مساهمة/ عبدالقادر رالة


 استسلمت لوهم احاديثه الممتعة ، السابحة ، المحلقة بعيدا . تخيلت أني ارافق الارنب الصغير في رحلة خيالية ، وهو يشق طريقه سعيدا بين حقول الجزر ، اللفت ، الشمندر والملفوف....

 أمر عجيب أن يستحيل صوت والدي الحنون الى صوت ارنب شجاع ، كلماته رغم قصره دليل على أنه يعرف هدفه بدقة ، وقوته لا حدود لها !

 وتأكدت بأني مسحور به ومأخوذ بالركض وراءه  ، حتى أني لم أسأله ، الى اين هو ذاهب؟ وحتى في اللحظات التي يتوقف فيها لكي يستريح ، أنسى أن افكر في والدي  ، وأين تركته ، وكيف انتقلت من جانبه في غرفة النوم الى الحقول المترامية ....

ماهي دوافعي للجري وراءه ؟ لما ارفض العودة الى والدي ؟أو حتى التفكير فيه ؟ هل هو أيضا يبحث عني ؟

 اضطربت ...واخيرا .. انتبه الارنب لي ... وتكلم .....

ـ لعلك لا تعرف الى اين نحن ذاهبان ؟

ـ لا اعرف... انت تركض... تركت أبي ورائي!

 قفز ولوح بيديه....

ـ والدك هو الذي يوجهني ...هو من يلهمني... بأن أصل الى البيت الورقي وسط حقول الملفوف....

ـ بيت من ورق!

ـ هناك ينتظرنا الثعلب ،السلحفاة  ،الراكون ،القندس ،الضبع والذئب...

 وفجأة رغبت في ان أبكي ، ولما لمحني الارنب ... ربت على كتفي ...فاستفقت منتبها....

 أمي تنظر الى مبتسمة....

ـ حسين...حسين...

ـ أين أبي!....

ـ في الصالة يتابع فيلم السهرة. لم يتوقع ابدا أن تنام بسرعة.... تنام قبل أن ينهي حكايته!

عبدالقادر رالة/الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق