مهما كانت الزرائع التى يتزرعون بها ، فلن ينالوا من سوريا العروبة/ الدكتور حمدى حمودة

عندما توالت انتصارات الجيش العربى السورى بعد انتصار حلب وتوحيدها وشملت هذه الأنتصارات دمشق وريفها وحماة وريفها بعد الهجمة الشرسة منذ أسابيع مضت وأثناء اتفاقية الأستانة 1 ، 2 اللتان نصتا على وقف النار الدائم فى كل أنحاء سوريا ، الا أن جماعة النصرة ومن معها من المسلحين اخترقوا هذه الأتفاقية وشنوا الحرب على دمشق فى محاولات ثلاثة باءت جميعها بالفشل ، ثم قاموا بنفس الهجوم على حماة وأيضا منو بالفشل وتم اندحارهم . 
هذا أولا ، أما ثانيا : بعد تحرير حلب تعددت المصالحات بين الحكومة والمسلحين الذين فضلوا العودة لحضن الدولة وتسليم أسلحتهم فى كثير من محافظات دمشق وحلب وحماة واللازقية والذين عدوا بالآلاف ، والبعض الذى اختار أن يذهب الى ادلب أو الى الرقة  فى صحبة عائلتهم وكان لهم ما أرادوا باريحية شديدة من الدولة وهم مؤمنون من الجيش والأمن الوطنى ، مما زاد على الأستقرار والهدوء فى كل هذه المناطق ، الأمر الذى أدى بعودة النازحين من الداخل والخارج الى منازلهم وقراهم ومدنهم وهم آمنون مسالمون .
ثالثا : بعد هذين البندين ، جاء البند الثالث والذى كان هو العامل الأقوى وذلك بنجاح التسوية السياسية الى حد كبير فى الأستانة النى أكدت وقف اطلاق النار الكامل والتى أعطت فرصة للنجاح النسبى الذى تم بمؤتمر جنيف رقم 5 الذى تحقق باجتماع الوفدين الحكومى والمعارضة وان كانت غير مباشرة ، علاوة على انصهار المعارضة المتعددة الجنسيات أى التابعة لعدة دول منها أنقرة والرياض والقاهرة وموسكو ، على أن تشكل معارضة واحدة أمام الوفد الحكومى الذى قدم عدة مبادرات للوصول الى الحل السياسى والذى تباطأت المعارضة فى ايجاد الردود عليها الا بعد العودة الى الراعاة الأساسين والممولين لهذه الجماعات ، فانتهى المؤتمر بكل هذه المكتسبات التى أصبحت قريبة لأيجاد حل فى الجولات القادمة .
رابعا : التصريحات التى جاءت على لسان ترامب من البيت الأبيض وهو الذى هز أركان الوفد المعارض والرعاة الأقليمين عندما صرح بأن أمر بشار الأسد لايعنيه بقاؤه فى السلطة من عدمه ، كل مايعنيه هو محاربة الأرهاب والقضاء عليه فى سوريا والعراق مما جعله يوافقق على مد يد العون مع روسيا التى كانت فى شكل تحالف مع واشنطون للقضاء على الأرهاب فى وجود أوباما ، بعدها ردد هذه التصريحات كل من وزير خارجيته عندما ذهب الى أنقرة ، وكذلك الناطقة باسم البيت الأبيض ، وكان ذلك فى اليوم الذى تلى تصريحات ترامب .
لذلك كان من الضرورى أن يثير ذلك حفيظة المعارضة ، فاهتزت وارتجفت أوصالها وكذلك الرعاة ، خاصة اردوغان من أنقرة الذى فشل فى الدخول الى منبج بعد أن وصل الى الباب ولم يدخلها وسبقه الجيش العربى السورى اليها الى أن جاءت قوات المارينز الأمريكية وحطت فى الرقة لمساندة القوات الكردية بعد أن أمدتها بمختلف الأسلحة المتطورة للتصدى الى داعش والى القوات التركية اذا ما حاولت التمدد ودخول الباب أو منبج ، هذه هى أنقرة التى لعبت الدور الكبير هى والكيان الصهيونى والرياض والدوحة لقلب ترامب على تصريحاته خاصة أنهم يعلمون أن كل شيئ عند هذا الرجل المتقلب الأهواء يباع ويشترى ، فمن يدفع أكثر نحذو حذوه ، اكتالوا له بالمليارات ليقوم أول أمس بتصريحات معاكسة كان قد صرح بها من قبل هذه التصريحات بيومين وقد ذكرناها آنفا هو وادارته بعد أن جاؤا له( أى الرعاة) بزرائع كاذبة غير موثقة ليس لها أى أصول من الصحة ليمتد أجل الحرب فى سوريا وليحققوا مقولتهم التى أعلنوها فى فبراير 2011 وهى ازاحة بشار من الحكم !
للأسف أن هذا الترامبى المتعرج الخطى المتخبط المزاج الباحث عن مجده بين من يدفع له المليارات ليحميه ويحافظ على كرسيه ، كما دفعت له الرياض منذ أسابيع مضت عند مقابلته لولى ولى العهد السعودى الذى وقع على مئتين مليار هدية لواشنطن من أجل تحسين منظومة الأقتصاد الأمريكى حيث يوهم نفسه باعادة اقتصاد بلاده المنهار ، ترامب الغارق فى المشاكل الداخلية المتنوعة والمتمثلة فى الكثير من الفساد فى مؤسسات الدولة خاصة المؤسسة العسكرية والمخابرتية والأجتماعية ، فهناك ملايين من العاطلين الذين يسببون له أكبر أزمة بعد الأزمة الأقتصادية ، ترامب بتصريحاته التى أعلنها ضد سوريا وشعبها لأرضاء مموليه ، وبعد انعقاد مجلس الأمن للتحقيق فيما حدث بعد تلفيق التهم ضد ادارة وحكومة سوريا والتى تم تأجيلها لحين التحقق من مصداقية هذه الصور الملفقة كما أعلن مندوبى موسكو ودمشق ومطالبتهم بايجاد وثائق من مصادر موثوقة تؤكد صحة زرائعهم ، وهذا لم يحدث لأنهم يعلمون كل العلم أن من قام بهذا العمل المشين غير الأنسانى هم التكفيرين الأرهابين الذين لاعقل لهم ولادين ، أى الذين لا الا لهم ولا ذمة . 
كل هذه الأدعاءات التى قام بها " بوش الصغير " سابقا لغزو العراق ، أصبحت مكشوفة ولا تنطلى على الشعوب العربية الواعية ، حتى الشعوب التى حكامها تابعين لواشنطن ومطبعين مع الكيان الصهيونى والذين ستكون نهايتهم فاضحة باذن الله ، فهو الذى أعطاهم هذه الأموال لينفقوها فى شراء الأسلحة وتدمير البلدان الأخرى ، وهاهو اليمن يعانى ويئن من التحالف الذى تقوده الرياض بلا رحمة ولا هوادة ، وسنرى أى منقلب سينقلبون ، فالأرض أرض الله والمال مال الله .
                                                                       
Dr_hamdy@hotmail.com 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق