ماذا قال الله عن بني صهيون وماذا نحن نقول؟/ موسى مرعي

يقول عز وجل في القرآن الكريم :وقضينا الى بني اسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا , فاذا جاء وعد الله أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا . ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا, ان احسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا . عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا    .                                                   
 ان صهيون اسم جبل يقع جنوب غرب مدينة القدس  وتقول الكتب المقدسة الاخرى وكان  يهوذا يقيم مملكته الصغيرة حول هاذا الجبل لذلك اطلق عليهم اسم صهيون وأيضا يهود بني يهوذا . وتقول الروايات كانوا بني صهيون ( اليهود ) يعملون في التجارة من أرض كنعان (فلسطين ) الى بابل ( العراق ) واليمن وكانوا ينعمون بعيشة هنية الا انهم لم يقفوا عن الفساد والفتن وتجارة الربا وقتل النفس التي حرمها الله وبالرغم من صغر وحجم مملكتهم كانوا دائما يخادعون الآخرين وينكثون بالعهود , الى أن نزل عليهم الغضب كالعادة وخاطب الله احد انبيائه المرسلين لبني صهيون أرميا , ان هؤلاء القوم رتعوا في مروج الهلكة , اما احبارهم ورهبانهم فاتخذوا عبادة يتعبدونها دوني ويحكمون فيهم بغير كتابي , حتى أجهلوهم أمري وأنسوهم ذكري وغروهم عني , فبطروا نعمتي وأمنوا مكري ونبذوا كتابي ونسوا عهدي وغيروا سنتي وجاءوا بالبدع التي ابتدعوها على ديني , وكبارهم جعلوا من أنفسهم أربابا على عبادي , وهل ينبغي أن أخلق عبادا أجعلهم أربابا من دوني . فأوحى الله عز وجل الى أرميا اني مهلك بني صهيون يعني بني يهودا على يد أهل بابل . الملك بختنصر هو نبو خذ نصر ابن الملك نبو بولاسار . خرج الملك نبوخذ نصر من بابل عام 697 قبل الميلاد بستمائة ألف فارس متجها الى القدس ( اورساليم ) وحاصرها من كل الجهات وهاجمها وقتل واسر جميع اليهود بني يهودا اي بني صهيون وسبى جميع نسائهم وجاء بهم الى بابل ويقال انه سكنهم في بابل كي يستعبدهم ويجعل منهم خدما لجميع الكلدانيين في بابل لأنهم اذلوا العباد وعثوا في الأرض فسادا ويقال فيما بعد أعطاهم الحرية بعد أن عاهدوه باحترام الدستور وقوانين البلاد في مملكة بابل فيعيشون بسلام وقد حصل ولكنهم لم يعقلوا ويلتزموا بالقوانين ونظام مملكة بابل أبدا فقتل منهم الآلاف وهرب منهم الكثير الى جهة بلاد الروم شرقا ( حاليا اليونان رومانيا وبلغاريا وبحرالبلقان ولكنهم عادوا وتجمعوا وهاجروا الى جهة بحر قزوين وسميى فيما بعد بحر الخزر نسبة لليهود لأنهم اسسوا هناك مملكة باسم يهود الخزر ما بين القرني السابع والعاشر ميلادي بالقرب من حدود روسيا  وكزاخستان وتركمنستان واذربيجان وايران . وبعد انهيار مملكتهم في بحر قزوين جماعات كثيرة منهم هاجرت الى بلاد الراين اي نهر الراين واستوطنوا على ضفاف النهر الراين الذي يحد سويسرا والمانيا وفرنسا . وفي وقت من الآوقات في مطلع القرن التاسع عشر طالبوا بني يهودا  بملكية نهر الراين لأن أجدادهم كانوا سابقا استوطنوا على ضفافه ولهذا السبب اضطهدوا اليهود في فرنسا وسويسرا والمانيا  . في عام 1897 م أطل على المجتمع الاوروبي اليهودي النمساوي تيودور هرتزل واسس الحركة الصهيونية العالمية لجمع يهود الشتات في العالم وتوطينهم في احدى الدول الافريقية الواقعة تحت نير الاستعمار وكانت عين المؤسس لهذه الحركة الصهيونية على منطقة الراين ولكن لم ينجح . فبمساعدة ومشاورة رموز الحركة الصهيونية ومعاونيه استقروا أخيرا على فلسطين الواقعة تحت الاحتلال العثماني باسم الخلافة الاسلامية وكانت بريطانيا تصارع دولة الخلافة العثمانية لاحتلال فلسطين وبنفس الوقت كانت الامبراطورية العثمانية تحتضر في عداد الموتى بسبب الضعف والفساد الاداري وتعامل ملوك وشخصيات عربية سياسية مع بريطانيا ضد الخلافة العثمانية. جاءت فكرة فلسطين عند الصهاينة لأن كان لبني يهودا وجودا في القدس قبل عام 697 قبل الميلاد ممكن نقول منذ 3000 عام . بسب وجودهم في المنطقة التي تسببوا بخرابها وبكل الحروب التي وقعت كانت بسبب فسقهم وفجورهم وانحرافهم فبني يهودا ما دخلوا بلد الا وأفسدوها . وكان من مبادئ المنظمة الصهيونية العالمية تأسيس منظمات باسم الأديان وزجهم في الدين الاسلام المحمدي والاسلام المسيحي , فباسم الدين نشروا التفرقة بين المذاهب والطوائف أفكار هدامة لانحطاط البشرية فتاوي دينية لمرغها في الجنس والشهوات ليصبحوا العالم كالبهايم لتحطيم فكرة الدين وتمزيق الرسالات السماوية من خلال تحطيم الاخلاق وضرب التقاليد المحافظة . وتقول بروتوكولات حكماء صهيون , يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان لتسهل سيطرتنا على العالم ويقولون ان أصحاب الديانات وأصحاب الأخلاق الحميدة يشكلون امامنا عائق كبير قد نعجز عن تحقيق أهدافنا اذا ما هدمنا الأخلاق الحميدة من المجتمعات القومية والدينية  خاصة في العالم العربي السنتر الاسلامي سيكون هذا عائق امام أهدافنا .                                                                             
نحن نقول من خلال ما تعلمناه من فيلسوف الامة ومؤسس النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده , لقد أقام سعاده بنيانا فكريا أراد منه كشف أعداء الامة من صهاينة الخارج والداخل عسكريا وسياسيا ونقل مجتمعنا من التخلف نحو الحداثة والمعرفة في المفاهيم والقيم  . أثبت سعاده من خلال تحليلاته ودراسته للصهيونية العالمية رأى أن أعدادا كبيرة من عالم المسيحي مع الصهيونية  مثلا عدد المسيحيين المتصهينين في الولايات المتحدة أكثر من خمسين مليون نسمة كأعضاء داعمين للمنظمة . من الناحية القومية والسياسية راى سعاده أن في العالم العربي من الدول المستعربين والمتأسلمين هم أيضا متصهينين , ورأى أيضا ان المسألة الفلسطينية مسألة انترونسونية . اي ان موضوع فلسطين يتعدى هجرة الصهاينة الى الدول التي ساندت وتساند هذه الهجرة وفيما بعد توازر اسرائيل لغرضها ومصالحها القومية ومصالح حلفائها من خلال معاهدة سايكس – بيكو , يقول سعاده ليس لنا من عدو ليقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا سوى اليهود فالبعض يتهمنا بمحاربة بني صهيون او بني يهودا اي أن سعاده يحرض على محاربتهم , حين وضع سعاده هذه الجملة وهي كلنا مسلمون لرب العالمين منا من اسلم لله بالانجيل , ومنا من أسلم لله بالقرآن الكريم , ومنا من آمن بالحكمة , وليس لنا من عدو ليقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا سوى اليهود . فهو لم يقل ليس لنا من عدو الا اليهود , بل قال هم الذين يحاربوننا في ديننا وحقنا ووجودنا فهم العنصريون ولسنا نحن , سعاده كان يؤمن أن الموسوية دين كالديانة المسيحية والمحمدية لكنه لم يذكرهم كدين لأنهم لا يمثلون الرسالة السماوية هم جماعة طغاة على الآخرين  والمنظمة الصهيونية دمجت الدين بقوميتها ودمجته بخطة  قومية لا صحة لها بالقومية ولا حضارة بل هم معتدون دائما ولا شأن لهم بالسماء لأن الله قد لعنهم في جميع كتبه السماوية وفصلهم عن الدين , فوضع سعاده خطة قومية معاكسة هي القومية السورية لها جغرافيتها وحضارتها وتاريخها وسلالاتها التي تمازجت وتفاعلت مع بعضها البعض . وعندما رأى سعاده أن عدة دول من العالم العربي مع العدو الصهيوني وموقفهم المتخاذل نحو قضية فلسطين وصمتهم امام اغتصاب الصهاينة للكيان الفلسطيني فاعلن عن افلاس العروبة في فلسطين افلاسا كاملا وقد سماهم  بالعدو الداخل المساند للعدو الصهيوني على احتلال الامة السورية وتجزئة العالم العربي لتوسيع الاحتلال الصهيوني وسيطرته اقتصاديا وسياسيا  . لو تمعنا جيدا بشرح الكتب السماوية باقوالها وغضب الله على اليهود وتحذيره لهم سوف نجد لو بدأنا بالآية القرآنية  التي ذكرتها بالمقدمة من سورة الاسراء . تشير الآية ان من يحرر فلسطين والعالم من بطش ونفوذ بني صهيون هم السوريون و نبوخذ نصر ( بختنصر ) هو سوري وبابل هي العراق كيان من الامة تقع شرق الامة وقلب العالم العربي والدليل هو أن جميع الويلات والمؤامرات التي جلبوها على الامة السورية من الصهاينة ومن العرب المستعربين المأفلسين المتصهينين , ونأكد للجميع تاريخيا أن كلما تجري مؤامرة علينا نخرج منها منتصرين أقوياء أعزاء وجميع مؤرخي ومستشرقي العالم ومنهم احد الصهاينة شهدوا بأن السوريين قديما كانوا في الحروب يمطؤن الخيل ويطيرون بهم كالنسور المحلقين بالجو ويقفزون على الغزاة كالنمور عندما ينقضون على فرائسهم , وقد شاهدت امم العالم قوة المقاومة في لبنان وفي فلسطين وقوة الجيش والشعب السوري في سورية الحديثة والعراق اتناء مواجهة الشعب العراقي للجيش الأمريكي ودحره مهزوما واليوم الشعب والجيش العراقي والسوري واللبناني والفلسطيني محاربتهم سويا  لأكثر من 80 دولة داعمة للارهاب  . لقد سجل شعبنا أكبر انتصارات في الوجود على أعتى واقوى دول في العالم مع اذنابهم من العصابات الارهابية الدولية .                                                                    
الحزب السوري القومي الاجتماعي  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق