يتشتت شعري في أودية المساء
فيعكر صفوه الذكريات
كجذع شجرة هرمة أغرقها المطر
تتجمع طوابير المحنة تسألني
ويتراقص أمامي طيف الخريف
لم أعد أكترث
بنبضات في قلبي تزيد
أتسلق خيطان دخان سيجارتك
وأنت علي البعد بدوني
وسأطهو لك طبق أحزاني
علي الفراق
لازلت أنت
قطار يجري في شراييني
كوميض برق يصرخ
ومجدافي الوحيد يلج
يرتعد من النوارس
وأوجه العابرين
أعلن رفضي وأسلخ شوقي
وأعلقه بجدران الحنين
أشرعتي البيضاء تتشتت
فيغوص مجدافي بلا أمل في النجاة
وأعمدة الفجر تسقط فوق رأسي
ترميني بسككها الملتوية في أقبية الخراب
أو أن يولد لون جميل في رحم المتاهة
لتكتب قصيدة بحجم المساء
وحلمي أرسمه بوجه القمر
فيبعثرني نوارس تحوم
في غيوم قصيدة لم تولد بعد
تتوحد مع روح البحر الصامت
في اشتياق للبوح حين نلقيه بالفل
وحين تدخن سيجارتك
وتنفثها بوجه الريح
فيحتضن يدي وقبلاتي ويغوص
فأجمع أمنياتي بحقيبة صغيرة
وألقيها بوجه النسيان
وأنا العابرة في تلك الساحة
المبهمة أدوس الشوك بأقدام
ألهبها السير والمسافات
ظلت تعدو لساعات حتي طلت
مواسم الجرح عليها
سلتها خاوية بلا حصاد
وقلبها ينزف
الأوجاع والضياع
الموجة الصغيرة
التي اصطادها صيادمبتدئ
تفحّمت من شدة الضوء
.والبنت الجميلة
التي كانت تكتب الشعر
للمحارات الحزينة
وللطحالب المغتربة
خانها البحر و لفظتها الريح
وجرحتها العواصف الخائنة
متلاحمة مع عشب الضفاف
و استقرت على كتفها
نوارس ذهبية
سؤال دوما تسألني
لماذا ننسى دائما أننا سنموت ؟
ونعلق الخيبات في الذاكرة
ونرحل مع السحب
حين تسقط مطرا
ومرارا وضفائر تصبح فضة
ضائعة لا وطن لي سوي القصيدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق