زيتًا للقِنديلِ الآتي مِن حَلقِ الصّبر؛
نَذَرَ الرُّبانُ جَراءَتَهُ، والتَحَفَ اللّيلْ،
يتنَفَّسُ أقنِعَةَ الآتي،
يثمَلُ، تَتَراقَصُ أضلُعُهُ،
وَيُطيلُ العَتمُ مَواويلُه..
والنّغمَةُ بَحرٌ هَدّارٌ،
البَحرُ زَمان!
وزِمانُ الرّهبَةِ مَخنوقٌ بِغُيومِ الصّمت...
الرّهبَةُ مَوت!
الرّعدَةُ تَقتُلُ صاحِبَها
في حَضرَةِ زَمَنٍ محكومٍ بطقوسِ الموت!
والكَلِمَةُ تقتُلُ مَن لا يُتقِنُ فنَّ "اللُعبَة"
فَنَّ الدّورانِ على نَفسِه!
والسّيرِ الأعمى بينَ نِقاطٍ
الكَفُّ المُطلَقُ سَطَّرَها في رَحِمِ الدّيجور.
تَتَماهى فيها الأشكالُ، الألوانُ، الأحجام...
تَتَناهى!
يَنتَصَبُ الحَرفُ المُستَحضَرُ؛
ويَموتُ الصّمت!
وأروحُ بلَهفَةِ أعماقي لجديلَةِ سِحر
واللَّهفَةُ سِرٌّ يَحتَرِقُ على شَفَةِ اللَّيل،
تَتَفَيّاُ ذاكِرَةً تَخشى أن تَكشِفَ ما احتَضَنَتهُ العَين!
وتُسافِرُ للحُلُمِ المُمتَدِّ إلى المَجهول،
لِبِلادِ المَوّالِ الغافي في أحضانِ الشّمس،
الحُبلى بالدّهشَةِ والحِس..
خُذني يا بَحرُ لطَلَّتِها
لميادينِ العِشقِ الأبهَر
لقناديلِ القلبِ الفِضّي
لسَماءٍ أنجُمُها مَرمَر
ما استَلَبَ اللّيلُ بَراءَتَها
بِشُعاعِ طَهارَتِها أسكَر
تستَرخي الرّوحُ لبَسمَتِها
تَتَعَطَّرُ بنَداها الأطهَر
يَنتَصِبُ الحِسّ
يَتَصَعَّدُ أنفاسًا حَيرى
تَتَهَيَّبُ أسرارَ الآتي
لا تُدرِكُ ما تُخفي الخُطوَة
فالخُطوَةُ لُغزٌ يستَقطِبُ روحَ العَينين،
يتمَثَّلُ جوعًا يَستَحكِمُ،
يَستَلِبُ نَضارَةَ قَلبِ الكَون!
تَنتَصِبُ اللَّعنَةُ عارِيَةً
تَغتَصِبُ عُيونًا مَنسِيَّة
يتغيَّرُ فيها الطّقسُ، الحالُ، الماذا، الأين...
لكِنَّ البَحرَ هوَ البَحرُ
والمَوجُ خيولٌ مجنونَة
ورِياحٌ تَحكُمُها الأشباح
وبِلادُ الأشباحِ رِمالٌ
صُوَرٌ تَتَداخَلُ وَوُجوهٌ
تَعلوها ألوانٌ شَتّى
تَتَعاقَبُ والطّقسُ مِزاجٌ
يَتَلَوَّنُ، يَطغى، لا يُنسى
يَستَشري والفَصلُ خُضوعٌ
يَنتَفِضُ الحِسّ
واثِقَ النّهضَةِ
في ابتسامِ الغَيم
للحُبِّ الدّفّاقِ الآتي
قَطَراتٌ تَهزَاُ بالجَدب
تَقتَحِمُ كُهوفَ تَغافُلنا
تُذيبُ مَجاهيلَ التّعَبِ
بِنَشيدِ الخِصب
لِيَعودَ فَصلٌ
فيهِ تورِقُ نَهضَةُ الأحرارِ عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق