مسرحية الاحتجاج على زيارة 3 وزراء لسوريا/ الياس بجاني

باختصار، لا الرئيس العماد عون وتياره "وباسيله"، ولا حركة أمل ورئيسها، ولا حزب الله وأمينه العام، ولا المردة ورئيسها، ولا القومي ولا البعثي، ولا باقي ربع الممانعة في لبنان تغيروا أو تبدلوا، ولا هم انقلبوا على أنفسهم وتبنوا أجندات وأهداف تجمع 14 آذار، ولا هم بين ليلة وضحاها أمسوا من المطالبين بتنفيذ القرارات الدولية، واتفاق الطائف، وتفكيك الدويلة، وتسليم سلاح حزب الله للدولة، وضبط الحدود والالتزام بالقانون والدستور..

بل على العكس تماماً، فجميع هؤلاء هم راسخون وثابتون على مواقفهم وأجنداتهم "الممانعاتية والمقاومتية" والأسدية والملالوية والسلطوية.. وعلى "راس السطح"، ويفاخرون بذلك على مدار الساعة..

عملياً، وواقعاً تعيساً معاشاً، فإن الذي استدار وانقلب على نفسه وناسه وشعاراته وتاريخه، وتبدل وغير جلده، وانتقل من قاطع إلى آخر، وفرط تجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي، وضرب عرض الحائط كل أماني وتطلعات ثورة الأرز وناسها، وقفز فوق دماء الشهداء، وأوهم نفسه وإتباعه باطلاً وزوراً بأنه "أم الصبي"، وبالتالي عليه الاستسلام والخنوع، ومساكنة المحتل الإيراني، وربط النزاع مع ذراعه العسكرية التي تحكم وتتحكم بلبنان (حزب الله)، وارتداء عباءة الواقعية نفاقاً وتعمية.. هما الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع.

هما نفذا 100% كل شروط حزب الله في انتخاب رئيس الجمهورية،

وفي تشكيل الحكومة،

وفي إقرار القانون الانتخابي،

وفي تفكيك تجمع 14 آذار،

وفي التعيينات،

وفي كل مسار الحكم والحكومة..

من هنا فإن همروجة معارضتهما زيارة وزراء من حزب الله وأمل والتيار العوني رسمياً لسوريا هي همروجة تعموية وكاذبة ومسرحية 100%..

هي همروجة تفتقد للصدق وللمصداقية ولا قيمة عملية لها.

هذه الهمروجة المسرحية والهذلية، وخصوصاً همروجة الدكتور جعجع العالية الصوت والنبرة، هي لإستغباء الأتباع وإيهام اللبنانيين أن مقاومة الاحتلال الإيراني قائمة ومستمرة..

في حين أن هذه المقاومة عملياً دفنت في صناديق الأجندات الذاتية، وضاعت في غياهب أجندات الأوهام الرئاسية..

والممارسات التسووية، والخطاب المهادن والذمي، والمواقف الرمادية والخجولة تفضح وتعري وتلطم الوجوه.

نسأل، من في لبنان وخارجه لا يعلم أن وزراء ونواب ومسؤولين ورسميين ورجال دين وإعلاميين من كل الشرائح الحزبية "الممانعتية" يزورون سوريا وإيران باستمرار ويتباهون بذلك وعلى "عينك يا تاجر"..

وبالتالي لماذا هذه الهمروجة الاحتجاجية المسرحية على زيارة 3 وزراء إلى سوريا،

وما هو الهدف من رفع الصوت العالي،

وما هو المراد من مسلسل المؤتمرات الصحافية والاحتجاجات والوعيد والتهديد الفارغين من أي محتوى ومفاعيل.

باختصار، الهدف هو تعموي لا أكثر ولا أقل..

ولو كان هناك ذرة من الصدق لكان من يحتج قد استقال من الحكومة ونقطة على السطر...

وبما أن من يحتج دون أن يترجم احتجاجه إلى أفعال، متناسياً أن "الإيمان دون أفعال هو إيمان ميت"،

وبما أن من يحتج احتجاجه سوف يبقى "صوتياً"،

وبما أن من يحتج هو لا يزال متلحفاً عباءة "أم الصبي" البالة،

وبما أن من يحتج لا يزال يغطي انحرافه السيادي وشروده الوطني بهرطقتي "ربط النزاع والواقعية"،

وبما أن من يحتج لم يستقيل وزراؤه من الحكومة،

وبما أن، وبما أن، من يحتج هو شريك في "الصفقة الخطيئة" ومستمر في لهفته الجامحة للسلطة والنفوذ والأجندات الذاتية ومنها الرئاسية تحديداً..

ففالج لا تعالج... وقمح بدها تاكل حني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق