المسيحيون رومانة الميزان في المنطقة العربية ج1/ لطيف شاكر

تسعي الدولة الاسلامية (داعش) في تفريغ المنطقة من المسيحيين تارة بابادة القري المسيحية وتارة باغتصاب المسيحيات واذلال الرجال وتارة بالاسلمة الجبرية وفرض الاتاوات المجحفة جدا وازالة كل التراث المسيحي من كنائس ومتاحف .

ويعاني المسيحيون في مصر من التحريض الكبير ضدّهم من قبل المجموعات التي تنتمي إلى الإسلام المتطرّف، بداية من القتل في ضوء النهار، حرق الكنائس، المذابح والشعور الكبير بغياب الحماية من قبل السلطات. ويمكن للأحداث التي جرتْ بعد اندلاع الثورة مباشرة أن تبيّن لنا أكثر الوضع الجديد وغير المشجّع لمسيحيّي مصر

كتب الاستاذ محمد حسنين هيكل : ان المشهد العربي سيختلف حضاريا وانسانيا مع هجرة المسيحيين وسيصبح اكثر فقرا واقل ثراءا وغياب الحضور المسيحي هو تصحر فكري وثقافي وحضاري
يقول الامير طلال بن عبد العزيز :هجرة المسيحيين من العالم العربي خسارة لقوة اقتصادية في التجارة والصناعة والمال والفن والصحافة والطب والتخصص المهني.
يقول د. حامد عبد الصمد الاستاذ الجامعي بالمانيا في كتابه سقوط العالم الاسلامي :افتقار اغلبية الدول الاسلامية لاقتصاديات خلاقه يعتمد عليها في خلق منتج حقيقي وافتقادهم لنظام تربوي فعال وجفافها من اي ابداع فكري ستؤدي حتما الي انهيار هذه الدول , واظن ان المسيحيين لهم دور اساسي في كل المجالات والابداع الفكري.

وان نزوح المسيحيين من المنطقة يثبت للعالم فشل الاسلام في قبول الاخر ورفض التعددية بكل انواعها وتدعم للعنصرية مما يستدعي الي صراع الثقافات ويتحول الي صراع ديني بين الاسلام واليهودية والبقاء للاقوي والاقباط هم رمانة الميزان .

اذا نجحت الدول العربية والاسلامية في نفي الاخر المسيحي فلن يقف عند هذا الحد لان العقلية الاقصائية وشهوة نفي الاخر ستنمتد الي المختلف في الطائفة والمذهب ثم المخالف لفكر الجماعات الاسلامية الارهابية وسيكون الصراع اسلامي اسلامي وهكذا تاكل الشعوب الاسلامية نفسها بنفسها وهذا مايفعله الغرب الآن.

سيؤدي تفريغ المنطقة من المسيحيين الي تقسيم المنطقة الي دويلات علي اسس عرقية ودينية ومذهبية ونجاح خطة التقسيم سيكون لصالح اسرائيل الكبري فالمسيحيون هنا صمام امان .

تفريغ المنطقة من المسيحيين معناه تفريغ المنطقة من الحضارات القديمة واصحاب الارض . والحضور المسيحي ضرورة للوجه الحضاري للاسلام

ان بقاء المسيحيين هو الرد بالفعل لا بالقول علي مقولة اسرائيل ان العرب دولة الدين الواحد .

تفريغ المنطقة من المسيحيين سيؤدي الي اعتبار المنطقة العربية وكرا للارهاب ومصدرا للخلافات الدامية للجماعات الاسلامية الارهابية وساحة حرب بين الغرب والمسلمين والخاسر الاسلام المعتدل الذي لا ناقة له ولا جمل .

الحرب علي المسيحيين سيؤدي الي نظرة الغرب للدول العربية كدولة راعية للارهاب ومصدرة له في العالم كله.
في حالة تفريغ المنطقة من المسيحيين قد تفتح اسرائيل ابوابها لهم وهذا معناه كسب اسرائيل للعقول الذكية والمهارات وستستغل هذا افضل استغلال حيث تطالب باستحقاقات النازحين اليها من البلاد التي كانوا يعيشون بها وسيكون مطلبا مقبولا امام دول العالم وبذلك تتحق خطة اسرائيل التوسعية الكتابي من النيل للفرات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق