السلاح المتفلت هو عارض من أعراض احتلال حزب الله للبنان/ الياس بجاني

نعم وألف نعم للانتفاضة الشعبية اللبنانية التي انطلقت تحت عنوان "انتفاضة الأوادم ضد الزعران"، والتي هي صرخة محقة ومدوية ومؤثرة وإنسانية لأهالي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا بالسلاح الفوضوي والمتفلت في مناطق لبنان كافة، وتحديداً في دويلات حزب الله، وتلك القريبة منها أو المحيطة بها.

إن تفلت السلاح في لبنان ليس هو المشكل الأساس على الإطلاق، بل هو مجرد عارض مخيف وقاتل، ونعم، مجرد عارض من أعراض النتائج الكوارثية والتدميرية لجريمة احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والمجوسي للبنان.

حزب الله هذا الفيلق العسكري الإيراني ومنذ تأسيسه في العام 1982 يحتل لبنان، ويغتال أحراره، ويقمع ويرهب شعبه ويفقره، ويفكك ويُهمّش ويلغي مؤسساته ويعهرها...وفي نفس الوقت يستتبع طروادياً ويخصي سياسياً ووطنياً بقوة الإرهاب والإغتيالات والإغراءات غالبية الأحزاب والمسؤولين والرسميين والحكام ورجال الدين ويحولهم لمجرد أدوات بيده.

حزب الله يقتل الشعب السوري ويدمر سوريا، ويقوم بعمليات إرهابية في كل الدول العربية.

لا يجب أن يغيب عن فكر وثقافة أي لبناني أو عربي، وتحت أي ظرف بأن كل ممارسات حزب الله الإرهابية تتم عن سابق تصور وتصميم، وذلك من ضمن المخطط المجوسي الإحتلالي والتوسعي المعادي لكل ما هو لبناني، ولكل ما هو عربي.

وبالتالي، عمليا فإن حزب الله وراعيته جمهورية الملالي المجوسية وحكامها وعسكرها وحرسها الثوري هم جميعاً أعداء لكل ما هو سلم وأمن واستقرار وقانون وحريات وديمقراطية وتعايش وانفتاح وحضارة.

حزب الله الإرهابي يضرب ويهمش ويفكك مؤسسات الدولة اللبنانية منذ أن أوجدته إيران ليكون ذراعها التدميرية والإرهابية في مواجهة اللبنانيين والعرب.

حزب الله يسوّيق علناً وبوقاحة لثقافة الاستكبار والإستقواء، والفوضى والإستهزاء والإستهتار بالقوانين.

حزب الله يحمي المجرمين والقتلة وقد رفع بعضهم إلى مرتبة القداسة، وتحدياً المجرمين منهم الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري والعشرات من رموز ثورة الأرز.

حزب الله يماس ويشجع ممارسة تجارة وصناعة وتوزيع وتصدير المخدرات، ويحمي ويحلل ويشرع المتاجرة بالممنوعات كافة... كما أنه ضليع في تبيض الأموال أكان في لبنان أو خارجه.

حزب الله زرع ويزرع "مجاهديه" وخلاياه الإرهابية النائمة في كافة دول العالم.

حزب الله نفذ المئات من عمليات الاغتيال والتفجير والخطف في لبنان والدول العربية وفي العديد من دول العالم.

من هنا فإن كل ما يسببه السلاح المتفلت في لبنان من اغتيالات وقتل و"زعرنات وبهورات وإرهاب" وتعديات وفوضى وسرقات وكوارث وماسي، فهذا كله ناتج عن وضعية الحزب الإحتلالية والإرهابية والمجوسية.

وحتى لا يفقد اللبناني وجهة البوصلة ويتلهى بالأعراض فقط ويهمل أو يتعامى أو ينسى المرض الأساس، فإن لا حل للسلاح المتفلت، ولا عودة للدولة والقانون والأمن، ولا نهاية احالة الفوضى، ولا لجم "وضبضبة للزعران" بغير حل حزب الله، وتجريده من سلاحه، وبتفكيك دويلاته، وبحصر السلاح فقط، وفقط بقوى الدولة اللبنانية الشرعية..

والأهم والضروري جداً هو العمل على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومنها القرارين 1559 و1701.

ونعم، وبالتأكيد فإن تعليق المشانق والعودة إلى قانون الإعدام لن يحلا المشكل لا من قريب ولا من بعيد..علماً أن عقوبة الإعدام مرفوضة وغير معمول بها في غالبية دول العالم الحر التي تحترم الإنسان وتتقيد بشرعة الحقوق الأممية.

يبقى أن من شاهد وسمع اليوم الكلمات المؤثرة جداً التي ألقاها بعض أهالي ضحايا السلاح المتفلت خلال الوقفة الاحتجاجية في ساحة الشهداء (بيروت) لا بد وأنه بكى وغضب وثار وربما لعن وشتم وكفر وسأل لماذا؟ ومليون لماذا يُسمح بقتل الأبرياء واغتيالهم من قبل زعران ومجرمين دون رادع.

في الخلاصة، إنه من الواجب الوطني والإنساني التعاطف والتعاضد مع أهالي ضحايا السلاح المتفلت، ولكن .. ولكن، من الواجب العقلاني والوجداني والضميري والوطني أيضاً أن لا نضيِّع البوصلة ونتعامى عن المرض الأساس والذي السلاح المتفلت هو مجرد عارض من أعراضه.

إن المرض والمشكل الأساس الذي يعاني منه لبنان واللبنانيين هو احتلال حزب الله وإرهابه وسطوته وهيمنته على الدولة وعلى غالبية حكامنا من رؤساء ونواب وأحزاب وسياسيين وإعلاميين...

وبالتالي، فإن تركيز الجهد فقط على معالجة عارض تفلت السلاح، واجترار شعار "العودة إلى قانون الإعدام" وتعليق المشانق بهدف التعمية والتضليل، ودون الغوص الجدي والفاعل في علاج المرض الأساس واستئصال سرطاناته، وفي نفس الوقت استبدال الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين وتعرية حقيقة الأحزاب الأدوات بيد حزب الله بغيرهم من الشرفاء والأحرار... فإن هذا التركيز للأسف سوف يبقى ناقصاً ومبتوراً ومجرد مضيعة للوقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق