحي خوفَ جرحِ شعورِهِ

9 - الشاعر الكبير  محمد مهدي الجواهري ( 1899 -- 1997م ) :

يقول :
 عجيبٌ أمركَ الرجراجُ   *** لا جنفــــــاً ولا صددا
تضيقُ بعيشــــــةٍ رغدٍ *** وتهوى العيشةَ الرغدا
وتخشى الــزهدَ تعشقهُ *** وتعشـــقُ كلَّ من زهدا
ولا تقوى مصـــــامدةً  *** وتعبـــــدُ كلَّ من صمدا

ويقول :

أجب أيها القلبُ الذي لستُ ناطقاً ***إذا لم أشاوره ولستُ بســـامع ِ
وحدّثْ فأنّ القومَ يدرونَ ظــاهراً ***وتـُخفى عليهم خافيات الدوافع ِ
وفجّر قروحاً لا يطـاقُ آختزانها *** ولا هي ممـــــا يتقى بالمباضعِ ِ
تلفـّتُّ أطرافي ألمُّ شتــــــــــائتاً ***  من الذكرياتِ الذاهباتِ الرواجع ِ
تحاشيتها دهراً أخافُ آنباعثـها  ***على أنّها معدودة ٌ مــن صنائعي
ويقول في ( دجلة الخير :

حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني "*** " يادجلة الخير , يا أمَّ البساتين ِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به " ****" لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين
يادجلة الخير ِيا نبعاً أفارقه " ***" على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ
إني وردتُ عُيون الماءِ صافية "**** " نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
وأنت ياقارباً تَلوي الرياحُ بهِ " ******" ليَّ النسائِم أطراف الأفانينِ
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني " " يُحاكُ منه غداة البيَن يَطويني
يادجلة َ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا " " حتى لأدنى طِماح ِ غيرُ مضمونِ


10 - الشاعر محمد صالح بحر العلوم (  1908 -- 1992م ) :

من قصيدنه الشهيرة ...أين حقي:
 
رحت أستفسر من عقلى وهل يدرك عقلى
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلى
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجــــــــلى
وإذا كان لكل من فيه حق: أيـــــــــن حقى؟
********
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنــــسك جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقى؟
**********
ما لبعض الناس لايحسب للتفكير فضلا
ومتى ناقشته الرأى تعداك وولـــــــــــى
زاعما ابقاء ما كان على مـــــا كان أولى
من جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟
*************
ليتنى أسطيع بعث الوعى فى بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شـــــــــــر البهائم
وأصون الدين عمـــــــــا ينطوى تحت العمائم
من مآس تقتـــــــــــل الحق وتبكى: أين حقى
***********
يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينى
أمن الله قد استحصلت صكاً فى شؤونى
وكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟
***********
بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر
فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر
هو ثوب العنصريات وهذا غير ســـــــاتر
وصراخ الأكثريات تعالى: أين حــــــقى؟
***************

كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائــــــــــــل
وملايين الضحايا بيـــــــــن فلاح وعهامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟
**********
حرروا الأمة ان كنتم دعاة صادقينـــــــــا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينــــا
وأقيموا الوزن فى تأمين حق العامليــــــــنا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟

11 - الدكتور عبد الرزاق محيي الدين (1910-1983م) ، وهنالك من يرى ولد 1904م :
يقول :
أرى دين عيسى مثل دين محمدٍ*** ولكن هـــــــــــذا الاختلاف لمن دانوا
هما شرعـــا دين الموأخاة بيننا ****وكل بني الإنسان في الأرض أخوان
  ويقول في قصيدته ( رثاء الفكر) :
أبيت رثاء الفكر يلحد في رمــس**** ويومض في عين ويشرق فــــي نفس
سرى سريان الغيث للبحر بعدمـــا ***تحلب في ضرع ونور فـــــــــي غرس
واشــــــــــــهد أن الضفتين نديةٌ**** وان جرها قحط الرجـال إلــــــــى يبس
وان جفاء مـــــــن بقايا رواسبٍ***** طغت وطمت في الشاطئين على الرس
وان عصامياً من الشعب صاعـداً**** تبوأ فــــــــــــــي آفاقها مطلع الشمس
وأن فروقاً فــــي العقائد واللغى ***** توحد في سعي وتشرك فـــــــــي حس
وأن وهادا فــــي البطائح تلتــــقي**** وشاهقة فــــــــــــي بنجوين علـى أس
بنو وطن مــــــنٍ مائه وشرابـــــهِ***** نعمنا فما جنس يفرق عـــــــــن جنس
وأن التـــــي كانت تشاع خرافة يروجها *****الساعون فـــــي النا**س بالدس


ويقول في قصيدته عن الدكتور طه حسين :
ويسألونك مـــــا طه ولـــــــــــــو خبروا** ما عندهم عنه لاستغنوا بما خبروا
والغيث يشربه الظمآن مــــــــــــــن قللٍ ***وربّما سأل الأنواء مـــــــــا المطر
والرأي صوت مصونٍ ليـــــــس يمنحهُ*** من زمروا ويقاضى فيه مــن جأروا
الرأي بالرأي لا ســــــوطٌ يهـــــــــــددهُ ***ولا زبانيةٌ تشــــــــــــــــــلي فتأتمر
والدين محض قناعاتٍ متــى أخــــــذتْ***** بالكره آمن مــــن دانوا بمن كفروا
 من جردوا الناس من رأيٍ بأنْ حجروا ****عاشوا الحياة بــــــلا رأي بأن حجروا



12 -الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( 1916 - 1983م) :

من ملحمته  العقائدية المطولة حتى الملل ، إذ تتجاوز أربعين  ألف بيت يفول : 
 هاك قلبي مضرجا بدمائــــي ***قطعا في سلاسل من ولائــي
هي من منبع العقيدة وحـــي ****لم يكدر منه معين الصفاــء
وهي أغلى من كل عقد نفيس ** ذهبي مهما ارتقى في الغلاء

 ومن قصيدته  (بواعث الشجون) :
لترى عفاة أنفقوا أعمارهم ***عسرا وجاءك منهم الإيسار
لترى عراة من نسيج أكفهم*** يعلوك زهوا مطرف وازرار
غرثى البطون وحولهم أطفالهم ***غرثى فلا قوت ولا أطمار
ويقول :
شعب الجزائر يا أبا السط *** وات والفتك العنيد
رصعت اكليل المفاخر *** من جهادك  في  عقود
وكسوت أمجاد الكرا ***مــة من دمائك في  برود
وفتحت للأجيال مــــد****رســة البطولة من جديد
ونشرت درسا خـــــــالدا****للتضحيات   وللجهود
ورفعت راية  يعـــــرب******خفاقة   فوق   البنود
حييت ياشعب الجهــــا****د وطاب مهدك من صعيد

13 - السيد مصطفى جمال الدين:
ثورة على مناهج التدريس الدينية:
هذي المناهج أطمـــــــار مهلهلة
            مرت على نســـجها الاحداث والعصر
وسوف يأتي زمان لا تــرون بها
 الا خيوطا لهمــــــس الريح تنتـــــــشر
ويقول عن العر الشعر :

فاذا اللحن نبعــــــــــة في يد الفنـ
            نان والعــــــــــود صخرة صماء
يولد الشعر كيف شــاء وتبقى الـ
            خمر خمرا مهما استجــــد الاناء

ويقول :

لملم جراحك واعصف ايها الثار*** ما بعد عار حزيران لنا عارُ
وخل عنك هدير الحق في اذنٍ****ما عاد فيها سوى النابال هدارُ
وخض لهيب وغى لابد جاحمها **** يوماً فإن بريق السلم غرارُ
ان تحرق البغي ،تجلوا ذُلَّ موقفنا  * أو تَحتَرق فطريق الجنة النارُ

ويقول :

بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ – إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ
مرّت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ-- ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُ
وقست عليك الحادثات فراعها –ــــــــــ ان احتمالك من أذاها اكبرُ
حتى اذا جُنت سياط عذابها --ــــــــ راحت مواقعها الكريمة تسخرُ
فكأن كِبركِ اذ يسومك تيمرٌ –ــــــــــ عنتاً – دلالُك اذ يضمك جعفرُ

 14 -  الشيخ أحمد الوائلي ( 1928 - 2003 م ) :
يقول في رسالة الشعر :

يا ( مهرجانَ الشعرِ ) عِبْؤُكَ مُجْهِدٌ
فإذا نَهَضتَ بِهِ .. فإنَّــــــــــكَ أَروَعُ
أنا إن شَدى بِكَ مِزْهَرِيٌّ ، فلأنَّــــكَ
اللَّحنُ المُحَبَبُ والنَشِيـــــدُ الأرْوَعُ
ولأنَّ أهدافاً تُوَحِّـــــــــــــــدُ أو دَمَاً
غَمَرَ العُرُوُقَ ، قَرابَــــــــةٌ لا تُقْطَعُ
سُدْنَا فما سادَ الشُــــــعُوُبَ حَضارَةُ
أَسْمَى ، ولا خُلُقٌ أَعَـــــــفُّ وَأَوْرَعُ
عَفواً إِذا جَمَحَ الخيالُ فَلَمْ أُجِـــــــىْء
للأَمسِ أَمْرِيَ الضَّرْعَ أوْ أَسْتَـــرْضِعُ
لكِنَّها صِوَرٌ جَلَوْتُ ، لِيُرْسَمَ الفَجْــــرُ
المُشَرِّفُ .. والأَصِيلُ المُفْجِـــــــــــعُ
* *
يا « مهرجانَ الشعرِ » حَسْبُ جِرَاحنَا
أَنَّ الهَوى مِمَّا تُعَتِّقُ يَكْــــــــــــــــــــــرَعُ
كُنّا نَهُبُّ على الزَّعِيـــــــــقِ، وَمُذْ طَغَى
صِرْنا نَنَامُ علــــــــــــى الزَّعيقِ وَنَهْجَعُ
فالمَجْدُ يَحْتَقِرُ الجبـــــــــــانَ لأــــــــــنَّهُ
شَرِبَ الصَّدى، وعلى يَدَيْهِ المِنْـــــــــــبِعُ
* *
أَوْ أَنْ يُوَّشِّي الكأسَ في سَمَرِ الهَوَى
لِيُضَاءَ لَيْلُ المُتْرَفِينَ فَيَسْــــــــــــطَعُ
أَوْ أَنْ يُبَاعَ فَيَشْتَرِي إِكْلِــــــــــــــــيلَهُ
تاجٌ مِنَ المَدْحِ الكَذُوبِ مُرَصَّـــــــــعُ
بغدادُ يا زَهْوَ الرَّبيعِ عـــــــلى الرُّبَى
بِالعِطْرِ تَعْبَقُ وَالسَنى تَتَلَفَّــــــــــــــعُ
يا أَلْفَ لَيلَةٍ ما تَزالُ طِيُوفِــــــــــــــها
سَمَراً على شِطْئانَ دِجْلَــــــــــــةِ يُمْتِعُ
وَيَدٌ تُكَبَّـــــــــــــــــــــــلُ وَهِيَ مِمَّا يُفْتَدَى
وَيَدٌ تُقَبَّلُ وَهِيَ مِمَّـــــــــــــــــــــــــا يُقْطَعٌ
وَيُصَانُ ذاكَ لأَنَّهُ مِـــــــــــــــــــــنْ مَعْشَرٍ
وَيُضامُ ذاكَ ، لأنَّـــــــــــــــــــــــهُ لا يَرْكَعُ
* *
لا تَطْرِبَنَّ لِطَبِْهَا ، فَطُبُوُلُها
كانَتْ لِغَيْرِكَ قَبْلَ ذلِكَ تَقْرَعُ

ما زِلْتُ أَرْعُفُ في يَدَيْها مِنْ دَمِي
عَلَقاً ، وهل تَنْسَى ضَنَاها المُرْضِعُ ؟

أّيَّامَ نَقْتَسِمُ اللّظَى وَصُدُوُرُنا
تَضْرَى ، فَيَمْنَحُها الوِسامَ ،المِدْفَعُ

وَدِمَاؤُنا امْتَزَجَتْ سَوَاءُ ، فَلَمْ تَكُنْ
فِرَقَاً ، يُصَنِّفُها الهَوَى وَيُنَوِّعُ

وَتَعَانَقَتْ فَوْقَ الحِرابِ أَضالِعٌ
مِنّا ، فما مِيْزَتْ هُنَالِكَ أَضْلُعُ

حَتّى إذا أَرْسى السَّفِينَ وَعَافَهُ
نَوْءٌ ، زَحَمْنًا مَنْكَبَيْهِ ، زَعْزَعُ

عُدْنا وَبَعْضٌ للسّفِينِ حِبَالُهُ
والبَعْضُ حِصَّتُهُ السَّفيِنَةَ أَجْمَعُ

وَمَشَتْ تُصَنِّفُنا يَدٌ مَسْمُوُمَةٌ
مُتَسَنِّنٌ هَذا وَذَا مُتَشَيِّعُ

يا قَاصِدِي قَتْلَ الأُخُوَّةَ غِيْلَةً
لُمُّوا الشِّبَاكَ ، فَطَيْرُنا لا يُخْدَعُ

غَرَسَ الإِخَاءَ كِتَابُنا وَنَبِيُّنا
فَامْتَدَّ ، وَاشْتَبَكَتْ عَلَيْهِ الأَذْرُعُ



15  - الشاعر الشريد :عبد الأمير الحصيري (1942 -- 1978 م) :

أجائع ! أي شيء ثم يا قلـــــــــق **أ***من حطامي هذا يمطر العبق
إذا تصبيت روحي دونما تعــــــــب ***يطغى تلظي هواك القائم الخفق
ان كنت تحلم في قلبي ، فأن دمي **من جوعه بات في الجوع يحترق
وهو القائل كذلك ..
أنا الإله ومن حولي ملائكتي ****والحانة الكون والجلاّس من خلقوا
ويقول:
ما زلتَ طفلاً غريراً، كيف تَقربني
أنا التشرد والحرمـــــــان والأرقُ؟
أنا الشريد!! لماذا الناسُ تذعر من
وجهي؟ وتهربُ من قداميَ الطرق
وكنتُ أفزع للحانـــــــــات، تشربني
واليوم!! لو لمحت عيني، تختنـــــق
قَدْ بِتُّ أمضغ أعراقي وأوردتـــــــــي
وأرتوي من جراحاتي.... وأنسحق
شَنقتُ قلبي على أ حلامه.. فإذا
بها، وضحكتها الخضراء تنشنقُ
وجِبتُ حتى زوايا الغيب، ليسَ صدىً
فيها، يُروّي صدى نفسي، ولا ألق

16  - كريم مرزة الأسدي ( 1946 م -- ...) :
لا تقتل الأملَ البصيصَ لصــغرهِ *** فلربّمــــا   ثمراتُـــه   القمــرانِ
كم ذي المروءاتُ الّتي بضمـائرٍ  *** ماتتْ   ولطـف ُالله ِ ليس   بفان
هذي الحياة ُ ترى الممات َ بدايةً  *** لتفتح  الأجيـال ِ في     الزمكانِ
فتعيدُ نشأتها ،وتسحقُ سلفـها *****  وتركّبُ  الإنسانَ      بالإنسانِ
*************************
 حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ ****تُلملمُ أنـــوارَ الجهامِ وتسـطعُ
 تَهيَّجَ قلبي  لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ ****تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبـــــدعُ
 ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعٌ****فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ
عـــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ******ونــغرفُ،إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
 ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غـلّةٌ **يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
 وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها **ظِلالاً ، وأغصانُ الشبيبة تُمتِــعُ
 ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا **توخّى فؤادي كبدُهُ،وهـو موجعُ
  فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ***وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجـعُ

ويقول :

 مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ **** تتزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
 لنْ ترْكعَ الهاماتُ حتّى حتفها **خسئ الذي والى سواكَ ويركعُ
 يا موطني قدْ كان أمسكَ ساطعاً *إنْ زلَّ يومكَ، ذا غدٌ فستسطعُ
 يا موطني كمْ ذا حسبتكَ جنّتي***منْ بعدِ أرضِك كلُّ أرضٍ بلقعُ
 روعاً لنفحكَ،إذ يطلُّ صباؤه**يهبُ الحياةَ وأنتَ أنتَ الأروعُ
 هذي هـي البيداءُ شرعٌ تُربُها ** وطنٌ يوحّدنا ، وضادٌ يجمع
 لغةٌ تفيضُ بها الخواطرُ لمحةً * تأتي القوافي،والقريضُ يقطّعُ

ويقول في ( بلادي وأحزانها) :
 لو كان دفءُ الحقِّ في ضبابها
والشمـسُ لا تـأتي إلى أبوأبـها
وأمطرتنـي مـن لظـى عذابـهـا
والهمسُ يعلو من جوى شبابها
والطيرُ يشدو في ربــى هضابها
لما نظمتُ الحزنَ فـــي غيابــها
ويقول عن وزارة (الثقافة) العراقية من قصيدة :

هدْهدْ بشعركَ ما أهـدتْ ليالينا *** باتتْ ثقـافتـُنا تغـري أغــــانيننا
وغضّتِ الطّرفَ عنْ نونٍ وما سطـرتْ *أقلامُها للنهى والذّكرِ تبْيينا
كأنَّ بغدادَ ما كانتْ بحاضــرة ٍ****ولا الرشيدً، ولا المأمونَ ماضينا
فـ (دار حكمتِها) تاهـتْ نواجزُها *** بـحاضراتٍ تعرّتْ مــن مآسينا
إنّـي أعــــرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ *** للحالمينَ بنهـــبٍ مــن أراضينا
إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ العودِ داعبها ** توهّمتْ ، فـزهتْ زهــوَ المُغنـّينا
تبّـــاً لذاكرةٍ قـــد أغفلتْ قممــاً **** مـــن العلوم ، ونخلاتٍ لــوادينــا
لا تعذل ِالقـومَ نسياناً ، فيومهمو ***نهْب الصراع ، فما يدريكَ يدرينـا
الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ ، ومـا نجبتْ ***واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســلاطينا
شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ ***في(دار سابورَ) ، قد لاقتْ معرّينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ملاحظة : كتبت عدّة حلقات عن بعضهم ، واستطراداً  عن آخرين ، الجواهري ( خمس حلقات) ، الشبيبي الكبير ( ثلاث حلقات) ،  السيد جعفر الحلي ( ثلاث حلقات) ،الشيخ اليعقوبي ( ثلاث حلقات ) ، وكتبت استطراداً بمقالات أخرى  عن الحبوبي ، الوائلي،  جمال الدين ، الصافي ، الهندي ، بحر العلوم  ... ترقبوا مقالاتي عن الشاعر الكبير أحمد الصافي النجفي .
  كريم مرزة الأسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق