في كتابه كيف انقذالايرلنديون الحضارة اكد فيه الكاتب توماس ماهيل ان الايرلنديون استطاعوا الحفاظ علي الحضارة الاوربية كلها من خلال اديرتهم واعترف كهيل بفضل المصريين في وضع بذور الحضارة في ايرلندا والغرب واضاف ان الكتب التي ساهمت في ازدهار الحضارة هي التي سافرت من مصر وسوريا عن طريق ايرلندا وبريطانيا وانتشرت في نواحي اوربا
كما ذكر الكاتب دار ليمبل في كتابه رحلة بين المسيحيين في الشرق الاوسط تأثير الاقباط علي المسيحيين السلتيك في كل من ايرلندا واسكتلندا والدليل علي ذلك ان القداس الايرلندي يذكر السبعة رهبان الاقباط الذين اتوا من مصر وقد دفنوا بهذه البلده ونشروا الرهبنة هناك كما ان حياة الانبا بولا اول السواح منقوشة علي حجر موضوع بكنيسة القديس فيجانس باسكتلندا
واعترف الراهب الكوين مستشار شارلمان بدور الاقباط حتي انه اطلق علي رهبان ايرلندا واسكتلندا لقب ابناء مصر
بالرغم من هزيمة الاقباط علي يد العرب عام 642 الا ان سلامهم الثقافي بقي حاضرا محتفظا في الكتب يخدمون به العرب الغزاة والعالم اجمع
ومنذ عصر الشهداء حدثت نهضة ايمانية عظيمة في مصر والامبراطورية الرومانية بأسرها والحقيقة ان انتصار الايمان المسيحي كان مدفوعا بدم مايقرب من مليون شهيد . واستشهاد الاقباط لم يحدث فقط في مصر وانما في ثلاث قار اتى انتشرت فيها المسيحية وقصص الكتيبة الطيبية (نسبة الي طيبة - الاقصر) والقديس موريس اكبر دليل علي ان هؤلاء القديسين دفعهم حبهم للمسيحية للتبير بها في اوربا.
وفي منطقة "اجونوم" في سويسرا اصدر الامبراطور نمسيمان امرا للكتيبة الطيبية بالتبخير للاوثان وهو الامر الذي رفضته الكتيبه تنفيذه مما جعل مكسيمان يأمر بقتل عٌشر جنود الكتيبة وكتب القائد موريس وافراد الكتيبة خطاب الي مكسيمانس جاء فيه : ايها الامبراطولر العظيم نحن جنودك ولكننا في نفس الوقت عبيد الله فنحن نستلم منك اجورنا ولكننا ننال من الله مكافأتنا الابدية و تمنعنا تعاليم الهنا ان نأخذ اسلختنا ونحارب بها رجال اتقياء ومدنيين ...ولكننا في الوقت نفسه لسنا ثوار , فنحن ان كنا ثوار كنا دافعنا عن انفسنا لاننا نملك اسلحتنا ولكننا نفضل ان نموت صالحين علي ان نعيش وقد دنسنا حياتنا بدماء الابرياء "
وبهذا تكون الكتيبة الطبية طبقت التعاليم المسيحية كما يقول بولس الرسول الخضوع للسلطات الحاكمة رو13:1 وفي نفس الوقت اطاعة الله اكثر من الناس اع5:29 وهو مبدأ لم يخرج عنه الاقباط لما يقرب اكثر من 2000عام. وكان نتيجة هذا الخطاب ان غضب مكسيمانة وامر بقتل عٌشر اعضار الكتيبة مرة اخري ثم اصدر قرار بقتل كافة الجنود المكسيحيين وقد قتل مايزد عن 520 جندي قي اجو نوم والباقي تم القضاء عليهم في مذابح متتالية في سويسرا والمانيا وايطاليا .
وقد حملت مدن مختلفة اسماء جنود الكتيبة مثل القديس موريس في سان موريس اون فاليه وسان مورتيز وحبنما تسافر الي اوربا تجد صدي كبير للكنيسة القبطية متمثلة في جنود الكتيبة والذين لازالوا السويسريين يذكرون اسمائهم . ويوجد نحو 650 مكان علي اسم القديس موريس خاصة في فرنسا وسويسرا .
ومع الكتيبة الطيبية بدا عصر الايمان الذي اثري الغرب .
وساهمت في الحضارة الغربية القديسة فيرينا التي عفي عنها مكسيمان وهي من قرية جرجوس بالقرب من الاقصر , رافقت فيرينا الكتيبة الطيبية كممرضة وعاشت بقية حياتها في زورزاخ بسويسرا واهتمت بتعليم السكان كيفية الاهتمام بصحتهم ونظافتهم الشخصية وكانت تخدم الفقراء وتعتني بالمصابين بالبرص .
وتنتشر صورتها وهي تحمل ابريقا ومشطا مصريا ولها منتجعات صحية باسمها وصور منحوته علي الحجارة والاخشاب والمحلات وفي الشوارع كما ان لها كنائس باسمها وكثير من المدن الاوربية تكرمها ودعوها المراة التي علمت اوربا النظافة ولها تمثال بالسفارة الويسرية بمصر بالحجم الطبيعي
لقد ترك الاقباط شجرة الحضارة التي اثمرت وانبتت بفعل البذار التي زرعها الشهداء الاقباط باوربا
اما عن الدور التبشيري للكنيسة القبطية الاولي حيث انتشرت اولا الدعوي في الاراضي القريبة من وادي النيل واهمها الخمس مدن الغربية الليبية وكانت تحت الحكم الروماني وفي الجنوب بشر الاقباط بلاد النوبة والسودان واثيوبيا , وهناك بعض الوثائق التي تشير الي تبشير الاقباط في مناطق اليمن والهند وسيلان والجزيرة العربية .
وعرف الغرب الرهبنة والاديرة عن طريق رهبان مصر خاصة البابا اثناسيوس الذي نفاه الامبراطور الي اوربا ونشر كتابه عن الانبا انطونيوس مؤسس نظام الرهبنة ولولا زيارته الي روما بصحبة راهبان ماكانت اوربا تنبهت للنظام الرهباني وانشأت الاديرة التي حافظت علي قدر كبير من التراث الهليني للاجيال التالية حتي يستفيدوا منه ويخرجون من العصور المظلمة الي العصور الوسطي ثم الي عصر النهضة التي اثمرت عن اكثر الحضارات تطورا عبر العالم في وقتنا الحالي, و هكذا استفادت اوربا والغرب من الاقباط .
بابه/اكتوبر
---------------
ملحوظة : الاقباط في القرون الاولي كانوا كل المصريين آنذاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق