شاكر فريد حسن يكتب عن الابداع الفلسطيني

نهاية كنعان عرموش قصيدة حب باريج الرذاذ والحبق 

نهاية كنعان عرموش الآتية من طمره الجليلية ، شاعرة واثقة الخطى ، خاضت غمار الكلمة منذ زمن بعيد ، وحلقت في فضاءات الشعر وغاصت عميقاً بين ظلال الحروف والكلمات .
لها كلمتها وصوتها وموسيقاها والحانها وموضوعاتها ونكهتها الخاصة ، ولها خلجاتها ومشاعرها واحساسها الخاص .
نشرت قصائدها في الصحف المحلية والمجلات الثقافية والأدبية ، وصدر لها ثلاث دواوين شعر وهي :"اريج الرذاذ والحبق  ، ضفيرتان ، خيط عسل ".
لم ينصفها النقد ، ولم تنجح في تسويق نفسها ، كما يفعل اصحاب القلم في ايامنا هذه ، فهي لم تلهث وراء كلمة مديح او اطراء ، ولا وراء منصة أدبية او ميكرفون ، ولم تطلب من ناقد ان يكتب عن دواوينها ، فآثرت الصمت والانعزال بعيداً عن دنيانا الثقافية . والسؤال : هل هو احتجاج على واقع الرداءة والمهازل الثقافية ، ام انها انشغالات والتزامات يومية ، ام انها استراحة المحارب..!
الشعر بالنسبة لنهاية عرموش هو العاطفة ، والمطر ، والشمس ، والفصول ، والتراب ، والسماء، والطوفان ، والقشعريرة ، والتوتر ، والقلق الوجودي ، والتمزق ، والتوهج ، والفيض ، الفرادة والرؤيا ، البداية والنهاية .
انه تجلي الانسان في اروع كلماته ومظاهره، هو لغة جديدة لكل عصر جديد ، ولكل زمن ات ، هو البطل الفاتح المتموج ، النبي الذي يحمل الغيم ، والشجر ، والأعشاب ، والبحار ، والضوء، والليل ، وكلمات السحر والغيب والحقيقة .
الشعر هو قضية الانسان في مصيره ، في حضوره وغيابه ، في جوعه وفرحه ، وبؤسه والامه ، في ارتوائه وشبعه ، وغبطته بالوجود في حرمانه ولذته ، في وطنه وسيادته ، وحريته وانتصاره ، في الحب والسلام .
نهاية عرموش تكتب قصيدتها بالمحبة والفرح ، بالحزن والنار ، تفتح صدرها فتتذوق ينابيع الشعر وجداوله من زوايا القلب ، تنشد الشعر وكأنه يفيض من جوارحها .
انها تعبر في شعرها عن قضاياها الذاتية
حتى الابتلاء، وعن قضايا وطنها وشعبها الفلسطيني وبيتها ، فهي تناجي وتخاطب الوطن والطفل الفلسطيني ، وتحاكي هموم الشعب وجراحاته .
في دواوينها ترسم نهاية لوحات شعرية تحرك من خلالها فكر القراء، وتستفز مشاعرهم برومانسية جميلة راقية يخفق لها القلب .
نهاية عرموش تعيش الحب بكل نبضة وخلجة من خلجات قلبها ، وتعبر عنه بايمان واخلاص ، وبكل ما تحس به من عواطف مترعة ومتدفقة ، وبشوق عاصف للحبيب ، فلنسمعها كيف تناجي الحبيب بكل دفء وحنان ولهفة :
من جوانح صدري 
تطل شمس / انت 
تضيء صباحي ..
احبك ، وأخشع / لراحتيك 
احبك ، 
وانت تأتي من 
برزخ 
من عباب الليل 
تضمني ،
وتنفلت من أشواقي ولهفتي 
المختبئة في امواج زفيري 
تهيج ترتعش ..
تلاطم الصخر ،
غضبا..
احبك والاطياف تجمعنا 
ويقتلنا الحلم 
احبك ،
وانحني على أضلعك 
وعلى معصميك 
كي لا ترحل عني 
كي لا تسافر مني 
كي لا اتجرد منك 
وتذوب 
كدرة في لجة البحر 
كهيام السكينة 
في الموانئ ..
نهاية عرموش شاعرة لديها الموهبة الفطرية ، وقصائدها المخملية العابقة بالحب والعشق ، منبثقة من القلب ، ومبثوثة من عمق الروح والوجدان ، طابعها انساني ورومانسي حالم، وتتصف بالتلقائية والعفوية ، وتشع صدقاً وجمالاً وشفافية ، ومضمخة بالدفء ، ومتأججة بالمشاعر والاحاسيس الجياشة الصادقة ، الفاظها منسابة كالنهر ، وموسيقاها اخاذة مشبعة بالتقنيات الشعرية المتقدمة سواء في الاسلوب الشعري ام في العبارة الشعرية بما فيها الصورة البلاغية المدهشة .
نهاية عرموش شاعرة نقشت حروفها على صفحات القلب ، وعزفت على اوتار الحس الانساني المرهف ، فحركت مشاعرنا وجعلتنا نحلق في آفاق اللامحدود .
وكما قال الشاعر زهير دعيم في مقدمة ديوانها الشعري " اريج الرذاذ والحبق " :" شاعرتنا تزخر بزخم الشذى ، وتعبق باريج البنفسج ، فيها صقل للمرهبة ، وجداول اخرى تصب في بحر اللغة العارم ، فتأتي يانعة ، شهية ، دانية القطوف ، تنادي هاكني ".
لنهاية عرموش سلام ، مع التمنيات لها بمواصلة المشوار والانطلاق من جديد ، فاسمها لا يزال وسيبقى محفوراً على بوابة الشعر وجدران الابداع . 
دمت بصحتك وعطائك والقك يا شاعرة الاحساس .
**
ملكة زاهر نورس يغرد على شواطئ الشعر

من ربوع جبال الكرمل الخضراء الشماء ، ومن قرية عسفيا العامرة باهلها ، يأتينا صوت شاعري دافئ جديد وصاعد ، هو صوت ملكة منير زاهر ، التي دخلت محراب القصيدة وبوابة الكلمة بكل هدوء واتزان ، وبخطى واثقة ، فلم تخدعها هالات الاعلام ، ولم تأخذها كلمات المديح والاطراء ، ولا بريق الشهرة الزائفة ، فلم تجمع نصوصها وتدفع بها الى المطبعة ، لتقول انها اصدرت مجموعة شعرية ،كما هو حال شعراء المنصات في ايامنا. ، فهي متأنية وغير متسرعة .
ملكة تكتب ما يجول في صدرها ووجدانها وعمقها وسويداء قلبها من عواطف ملتهبة ، ومشاعر دافقة . تكتب بجوارحها واحساسها الشاعري المجنح الصادق ، وببوحها على الورق تحس بالارتياح النفسي ، وتشعر بالسعادة .
كلماتها كزخ المطر ، هادئة ورقيقة وناعمة كروحها المرهفة ، فهي تدهشنا بمفرداتها ولغتها ، التي تأتينا بانسيابية وايقاعية وتكامل لتتشكل الجملة والعبارة بجمالية فنية .
ملكة زاهر تحلق بعيداً في عالم الخيال والالهام والابداع ، مدركة ان القصيدة لا تأتي بسهولة ، وان الشعر هو اكتشاف في عمق الانسان ..!!
ملكة شاعرة رومانسية مفتتنة بالطبيعة ، وسنابل الفرح ، وحقول الجمال ، انها تناجي السماء والقمر والنجوم ، وتشدو للحب بكل خلجة شعورية .وهي كالشعراء المهجريين الرومانسيين تعانق الزهور والظلال ، وتعيش الحلم في اجواء واحضان الطبيعة الخلابة ، تطارد الفراشات ، وتناغي البلابل المغردة .
تتبدى في نصوص ملكة زاهر الطابع العاطفي الذي يتجلى في رقة بفوران العاطفة ، وما بعدها من رقة الاحساس ، والشوق والحنين ، والتعلق بالوطن والحياة ، الى جانب الطابع الصوفي المتجلي في حب الطبيعة والاندماج فيها وفي وصف جمالها ،عدا عن الطابع الوجداني والنزعة الانسانية ، والشعور القومي .
ملكة زاهر بوحها شفاف صادق ، فهي تهاتف الروح وتراود النص ، وتتفاعل داخل بنية القصيدة ، محلقة في سماء السحر والخيال ، مبدعة في تشكيل لوحاتها النثرية والشعرية التي تزيدها جمالاً ورونقاً لغتها السهلة وايقاعاتها الموسيقية ، وتلك الاطياف التي توظفها في تشكيل لوحاتها الابداعية .
فلنصغي اليها وهي تشدو برقة وانسياب ودهشة :
توثبت شرايين الروح
لتعاتق تمتمات حروفه
المتغلغلة بحضن
القصيدة الغانية
فوق وشاحها الربيعي
المبعوث من وهج
شمسها المشتعلة
لتلامس بحذر
بحر العيون الهائج
بشقاوة اشعتها
خوفاً من
الغرق
في قصائد ملكة روح وتفاعل وصفاء وبهجة متأججة ، تتصف كتاباتها عامة بالصدق العفوي التلقائي ، والتعبير الأخاذ ، والكلمة الرقيقة الدافئة ، والاحساس العالي بالاشياء.
هي تكتب بلغة الايحاء ، وتغوص في عمق الوجدان ، مازجة بين المشاعر والرؤى المشفوعة بالحلم الوردي الجميل .
ملكة زاهر تغرد في سماء الكلمة الشعرية الناعمة ، السهلة ، الممتنعة ، بعيداً عن التكلف والصنعة الشعرية  ، وهي نورس مائي جميل الصوت عذب التغريد .
مليكة موهبة شعرية تحتاج الى المزيد من العناية ، بدقة فائقة ، والى الصقل بالقراءة الجادة ، والتجربة اليومية المعاشة، والبحث عن اسرار اللغة ومكامنها ، وتشذيب الافنان وتقليم الاغصان ، وارواء جذور السنديانة الشعرية الكرملية لتبق مخضرة ، يانعة ، وزاهرة ، ومزهرة .
ملكة زاهر تسبح على شواطئء الحلم الشاعري ، على امل الوصول الى قاع وعمق البحار ، وانني على ثقة تامة انها ستصل بمزيد من الحذر والغوص المتأني دون خوف ، لكي لا تغرق .
لملكة زاهر الحياة ، والامل باشراقة حالمة ، ومستقبل واعد ثري بالعطاء.
**
حنان حجازي على ضفتي نهر الثقافة الوطنية 

حنان حجازي ناشطة ثقافية ، وامرأة طليعية وريادية يشار لها بالبنان ، وتستحق انحناءة تقدير لما تقوم به من جهود مباركة ونشاطات ثقافية واسعة لاعلاء صوت العقل وشأن الثقافة الوطنية وادب الاطفال، من خلال موقعها كمديرة ومركزة ثقافة الطفل للاسوار .
انها انسانة متيقظة ومثقفة واعية ، ومقاتلة على الجبهة الثقافية ، تجمع بين الفكر والممارسة ،
والقول بالفعل ، وبين جمال الروح والنفس ونكران الذات ، والنقاء الوطني ، والتضحية والعطاء بلا حدود ، والايمان بالقيم الانسانية الجمالية .
حنان حجازي تتمتع بجذوة الاحساس الصادق الخلاق ، اضافة الى تسلحها بفكر متنور متقدم وثقافة متنوعة عميقة ، تؤهلها لموقعها الريادي في عملية التجديد والتنوير لكل فاعلية انسانية وعلى رأسها المسألة الثقافية .
حنان حجازي التي اسست دار ومؤسسة الاسوار مع زوجها الانسان الرائع والمثقف والاديب والناشر الالمعي حارس ثقافتنا يعقوب حجازي بهدف نشر الكتاب الوطني والثقافة الوطنية ، تعي الدور التعبوي الطليعي الثوري الذي تلعبه الكلمة في معركتها ضد الرصاصة ، وقد ساهمت وتساهم في تعميق وتأصيل ثقافة الالتزام الوطني والفكر الحر المستنير من خلال الندوات المتعددة التي تستقطب رموز ادبنا وثقافتنا واقلامنا الجادة .
حنان حجازي تدهشنا بحضورها المشع وتألقها المتواصل في اللقاءات والامسيات وتقديم الوجوه والترحيب بهم ، فهي منارة من المنارات الثقافية الحقيقية التي تفرض الحب والاعجاب . وقد انتظم عقلها مع قلبها واتحد وعيها مع ضميرها ، واتسق فكرها مع نشاطها ، واقترن المبدأ في التجسيد .
حنان حجازي منحازة للوطن ، للهوية الوطنية الطبقية ، للانسان الفلسطيني في خيام اللجوء والتشرد والفقر والقهر ، للكادحين الذين يعانقون الشمس والفرح ، وتنتصر للمرأة في كفاحها لأجل نيل حريتها ومساواتها وحقوقها الاجتماعية ، ولقضية شعبها ووحدته الوطنية الغلابة .
حنان حجازي التي تصحو على صوت هدير بحر عكا كل صباح ، وتصعد الاسوار التي عجز نابليون عن اختراقها ، وتوزع الثقافة على القادمين والوافدين ، هي شعلة نور تضيء الدروب المعتمة في زمن الهزيمة والداعشية والفقر الفكري والجفاف الثقافي .
حنان حجازي من العناقيد الثقافية التي تحمل في ثنايها جذوة الثورة ، ورطب الفكر التحرري المتوقد ، البهاء والخير ، وروح المحبة والتسامح .
وهي في كل حال قارئة متميزة ، دائمة الاحتراق والاشتعال من وراء كل ستار للشمس بين غيم الحلم والكتابة والثقافة الجديدة ، التي تدغدغ الروح والعواطف وتشعل فينا الروح الوطنية الثورية الوثابة .
عاطاك العافية يا حنان ، نخلة عكا وفلسطين الشامخة على الرواسي والروابي والجبال ، وابقاك نهراً من العطاء الثقافي الذي لا ينضب ولن يجف، رغم التراجع والانكسار والهزائم .
ولك باقة من زهر الجليل احتراماً وتقديراً لنشاطك ودورك في خدمة ثقافتنا الاصيلة، الثقافة الفلسطينية الحرة الوطنية الشعبية والجماهيرية والطبقية المنحازة للفقراء والكادحين الذين سيفجرون الثورة القادمة على الظلم والقهر والاستغلال والاستعباد والاحتلال **
 حنان جبيلي عابد مثخنة بجراح الابداع 

النصراوية حنان جبيلي عابد ناشطه ثقافية   ومربية أطفال ، وأيضاً شاعرة مرهفة الاحساس وكاتبة مثخنة بجراح الابداع .
عشقت حنان القراءة والكتابة الابداعية منذ صغرها ، وقرأت الكثير من القصص والروايات ودواوين الشعر ، ولها اهتمام خاص بمواكبة ومتابعة الاصدارات الجديدة محلياً وعربياً.
طرقت حنان جبيلي عابد التعبير الكتابيىمااف الابداعي ، الفني والأدبي، بحبر القلم وريشة جديدة، لونها الروح الحنانية الانسانية.
يتوزع نشاط حنان بين الشعر والخاطرة الأدبية وقصص الأطفال والقصص للكبار .
وقد جعلت من الشعر رئة تننفس من خلالها ، فتتفث أشجانها وتترجم احاسيسها الداخلية .
ان الشعر عندها طريق معمنغبدة بين عالم الاجسام وعالم الارواح ، ومن خلاله ترسل نغمات الروح ونبضات القلب وخلجات النفس .وما يميز هذا الشعر الاحساس المرهف والزخم العاطفي الوجداني ، والاسلوب الرهيف، والسلاسة الواضحة ، وهو من السهل الممتنع القريب الى النفس البشرية والوجدان الانساني .
اما قصصها فهي تصور مواضيع وقضايا حياتية مستقاة من واقعنا الاجتماعي المعاش، وهي تأخذنا معها بلباقة وعفوية وسلاسة الى عالمها الأدبي الخاص.
في حين ان كتاباته للطفل تحمل روحاً انسانية ، وتقدم قصصاً قريبة الى الطفل ، وذلك باستخدام تقنيات البناء الفني لقصة الطفل التي تسهم في ابداع قصص جيدة وناضجة ، حيث تبدأ عملية البناء بالحدث الواقعة الأولى ، وما يليها من احداث ينمو فيها الصراع مع الحركة حتى تصل الى العقدة في البناء ( الذروة)، ومن تبدأ العقدة بالتدريج في طريق الوصول الى النهاية فضلاً عن عناصر اللغة والأسلوب السردي والحواري ،وأخيراً النهاية.
وتنجح حنان أن تجعل في قصصها الطفل المحرك الرئيس للاحداث ، فهو من يدرك المشكلة ولب الصراع،ويبحث عن الحل ، الأمر الذي يدعم فكرة البطل على ان يكون شيئاً، ومنبع ذلك القدرة التي تكمن في الداخل الانساني،وليس في خارجه .
وما يلفت النظر ان قصصها بسيطة وسهلة ورقيقة، والأحداث  فيها مترابطة، واللغة موحية تعبر مباشرة عن المحتوى  .
ويتجلى دورها في سبك تماسكها واعطائها صنعة الحياة والحركة، عدا اسلوبها المشوق والخيال الواسع .
وعمدت حنان الى انتقاء الفاظها بعناية ودقة لتدل على الانفعالات والمشاعر .
حنان جبيلي عابد مبدعة تواصل دربها الابداعي، الذي بدأته قبل أكثر من عقدين ونصف من الزمن ، بثقة وتؤدة وعمل دؤوب ، وقد اثبتت وجودها وحضورها في المشهد الثقافي المحلي .فكل التحيات العطرة لحنان على أمل مواصلة درب الابداع الذي لن يجف ولن  يصمت أبداً.
**
ابراهيم حجازي يصعد اليه الشعر من نبع الروح

ابراهيم حجازي الآتي من ربى طمرة الجليلية ، شاعر عمودي ملتزم بالقافية والبحور الشعرية الخليلية، يصعد اليه الشعر من نبع الروح .
ولا يختلف اثنان على شاعريته وعلى تألقه وتميزه في الكتابة الشعرية الابداعية.
قصائده جزلة ذات معاني عميقة ومتينة ، وموسيقاها كلاسيكية الايقاع والنغم . شعره صامت وصمته غناء آخر في حناجر مندهشة ، نبضه صادق الى حد الشفافية ، ويحمل أجمل وأسمى المعاني .
قصاند ابراهيم حجازي مغموسة الوجدان ، ملتهبة العاطفة ، تحاكي الوطن والارض والمرأة والانسان ، وتتغنى بالحب والعشق الجميل ، ثائرة على القهر والظلم ، ومتمردة على الطغيان.
اشعاره موسومة بطابع الوصف العام، الطبيعة لديه تتحول الى لوحات فنية تتجسد فيها ملامح الجمال الناطق، والغزل يتحول الى لواعج قلبية تصور ما يمور في الاعماق من مشاعر وأحاسيس ، وتنطق بما يعتمل في النفس من انفعالات . وهكذا في قصائده الأخرى في كل المناسبات والأغراض الشعرية التي فاضت وجادت به روحه  ، والتي تعكس ثقافته الواسعة ، التي يغلب عليها التأمل الوجداني والتفكير العقلاني المتنور ، والنظرة بعيدة المدى .
ومن خلال قصائده نستشف ان ابراهيم حجازي يرى ان جمال الشعر في نظمه وجرسه ورنينه ، وفي انتقاء الفاظه وتجانسها ، وفي معانيها ، وابتكار الصور الفنية ، أو توليدها من القديم في صور جديدة رائعة ، ثم في الخيال وحسن تصوير ، والحفاظ على الوحدة العضوية للقصيدة.
وكذلك الى أن جمال الشعر لا يكون بالمجاز والتشبيه وضروب التزويق اللفظي ، بل جماله في استعداده للنفاذ الى النفس ، والوصول الى القلب على أي صورة كان ، وفي أي لون يكون .
ابراهيم حجازي ملأ سنوات عمره بعطا ء أدبي خصب ، ووهج شعري متالق، وقصائده العمودية تضيء الدرب لعشاق الوجدان الصافي ، وشداة الاحساس الصادق.
ابراهيم حجازي ينتقي القوافي الرقيقة القادرة على تجسيد وتصوير نبضات قلبه وومضات وجدانه ، ونصوصه تفيض بالوجد ، وتزخر بالعاطفة الجياشة ، وتمتلئ بالذوب الانساني والزخم الوجداني.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق