اللاجئ والكابوس والحقيقة/ عبدالواحد محمد

للسياسة  وجهان وجهة  مألوف والآخر غير مألوف  وخاصة ما نراه اليوم سائدا في الفيتنا الثالثة من مأسي فاقت كل ماحدث في  زمن القرون الوسطي  بل كل العصور من قتل وتدمير وتشريد بل بدت تلك السياسة العالمية ممنهجة  في واحدة منها  لتؤلم يقينا  كل حواس البشر الذين شاهدوا عبر الفضائيات  وعبر البث الهوائي  اسر عربية  بالكامل  تغرق في قاع البحار والمحيطات بعدما شردت اوطانهم  تحت مزاعم كاذبة  منها اسلحة دمار شامل  وديمقراطية بلهاء   فلم يجدوا ملاذ آمن غير الهجرة غير الشرعية التي تحولت إلي كابوس وحقيقة ؟
فلم يعد اللاجئ كما كان في سابق  الأزمنة يرحل بأمان لعله يري شمس جديدة بل اصبح الهروب  من أوطان القتل والتشريد التدمير إلي أوطان الحرية وهم كبير فالموت طريق لابديل له ربما ينجو  منه قلة محظوظة لكنها أيضا تعيش الموت اليومي   بين ضفاف مدن الحرية في ظل تطرف مختلف عن كل شعارات التطرف المعروفة بكل لغات  بدت مفهومة  مهما كانت حيل المكر والغدر والنفاق 
ليطالعنا الفنان المغربي  الشاب عادل بنزينة  والذي يعيش محنة الاغتراب في النمسا ببعض الحقائق المسرحية في عمله الدرامي ( اللاجئ  والكابوس  والحقيقة ) 
والتي جاءت في قالب يتمتع  بمينودرامية فردية ساخرة  في أول تجربة مسرحية له في المهجر وما تجسده من  محنة اللاجئ بكل أبعادها النفسية والاجتماعية  والثقافية والإبداعية بلا مبالغات لكونها الحقيقة التي شاهدتها العيون في زمن الفضائيات والفيس بوك وكل وسائل التواصل الرقمي !

ولعل هذا العمل المسرحي الذي جاء وليد  تجربة حقيقة لمعاناة شاب مبدع  بل لألاف الشباب غيره تؤكد كثيرا من حقائق تاريخية لن تحتاج إلي زيف في عصر القرية الإعلامية الصغيرة  لتصبح موازين القوي بالقطع مختلفة فالذي يملك صوت مؤثر هو القوي علي الأرض وليس صاحب الحق الضعيف مهما كانت الدراما موجعة في مسرحية الشاب المغربي الفنان عادل بنزينة بل بدت مثل عنكبوت يغازل كل حوائط وطن بلغة واقعية من خلال تعدد الأدوار التي قام بها داخل تلك المسرحية  كبطل أوحد لها وهو يؤدي دور الفتاة التي يغتال براءتها كثيرا من مشاهد القتل والرصاص بل العربدة واللامقبول في اعماق عربية مهما بدت الصورة مقلوبة ؟
لكنها حقيقة اللاجئ في الفيتنا الثالثة  الذي اصبح  مادة لكل وسائل الإعلام العربية وغير العربية للأسف من تطرف  وجهل ومرض وفوضي الخ  لكن ما شاهدناه في زمن الدواعش لم يعد لغزا لانه  من صنع من جعلوا من (اللاجئ العربي )   لعبة يومهم بين بحر وسماء وأرض ! 
لتظل الصورة قاتمة عبر اجيال عربية  قادمة لامحال مهما كانت الإبتسامة الصادرة من قلب فهي زائفة مع حكاية من حكايات  اللاجئ العربي في زمن الدواعش ؟
الذين كتبوا  كما تصورت عقولهم   المتطرفة علي اوطاننا العربية  عبارة من صنع خيالهم المريض  الموت من وراءكم وأمامكم في قصيدة مازالت ترفض من قبل العقل العربي مهما كانت قسوة الجلاد ؟
لكن يبقي في الضمير الإنساني  بعض من صفحات كتبها أيضا التاريخ بلازيف وهذا هو الوجه الأمثل للسياسة العربية عبر تاريخها  العريق  يوم أن كان اللاجئ الأوربي وغير الأوربي  لايجد غير الدفئ العربي في بلادنا التي توهموا إنهم سوف يمنعون عنها الشمس لكنها  قادمة  وعائدة   مهما كان غدر الزمان لامحال عاش الوطن العربي الحبيب ! 

عبدالواحد محمد 
روائي عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق