انهكني الحزن واتعبني الفراق- الموت قاس ومؤلم- يغدر بنا من دون شفقة او سابق انذار . يحصد اعز الناس دون استئذان. كم انت قاس ايها الموت؟
استجبت الى مراد العقل والقلب وقررت ان اقوم بزيارتك يا ابي الحنون كما عهدتني آملة ان احوز على السلام الداخلي . كم مرة تناقشت معك عن هذا الموضوع بالرجوع الى الكتاب المقدس وتوجيهات السيد المسيح وكنت دوما المرشد الروحي المتميز.
طرقت الباب ودخلت المكتب . الجو بارد ، والهواء داكن ، والكرسي تقبع وراء المكتب منهكة وحزينة - تسأل دامعة، ماذا جرى ؟ اين انت يا سيدنا؟ ولم الخمول؟ هذه الكرسي لتي اعتادت دوما على النهوض في الصباح الباكر لتستريح بعد منتصف اليل.
.......صمت القبور...........
اين انت يا ابي؟ ناديتك مرارا وتكرارا لكنك لم تجب. بحثت عنك في ارجاء المنزل ولكن دون جدوى. الموت كان اقوى من الجميع . لقد اختطفك الى عالم اخر.
انتابني شعور غريب جعلني اشعر بانك موجود معي في مكتبك المتواضع الذي حققت المشاريع الضخمة من خلاله وبقوة وبركة الرب الأله كما كنت تردد دائما. شعور لم ينتابني ن قبل لكنه جعلني اجهش بالبكاء واطلب الرحمة والراحة الابدية لكَ.
اقتربت من ايقونة السيد المسيح. لمستها- ثم التمست البركة منه - ورسمت اشارة الصليب
انحنيت خشوعا للسيد - سجدت لاصلي- وكنت ايضا ساجدا له وحاملا صليبه في يمينك
البخور كثيف يتوق الى الايمان. يبلسم الروح، ويزرع الامل في كل مكان.
Eis Polla Eti Despota
بارك يا سيد
ابتدات بالصلاة وكنت تصلي معي كما عهدتك دوما مرددا: الصلاة هي غذاء الروح . الصلاة تقربنا من الاب الأله. الصلاة تطرد الشياطين وتنقي الجسد فيمتلئ بالروح القدس. الصلاة تطهر الروح من كل دنس وحقد وضغينة فتقربها من الخالق.
تذكري دوما با ابنتي بان الروح القدس لا تسكن جسدا تملكه الحقد. لذا حافظي دوما على نقاوة القلب والروح ، وتسامي عن كل الاحقاد.
كم هو نبيل عمل الرب في شخصك يا سيدنا!
تسألت والألم تملك روحي . اين انت يا سيدنا؟ هل انا في حلم ؟ ومتى سأستيقظ؟
اين الملفات ؟ والمعاملات؟ والاوراق؟ والمحامين؟ وورش البناء؟ ومستندات المشاريع؟ والبنائون؟ واستمارات البنوك؟ وقضايا الهجرة؟ وملفات المهجرين، واللاجئين؟ وتنسيق المواعيد ؟ والحفلات؟ والزيارات؟ والاستقبالات؟ والمشاريع المستقبلية؟ وشراء الكنائس ؟ وشراء البيوت؟ وشراء الاراضي ؟ والتوجيهات والارشادات لمجلس الملة؟ والاجتماعات ؟ والاستقبالات؟ وتنسيق المساعدات؟ والخ...............
............صمت القبور.........
غادرت المكان ونفسي كئيبة وقلبي يقطر دما على خسارتك التي لا تعوض.
كم نحن بحاجة اليك يا سيدنا!
نظرت الى السماء حيث تقطن. اني على كامل اليقين بانك في جوار الرب مرشدا وكاهنا انحنت له الملائكة.
أطَلِع من السماء يا سيدنا وصلي لاجلنا.
ادخل بيت ابيك واجلس عن يمينه.
السماء تبجلت بقدومك.
صلي لاجلنا يا سيدنا. صلي لاجلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق