أحب أصحح لكثير من الأخوة الأعلامين الذين يتناولون هذه القضية المثيرة للجدل على صفحات التواصل الأجتماعى ، بأن مسعود البرزانى الفاقد للشرعية منذ سنتين بعد ولايته الثانية ، والذى قام بخطوة احادية لفصل الأقليم عن الحكومة المركزية واقامة كيان مماثل للكيان الصهيونى فى فلسطين المحتلة ، سيلاقى صعوبات لاحصر ولاعد لها من الحكومة العراقية أولا التى لن تسمح له باتخاذ هذه الخطوة الفردية خاصة بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية عدم الأعتراف بهذا الأستفتاء المزعم اليوم 25 سبتمبر 2017 وكذلك مجلس النواب الذى رفض هذا الأنفصال بالأجماع والتعدى على الدستور ، وأحب أنوه أن كثير من الأخوة الكتاب يتناولون أثناء كتابتهم أو أثناء الحديث فى القنوات الفضائية ، بنعتهم " بالأكراد " والصحيح هو "الكرد" والمفرد منه هو ، كردى ، هذه من جهة ، من جهة ثانية البعض يشكك فى أن دول الجوار مثل طهران أو أنقرة أو سوريا ستتغافل الأمر وستسمح لهم بالأنفصال وأقامة هذا الكيان ، وأنا أعتبر أن هذا من المستحيلات العشر لعدة أسباب :
1- اقامة مثل هذا الكيان أو الدويلة فى شمال العراق أو شمال سوريا لن تسمح به لا أنقرة ولا ايران ولا الدولتان الأم اللتان سينفصلان عنهما لأن ذلك يضر بمصالحهم جميعا .
2- لأن هذا يؤدى الى تثبيت نظرية الأنفصال وقيام كيانات مماثلة فى كل من أنقرة وطهران خاصة أن هذا الشعب لاهوية ولا أرض له ، فقد تم تشتيتهم فى كل العالم مثلهم مثل الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين وأقاموا عليها كيانهم المزعوم ، وقد سردت تاريخ الكرد ونشأته من قبل الميلاد حتى الشتات فى كتابى ( الغزو الأمريكى للعراق ) كيف كانوا وكيف أصبحوا .
3- بعد أن قامت ايران وتركيا اليوم باغلاق المعابر وأوقفت بغداد الرحلات الجوية ذهابا وايابا الى اقليم كوردستان ، وهددت بوقف الرواتب ، أعلنت كذلك أنقرة وقف شراء البترول من الأقليم
4- الواضح من كل ما سبق هو ضرب حصار قوى على الأقليم والذى سيتضرر منه أولا وأخيرا الشعب الكردى والعرب والطوائف الأخرى فى كل من أربيل والسلمانية وكركوك .
5- كل أحزاب الأقليم فى الثلاث محافظات استنكرت الخطوة الفردية ورفضتها علاوة على أن الرئيس العراقى والمفترض أنه كردى استنكر عمل الأستفتاء .
اذن نخلص من هذا أنه بالضرورة بعد فرض الحصار من الدول الأربع ووقف الرواتب سيشعر الفرد فى الأقليم بقوة هذا الحصار الذى سيؤثر عليه تأثيرا مباشرا مما سيؤدى الى اشتباكات بين الطوائف العربية والكردية فى أنحاء الأقليم ، وهذه بالضرورة ستجلب فوضى كبيرة تهدف وتؤسس لها الولايات المتحدة والكيان الصهيونى وبعض اللاعبين من دول الخليج تربك من ورائها الحكومة العراقية التى انتصرت على الجماعات الأرهابية " داعش وأمثالها " وحررت كل العراق منهم ، وهذا بالطبع لايروق لواشنطن ولا للكيان الصهيونى ولا للرياض التى لعبت دورا كبيرا فى محاولة تفتيت العراق من 2003 وما زالت تمارس لعبتها هنا وفى سوريا التى حررت هى الأخرى أراضيها وكان آخر معاقل داعش فى دير الزور التى امسك الجيش العربى السورى بآخر شبر فيها
اذن المفهوم والواضح مما قام به مسعود البرزانى هو محاولة قيام كيان يكون هو الحاكم عليه حتى يمكن لأبنائه ارث الحكم ولعائلته ، فهو ورث الحكم عن أبيه الذى فر هاربا الى الكيان الصهيونى بعد فشل محاولته فى اقامة كيان كردى مستقل عن الدولة المركزية ، وللعلم هذه المحاولة الخامسة التى سوف تفشل كما فشلت المحاولات الأربع السابقة وربما لايستطيع برزانى الهرب الى موطنه الأصلى فمن الممكن أن يتم اعتقاله ومحاكمته بتهمة الأنقلاب على الحكم خاصة وانه عديم الشرعية وبتأجيج الفتنة والتخابر والتعامل مع العدو ضد الدولة ، وهذا ما كان يجب القيام به من قبل الحكومة المركزية فور اعلانه بعمل استفساء لأنفصال الأقليم .
واشنطن وحلافائها يريدون اطالة الحرب فى العراق وسوريا ، فوقوفها بجانب كرد سوريا فى الشمال وتسليحهم بحجة ضرب ودحر داعش ، اكذوبة كبيرة فهى تنظر لكل منهما بعين المساواة ، فكما تساعد داعش تساعد الأكراد ، ولا ننسى كم من مرة تم اعتداءالقوات الأمريكية والكيان الصهيونى على الجيش العربى السورى لكى تفسح المجال لداعش ، وفى الآونة الأخيرة فى حرب البادية السورية وتطهيرها من الدواعش وبعض الجماعات الأخرى ، قامت واشنطن بتهريب قادة من داعش أجانب الى تركيا لنقلهم بعد ذلك الى بلدانهم .
الولايات المتحدة تتجرع كؤوس الهزيمة فى كل من بغداد ودمشق ، والآن ليس لها مكان فى أى منهما ، ولقد أعلن ذلك رئيس الوزراء العراقى فى أكثر من خطاب وكل المكونات العراقية ، وبالمثل أعلنت وزارة الخارجية السورية فى أكثر من مرة بأن سوريا لاتسمح لآى جندى أجنبى على أراضيها بعد تحرير آخر شبر فيها سواء كانت قوات تركية أو أمريكية ، كما أعلنت مرارا أنها لا تسمح باقامة فدرالية كردية أو غيرها لأى أسباب ، والأعلان الذى أعلنه بالأمس حزب القوات الديمقراطية الكردية من شمال سورية باستقلاله وانفصاله عن الدولة الأم ، ليس له أى أساس من الصحة لأنه اختراق للدستور وانفصال من طرف واحد مثله مثل الأستفتاء البرزانى ، وكأن واشنطون تريد أن تقول لهم اننى أوفيت بوعدى وباباى ، كل العالم عدى الكيان الصهيونى وواشنطن هما المؤيدين للأنفصال ، أو لنشوب حرب تستمر عشرات السنين بديلة لحرب الجماعات التكفيرية فى الأقليم ، لقد تم احباط المخطط للمرة الثالثة ، اقامة شرق أوسط جديد من 2003 الى الآن وانتهت أيضا لعبة الأمم فى سوريا والعراق .
Dr_hamdy@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق