لم يعد في العالم دولة أو جهة مخابراتية دولية وإقليمية واحدة ولم تبين حتى الآن وبالوقائع والإثباتات أن داعش والنصرة وحزب الله هم فصائل عسكرية ميليشياوية تتبع لجهة مشغلة واحدة ولحاضنة واحدة، ولمرجع واحد هو إيران الملالي وحرسها الثوري.
وبالتالي فإن الحرب المسرحية التي تدور رحاها اليوم في جرود بلدة عرسال اللبنانية هي مناوشات وهمية بين أهل البيت الواحد رغم دمويتها...
وذلك لأنه عملياً حزب الله وجيش الأسد وكل الميليشيات التي تدور في فلك الملالي الفرس لم تقاتل لا داعش ولا النصرة على الساحة السورية في أية واقعة...
أما فوقية واستكبار تعاطي حزب الله وقياداته مع ما يجري اليوم في عرسال يؤكد أن دولة لبنان هي محتلة وأن قرارها مصادر ومخطوف وأن حكامها وحكومتها ومؤسساتها ينفذون ولا يقررون من كبيرهم لصغيرهم.
للأسف فنحن في لبنان حالياً نعيش و100% استنساخاً كاملاً وشاملاً لزمن الاحتلال السوري لوطننا حيث كان الطاقم السياسي والحزبي والرسمي والعسكري اللبناني في حينه (بري وجنبلاط والحريري والهراوي وفرنجية وبقرادوني والقومي والبعثي وحزب الله وغيرهم كثر)، كان هذا الطاقم متنازلاً عن السيادة والاستقلال والدستور والقرارات الدولية واتفاق الطائف والقرار وعن كل ما هو استراتيجيا للمحتل السوري البعثي وقابل فقط وفقط بحصص ومغانم ومنافع سلطوية ومالية مع نفوذ ملجوم ومقونن.
أما ما يجري في عرسال اليوم من مواجهات عسكرية فهو في الغالب مسرحية إيرانية بعثية رغم دمويتها..
مسرحية متفق عليها بين كل المتورطين في الحرب السورية والمنخرطين في مشروع إيران التوسعي والمذهبي والإحتلالي المعادي للعرب كافة.
هي مسرحية بالتأكيد ليست لا لمصلحة أهل عرسال ولا لمصلحة لبنان واللبنانيين...
هي مسرحية دموية سوف تعطي للمحتل الإيراني ولذراعه الميليشياوية (حزب الله) المزيد من النفوذ والسلطة على لبنان وعلى حكامه.
وفي سياق زمن استنساخ زمن الاحتلال السوري حيث كانت المقايضة على السيادة والقرار في مقابل التحاصص والمنافع، تندرج اليوم زيارة الرئيس سعد الحريري والوفد المرافق له إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث يقال بأن الهدف الأهم للزيارة هو الدفاع عن حزب الله وعن دوره وإقناع الإدارة الأميركية بتخفيف العقوبات المالية عليه وعدم إزعاج شبكة الممولين له من بنوك وتجار واصحاب ثروات من مقيمن ومغتربين. ..
كما أن حملات الكراهية الممنهجة التي تطاول اللاجئين السوريين في لبنان تندرج أيضاً في نفس السياق المسرحي الملالوي والأسدي وهي تدار 100% من قبل ماكينة حزب الله الإعلامية.
يبقى أنه من واجب أحرار لبنان بكافة مذاهبهم وأحزابهم ومنظماتهم ومثقفيهم من مقيمين ومغتربين أن يشهدوا للحق وللحقيقة ويطالبوا المجتمع الدولي العمل الجاد على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها تحديداً القرارين 1559 و1701 وإنهاء الاحتلال الإيراني لوطن الأرز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق