حين بدأت الحرب أراد بيتنا أن ينجو بنفسه من القصف المتواصل، فتحرك مسافة كافية كى يبدو – من وجهة نظره- على الحياد.. وهناك توقف بجوار بيوت كانت تبدو مثله مسالمة وظن أنه نجا، لكن الحرب لم تكن تأمن لمن يهادن أو يسالم أو يلزم الصمت أو يهاجر.. فطاردت بيتنا؛ فمات منه عشرة، غرق بهم قارب كانوا يصيدون به الأمل قرب الشواطئ الأوربية.. ومات ثلاثة تحت جنازير عربات مدرعة كانت تهم بمغادرة حارتنا- التى انسحب إليها بيتنا - منسحبة تاركة لنا دخانها محاصرا معنا، ومات.. ومات.. ومات.. أما أخر من كان لنا فقد وقعت عليه جدران البيت دون أن تطاله قذيفة واحدة.. هكذا فقط سقط.. يأسا، حزنا، ألما.. ربما.. لكن المؤكد أنه حين دخلت دبابات الآخر ومرت من حارتنا- حيث استقر بيتنا - لم يكن هناك جدار يعكس ظلا لمحارب أو يرمى ظلا على وجه محارب يستجير به من نيران القلوب وحقدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق