الإحتلال يواصل حربه الشاملة علينا على كل الجبهات،فلا يكاد يمر يوم واحد دون ان نسمع عن اقرار مخططات ومشاريع استيطانية جديدة،بإلآلاف الوحدات الإستيطانية في القدس والضفة الغربية،وكذلك الحال مع هدم البيوت وعلى وجه الخصوص في مدينة القدس ومناطق (سي) في الضفة الغربية وأيضاً الإخطارات المتوالية بهدم عشرات ألآلاف البيوت تحت حجج البناء غير المرخص في القدس والضفة الغربية،والإحتلال لا يترك منبراً اعلامياً او دولياً إلا وحاول استغلاله من اجل التحريض علينا،ووسم نضالنا ب" الإرهاب"،،وإتهام أي مؤسسة دولية تقف الى جانب شعبنا باللاسامية ومعاداة اليهود،ناهيك عن ما يتعرض له شعبنا يومياً من إجراءات وممارسات قمعية وتنكيلية من قبل الإحتلال،تمسه في عصب اموره الحياتية والخدماتية اليومية،ونشهد كل يوم عقوبات جماعية وتطهير عرقي بحق شعبنا الفلسطيني،ورغم كل ما يرتكبه الإحتلال من جرائم بحقنا،جرائم ضد البشر والحجر والشجر،نجد هناك قادة الخداع والنفاق والتضليل على المستوى الدولي من أمريكا والغرب الإستعماري،يقفون لجانبه ويبررون له جرائمه ويتسترون عليها،ويمنعون اتخاذ أي قرارات أو عقوبات قد تتخذ او تفرض عليه،نتيجة لسفوره الفاضح والوقح في خرق القانون الدولي والخروج عليه، وهؤلاء خبراء في الإنتقائية إزدواجية المعايير،وتحويل الجلاد إلى ضحية والضحية الى جلاد.
وسائل الإعلام والصحافة الفلسطينية،كانت دوماً على مر سنوات الإحتلال مستهدفة،وفي طليعة الإشتباك المباشر مع المحتل،تعريه وتفضحه،وتنقل جرائمه بحق شعبنا الى دول العالم والمجتمع الدولي،وتزيل القناع عن زيف ما يسمى بديمقراطيته وإنسانيته،حيث مسلسل الإنتهاكات بحق صحفينا وإعلامينا وكل وسائل إعلامنا المقروء والمسموع والمرئي منها،لم يتوقف على مدار سنوات الاحتلال،من قتل واعتقال وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والمعدني والقنابل الصوتية والغازية على الصحفيين،واستخدام القوة المفرطة بحقهم،بما يشمل الضرب المبرح ومنعهم من التغطية وتكسير الكاميرات والهواتف النقالة وحتى سيارات البث،ناهيك عن استخدامهم كدروع بشرية،وفرض الإقامات الجبرية عليهم.
"التغول" على الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية العاملة في فلسطين،زاد بشكل ملحوظ مع بداية الهبات الشعبية في مدينة القدس،وعلى وجه التحديد من بعد هبة الشهيد الفتى محمد أبو خضير في 2/7/2014 وما تلاها من هبات شعبية متلاحقة،كان اخرها هبة باب الإسباط في 14 تموز من العام الحالي،والتي لعب فيها الإعلام والقنوات الفضائية دوراً كبيراً في فضح وتعرية الإحتلال،ونقل صورة حية عن قمعه وتنكيله بالمصلين على بوابات المسجد الأقصى وساحات القدس العامة،كتعبير عن رفضهم لنصب البوابات الأكترونية على بوابات المسجد الأقصى،حيث كانت سجاجيد صلواتهم،هي سلاحهم المقاوم،الذي أثار غيظ وحنق الاحتلال،فعمد الى قمعهم بشكل وحشي،ناهيك عن الشهداء الذين سقطوا في معركة رفض البوابات الإلكترونية وما يسمى بالكاميرات الذكية،وحتى يمنع الاحتلال الأصوات الفلسطينية الحرة والجريئة التي تفضح ممارسته وتعريه،عمد الى اغلاق اكثر من مؤسسة إعلامية مثل فضائية فلسطين اليوم،وأربعة اذاعات محلية في الخليل، كسر ودمر محتوياتها وصادر أجهزتها،واعتقل العديد من العاملين فيها ومدراء مكاتبها...
المحتل أدرك بعد هبة باب الإسباط بان وسائل الإعلام على مختلف مسمياتها تلعب دوراً تعبوياً ودور الناقل والمتابع كل ما يرتكبه من جرائم وعقوبات جماعية وتطهير عرقي بحق شعبنا الفلسطيني،فعمد الى شن حرب شاملة على وسائل اعلامنا الفلسطينية من فضائيات وشركات انتاج واذاعات محلية ومواقع الكترونية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي،ولتبلغ ذروتها ليلة أمس بإقتحام ومداهمة الشركات الإنتاجية التي تقدم خدماتها لعدة محطات فضائية،حيث دوهمت مكاتب " بال ميديا وترانس ميديا ورامسات" في الخليل ورام الله ونابلس وبيت لحم،وجرت عمليات تكسير وتدمير للعديد من أجهزتها،وكذلك جرت عمليات مصادرة للعديد من محتوياتها وممتلكاتها،واعتقال عدد من العاملين فيها،والحجة والذريعة تقديم خدماتها لمحطات فضائية فضائية تدعم "الإرهاب" وتحرض على دولة الإحتلال،وتدعو الى المقاومة،فضائيات فلسطين اليوم والقدس والمنار والميادين على وجه الخصوص،كذلك عمد الإحتلال الى اغلاق اربع اذاعات في الخليل بنفس التهم والذرائع الموجهة لشركات الإنتاج..
جنود الميدان المدافعين عن الحرية وأصحاب المواقف والمبادىء دائماً يكونون في مقدمة الإستهداف ولذلك هذه الحرب التي يشنها المحتل على وسائل اعلامنا وشركاتنا الإنتاجية وغيرها،تستوجب من كل المؤسسات الصحفية والحقوقية والإنسانية وفي مقدمتها الإتحاد العالمي للصحفيين وروابط الصحفيين المستقلين،ضرورة التدخل العاجل للجم ووقف انفلات هذا العدو الغاصب،ووقفه حربه على الصحافة والصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية،فهذا ليس فعل وعمل بربري يندرج فقط في إطار التعدي على الحريات الصحفية واغتيال الحقيقة،بل يستهدف التغطية على اجراءات وممارسات الإحتلال القمعية والإذلالية بحق شعبنا،وطمس كل اشكال تعدياته وجرائمه على شعبنا،فهو يخشى معرفة حقيقته العارية امام العالم كعدو مغتصب للأرض ومهود لها وسارق للأثار ومزور للتاريخ والجغرافيا ومعتدي على المقدسات ومنكلاً بالأطفال،أو مرتكباً لجرائم القتل الموثقة بالكاميرات،كما حدث في عملية اعدام الشاب عبد الفتاح الشريف من مدينة الخليل بدم بارد من قبل الجندي الصهيوني اليؤر ازاريا الذي لقي كل الدعم والتأييد والإشادة من قبل قادة دولة الاحتلال وقادة احزابها وجيشها،ولتطالب ما يسمى بوزيرة العدل الصهيوني أيليت شاكيد بعدم محاكمته،بل منحه وساماً على فعلته،وليحكم في النهاية عام ونصف جرى تخفيضها لمدة أربعة شهور..في وقت حكم فيه على طفلين من بلدة جبل المكبر محمد عبيدات (18) عاماً ومحمد هلسه (17) عاماً بالسجن الفعلي لمدة (18) عاماً لكل منهما مع غرامة تصل الى (200) ألف شيكل أيضاً لكل منهما،بسبب محاولتهم طعن مستوطنتين.
هذه الحرب المفتوحة والمتواصلة التي يشنها الاحتلال وأجهزة مخابراته،على وسائل إعلامنا وصحفيينا وقنواتنا الفضائية وإذاعاتنا المحلية، والتي كان أخرها إغلاق شركات إنتاج إعلامية "بال ميديا وترانس ميدا ورامسات" في رام الله،ونابلس، والخليل وبيت لحم جريمة بحق الإعلام الوطني، وتكريس لنهج الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال، في وقت تدعي أن منابرنا "تحريضية".
وقرارات الإغلاق هذه، تشكل تجاوزاً لكل الحدود والقوانين الدولية، وتشكل إهانة لقرار مجلس الأمن الدولي 2222،الذي يوفر الحماية للإعلاميين ويجرم العدوان عليهم.
إن ادعاءات جيش الاحتلال بأن هذه الحملة تأتي في إطار جهود "الإحباط الشامل لاستهداف معالم الإرهاب المختلفة ومن بينها التحريض"،فإننا نرى بأن بأن الإرهاب الحقيقي هو استمرار الاحتلال والاستيطان، وإطلاق اليد للتحريض والتطرف والتمييز العنصري.
ونختم بتوجيه نداء عاجلا إلى مجلس الأمن، والاتحاد الدولي للصحفيين، لتوفير الحماية لإعلامينا ومؤسساتهم،وملاحقة مسؤولي الاحتلال المتورطين في العدوان على فضائنا وأثيرنا في كل المحافل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق