استسلمت لوهم احاديثه الممتعة ، السابحة ، المحلقة بعيدا . تخيلت أني ارافق الارنب الصغير في رحلة خيالية ، وهو يشق طريقه سعيدا بين حقول الجزر ، اللفت ، الشمندر والملفوف....
أمر عجيب أن يستحيل صوت والدي الحنون الى صوت ارنب شجاع ، كلماته رغم قصره دليل على أنه يعرف هدفه بدقة ، وقوته لا حدود لها !
وتأكدت بأني مسحور به ومأخوذ بالركض وراءه ، حتى أني لم أسأله ، الى اين هو ذاهب؟ وحتى في اللحظات التي يتوقف فيها لكي يستريح ، أنسى أن افكر في والدي ، وأين تركته ، وكيف انتقلت من جانبه في غرفة النوم الى الحقول المترامية ....
ماهي دوافعي للجري وراءه ؟ لما ارفض العودة الى والدي ؟أو حتى التفكير فيه ؟ هل هو أيضا يبحث عني ؟
اضطربت ...واخيرا .. انتبه الارنب لي ... وتكلم .....
ـ لعلك لا تعرف الى اين نحن ذاهبان ؟
ـ لا اعرف... انت تركض... تركت أبي ورائي!
قفز ولوح بيديه....
ـ والدك هو الذي يوجهني ...هو من يلهمني... بأن أصل الى البيت الورقي وسط حقول الملفوف....
ـ بيت من ورق!
ـ هناك ينتظرنا الثعلب ،السلحفاة ،الراكون ،القندس ،الضبع والذئب...
وفجأة رغبت في ان أبكي ، ولما لمحني الارنب ... ربت على كتفي ...فاستفقت منتبها....
أمي تنظر الى مبتسمة....
ـ حسين...حسين...
ـ أين أبي!....
ـ في الصالة يتابع فيلم السهرة. لم يتوقع ابدا أن تنام بسرعة.... تنام قبل أن ينهي حكايته!
عبدالقادر رالة/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق