وكالة الأنباء الفرنسية تنشر مقالة الكاتب العراقي احمد الياسري حول داعش/ الاب يوسف جزراوي

اثارت مقالة الكاتب العراقي المقيم باستراليا احمد الياسري حول تهديدات داعش لفرنسا ضجة في الصحافة الباريسية بعد ان نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية الدولية باللغة الفرنسية والتي ربط بها الكاتب بين تهديدات داعش لأسقاط برج ايڤل والطرق والدوافع التي تتبعها داعش لتنفيذ تهديداتها في الدول الغربية معتبراً مقتل العدناني مصداقاً لهذا الاستهداف شارحاً التباين في منهجية القاعدة الكلاسيكية ومنهجية داعش الحديثة معتمداً على طرقه الصحفية الذاتية في تحليل وقراءة حركة هذه التنظيمات وطرق ادارتها لحركة خلاياها النائمة في دول العالم ، 
الياسري اشار من خلال صفحته في الفيس بوك الى ان الصحافة العالمية يجب ان تركز على كتابات المحللين العرب واستنتاجاتهم لظاهرة الاٍرهاب وحركة التنظيمات لأنهم يعرفون الجذور الفلسفية لهذا الفكر .. 
واليكم المقال باللغة العربية ورابطه باللغة الفرنسية ؟ 
----------------- 
هل ستُسقط داعش برج ايڤل؟
بقلم الكاتب احمد الياسري
- تتحد داعش مع تنظيم القاعدة في الأيدولوجيا الحربية لكنها تختلف في طرق التطبيق والتنفيذ وتحاول ان تجعل هذا الاختلاف مضهراً يشكل حضورها العنيف  في الدول الغربية .
 حرب داعش والقاعدة ( جبهة النصرة ) في سوريا انعكست على طرق وأنماط  وخرائط العمليات لذلك عطلت داعش وباعتراف ( طالب المياحي ) شرعي التنظيم المعتقل  بالعراق الان عطلت العمل بكتاب ( ادارة التوحش للحكايمة )( وفقه الدماء )لأبي جهاد المصري كمناهج إفتائية في المعارك لأنها نفس المراجع الميدانية التي تعتمدها فروع القاعدة الان  واعادت العمل والاخذ ( بكتاب العمدة في اعداد العدة ) لسيد امام الشريف. وذلك لخلاف الشريف مع الظواهري بعد تأليفه ( وثيقة ترشيد العمل الجهادي ) بعد الإفراج عنه بمصر  . 
-عمليات الذئاب المنفردة التي نظَّرَ لها ( ابو مصعب السوري ) كانت مؤجلة بزمن بن لادن لأيمانه بالعمليات النوعية الكبيرة فأعادت داعش احيائها الان كنوع من انواع التمايز عن القاعدة أولاً وكطريقة مؤثرة لضرب العمق الأمني في الدول المستهدفة ثانياً . 
- غيرت جبهة النصرة اسمها ( جبهة فتح الشام ) لتجنب استهدافها وفسح المجال لطائرات التحالف لتدمير غريمتها داعش ويعتقد ان مقتل ( ابو محمد العدناني) بسوريا بأغسطس الماضي ساهمت به الجبهة عبر احداثيات احد عملائها. 
- العدناني وزير الاعلام بداعش هو الذي ظهر صوته بالفيلم الذي هدد باستهداف برج ايڤل بباريس بُعيّد عمليات بروكسل وهو المحرك الفعلي لعمليات التنظيم بالدول الغربية . 
- القاعدة تستهدف الاهداف النوعية ( السياسية الاقتصادية ، العسكرية ) كعمليات سبتمبر  ونيروبي ، بينما تستهدف داعش الاهداف السياحية والثقافية كعمليات باريس واورلاندو  ونيس لضمان الخسائر البشرية وارباك الأجهزة الامنية ولتفعيل أستراتجيتها الحربية الجديدة . اضافة الى العقدة الحضارية التي يعيشها التنظيم في مناطق صراعه بالعراق وسوريا لأنه سيطر على اوسع المدن الاثرية بالعالم  ، فاستهدافه لمتحف الموصل ومدينة تدمر حقق له حضوراً سياسياً عبر ردود الفعل العالمية المستنكرة الواسعة واشبع غروره الأيدلوجي  لذلك بدأ التنظيم يضع الاهداف الثقافية على خريطة استهدافاته .. وهو وجه رمزي اخر من وجوه الصراع الحضاري الذي تنفذه داعش ضد حضارتنا :
- برج ايڤل الذي هدد العدناني باستهدافه يمثل جوهر هذا البعد الرمزي الثقافي لذلك تؤكد التسريبات الامنية لقادة داعش المعتقلين بالعراق انه من الاهداف القصوى التي يحرص التنظيم على تنفيذها وان عمليات باريس الذي ذهب  ضحيتها العشرات قبل أشهر كان هناك خطة لأن يكون برج ايڤل من ضمن المواقع المستهدفة فيها لتكرار حالة الهلع بعد استهداف برج التجارة العالمي بأحداث سبتمبر عام 2001 ولأحداث ثغرة نفسية في الشعور الوطني الفرنسي . 
فهل ماتت هذه الفكرة مع موت صاحبها ( ابو محمد العدناني ) ؟ ام ستبقى منتظرة لعدناني جديد يحاول جعل هذا الرمز الثقافي العالمي ضحية من ضحايا فكر التطرّف الذي تحاول داعش فرضه  بعالمنا بالقوة  . 
فهل ستُسقِط الطائرات الفرنسية برج الخليفة ( ابو بكر البغدادي ) قبل ان يقترب من إسقاط برج ايڤل .الوقائع على ارض الموصل والرقة ستجيب على هذا السؤال قريباً .

( اف آر نيوز )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق