عربةٌ بينَ الكواكبِ المضيئة/ كريم عبدالله

متنعمة تصغي لترنيماتِ الكواكبِ البعيدة شفّافة كـ الضوءِ تتبعها تلاحقها تطلُّ تزخرُ ناصعة عالمٌ مِنَ الصفاءِ أجنحتها في عالمِ السلام  يقودُ عربتها عقلٌ في أنهارهِ الشاسعةِ لا ملذات تجلب الهمومَ تفترسُ السعادةَ حاجاتهُ خامدة محشورة في أدراجِ النسيانِ كفيفةٌ آلآمها متروكةً عاطلة . جواداها إرادةٌ تغتسلُ بـ الأنوارِ الأبديّةِ لا تثيرها نشوة تحرفها عنِ الصراط تنزلقُ في الهاوية أيقاعٌ متناسقُ الخطواتِ عبرَ المدى خطواته حكمة رشيقة , وشهوةٌ جامحةٌ تودُّ الإنفلاتَ حالمة تتسلّقُ اسوارَ الخطيئةِ الهاجعة تحتها عذاباتٌ تحكُّ جلدَ الإشتهاء تزيدها ألماً شقيّة لا تكفُّ فمها لا تغلقهُ الحاجاتُ الهائلة أرجلهُ الطويلة تتعثرُ بـ الحرمانِ المتعفن على طولِ الطريق . في عالمها اللامتناهي أصابها العجزُ تراخت حبالُ الحوذي الغليضةِ ترنّحت تتراجعُ تتراجعُ تنسلخُ تتعذّبُ أفعالها الهنااااااااكَ حطّمتْ أجنحتها النورانيّة هبطتْ يكتنفها عالمُ الباطل . جبلٌ مِنَ الدموعِ راكضة تحملهُ يتراءى خيطُ فجرٍ يتملّصُ في منعطفاتٍ يتكاثرُ الزّبّدُ في دوّاماتها تستعصمُ بهِ إليهِ يلاحقها ظلامٌ مبعثرٌ صداهُ يقوّي في شعابها الحزنَ يتفجّرُ نهر لايجدُ مصبّاً يستريحُ مِنْ عناءِ البحثِ يتركها بلا قرارٍ التيهُ يجلّلها . التحديقُ لغة ٌ لا تجيدها إلى الأعلى هذي الذنوبُ تثبطُ عزيمةَ حتى الجذور الراسيات تجرفُ الطمـأنينة الباقية في دهاليزها النحيلة تتحسّرُ على ما أنفقتْ يلوّنُ شرفاتها إحباطٌ يتكررُ يتغيّضُ يسوقها الغموضُ متأرجحة تغرقُ في بحرِ الأسى . ما بينَ أشجارٍ تختطفُ إخضرارها هامتْ تعبثُ ريحٌ هائجةٌ كسّرتْ جوانحها تستعطفُ الطيران يخذلها اللّهف يتخيّلُ رداءَ العارِ ينضجُ غبار الليل يباغتُ صمتَ الطرقِ المتهالكةِ تتساكنُ فيها وحشةٌ الرحيل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق