صاحب البيت/ عبدالقادر رالة

فهم تماما ً موضوع حديث ابن أخاه وجاره في صالة الضيوف ، وإن كان همساً.....
   يحرض ابن اخيه ابراهيم ضد صاحب البيت الذي كان يعمل عنده اخاه جلول ...كان يعمل وسقط على رأسه ، ونُقل الى المستشفى ، غير أنه في اليوم الموالي تُوفى....
وبعد أن خرج الجار ، نادى ابراهيم وأجلسه بجانبه على الاريكة ـ اسمع يا ولدي...يا ابراهيم !
ـ نعم....نعــــ....م  يا عمي ...
ـ جلول ابوك...لكنه أيضا أخي ...أحب اخوتي الي ...وأنت تعرف أني العم المفضل الى والدكم...
هزّ ابراهيم رأسه موافقاً....
ـ والموت ...حق على كل واحد...تموت في الفراش..او في الحرب...أو تسقط من العلو .. أو حتى وأنت نائم ...وأبوك كان بناءً ا ماهراً ...طيب ومتفهم أحبه كل من استخدمه ، ويحترمه جميع الجيران...قدر الله أن يموت في بيت .....
أراد ابراهيم أ ن يتكلم غير أن عمه أشار اليه بأن لا يقول شيئا..
ـ  لا تستمع الى احد..لا يعرفون شيئا سوى الثرثرة الفارغة من كل شيئ سوى التحريض والمغالطة...الكراهية لن تعيد لك والدك...والمال لن يعيد لي أخي...فإن سمعت أنك أخذت دينارا فلا أنت ابن أخي ولا أنا عمك !
طأطأ ابراهيم رأسه ، وقد اغرورقت عيناه بالدموع...
ربت على كتفه : ـ  شكرا ، لأنك لم تخيب ظني فيك ، وتأكد أنك لن تحتاج الى شيئ مادمت أنا في هذه الدنيا...
وبعد الشهرين تقريبا فوُجئ بصاحب البيت الذي سقط فيه أخاه يدعوه لفنجان قهوة في مقهى الربيع....
وبعد ان جلسا في زاوية من زوايا المقهى العامر بالمرتدين ، شرع صاحب البيت في الحديث بحماس :
ـ لقد تأثرت بموقفك كثيرا ً...بكيت دموعاً حقيقة  لما عرفت بأنك طالبت من عائلة المرحوم بأن لا يأخذوا مني سنتيما ! انت انسان رائع  !وابن اخيك ابراهيم رائع ايضاً  ! رغم أنه لا يزال صغيرا ...وفي الحقيقة انا اشعر بالدين ، الحرج ، والمسؤولية ...ارجوك افهمني ولا تقاطعني  .... لقد فكرت طويلاً ...والمرحوم جلول ترك زوجة وثلاث اولاد صغار اكبرهم ابراهيم ..لذلك قررت أن اخطب زوجته منك أنت بالذات ، فأنت أخ طيب وعائلة المرحوم تحترمك كثيرا...
حار بما ذا يجيب... فأضاف صاحب البيت:لا تفكر في أي شيئ....تقدم بي السن ولم أتزوج بعد.. فقد ساعدني في اقناع زوجة المرحوم ....كما أقنعت ابراهيم... حقيقة اريد أن أعوضهم اذ استطعت.....ووُفقت....
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق