سبق أن نشرت ست حلقات بعنوان "نهوض الأمم" وسوف استكمل ذلك المسلسل بهذه الحلقة التي تتناول أهمية دور المرأة في المجتمع، ليس كأم فحسب، بل كمبتكرة ولبنة أساسية في التقدم والتنمية والحضارة والعلوم.
في الحلقة رقم 2 ذكرت أسماء 21 مخترعاً لم يكن بينهم اسم واحد لسيدة، ولكني وبعد أن اطلعت على تقرير نشره موقع البي بي سي بنسخته الإنكليزية، ومن باب العدل والإنصاف والوفاء للجنس اللطيف سوف أنقل لكم ما ذكر في التقرير عن تسع سيدات ملهمات.
يبدأ مُـعِـدُّ التقرير بهذا السؤال :
لوسئلت عن اسم المخترعين المهمين لكنت ستبدأ ربما بتوماس إيديسون، الكسندر جراهام بيل أو ليوناردو دا فينشي.
ولكن ماذا عن ماري أندرسون؟ أو آن تسوكاموتو؟
قد لا تعرف أسميهما، ولكنهما مجرد اثنيتن من المخترعات الإناث اللواتي لهن الفضل في حل مشكلات عدد من الاحتياجات اليومية والابتكارات العلمية.
1- برامج الكمبيوتر - غرايس هوبر
بعد التحاقها بالبحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، تم تعيين الأدميرال غريس هوبر للعمل على جهاز كمبيوتر جديد في حينه يسمى مارك 1.
لم يمض وقت طويل حتى كانت قد أصبحت في طليعة البرمجة الحاسوبية في الخمسينات.
كانت هي من ابتكر المترجم الحاسوبي (Compiler) الذي يقوم بترجمة التعليمات إلى الرموز البرمجية التي تمكن الحواسيب من قراءتها، مما يجعل البرمجة أسرع ما شكل ثورة في كيفية عمل أجهزة الكمبيوتر.
ساعدت هوبر أيضا على الترويج لمصطلح "إزالة العثة من البرامج Debugging”" الذي ما زلنا نستخدمه على برامج الكمبيوتر اليوم، وذلك بعد نجاحها في إزالة العثة من داخل حاسبها الآلي.
"غرايس المذهلة"، كما كانت معروفة، واصلت العمل في حقل أجهزة الكمبيوتر حتى تقاعدت من البحرية كأقدم ضابط خدمة، وعمرها 79 عاما.
2 - هوية المتصل والدعوة للانتظار - الدكتورة شيرلي آن جاكسون
الدكتورة شيرلي آن جاكسون هي اختصاصية أميركية في الفيزياء النظرية ، بدأت أبحاثها منذ العام 1970 عن هوية المتصل وطلب الانتظار.
كما مكنت اختراقاتها في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية الآخرين من اختراع الفاكسات المحمولة وكابلات الألياف البصرية والخلايا الشمسية.
وهي أول امرأة أمريكية أفريقية تحصل على درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأول امرأة أمريكية أفريقية تتولى قيادة أبحاث جامعية.
3 - مسَّاحات الزجاج الأمامي للمركبات - ماري أندرسون
في يوم شتائي من عام 1903، كانت ماري أندرسون تزور مدينة نيويورك عندما لاحظت أن سائقها كان يضطر لفتح نافذة السيارة كي يزيل الثلج المتساقط على الزجاج الأمامي.
في كل مرة كانت النافذة تفتح، كان الركاب يشعرون أكثر بالبرودة.
بدأت أندرسون التخطيط لإيجاد حل لها يتمثل بشفرة مطاط يمكن التحكّم بها وتحريكها من داخل السيارة، وفي عام 1903 حازت على براءة اختراع عن ذلك الاكتشاف.
ولكن الإختراع لم يلق قبولاً من شركات السيارات بذريعة أنه يشوش أذهان السائقين.
لم تستفد أندرسون أبداً من اختراعها، حتى عندما أصبحت المسَّاحات في وقت لاحق من المستلزمات البديهية ومن المعايير العادية في صناعة السيارات.
4 - بطاريات المحطات الفضائية - أولغا دي غونزاليز - سانابريا
ابتكرت أولغا بطارية النيكل والهيدروجين الطويلة الأمد والتي أسهمت في توفير الطاقة لمحطة الفضاء الدولية.
أولغا دي غونزاليز-سانابريا، وهي من أصل بورتوريكي، طورت التكنولوجيا التي ساعدت على ابتكار هذه البطاريات في الثمانينات من القرن الماضي، والآن تعمل كمديرة الهندسة في مركز أبحاث غلين في ناسا.
5 - غسالة صحون - جوزفين كوكرين
قررت كوكرين أن تبتكر آلة تغسل أطباقها بشكل أسرع مما يفعله خدمها، وتكون أقل عرضة للكسر.
كانت آلتها عبارة عن محرك يدير عجلة داخل غلاية نحاسية ، وبذلك كان ذلك الإبتكار هو أول غسالة صحون أوتوماتيكية تعمل بضغط المياه.
كان زوج كوكرين المدمن على الكحول قد تركها غارقة في الديون بعد وفاته، وهذا ما دفعها إلى الحصول على براءة اختراعها في عام 1886 وفتحت مصنعاَ لانتاج غسالات الصحون الآلية.
6 - نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون
الممرضة ماري فان بريتان براون كانت في كثير من الأحيان تجد نفسها قابعة في منزلها بمفردها، ما حدا بها للتفكير بطريقة من شأنها أن تجعلها تشعر بالأمان أكثر.
قامت فان بريتان براون، بمساعدة زوجها ألبرت، بتطوير أول نظام أمن منزلي نظراً لارتفاع معدلات الجريمة والاستجابات البطيئة للشرطة في الستينيات.
كان الجهاز معقداً، يعمل بكاميرا يديرها محرك ينتقل صعودا وهبوطا على الباب وعلى المقيم في الداخل أن يرصد الهدف الخارجي عبر المراقبة من خلال ثقب الباب
وجهزت غرفة نومها بشاشة مع زر إنذار.
7 - عزل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو
حازت آن تسوكاموتو على براءة اختراعها في عام 1991 ومنذ ذلك الحين أدى عملها إلى تقدم كبير في فهم أنظمة الدم لمرضى السرطان، والتي يمكن أن تؤدي إلى علاج لهذا المرض.
وتجري تسوكاموتو حاليا مزيدا من البحوث المتعلقة بنمو الخلايا الجذعية، ولديها براءات اختراعات مشتركة لأكثر من سبعة اختراعات أخرى.
8 - ألياف الكيفلار - ستيفاني كوليك
اخترعت هذه الكيميائية الألياف خفيفة الوزن المستخدمة في السترات الواقية من الرصاص والدروع الواقية.
منذ اكتشافها في عام 1965، أنقذت تلك المواد التي هي أقوى خمس مرات من الصلب الكثير من الأرواح، والتي يستخدمها الملايين كل يوم.
تدخل تلك المواد في صنع منتجات تتراوح بين القفازات المنزلية والهواتف النقالة والطائرات والجسور المعلقة.
9 - لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي
غالبا ما ينسب الفضل في ابتكار لعبة المونوبولي الأكثر شعبية في التاريخ إلى تشارلز دارو، ولكن في الواقع فإن إليزابيث ماجي هي من ابتكر قواعدها.
هدفت ماجي من لعبتها أن تبين المشاكل التي تتسبب بها الرأسمالية حيث يقوم فيها اللاعبون بتداول أموال وممتلكات وهمية.
تصميمها الأساسي الذي حصلت بموجبه على براءة اختراع في عام 1904، كان يسمى لعبة المالك.
لعبة الاحتكار (المونوبولي) التي نعرفها اليوم نشرت في عام 1935 من قبل باركر براذرز، وبعد أن علم أن تشارلز دارو لم يكن المبتكر الوحيد، قام باركر بشراء براءة الإختراع من ماجي بمبلغ 500 دولار فقط (385 باوند)، واحتكر اللعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق