أنوار الأنوار مبدعة متأنقة بجراحها ، متألقة بالهموم الوطنية والقومية والانسانية التي تراودها ، وهي الأمينة العامة لانحاد الكتاب الفلسطينين في دورته الأولى ، منبرية في مهرجانات الأدب ، كأنها فارسة من فارسات الصولات القديمة التي كان فيها فحول الأدب يتنازلون فيها، خائضين معارك القلم والكلمات الفاعلة ، قبل الخوض حضاريا في معارك الكتب والايديولجيات .
وفي جيل مبكر اطلقت أنوار الأنوار سهام النثر والابداع من جعبة واحدة ، الأرض ، والهوية ، القلب العربي ، المنكسر الوجدان ، المقاوم ، الممانع ، والباحث عن ولادة جديدة.
تتقدم من العام الى الخاص، ومن حدودالقضايا العربية القومية الى لب القضية الوطنية ، والمسألة النسوية بابعادها الفكرية ، معلنة رغبتها في اغاثة المظلوم والمقهور ، وفي الانتماء للفكر الثوري المتنور والمقاوم ، بالاجساد والاشجار والحجارة ، والأيمان المقدس بالتضحية.
وكتاب أنوار الأنوار الموسوم " في حضن التوت -رسائل خانها البريد "الصادر عن دار الجندي في القدس ، هو نصوص نثرية على شكل رسائل ، تدور حول محاور متنوعة ، سؤال الموت والحياة، الدين ، الحب ، في نصوص ابداعية تحطم تابوهات عديدة.
ان صدرها يتمزق ، والكلمات تجري ، تتراكض ، تتزاحم ، لتسطر الحلم .
أنوار الأنوار تجربة أدبية فريدة من نوعها ، وذلك بخروجها من القمقم وغابة الهدوء، الى عواصف الكتابة والسياسة ، والأروع ، انها رغم الانتكاسات والاحباطات ،اصرارهاعلى الكتابة في الاتجاه نفسه، وتماديها في جعله اتجاهاً عالياً ، متعالياً، ولا تأخذه سنة الأفاق من رؤيا الأعماق.
انها هائمة في محبرة الكتابة،تحمل فكراً ورسالة نبوءة ، وتجعل الجمر الغافي يتوهج مجدداً تحت الرماد ، وتصنع من الأغاني الحزينة شلالاً من النصوص النثرية ، ولحناً أبدياً جميلاً في مملكة الابداع والتجلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق