ماذا وراء تفجير النفق في غزة/ شاكر فريد حسن

تأتي حادثة تفجير قوات الجيش الاسرائيلي نفقاً   قيد الانشاء داخل الشريط الحدودي شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة ، التي اودت بحياة ٩ مواطنين فلسطينيين واصابة أكثر من ١٢ مواطناً ، مخالفاً ومعاكساً لحالة الهدوء الميداني التي يشهدها القطاع في الآونة الأخيرة .
وهذا التفجير هو رسالة واضحة لعدة أطراف ، وعلى رأسها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن لوقف جهود المصالحة الوطنية وتحييد " حماس " و" الجهاد الاسلامي " .
لا شك أن هذا التفجير يثير الريبة ويضع علامات استفهام وتعجب أمام نوايا حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو وليبرمان ، حيث أنه يعيد الى الذهن الوضع الذي سبق العدوان على غزة هاشم في صيف ٢٠١٤ .
ويبدو واضحاً أن الهدف من وراء تفجير نفق المقاومة جاء بهدف عرقلة المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتج وحماس ، وتفجير التهدئة ، وتوتير الاوضاع واشعال الأجواء في قطاع غزة والجنوب ، سعياً لضرب سلاح المقاومة وسلاح الوحدة الوطنية .
ان الرد العملي والسياسي على هذا التصعيد الاسرائيلي ، يتطلب الاسراع في انجاز بنود اتفاق القاهرة الأخير بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية ، فالاحتلال استهدف أنقاق المقاومة لأنه امتعض من المساعي المصرية الحثيثة لاعادة اللحمة الوطنية في الشارع الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام في الصف الوطني ، وهو يرفض الاتفاق على مرجعية موحدة للموقف والاجماع الفلسطيني ، وشواهد الصراع طويل الأمد تؤكد ذلك بجلاء ووضوح ، وقدماً على طريق استعادة الوحدة الوطنية الغلابة وتوطيد اركان منظمة التحرير الفلسطينية ، لصالح قضية شعبنا ولانجاز حقوقه الثايتة المشروعة .

هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة؟/ راسم عبيدات

بات من الواضح بعد عملية الإغتيال الفاشلة التي تعرض مدير الأجهزة الأمنية في قطاع غزة اللواء توفيق  أبو نعيمة وتفجير النفق الهجومي الخاص بسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي،والذي نتج عنه استشهاد 8 مقاومين منهم اربعة من قادة سرايا القدس،أن الاحتلال أولاً يريد ان يغير قواعد الإشتباك،بمعنى ان يمتلك القيام بعمليات عسكرية،تحت ذريعة قيام قوى المقاومة بحفر انفاق او تطوير منظومتها الصاروخية  أو حتى التزود بالسلاح،دون ان يرى بذلك خرقاً للهدنة،وان فصائل المقاومة ليس من حقها الرد على ذلك،وكذلك يريد أن يعمل على تفجير الأوضاع الأمنية وزعزعة الاستقرار والأمن في قطاع غزة،كما يستهدف خلط الأوراق،ومنع أي تقدم فلسطيني على طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية،فالإحتلال   بهذه العملية وعملية الإغتيال الفاشلة،أراد ان يبعت بعدة رسائل للمقاومة الفلسطينية ومن يقف خلفها ويقدم لها الدعم المادي والعسكري،أولى هذه الرسائل بأن موافقته على المصالحة تتطلب قطع العلاقات مع طهران،ولكن حماس ردت على ذلك بتوثيق علاقاتها مع طهران،عبر زيارة وفد قيادي من حماس أغلبه من كتائب عز الدين القسام برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس القائد صالح العاروري مطلوب رقم واحد لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية،والذي اكد من طهران على أن علاقة حماس بطهران فوق ممتازة وطهران الداعم العسكري والمالي رقم واحد للمقاومة الفلسطينية،والرسالة الثانية بأنه المصالحة للموافقة عليها اسرائيلياً تتطلب نزع سلاح المقاومة من صواريخ بكافة أحجامها واشكالها ومداياتها،وكذلك تدمير الأنفاق،والرد الفلسطيني بان المقاومة لن تنزع سلاحها،فالمحتل ما زال جاثم على ارضنا بكل تمظهراته  عسكريا واقتصاديا وامنيا،ومن حق الشعب الفلسطيني خوض النضال بكافة اشكاله،وفقد يتم بحث دور سلاح المقاومة،بعد تحقيق تسوية سياسية تلبي الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني في دولة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران /1967 دون مستوطنات وعاصمتها القدس ودون تنازل عن حق العودة.

الاحتلال في هذه الجريمة التي نفذها بحق قادة ومقاومين فلسطينيين،يعتقد بان الظرف السياسي الان قد يمنع قوى المقاومة وبالذات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من الرد على هذه الجريمة،فحركة حماس معنية بتدعيم وتوثيق علاقاتها مع مصر،وهي يرى بانها لن تخرق وقف اطلاق النار والتفاهمات،حيث ان النفق كان يمتد الى تحت مستوطنات غلاف غزة،ولذلك الرد لا يشكل خرقاُ الاتفاق والتفاهمات بهذا الشأن.وكذلك ترى الأجهزة الأمنية والمستوى العسكري الإسرائيلي،بأن شعبنا واهلنا في قطاع غزة والذين عانوا وما زالوا يعانون من حصار جائر وظالم غير معنين أن تنفجر الأوضاع وتتطور الى حرب شاملة،وخاصة بأن قطاع غزة عانى من ثلاثة حروب فرضها الاحتلال عليه خلال ست سنوات.

والرسالة الثالثة التي أراد ان يوجها الإحتلال ،هي بأنه على حماس أن تعمل على إطلاق سراح جنودها ومواطنيها المأسورين لدى الحركة في قطاع غزة...وربما الأوضاع أبعد من ذلك فالمحتل يريد ان يجر قطاع غزة الى حرب شاملة من اجل تدمير قدرات المقاومة من السلاح الإستراتيجي الصواريخ،والتي أصبحت تصيب عمق دولة الاحتلال،والتي من شانها ان تفرض حظراً جوياً على مطار اللد الدولي،ناهيك عن الشلل الإقتصادي،وأيضاً تدمير الأنفاق والبنية التحتية لقوى المقاومة.

الرد من قبل فصائل المقاومة،وأجنحتها العسكرية،يجب ان لا يكون على غرار ما جرى في هبة الأقصى،تصريحات نارية  و"هوبرات" إعلامية امام الكاميرات ووسائل الإعلام دون فعل على أرض الواقع،من شأنها ان تصيب الشارع الفلسطيني بحالة كبيرة من الإحباط وفقدان الثقة.ومن هنا تأتي أهمية تشكيل غرفة عمليات مشتركة  تضم كل مكونات ومركبات الطيف العسكري الفلسطيني،يعهد اليها بالرد من عدمه شريطة ان تكون جاهزة لكل الإحتمالات،بما فيها الرد العسكري الموحد،والتي تأتي في سياق الدفاع عن النفس ضد جرائم يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،وانا اعتقد جازماً بأن هذا القرار الإسرائيلي بالتصعيد قد جرى توظيفه سياسياً من قبل نتنياهو،فهو يريد عملية عسكرية من شأنها ان تقوي وتزيد من شعبيته في الشارع الإسرائيلي،بعد مسلسل الفضائح الذي يلاحقه بالرشاوي والفساد في ملفات 1000 و 2000 و3000 والتي من شانها تهديد مستقبله السياسي،ولذلك هذا القصف الصاروخي،له اهداف أخرى غير القتل والتدمير للأنفاق،له هدفا أن يكون خشبة انقاذ لنتنياهو،والتصعيد اتجاه قطاع غزة وليس تجاه حزب الله،مرتبط بحجم الثمن الذي ستدفعه دولة الاحتلال وجبهتها الداخلية في حال شنها حرب على حزب الله اللبناني،فترسانته العسكرية أكثر بكثير من ترسانة المقاومة الفلسطينية،وهي أشد فتكاً وتدميراً،ناهيك عن ان الحزب،قد ينقل المعركة الى داخل أراضي شمال فلسطين،وهذا سيلحق ضرراً بالغاً  بالجبهة الداخلية الإسرائيلية ،تلك الجبهة التي نعرف بأن قدراتها على الصمود طويلاً تحت قصف متواصل صعبة جداً،وربما تحدث فيها حالة من الإنهيارات،اذا ما سقطت مئات بل ألآلاف الصواريخ على المدن والمنشئات والمصانع والقواعد والمطارات العسكرية الصهيونية.

هذا العدوان والغطرسة والعنجهية الإسرائيلية،تضع قياداتنا وفصائلنا أمام مسؤوليات كبيرة،في صلبها الإسراع في إنهاء حالة الإنقسام التي تسير بوتائر بطيئة،وكذلك رفع العقوبات المفروضة على القطاع من قبل الرئيس،حيث ان ظروف وأوضاع أهلنا وشعبنا في قطاع غزة الاقتصادية والحياتية صعبة جداً،وهذا العقوبات تفاقم وفاقمت من الأزمات الحياتية والإقتصادية والمعيشية والصحية وغيرها،وأيضاً من الهام جداً أن لا تسمح قوى وفصائل المقاومة للإحتلال بالعمل على تغيير قواعد الإشتباك،او فرض حقائق ووقائع جديدة تساهم دول عربية وأمريكا والغرب الإستعماري على تمريرها من خلال تشريع ما يقوم بها الاحتلال من عدوان.

في هذه المرحلة بالذات سنشهد المزيد من التصعيد من قبل الإحتلال الصهيوني،حيث يريد أن يفشل المصالحة بالنار والتخريب وتفجير الأوضاع،والرسائل بالنار تتعدى فصائل المقاومة الفلسطينية،فهي موجهة الى طهران وحزب الله على وجه الخصوص،بأن إسرائيل لن تسمح لكم بتزويد المقاومة الفلسطينية بأسلحة  تقيم توازن رعب،وستسهدفون كما تستهدف قوى المقاومة في القطاع.

علم العروض: دائرة المشتبه... لماذا الاشتباه؟ تفعيلات بحورها المستعملة والمهملة/ كريم مرزة الأسدي

 ذكرنا في الحلقة السابقة أنّ البحور المركبة المستعملة  تسعة ، ثلاثة ضمتها (دائرة المختلف) ، وبقت لدينا ستة تحتويها ( دائرة المشتبه ) ،والتي تحتوي أيضاً ثلاثة بحور مهملة ، إذ يتشكل كلّ بحر من دائرة المشتبه من تفعيلتين مختلفتين ،إحداهما ضعف الأخرى،مرتبتين بتنسيق معين في صدر البيت ، وتتكرر التشكيلة نفسها في العجز ، ولا تأتي بعض البحور منها إلا مجزوءة ، قبل الدخول في عمق الموضوع،لنذكر شيئا عن الدائرة المدورة.

الدائرة الخامسة - المشتبه : لماذا سُميت بالمشتبه ؟
 الجواب : لاشتباه أجزائها  ، أما أين يقع الاشتباه ؟ فهذا من حقـّك أن تـسأل عنه ، إذا لم تكن داراسا ً لها ،  أو باحثاً فيها .

 1 - الاشتباه يقع بين:

 (مسْتفـْعَلن) مجموعة الوتد ،  أي فيها وتد مجموع ، وسببان خفيفان ( مسْ تفْ علنْ /ه /ه //ه ).
 - (علن //ه) وتد مجموع ، و ( مسْ /ه) و( تفْ /ه) سببان خفيفان .

وبين ( مسْ تفـْعَ لنْ) مفروقة الوتد ، أي فيها سببان خفيفان ، ووتد مفروق (مسْ تفـْعَ لنْ /ه /ه/ /ه ). 
- (تفـْعَ /ه/ ) وتد مفروق ، و(مسْ/ه ) و (لنْ /ه) سببان خفيفان.

2 - والاشتباه يقع أيضا:
 بين ( فاعلاتن ) مجموعة الوتد.

وبين (فاعَ لا تن) مفروقة الوتد.

كيف ؟! 

(فاعلاتن ) الاولى ، تتشكل من (فا /ه) و (تنْ /ه) ، وهما سببان خفيفان ، و (علا //ه)  وهو وتد مجموع.
وبين (فاعَ لاتن) الثانية ، التي تتشكل من (لا /ه) و (تن /ه) ،  وهما سببان خفيفان ، و (فاعَ /ه/ ) ، وهو وتد مفروق.

تتشابه البحور التي يضمّها محيط هذه الدائرة في وحدة إيقاعاتها ، لأنها تعتمد على نسق إيقاعي دائري واحد للحركات والسكنات ، بل تتشابه أوتاد وأسباب أجزائها (تفعيلاتها) ، كما هو الحال في (مسْتفْعلنْ) و (مسْتفْعَ لنْ) ،  وكذلك بين (فاعلاتنْ) و (فاعَ لاتن). 

ولعلمك عزيزي :
1 - إذا نقلنا الوتد المجموع (علن) من آخر تفعيلة (مستفعلن /ه /ه  //ه) إلى بدايتها تصبح (مفاعيلن //ه  /ه  /ه) .
  2 - وإذا نقلنا السبب الخفيف (لن ) من آخر تفعيلة (مستفع لن /ه /ه/ /ه ) إلى بداياتها تصبح (مفعولاتُ /ه /ه /ه/ ) (1) .
 إذاً  التفعيلات المشكلة لهذه الدائرة هي : 
مسْتفْعلنْ - مسْتفْعَ لنْ - مفاعيْلنْ - مفـْعولاتُ - فاعلاتنْ - فاعَ لاتن.

وأساس تكوين الدائرة :
سببان خفيفان فوتد مجموع، فمثلها مرة ثانية ،  فسببان خفيفان فوتد مفروق .(2)
/ه           /ه             //ه      / ه       /ه          //ه          /ه          /ه        / ه /
    خفيف1 ، خفيف 2 ، مجموع 1 ، خفيف 3 ،خفيف 4  ، مجموع 2 ، خفيف5 ، خفيف 6 ، مفروق1

دقق معي رجاء على رمزي الحرف المتحرك (/) ،  والساكن (ه)  من مقطع لدائرة المشتبه أعلاه:
ا - - إذا بدأت بالسببين الخفيفين الأول والثاني ( /ه  /ه) ثم يأتي بعدهما الوتد المجموع ( //ه)  ، صارت التفعيلة ( /ه/ه//ه ...مسْتفْعلنْ ).
ب - إذا بدأت بالإنشاد من السبب الخفيف 2 ( /ه) ،  سيأتيك بعده الوتد المجموع  1 ( //ه) ، سبب خفيف رقم 3 ، فالتفعيلة صارت ( /ه //ه /ه  غاعلاتن) .
ج - وإذا شرعت بالغناء من الوتد المجموع رقم 1سيأتيك يببان خفيفان رقم 3 ورقم 4  ، فالتفعيلة تكون ( //ه /ه  /ه  مفاعيلن).
د - وإذا بدأت غناءك بالسبب الخيف 5  ، غالسبب الخفيف 6 ، ثم يأتيك الوتد المفروق ، فشكلت التفعيلة ( /ه /ه   /ه/  مفعولاتُ).

هـ - وإذا شرعت بالوتد المفروق رقم 1 ، ثم درت على السببين الخفيفين الأول والثاني ، شكلت التفعيلة ( فاع لاتن /ه/ /ه /ه ) ... 

وهكذا دواليت تتشكل التفعيلات ، ومن التفعيلات البحور ، ومن البحور الغناء والشدو والطرب والحفظ ، ولا يجوز لك أن تبدأ بالساكن في أي دائرة ، لأن العرب لا يبدأون كلامهم بالساكن  ، والسلام. 

 كيف   تشكّل  التفعيلات البحور؟ :.  
   
تفعيلات كل من:
 أولاً  - السريع والمنسرح والمقتضب واحدة (مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ) ، وينحصر الخلاف في ترتيب هذه التفعيلات. 

أ - السريع: وزن البحر السريع بحسب الدائرة العروضية:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ***مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ
شاهد البيت السريع التام :

يُوزِعْنَ  فِي  حَافَاتِهِ   بِالأَبْوَالِ***فِي مَنْزِلٍ مُسْتَوْحَشٍ رَثِّ الحَالِ

وهذا البيت شاذ؛ لأن العرب لم تستعمله تاما صحيحا، بل استعملته مكشوف أو مكسوف العروض مطويها، وموقوف الضرب مطويه (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُلا).

ب - المنسرح: وزن البحر المنسرح بحسب الدائرة العروضية:
مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ*** مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ

الشاهد عليه :
إِنَّ ابْنَ زَيْدٍ لا زَاْلَ مُسْتَعْمِلا ***لِلْخَيْرِ يُفْشِيْ فِيْ مِصْرِهِ الْعُرُفَاْ
مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ*** مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُمُسْتَعِلُنْ
تفعيلة الضرب ( آخر تفعيلات البيت ) ، حصل فيها زحاف الطي ، أي  حذف الساكن الرابع ، فأصفحت التفعيلة مطوية (مُسْتَعِلُنْ) ، وبقيت تفعيلات البيت سالمة ، والطي جائز هنا ، لا يعدُّ عيباً في الشعر .


ج - المقتضب: وزن البحر المقتضب بحسب الدائرة العروضية:

مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ***مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
بيت المقتضب التام:
يَا مَنْ حَالَ عَنْ عَهْدِنَا بَعْدَ الْوَفَا***كَمْ لاقَيْتَ لَوْ يُنْصِفُونَا فِي الهَوَى

استعملته العرب مجزوءا، مطوي العروض والضرب.



 ثانياً - الخفيف والمجتث والمتئد تفعيلاتها الخاصة (مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ) .
أ - الخفيف: وزن البحر الخفيف بحسب الدائرة العروضية:

فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ***فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ

شاهد البيت الخفيف التام:

حَلَّ أَهْلِي مَا بَيْنَ دُرْنَا فَبَادُوا*** لِي وَحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ  بِالسِّخَالِ

ب - المجتث: وزن البحر المجتث بحسب الدائرة العروضية:

مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ***مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ
شاهد البيت المجتث التام:

صَدَّتْ وَحَالَتْ سُلَيْمَى يَا خَلِيلِي*** عَنْ عَهْدِنَا لَيْتَ شِعْرِي مَا دَهَاهَا
استعملته العرب مجزوءا.

 ج - المتئد  ويسمى أيضاً  بالغريب ، وهو مهمل ، وحسب دائرته العروضية :

فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ ****فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ 
  كقول بعض المولدين:

مَا لِسَلْمَى فِي الْبَرَايَا مِنْ مُشْبِهٍ*** لا ولا الْبَدْرُ  المُنِيرُ  المُسْتَكْمَلُ


 ثالثاً - المضارع والمنسرد والمطرد أجزاؤها المختصة بها (مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ) .

أ - المضارع : وزن البحر المضارع بحسب الدائرة العروضية:

مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ مَفَاعِيْلُنْ***مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ مَفَاعِيْلُنْ
شاهد البيت المضارع التام :

أَرَى لَيْلَى يَا خَلِيلِي  قَلَتْ  وَصْلِي *** وَصَدَّتْ مِنْ بَعْدِمَا قَدْ سَبَتْ عَقْلِي

استعملته العرب مجزوءا، وهو بحر نادر، أورد شاهده الخليل.

 ب - المنسرد  ويسمى بالقريب ، وزن بحره كما جاء في دائرة المشتبه :  
مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ فَاعِ لاتُنْ ****مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ فَاعِ لاتُنْ 
و شاهد  المنسرد، كقول بعض المولدين:

لَقَدْ نَادَيْتُ أَقْوَامًا حِينَ  جَابُوا***وَمَا بِالسَّمْعِ مِنْ وَقْرٍ لَوْ أَجَابُوا

ج - المطرد أوالمشاكل ، وزنه كما جاء في دائرة المشتبه :

فَاعِ لاتُنْ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ **** فَاعِ لاتُنْ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ

 كقول بعض المولدين:

كُنْ مُجِيرِي مِنَ الأَشْجَانِ والكَرْبِ***مَنْ  مُزيلِي   مِنَ   الإِبْعَادِ   بالقُرْبِ

فذلكة الأقوال : مجموع البحور  في دائرة المشتبه تسعة ، ستة منها مستعملة، وثلاثة مهملة ،  والمهملة هي المتئد و والمنسرد والمطرد .
 و سبب التسمية: وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاشتباه تفاعيلها؛ إذ تشتبه - كما أسلفنا - تفعيلة : (مُسْتَفْعِلُنْ) بـ (مُسْتَفْعِ لُنْ) ، و(فَاْعِلاتُنْ) بـ (فَاْعِ لاتُنْ)، على الرغم من اختلاف عدد الأسباب والأوتاد فيها ، وتفاعيلها سباعية هي :
مُسْتَفْعِلُنْ، مُسْتَفْعِ لُنْ، فَاعِلاتُنْ، فَاعِ لاتُنْ، مَفَاعِيْلُنْ، مَفْعُولاتُ.

وإلى اللقاء في حلقات مقبلات ، وكلُّ قريبٍ آت ..!!!!

في ذكرى عميد الأدب العربي طه حسين ورسالة التنوير العربي/ إبراهيم مشارة

أيها الأزهري، يا سارق النار
ويا كاسرا حدود الثـــــواني
عد إلينا، فإن عصرك عصر
عصر ذهبي ونحن عصر ثان
ارم نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميــــــان
سقط الفكر في النفاق السيـاسي
وصار الأديب كالبهلـــــوان
يتعاطى التبخير ،يحترف الرقص
ويدعو بالنصر للسلطــــان
نزار قباني في رثاء طه حسين

احتل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين(1889/1973) مركز الصدارة في العالم العربي في القرن العشرين، فقد كان بحق مالئ الدنيا وشاغل الناس.ويرجع ذلك لأسباب عدة لعل أهمها انه هتك حجب الممنوع وأشرف على مساحات في الوعي العربي ظلت من المسلمات أو المسكوت عنها تحت هيمنة السلطتين السياسية والدينية، وهما تسوغان ما يحفظ مصالحهما البحتة،إضافة إلى قدرة لا حدود لها على المواجهة والمناورة بأسلوب ساحر مشوق يجمع بين عمق الفكرة ونصاعة البيان وقدرة على حشد الأشياع والمريدين.
لقد كان العميد سليلا شرعيا للشيخ رفاعة رافع الطهطاوي(1801/1873) الشيخ الأزهري الآخر الذي بث بتعبير الدكتور لويس عوض(1914/1990)أقوى لغم من ألغام الديمقراطية الليبرالية في مصر أولا وفي العالم العربي ثانيا فقد كانت مصر السباقة إلى كل جديد.
ولا شك أن الدكتور طه حسين قد وجد المناخ مهيأ لاحتضان الفكر الجديد، فكر التنوير والحداثة التي تعني فتح المجال أمام العقل الإنساني للمغامرة والبحث والاكتشاف بحرية وغني عن البيان أن الحداثة في صميمها إنسانية المنطلق والمنتهى.
وما كان أشد حاجة العالم العربي إلى ثورة فكرية وإعصار شامل يجتث جذور التقليد ! ويحسب لمحمد علي باشا(1769/1849) والي مصر طموحه النهضوي وإدراكه أن الاحتكاك بأوربا والأخذ عنها عن طريق البعثات العلمية التي تدرس العلم والأدب وتترجم روائع الفكر وتنقل فنون التمدن سوف يجعل ذلك من مصر بلدا متطورا يسير في طريق التقدم ويبشر بميلاد جيل جديد لا يتنكر للماضي ولا يسرف في تمجيده ولا يغض الطرف عن إنجازات الحاضر في مضمار الثقافة والعلوم والتمدن في الغرب . وقد كان من رواد ذلك الجيل الشيخ حسن العطار(1766/1834) شيخ الطهطاوي الذي اقترحه إماما للبعثة التي أرسلها محمد علي للدراسة في فرنسا، ثم علي مبارك(1823/1893) صاحب الخطط التوفيقية الذي أعاد تنظيم القاهرة الحديثة فشق ميادينها وشوارعها الفسيحة تماما كما فعل البارون هوسمان في تنظيم وتنسيق باريس الحديثة ،وخير الدين التونسي (1810/1890) وغيرهم..
ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري وفي صميم ذلك الحضارة الفرعونية المغلفة بحجب الأسرار وما يمكن أن تضيفه كنوزها إلى متاحف فرنسا ودور العلم فيها، ويمكن الآن أن نفهم الدور الذي لعبه العالم شامبليون(1790/1832)حين فك رموز اللغة المصرية القديمة ومكن الإنسانية جمعاء من قراءة وفهم الحضارة المصرية القديمة.
لقد كشفت هذه الحملة للعالم العربي عمق الهوة الفاصلة بين الشرق والغرب،الشرق النائم والخانع،المسلوب الإرادة والمقلد،المغمض عينيه عن عجائب الطبيعة المكنونة والحارم خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان. الشرق الذي أعطى عمره الفاني للميتافيزيقا والذي اختزل العلم في الجانب الفقهي البحت حتى انتهت إليه القدرة في استنسال الكلام من الكلام في شكل متون وحواشي وتعليقات ، وقد كانت حلقة الأزهريين في ذلك الوقت تتساءل عن اسم نابليون أهو معرب أم مبني؟
وشجعه الاستبداد السياسي والانصراف عن الطبيعة – الفانية – إلى الولوع بالتصوف كصيغة نهائية لتطليق الزمان والمكان،عوض الاندغام فيهما،وفي الجهة المقابلة يتطاول المارد الغربي-عاصب الغيم على المفرق- في صحة وشباب وقد نفض غبار القرون الوسطى عن عينيه مقتحما السماوات والأرضين باحثا ومنقبا ومروضا عنفوان الطبيعة، محققا الصيغة الإنسانية للحضارة بعد أن عاش أحقابا طويلة في سراديب النص المقدس التي نفاه إليها رجال الإكليروس.
ولقد سجل الشيخ عبد الرحمن الجبرتي(1754/1822) راوية النهضة والشاهد على وقائع الحملة الفرنسية عن جرأة العادات الاجتماعية الغربية والنساء الفرنسيات الساخرات المنطلقات في الشوارع وتحدث عن المسرح والمطابع والتجارب الكيميائية العجيبة.
وهاهو العميد يسجل بقلمه السلس وأسلوبه الرائع مظاهر الجمود والتخلف في رائعته “الأيام” والتي تكتسي أهمية عظمى في توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية لمصر في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وإذا كان الطهطاوي قد سجل مشاهدات وانطباعات شرقي يعيش في باريس في الثلث الأول من القرن التاسع عشر في “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”،سوف يصبح ذلك الكتاب ضياء تنبلج به الأصباح وجسرا للتواصل الحميم بين الشرق والغرب،تماما كما سوف تصبح سيرة طه حسين الذاتية جزءها الثاني.
لا مرية أن عميد الأدب العربي مدين في مشواره العلمي لمبادرة محمد علي باشا ولبعثاته العلمية التي أثمرت في النهاية الجامعة المصرية الحديثة يعلم فيها المستشرقون ولفيف من أبناء مصر الذين تعلموا في أوربا تعليما حديثا كأحمد لطفي السيد مترجم فن الشعر لأرسطو إلى اللغة العربية والذي اكتشف مواهب طه حسين وطموحه فيسر له بعد ذلك السفر إلى فرنسا للاستزادة من العلم وتوجت تلك الجهود بشهادة الدكتوراه عن الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون.
إن قارئ الأيام لا شك تأخذه تلك الأجواء الحزينة والتي برع الكاتب في رسم أجوائها الحزينة في قريته عزبة الكيلو في إقليم المنيا في صعيد مصر وهي أجواء كانت تميز كل الأقاليم العربية ،فالأسرة كثيرة العدد والفقر مدقع والدخل محدود والمرأة ملفوفة في وشاح الجهالة صامتة كأنها جلمود صخر وقد نظر لصمتها بمراسيم فقهية وأفظع من ذلك الحلاق الذي يمتهن التطبيب فيذهب بنور العينين إلى الأبد.
ولعل المنطلق في التغيير هو التعليم ولعل الداء في التعليم أيضا.إن التعليم غير الصحيح ،غير المنسجم مع الواقع وتغيراته والذي يكتفي من الإرث الإنساني ومن الكون برمته بالمتون حفظا واستظهارا وبالشروح والحواشي والتعليقات دراسة سينتهي بصاحبه إلى شل قدراته العقلية وإبادة كل مظاهر الحيوية والديناميكية في خلاياه لينتهي جثة محنطة تدعي الحياة وما هي بحية.
ولا عجب أن يجد الشاب الأزهري طه حسين مللا وفتورا وهو يتردد على حلقات الشيوخ الأزهريين وسينتهي به المطاف إلى التمرد ثم الثورة على العلم الأزهري والحملة الشعواء عليه في عبارته الشهيرة”لا بد من هدم قرطاجنة”
لقد تنسم الفتى نسائم جديدة في الجامعة المصرية وسمع بآداب ما أتيح له أن يسمع بها من قبل وبعلوم لا يعرفها الأزهريون قط،وكلها توسع الأفق وتهذب الذوق وتفتح العقل على ثمار الحضارة وسوف ينقل جرثومة النماء إلى الجامعة معلما أدبا ليس كما عرفه السلف على أنه الأخذ من كل شيء بطرف، وأن أصوله بيان الجاحظ وأمالي القالي وأدب ابن قتيبة وخزانة البغدادي ولكن من حيث كونه إنتاجا عاكسا للتاريخ في صيرورته وللبيئة ومعطياتها المتغيرة ملقيا على مسامع الطلبة أسماء جديدة كتين وبوالو وغيرهما.
وإذا كان الشك طريقا إلى اليقين فما أحوجنا- نحن العرب-إلى هذا المبدأ،إن إعجاب طه حسين بأبي العلاء ليس لاشتراكهما في آفة واحدة ولكن لأن أبا العلاء عبر في لزومياته عن مبدأ الشك هذا قبل ديكارت وأمعن فكره الثاقب في الثابت والمتحول وفي عالم الغيب وعالم الشهادة:
في اللاذقية قتنــه
مابين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدقــ
ق ،وذا بمئذنة يصيح
كل يعزز دينــه
ليت شعري ما الصحيح؟
وهو يؤكد على حقيقة الشك الذي هو طريق إلى اليقين حين يقول:
أثبت لي خالقا حكيما
ولست من معشر نفاة
ونحن في مسيس الحاجة إلى أن نشك في تراثنا الشعري القديم في غياب التدوين وانتشار الأمية في ذلك الوقت وظهور التنافس السياسي والمطامع الشخصية في الأحزاب السياسية التي دفعت إلى التقول على الشعراء ما لم يقولوه دفعا لضرر أو جلبا لمصلحة وحتى الحديث النبوي لم يسلم من ذلك فما أكثر ما تقول الناس على الرسول الكريم ما لم يقله!
ثم إن التسليم بأن ذلك التراث الشعري صحيح برمته ضرب من الخبل ومجافاة لحقائق التاريخ ومنطق العلم،ومن المغالاة في الخطأ تقديس ما تناول بالشرح النص المقدس ،إذ أنه جهد بشري في فهم النص يحتمل الخطأ آو جزء منه أويحتمل الصواب أو نصيبا منه.
لقد سبب ذلك تخلف العالم العربي فالجوهر الذي يحتل حيزا ضيقا حين تمظهر في الفهم والممارسة صار بلا حدود وما المظهر إلا الفهم والممارسة لكنهما اكتسيا طابع المعيارية والإطلاق والسرمدية وبذلك انتفىت مبادئ الاختلاف والتعددية والنسبية وقضية المرأة أحد التجليات لهذه المعضلة التي قصمت ظهور الأوائل والأواخر.
لقد كان طه حسين مدركا لنشر كتاب عن الشعر الجاهلي في ظل وجود سلطة دينية وصية على النص لها شرعيتها التاريخية في اللاوعي الجمعي المقهور والذي يعني رهابا وفصاما وهي يمكنها بجرة قلم تكفير رأي أو إهدار دم ولكن لا مفر من نشر الوعي وبذر بذور الفكر العلمي واحتمال الأذى بصبر وأناة ولقد كانت تجربة مريرة أن يعزل الكاتب من منصبه ويحاصر في بيته ويعير بعاهته ونظرا لقوة التحالف القائم بين السلطتين السياسية والدينية وإدراكهما للخطر المحدق بهما نتيجة بذر بذور التجديد والتغيير والاختلاف والشك الذي هو طريق إلى اليقين اضطر الكاتب إلى حذف فقرات أسخطت الساخطين عليه وهيجت المتظاهرين ولكن لا تراجع عن الكتاب وعن مبدأ الشك .
وكأن الكاتب يقدم مثلا للمناورة حين يقول الكاتب لا وهو يريد نعم ،وحين يتظاهر بالعدول عن موقفه -لا جبنا- ولكن حفاظا على الحياة لمزيد من العطاء والمقارعة، ولقد اضطر جاليليو إلى التظاهر بالعدول عن فكرته في القول بدوران الأرض أمام محكمة التفتيش حفاظا على حياته وعلى استمرار البحث وأوصى كوبرنيكوس بنشر كتابه عن الهليوسنترزم(مركزية الشمس) بعد وفاته أما جيوردانو برونو فالحرن على أفكاره قاده إلى الموت حرقا وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه سقراط لما جاءه تلاميذه يعرضون عليه الهرب فأبى مكتفيا بالقول أن القانون الذي حماه بالأمس مواطنا يحمه هو اليوم مذنبا.
ترى لو لم يفعل ذلك طه حسين أكان علي عبد الرازق يجرؤ على نشر “الإسلام وأصول الحكم” وزكي نجيب محمود “المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري” وحسين أحمد أمين “دليل المسلم الحزين”؟ وصولا إلى محمد أركون الطيب تيزيني وعبد الله العروي وبرهان غليون وغيرهم.
وحين تولى طه حسين وزارة التعليم أعطى المثل حين يمارس المثقف قناعاته ونضاله الفكري والتنويري فقد دافع عن مجانية التعليم مطلقا عبارته الشهيرة “التعليم كالماء والهواء”أي مجاني مما جعل خصومه- وما أكثرهم – يطلقون عليه لقب “وزير الماء والهواء” !
ولقد خاض الكاتب الكبير معارك ضارية مدافعا عن رسالة التجديد ومبدأ”الأدب للحياة”واكتست تلك المواجهات على صفحات الجرائد السيارة طابع الشراسة – حد الألفاظ النابية- خاصة مع الرافعي- شيخ المحافظين- حتى أن الرافعي تهكم من طه وكتابه عن الشعر الجاهلي في مقولته الشهيرة:”إسفنجه جاءت لشرب البحر وشمعة تتصدى لشمس الظهر وطه في نقد الشعر”فرد عليه طه حسين بقوله أن الرافعي حين يشرع في الكتابة يقاسي آلام الوضع،إشارة إلى التكلف.
ولا تكتمل رسالة التنوير إلا بمد جسور مع الفكر العالمي في صيغتيه التاريخية والحديثة عبر تعريب روائع الفكر الإنساني ولقد كان المفكر الكبير مدركا لقيمة الفكر والأدب اليونانيين فعرف القارئ العربي بهما في نظام الأثينيين ومسرحيات سوفوكليس، وأما الحديثة فترجمات لمسرحيات فرنسية ذائعة.فلا مستقبل لأمة تغمض عينيها عن ثمرات الفكر والأدب وسوف يعود إلى تأكيد هذا المبدأ في “مستقبل الثقافة في مصر”:هو أن نأخذ من الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ،ما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب”وسوف يؤكد على بعدين أساسيين في نهضة مصر الحديثة أولهما البعد الفرعوني وثانيهما المتوسطي،فمصر تشرف على البحر الأبيض وتربطها بأوربا وشائج من القرابة التجارية والفكرية والجغرافية أو لم يتجسد هذا التقارب في عصر البطالسة حين كانت الإسكندرية قطب العالم المتنور المتحضر المبدع؟
لكن طه حسين لم يقبل قط بفك الرابطة مع العالم العربي وهو رئيس مجمع اللغة العربية
وسفير العالم العربي إلى الإنسانية قاطبة ،ليس في دعوته غلو كما في دعوة سلامة موسى بالأمس وأحمد رجب اليوم حين يدعو إلى جمهورية مصر الفرعونية مجافيا منطق التاريخ والجغرافيا معا،ولا كان متنصلا من قيم الإسلام وقد كتب روائع لعل أهما “على هامش السيرة ،ومرآة الإسلام ،والفتنة الكبرى، والوعد الحق والشيخان”.
ولا يكتمل التنوير الفكري بغير تنوير سياسي ولقد انخرط الكاتب في حزب الأحرار الدستوريين الذي أسسه عدلي يكن ويمكن القول أن تأثير فكر الثورة الفرنسية ومبادئ حقوق الإنسان التي سيطرت على عقول منخرطيه وقد نور الطهطاوي عقول مثقفي ذلك العصر بترجمة القانون الدستوري الذي نشره جيزو وزير التعليم في حكومة الملك لويس فليب وأهما الترويج للفلسفة السياسية التي كان يستند إليها ومن ركائزها صيانة الحقوق والحريات الفردية وإقامة نظام نيابي برلماني حر وصيانة الحرية في الحياة الشخصية والاعتقاد والاختلاف والتعبير عن الرأي بكل الطرق الممكنة ومن ضمنها حرية الملكية التي لا تقل احتراما عن حرية التفكير التي تصونها السلطة القضائية والعدل الذي هو أساس العمران والشورى اللازمة للحاكم وتدبير الدولة الحديثة.
وأخيرا ماذا يبقى من طه حسين للقرن الواحد والعشرين وللمستقبل العربي؟
من المؤسف أن الأمة العربية تسجل راجعا في التبشير بفلسفة الأنوار والسعي إلى دولتها والعيش في حماها وكأن هذا العصر الرقمي زاد من سذاجتنا وغفلتنا فازددنا تعلقا بالقشور على حساب اللباب وبالرماد على حساب الوهج ، وبالأمس على حساب اليوم وبالحزن على حساب الفرح وانظر إلى قضية المرأة كأنها لم تبرح مكانها منذ كتابات قاسم أمين واليوم يطلع علينا من يفتي بأن صوتها عورة ناهيك عن كشف وجهها وخوضها في شؤون الفكر ومعترك السياسة وانظر إلى قضية الاستبداد تجدها معضلة المعضلات لم تجد نهايتها في طبائع الاستبداد ومصارع الاستبداد للكواكبي واليوم يحف بالحاكم لفيف من أدعياء الفكر يسبحون بحمده بكرة وعشيا فيزيدون من تخلف القطعان البشرية .وأين العلم الذي بشر به فرح أنطوان وشبلي شميل ويعقوب صروف فما عاد إلا علم الإعجاز القرآني وكلما طلع علينا الغرب بنظرية قلنا لها سوابق في الكتاب الكريم!
إن الواقع العربي المتردي يفرض اليوم تنويرا جديدا بل ثورة فكرية تغير واقعنا وتتجاوز المحاولات التأسيسية للرواد بمن فيهم طه حسين نفسه.
إن هذه الطفرة التنويرية هي من قبل الثورة التي دعا إليها الدكتور حسن حنفي في “قراءة عربية للنهضة الأوربية: ” أما عصر النهضة العربية فقد آثر قراءة انتقائية للنهضة الأوربية تتفق مع الموروث القديم دون أن تتخلص منه واكتفى بالتلميع للقديم نفضا للتراب والصدأ عنه وكان أقصى طموح للإصلاح الملكية المقيدة بالدستور دون تقويض جذري للنظم الثيوقراطية والإقطاعية والملكية بالرغم من ثورات العرب الحديثة وكتاباتهم في طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، ظل الإيمان بالقديم قائما وكل من شك فيه تم تكفيره حتى ولو كان في الشعر العربي وقضية الانتحال أو في الحوامل الزمانية والمكانية واللغوية والإنسانية للوحي في فهم النص الديني استدراكا على أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
فما أحوج أمتنا إلى ثورة ثانية تغسل ما بها من درن وركود وتقليد تحت غطاء العلم وخنوع تحت ستار الطاعة، وعزوف عن الحياة بحجة الزهد في الدار الفانية ،وجبن عن اقتحام المجاهل حتى الموت حتف الأنف لنشرف على الحياة فنشبع من هوائها ومائها وسمائها ووحلها فقد طال بنا الأمد في مغارات التاريخ وكأننا ما بقي متحجرا من كائناتها البائدة.

غلق الكنائس بمعرفة الامن المصري/ لطيف شاكر

كانت حضارة مصر الفرعونية في مقدمة الحضارات التي احترمت الحقوق الإنسانية ، وطبقتها عبر عصورها المتعاقبة. لقد اختصر الفراعنة في بداية عصر الدولة القديمة مفهوم حقوق الإنسان في كلمة واحدة هي " ماعت" التي تعد من أقدم المصطلحات اللغوية ذات الدلالات المتعددة فهي تعني العدل والصدق والحق ، بل كانت تعني نقيضا لأي معنى غير أخلاقي بوجه عام (المؤرخ عبد العزيز جمال الدين)
 كانت مصر  دائما  محط  انظار العالم القديم   لحضارتها الباسقة  وكانت مشتهي  كل الدول لوفرة الغذاء بها فاحتلها  الفرس  واليونان  والرومان   والبيزنطيين  والعرب  والعثمانيين  واثرت فيهم وتأثرت بهم لكن تأثرهم  بالعرب كان أكثر لطول فترة الاحتلالات العربية والاسلامية  ولقسوة هذه الاحتلالات,  صحيح اشترك العرب مع الاحتلالات الاخري في نهب خيرات مصر  والتعنت مع اصحاب البلاد , لكن انفرد الاحتلال العربي بهدم الحضارة المصرية واحتلال الانسان القبطي  فغيرت لسانه وهيئته وملابسه ومركبته ..الخ والزامه بقبول الوافد العربي ثلاث ايام في بيت القبطي وسط عائلته ولم تكن ثلاث ايام بل ربما ثلاث سنوات,  وتعددت طرق تحصيل الاموال كالجزية والخراج والعشور والمكوس والاتاوة ...الخ الي ان باعوا اولادهم من كثرة العذاب لانهم كانوا يربطونهم في الطواحين ويضربونهم مثل الدواب وتمادت عليهم الايام وانتهوا الي الموت ,وكانت حركة الهرب من جانب الذين اثقلت كاهلهم الاعباء المالية والجزية ولم يرغبوا في اعتناق الاسلام ,  واضطهادهم دينيا وتدمير واحراق الكنائس  والتشدد في ترميمها او تجديدها واعتبروا صاحب البلد ذميا اي في ذمتهم حتي الذين اسلموا لم يساوهم بهم بل اعتبروهم موالي اي تابعين  وليس اصيل كالعرب القرشي  وكانوا  يستعلون علي المصري الاصيل     
ومن حاول المناداة باحياء الجذور المصرية بعيدا عن الدين او اللسان العربي يتهم فورا بالخيانة للوطن لانه من وجهة نظر المحتل العربي يطالب بتغيير عربنة واسلمة  مصر والرجوع بها الي عصر ماقبل الاحتلال العربي وكأن العرب المحتلون اصبحوا هم المصريون اصحاب البلاد ومن يخالفهم  يتهم بخيانة مصر(تاريح مصر للمؤرخ عبد العزيز جمال الدين)
وكان العرب يمثلون في المجتمعات التي يغزونها ارستقراطية السيف والدم ويشغلون قمة الهرم الاجتماعي اما قاعدة الهرم فتتكون من الرقيق والذميين سكان البلاد الاصليون , وكان يقوم نتيجة لذلك تناقض طبقي بين العرب وغير العرب وبين المسلمين وغير المسلمين  ,وكان المفروض ان يقف المسلمون الجدد وهم من غير العرب طبعا علي قدم المساواة الكاملة مع المسلمين الاصليين اي العرب, غير ان ذلك لم يتحقق قط اذ ظل العرب متمسكين بعروبتهم كعامل يحافظ علي بقاءهم كطبقة مغلقة تستحوذ علي كل الاموال ولايستطيع غيرهم ان يشاركوهم اياها. (د.عبدالله خورشيد في كتاب الهلال /اورق مصرية)
ومن القبائل العربية التي نزلت الي مصر واخص المنيا  لانه موضوعنا الان  :
 اولا القبائل العدنانية
   قبائل مضر ومنهم بنو مدركة وهم من سلالة مدركة بن الياس بن مضر بن   بن عدنان ومنهم خزيمة كنانة واسد ولخم وجذام وعاملة وجميع هذه الفخوذ ترجع لهذيل وهم يقمون في بلدة طوخ الخيل بالصعيد تابعة لمحافظة المنيا
  ثانيا قبيلة قريش وهاجرت من مكة وهاجرت منها بنو كنانة طلحة واقاموا بالاشمونين بالصعيد الادنى وكذلك بنو الليث جائوا مع الفتح العربي لمصر واقاموا بالاشمونين التابعة لمركز ملوى بالمنيا
 وأقصد بالقبائل العربية أولئك البدو الرحل الذين وفدوا على مصر من شبة جزيرة العرب بعد فتح عمرو بن العاص في فترات متفاوتة. ثم استقروا فيها إلى الآن أو قطنوها ولكن معظمهم حافظوا على عروبتهم وأنسابهم واحسابهم ولم يصاهروا أهل مصر.  
وهناك أسر وعائلات تنتمي الي قبائل قد لاتكون حاضرة في مصر بشكل كبير والمنيا كانت علي مدار التاريخ مهبط لكثير من العائلات العربية والمغربية (البربر) بالاضافة الي أهلها الاصليين من القبط
وذكر الموقع اكثر من مائة قبيلة الغالبية العظمي منهم  وافدون من ارض الحجاز ونزلوا في عهود مختلفة خلال الاحتلال العربي والاسلامي (راجع موقع النسابون العرب)
ومصر في نظرهم بقرة حلوب ولابد ان يحلبوها حتي القيح (ابن العاص) ومصر حفنة تراب (البنا) وطز في مصر (عاكف) والجزية علي الاقباط (مشهور) لاجنسية للمسلم غير عقيدته (قطب ) والتريخ المصري عفن (الشحات) وهدم الاهرامات لانها اصنام(مرجان)
وقد مارست القبائل العربية  كل انواع العادات القبلية والاعراف العربية وكانت حياتهم اليومية امتداد لحياتهم الصحراوية البدوية مع  نظرة التعالي للمصري الاصيل وعداءه  لغير العربي  المسلم   (  يأكلها تمساح ولا يأخذها فلاح"المصري")  
ولما كان اصحاب البلد الاقباط ( مسيحيون ومسلمون ) فقد صبت القبائل العربية  جام غضبهم علي الجناح الضعبف وهم  المسيحيون  لحين الانتهاء منهم ثم يولوا وجوههم  نحو   المسلمين الغير عرب  وخير مثال  :  حربهم الشعواء ضد مسلمين اليمن وايران والعراق وما يصنعه داعش في قتل المسيحيين والمسلمين والايزيدين افضل  نموذج لكراهيتهم  لكل ماهو غير العرب وهذه طبيعتهم .
ومن عاداتهم  في حالة الخلاف بين القبائل يكون الجلسات العرفية هي الحكم  ولها اشتراطات وقواعد وقد وجدوا في هذه الجلسات وسيلة لاضطهاد اقباط مصر المسيحيين وانحازت لهم الدولة خاصة الامن والجهات التنفيذية وان كان انحيازهم بسبب الدين  نتيجة     للتعليم الديني  بعد حركة 52  .
والقضاء العرفى أعراف تحكم القبائل العربية والعائلات الكبيرة، تمزج بين أحكام الشريعة الإسلامية وما اتفق عليه التقليد السائد في مجتمع القبيلة والأعراب، ويحل بديلاً عن القضاء الحكومي
و أكد الدكتور محمود كبيش، عميد كلية حقوق الأسبق، أن الجلسات العرفية لا يوجد سند قانوني لها، ولا يعتد بها قضائيًا  علي أحكامه،  وأن جلسات الصلح تلك التي تلجأ لها العائلات أو القبائل لها بعيدًا عن القانون، لا تمنع القضاء من نظر الدعاوى بها، في حال تقديم أي من طرفي النزاع بلاغًا، حيث إن القانون لا ينظر للأشخاص بحد ذاتهم وإنما للوقائع المجردة والأدلة الحية، لترسيخ مبادئ الدولة في تحقيق العدل والمساواة

وبعد جلسة عرفية في قرية القشيري بالمنيا انتهت الي غلق الكنيسة لدواعي الامن ومراعاة لمشاعر المسلمين المتشددين فضلا عن
غلق ستة  كنائس  آخري  حتي تاريخ كتابة هذا المقال  في محافظني المنيا وسوهاج ,  يؤكد  اننا امام سلسلة تخاذل للمسئولين بدءا من عمدة القرية ومركز شرطة وصولا إلي السيد مدير الأمن ورجال المباحث والاجهزة الامنية المتعددة بالمحافظة، أما المحافظون هم رجال  أمن يفتقدوا  الخبرة والحس السياسي ولايبالوا باضطهاد الاقباط وغلق كنائسهم لانهم يحتمون الي الاسلاميين المتشددين ذو السطوة.

أما السادة النواب فقد اختفوا تماما لاصوت لهم او حس وفي استطاعتهم إخماد الفتنة  باستقالة النواب المسيحيين احتجاجا علي غلق الكنائس  لكنهم فضلوا المكاسب المادية والاجتماعية

يؤكد  الناشط اسحق ابراهيم : علي النيابة العامة استكمال الدعاوى الجنائية حتى لو عُقدت جلسة عرفية وتصالح الطرفان، لأنه يجب استكمال التحقيق والقبض على المتهمين والمتورطين وتقديمهم للمحاكمة فى جرائم مثل الترويع واستخدام السلاح والحرق، لأنه لا يمكن التنازل عن حق المجتمع فيها
ورصدت الدراسة أنه منذ الثورة حتى نهاية عام 2014، وقع نحو 45 حادث اعتداء طائفى تم التعامل معها عن طريق الجلسات العرفية، وهذا الرقم لا يمثل جميع الحالات، حيث رصد الباحث وقوع ما يزيد على 150 حادثاً طائفياً من يناير 2011 حتى منتصف عام 2013، راح ضحيتها نحو 116 قتيلاً بخلاف مئات المصابين. وشهدت 13 محافظة جلسات صلح على خلفية توترات طائفية،   معظمها فى الصعيد، حيث تضم القائمة معظم محافظات جنوب القاهرة، باستثناء محافظتى الوادى الجديد والبحر الأحمر، والتى يكثر فيها الوجود المسيحى بشكل ملحوظ مقارنة بمحافظات الدلتا والمحافظات الحدودية، ويغلب عليها الطابع الريفى ووجود قبائل عربية، بما يشكل سلطة موازية لسلطة الدولة تشجع هذا الشكل لإنهاء المنازعات
وأرجعت الدراسة أسباب العنف الطائفى واللجوء للجلسات العرفية إلى ممارسة الشعائر الدينية، مثل افتتاح كنيسة جديدة، أو الصلاة فى أخرى قائمة، أو ترميم كنيسة أو مبنى خدمى قائم، أو الاعتراض على تركيب جرس، كما وقعت بعض الاعتداءات على خلفية منع مصلين من قرى لا توجد بها كنائس من الصلاة فى كنيسة القرية، أو وقف بناء منازل أقباط بحجة أن أصحابها سيحولونها إلى كنائس. وبلغ عدد حالات التوتر على هذه الخلفية خلال فترة الدراسة 14 حالة، بنسبة 31%، وجميعها كانت ضد الطرف المسيحى،
 وربما تنتهى الأزمات الطائفية بمصالحات عرفية كما جرى فى المنيا وانتهي الي غلق الكنيسة .. ومرة أخرى نتعانق ونتبادل القبلات ونتسامر ونضحك ونفرض القواعد القبلية، وكأن مصر صارت نجعا صغيرا فى قلب الجبل، وليست دولة عريقة بحضارة مجيدة وثورة رائدة.
و يغيب القانون، وتحضر التقاليد والعادات (قاعدة عرب ) التى نرتد بها إلى عصر الجهالة والبداوة بلا رجعة والتضيق علي الاقباط واضطهادهم لتهجيرهم .. وفي سبيل الهدف المنشود ندوس على القانون بأحذيتنا،   حتى يموت تلقائيا فى ضمائرنا، ثم نتباكى على  النسيج الواحد والديمقراطية والحريات.

بلفور الوعد الخبيث : قراءة في الانحدار الأخلاقي الغربي/ حسن العاصي

حين أعلن وزير الخارجية البريطاني اللورد "آرثر جيمس بلفور" رسمياً تأييد بلاده إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وجه رسالته الشهيرة في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1917 إلى المليونير البريطاني اليهودي "ليونيل والتر روتشيلد" التي تضمنت الوعد الشرير " يسعدني كثيراً أن أبلغكم نيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي الذي ينطوي على التعاطف مع أماني اليهود الصهيونيين التي قدموها ووافق عليها مجلس الوزراء.
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل ما في وسعها لتيسير تحقيق هذا الهدف، وليكن مفهوماً بجلاء أنه لن يتم أي أمر من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين أو بالحقوق والأوضاع القانونية التي يتمتع بها اليهود في أي دولة أخرى.
وسأكون مديناً لكم بالعرفان إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا البلاغ "
لم تكن هذه المرة الاولى التي يذكر فيها اسم فلسطين كمكان لتوطين يهود العالم، فقد وجه القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" نداء إلى يهود آىسيا وإفريقيا يطلب منهم الانضمام إلى حملته على بلاد الشام في العام 1799 بعد أن فشل في دخول مدينة عكا، ووعدهم أنه سوف يقوم بتوطينهم في الأراضي المقدسة.
حتّى أن بريطانيا العظمى ذاتها كانت قد فكرت في تجميع اليهود في فلسطين، في سياق مخططاتها لتفتيت الدولة العثمانية، إذ بعث وزير خارجيتها اللورد "بالمرستون" رسالة إلى سفير بريطانيا في اسطنبول العام 1840 يقول فيها " أنه إذا استقر اليهود في فلسطين، فإن ذلك سيخولنا استخدام اليهود كمخلب قط ضد العرب والدولة العثمانية"
في العام 1882 عقد بعض المسيحيين الصهاينة المرموقين اجتماعاً  لمناقشة إمكانية توطين المهاجرين من يهود اليديشية في فلسطين، بزعامة الصهيوني "هشلر" الذي ارتحل  إلى القسطنطينية حاملاً رسالة إلى السلطان العثماني من الملكة فيكتوريا تطلب فيها السماح بتوطين يهود روسيا في الأراضي المقدَّسة.
ثم عقد اجتماعاً آخر العام 1884 في ألمانيا حضره أرباب المال اليهود لدعم عملية الاستيطان في فلسطين، وكان من نتيجة ذلك أن أنشأت المستعمرات الزراعية اليهودية بدعم من الثري اليهودي الفرنسي "أدموند دي روتشيلد"، الأمر الذي ساهم في مضاعفة أعداد اليهود في فلسطين من "12000" في عام 1845 إلى "85000" في عام 1914 
منذ نهاية القرن التاسع عشر دابت الحركة الصهيونية على تشجيع يهود العالم للهجرة إلى فلسطين، وأحسنت توظيف بعض الافكار المعادية لليهود التي بدأت في الظهور في عدد من الدول الأوروبية لبث الرعب وسط اليهود لدفعهم إلى الهجرة.
وكما هو معروف فقد انعقد في مدينة بازل السويسرية المؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية العام 1897 حيث صدر عن المؤتمر خطة استعمار فلسطين وتأسيس وطن قومي لليهود.
مع بداية الحرب العالمية الأولى العام 1914 قدمت بريطانيا وعداً للعرب بمساعدتهم على نيل الاستقلال إذا دخلوا الحرب بجانبها.
 وفي العام 1916 وقعت كل من فرنسا وبريطانيا اتفاقية "سايكس بيكو" التي تضمنت تقاسم النفوذ في المنطقة العربية، حيث تم وضع كل من سوريا التي كانت تضم لبنان تحت السيطرة الفرنسية، وكل من الأردن والعراق تحت السيطرة البريطانية، على أن تظل فلسطين منطقة دولية.
هذا الوضع تغير مع انعقاد مؤتمر "سان ريمو" العام 1920 في إيطاليا الذي حضره الحلفاء، إذ تقرر وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وتم إرسال الصهيوني "هربر صموئيل" كأول مندوب سامي بريطاني في فلسطين.
في العام 1919 تم عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني تم فية أدانة ورفض كامل لوعد بلفور. 
وفي العام 1922 أصدرت عصبة الأمم قرارا يرسخ الأنتداب البريطاني على فلسطين، ويعمل في صالح تاسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. وفي أغسطس 1929 وبعد سلسلة من العمليات الارهابية الصهيونية ضد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم بالقوة اهتزت مدينة القدس بفعل أول اشتباك واسع النطاق بين الفلسطينيين واليهود، وسقط في المواجهات 133 يهوديا واستشهد 116 فلسطينيا
في العام 1936 قام الفلسطينيون بإضراب عام شامل لمدة ستة أشهر احتجاجا على الإرهاب الصهيوني ومصادرة الأراضي والهجرة اليهودية. 
وقام الفلسطينيين بتشكيل اللجنة العربية العليا للدفاع. وتتالت بعد ذلك المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين، وتواصلت المواجهات المسلحة غير المتكافئة بين المجاهدين الفلسطينيين والمليشيات الارهابية اليهودية المسلحة بأفضل الاسلحة.
لقد ادعت بريطانيا أنها تحاول تسوية الخلاف بين اليهود والعرب وذلك لكسب الوقت لصالح الاستيطان.
 وفي عام 1937 قدم اللورد "روبرت بيل" التقرير الذي خلصت له اللجنة التي كان يرأسها، حيث ورد في التقرير أن استمرار العمل بنظام الانتداب على فلسطين غير ممكن عمليا وأنه ليس هناك أمل في قيام كيان مشترك بين العرب واليهود. بعد تأكيد التقرير على استحالة قيام كيان مشترك لليهود والعرب، تم اقتراح تقسيم فلسطين إلى دولتين أحدهما عربية والأخرى يهودية على توضع الأماكن المقدسة تحت الإدارة الدولية.
 في سنة 1939 ومع بداية الحرب العالمية الثانية وفي محاولة لكسب مساندة العرب لها ضد المانيا أعلنت بريطانيا تقيد هجرة اليهود وعرضت منح الأستقلال للفلسطينين خلال أمد عشر سنوات.
 رفضت الحركة الصهيونية تلك المقترحات وقامت بتأسيس عصابات مسلحة جديدة للقيام بعمليات دموية ومذابح.
 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تخلت لندن عن وعودها للفلسطينيين، وعاد زعماء الحركة الصهيونية لتكثيف هجرة لليهود إلى فلسطين. بينما صعدت الحركات الصهيونية المسلحة مثل الهاجانا والأرغون والستيرن غانغ من هجماتها المسلحة. 
ودخلت الولايات المتحدة مع نهاية الحرب العالمية الثانية الخط الأول للدفاع عن تسريع تحويل فلسطين الى مستعمرة استيطانية لليهود.
 وبضغط من الرئيس الأمريكي ترومان أرسلت بريطانيا لجنة جديدة لدراسة الوضع. اللجنة الإنجليزية الأمريكية أوصت بالتهجير الفوري لحوالي 100,000 يهودي أوروبي لفلسطين، كما أوصت برفع القيود على بيع الأراضي الفلسطينية لليهود كما أوصت بوضع الكيان المشترك مستقبلا تحت رعاية الأمم المتحدة.
 في عام 1947 قررت بريطانيا الانسحاب من فلسطين وطلبت من الأمم المتحدة تقديم توصياتها. وهكذا عقدت أول جلسة طارئة للأمم المتحدة في 1947 وتم أقتراح مشروع تقسيم فلسطين الى دولتين فلسطينية ويهودية على أن تبقي القدس دولية.
 وقد تمت الموافقة على الأقتراح من طرف 33 عضوا مقابل رفض 13 عضوا و بدعم من الأتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبامتناع بريطانيا عن التصويت. 
رفض العرب مشروع التقسيم واندلعت الحرب العربية الاسرائيلية الاولى سنة 1948 بعد الأنسحاب البريطاني في 14 مايو/أيار. وفي اليوم التالي الموافق 15 مايو/أيار 1948 أعلن أحد قادة الحركة الصهيونية "ديفيد بن ‏جوريون" قيام إسرائيل وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية ، ونتيجة لتلك الكارثة ‏التي أطلق عليها "النكبة"، ‏قامت دولة يهودية في فلسطين تسمى دولة أسرائيل و تقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم للكيان الجديد.
 في نفس اليوم قامت وحدات ضعيفة التسليح من جيوش من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق مع مقاتلين عرب آخرين والمقاتلين الفلسطينين الذين كانوا يقاتلون اليهود منذ نوفمبر/كانون الأول 1947  ببدء حرب ضد الكيان الصهيوني. وقد فشل العرب في منع قيام الكيان الصهيوني، حيث أنتهت الحرب بأربع قرارات وقف أطلاق النار من الأمم المتحدة بين اسرائيل ومصر ولبنان والأردن وسوريا ودفن قرار التقسيم. وشرد أكثر من 900 الف فلسطيني خارج وطنهم في حين شرد داخل ما لم يحتل من اراضي فلسطين مئات الالاف الاخرين.

في ذكرى مرور مائة عام على الوعد المشؤوم، يستمر تهويد القدس، والاستيطان لا يتوقف، وكذلك مصادرة الأراضي، إن جميع المجازر التي ارتكبها الصهاينة على مدى عقود، وكل ما يجري على الأرض الفلسطينية من انتهاكات يومية تقوم بها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني دون حسيب أو رقيب هو تجسيد لوعد بلفور.
لقد كشف تقرير صادر عن الإحصاء المركزي الفلسطيني، (حكومي)، في شهر مايو 2015 أن إسرائيل استولت على 85% من أراضي فلسطين التاريخية وتواصل نهب الأراضي والمقدرات الفلسطينية، ولم يتبقَ للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة تلك الأراضي، معرضة هي الأخرى لخطر للتهويد  وبناء المستوطنات.
في يوم 31 ديسمبر 2014، استخدمت واشنطن، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار عربي ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنهاية عام 2017.
إن استمرار الغرب في تبني الرواية الاسرائيلية، والانحياز لها في المحافل الدولية يعتبر تنكراً فاضحاً لحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والوطنية والتاريخية.
ولكن ألا يمثل احتقار "تيريزا ماي" للشعب الفلسطيني، عبر دعوتها  لرئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" للاحتفال بذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور، انعكاساً للهيمنة والغطرسة الغربية تجاه شعوب المنطقة المستمرة منذ أكثر من قرن؟
أليس استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في التحرر والاستقلال وغقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها هذا الشعب، والأثمان الباهظة التي دفعها، والعذابات التي عاناها على أرضه وفي بلدان الشتات، لهو دليل قاطع على الإنحدار الأخلاقي والقيمي لكافة المنظومة الحقوقية والإنسانية التي يتشدق بها الغرب؟

إلى متى سوف تظل فلسطين والشعب الفلسطيني خارج تغطية "الإنسانية الغربية" المزعومة؟ هل مازال هناك أحد يشكك بازدواجية المعايير عند الولايات المتحدة والدول الغربية نفسها التي تعمل على تسويق الأفكار المرتبطة بحقوق الإنسان وبالحريات العامة في المنطقة، بينما هي عاجزة مازالت عن القيام بواجبها في إنصاف الشعب الفلسطيني، ورفع الحصانة عن ربيبتهم إسرائيل في المحافل الدولية كي تتم محاسبتها على جرائمها التي ارتكبتها وماتزال بحق الفلسطينيين.

وجع السّؤال… تعب الحقيقة/ فراس حج محمد

(يكشف الخيال ما تخفيه الحقيقة- رالف والدو إمرسون)

(1)
أنا لا أرى شيئاً ولا شيءٌ يراني
تعبت من هذا التّعبْ
تعبتُ من انتظاركِ اليوميّ كلّ مساءْ
تعبتُ من النّهار
أمازحُ الطّيفَ يمخرني بأناةِ محترفٍ جريءْ
تعبتُ من عضوي يسيلُ حليبه كلّما استذكرتُ صوتكْ
واكتناز الصّدر في الصّورةْ
واكتمال الرّدف والفخذينْ
والتماع السّاق تحت الماء في الحوض بَلّورَةْ
تعبت من الرّياحِ
من الماءِ والصلواتِ
من الصّخب الفراغيّ السّقيمْ
تعبت من حُلُمٍ يداخلني
يبعثرني على جسدكْ
ويتركني رمادَ مسافة ما في الهباءْ
تعبتُ منّي يا أنايْ
تعبت من وجعي ومن أنغام نايْ
تعبت وما لدى تعبي سوايْ!
أنا لا أرى شيئا ولا شيءٌ يراني
وليس لي أي اهتمامات أرتّبها
أيّ شيء هو أيّ شيء طارئ
مثل الحياةْ
فلماذا إذنْ
أرتّبني وكلّ شيء لا يكون سوى لحظات؟
(2)
لست أدري كم سيلزمني لأعبر شاطئا يمتـدّ إيغالا إلى الصّحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصّيف؟
من سيألفني في الوقتْ
هذا الخريف الخرفْ
من سيوصلني إلى شجْرة الحور والطّلع والنّخلة السّامقةْ؟
من سيطعمني رطبا على سغب طويلْ
ويطلعني على سرّ السّفرجل في تعاليم الطّريق؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحمو أوّل زهرة من رسمها لتصير مثل الزّوبعة
من سيفتح آخر سفر خطّه قدر تربّص بي هناك؟
من ذاك الّذي أرخى اليمامة في مسافات الوجعْ
لأكون نصّ موتٍ مستباحْ؟
أم من يعلّمني جمال الصّمت والحرفة الفاتنةْ؟
من ذاك الّذي تأمّلني ليأكل جثّتي قبل الحصاد الأخيرْ
وينثرني مع حبيبات الرّمالْ؟
من ذاك الذي علّمني السّؤال وأضاع منّي الأجوبة؟
من ذاك الّذي يدخل كلّ حين جوف رأسي ويمنع عن بنات الفكر تلك الثّرثرةْ؟
يا لتلك المجزرةْ!
يا لعمق المقبرةْ!
(3)
من يكشف المستورْ
ويجرؤ أن يقولَ: الذّئبُ سيّد على القطيعْ؟
من يحقّق في جرائمنا
عن شاعر الزّيتون والحبّ والدّفلى
يضيق ذرعا بالنّسور؟
ويصبح قاتلا مشهورْ
وصاحب سترة وبلاغة تقيه من الرّذاذ
يخبّئ بين أنفاس القصيدة خطّة ومسدّسا ومشروع اغتيالْ
وأنّ من أشعل القاعات في نثر وهج الزّعفرانْ
غدا عرَّاب أنظمة الفجورْ
من يكشطُ رغوة الوحش عن مسامات الجلودِ
ليستلذّ بنا السُّفورْ
من يستعيد شكل الحرف والطّين والرّيشةْ
ليغسل روحَنا بعضُ الهدوءْ
من ينكئ المنكوءَ قيح جروحنا ويظهر المخبوءْ
هنا وجع معذّب
تعب على تعب مركّبْ
وأمامنا لهب وأصفادٌ وسورْ
والشّاعر المرحوم حمّلنا دماء الذّئب أيضا
وصار بوسع القوم أن يتبغددوا على دمنا
ولنا يا صاحبي وعد كذوب صارخٌ وأوجاع وبورْ

كيف امتلك اليمن الصواريخ المتطورة/ موسى مرعي

الصواريخ اليمنية الحديثة والمطورة من اسكود واخواتها وشهاب 3 وصواريخ بالستية تصل مداها الى 4000 كيلو متر..

معظم صواريخ اسكود المطورة وبعيدة المدى التي يمتلكها اليمن كانت هدية من الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله فقد خباء 80% من صواريخه كالعباس والحسين ووو... خبئها في اليمن وتم تطويرها وتحديثها وزيادة مداها وزيادة قوتها التدميرية وزيادة وزن الرأس الصاروخي..

و اليمن استعان بالكورييين في طريقة تخزينها ومع حوالي 80 او 100 طائرة حربية ايضا من نوع ميغ وسيخواي . وكيف خبئوا؟ واين ؟ ومكثوا يحفروا لها بالصحراء والوديان والسهول لمدة عشرين عام في أماكن لا يعلمها الا الله ثم علي عبد الله صالح والسيد عبد الملك الحوثي ..

حتى الكوريين لايعلمون بتلك الأماكن وقد حفروا لها بباطن الارض بطريقة هندسية علمية وتكنلوجية حديثة بل ووصلت مخابئ الصواريخ الأرضية إلى عمق مئات الامتار وهي مبنية بالخرسانة والحديد التي لا تؤثر فيها حتى اقوى قنابل العالم كالنووي والذري والهيدروجيني

وصممت تلك المخابئ بحيث تستطيع تخزين الاف الصواريخ مع العربات وبطاريات ورادارات الصواريخ وتلك الأماكن مجهزة بالكهرباء والأجهزة الإلكترونية والبوابات السينية الإلكترونية التي تفتتح بريمونت كنترول بحيث تخرج القاعدة الصاروخية من باطن الأرض وينطلق الصاروخ وتعود القاعدة بعد ثواني من انطلاقها إلى بطن الأرض ووانفاق تحت جبال صعدة وعمران وتقفل البوابة .

وحتى الأقمار الصناعية لا تستطيع ان تكشف اماكن انطلاقها لان تلك المخازن او اماكن القواعد الصاروخية تحتوي على مجال مغناطيسي يعمل على تشويش كاميرات الاقمار الصناعية والرادارات وتشتيت الذبذبات والامواج...

لهذا يخرج الصاروخ و ينطلق بكل امان ثم بعد ثواني الارض تبتلع قواعد وعربات الصواريخ ....

و حتى الجن لا تعلم من اين انطلق يعني بح...

و لدى اليمن صواريخ كورية بالستية وصواريخ روسية بعيدة المدى ومطورة وايضا تمتلك اليمن صواربخ شهاب 3 الايراني.. فنصيحة مجانية لال سعود اوقفوا العدوان وفكوا الحصار وتصالحوا مع اليمن كما قال الاستاذ عبد الباري عطوان...نصيحه بلوشي. قبل ان يضطروا الى استعمال الطائرات الحربي بطيارين استشهاديين .

فلدى اليمن الاف الصواريخ المدمرة تستطيع دك كل مدن السعودية ولن يجدوا بعد ذلك تلفونا يستنجدون به الأمريكان كما قال كولمباول وزير الدفاع الامريكي السابق...

ولكن اليمنيين عقلاء وعندهم اخلاق الحروب وليسوا همج وغجر مثلكم يا جرابيع الصحراء وليسوا وحشيين يقتلون الاطفال والنساء ويقصفون المدن الامنه ومنازل المواطنين وهم قادرون على احراق نفطكم ومصانعكم ومصافيكم وموانئكم ومطاراتكم ومحطات التحلية وقواعدكم العسكرية وبلدكم قرية قرية ومدينة مدينة.

نتمنى ان تفهموا وتراجعوا انفسكم ونحن نعلم انكم لاتقرأون واذا قرأتم لاتفهمون . 

الحزب السوري القومي الاجتماعي مفوضية سيدني المستقلة 

شاكر فريد حسن يكتب عن مضيه والصراع الفكري والعراق السياسي

مع دراسة الباحث الفلسطيني سعيد مضيه: رواد التنوير في فلسطين 
" رواد التنوير في فلسطين " هو عنوان دراسة للكاتب والباحث الفلسطيني سعيد مضيه من اصدارات دار الثقافة الفلسطينية العام ٢٠١٦، وكانت صدرت بطبعتها الاولى عام ٢٠٠٨ عن مؤسسة الانتشار العربي ، وهي صورة بانورامية للمقاومة الثقافية والفكرية والتربوية والدينية في فلسطين التاريخية ، وتتحدث عن تسعة منورين فلسطينيين ساهموا في بلورة وتطوير الثقافة التنويرية على مشارف القرن العشرين ، وارساء ثقافة وطنية مقاومة مناهضة للاستيطان والانتداب والاحتلال الصهيوني .
يعد الأستاذ سعيد مضيه صاحب الكتاب ، أحد أهم الاصوات الثقافية والفكرية والاجتماعية التنويرية البارزة والمهمة في ميدان التورخة والعمل الثقافي والميداني الفلسطيني . فهو كاتب وباحث ومفكر مبدع ومؤرخ قدير ، من مواليد بلدة حلحول قضاء الخليل العام ١٩٣٤ ، عمل في التدريس ، وفصل من وظيفته ، ولوحق من قبل النظام الاردني ثم من سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، وسجن مرتين في المعتقلات الاسرائيلية ، وفي العام ١٩٧٨أبعد عن الوطن وعاد اليه في ١٩٩٤.
انضم مضيه  للحزب الشيوعي الاردني وشارك في نضالاته الاجتماعية والسياسية والطبقية ، وعمل في رابطة الكتاب الاردنيين كأمين سر ونائباً للرئيس ، وهو حتى الآن قابض ومتمسك بفكره الايديولوجي والعقيدة الشيوعية ، ومنخرط في الفعاليات والنشاطات الكفاحية ضد الاحتلال .
صدر له عدداً من المنجزات والكتب البحثية ، وهي : " الثقافة الفلسطينية والممارسات الصهيونية ، الاجتماعي والبيولوجي في الابداع الفني ، ثقافتنا ومهمات المرحلة ، الثقافة العربية في فلسطين ، جدل الثقافة الديمقراطية ، رمال في العيون " .
وله عشرات المقالات والدراسات والمداخلات السياسية والفكرية والتاريخية المنشورة في المواقع الالكترونية المختلفة .
يقع كتاب " رواد التنوير في فلسطين " لسعيد مضيه  في i٢٩٣صفحة من الحجم المتوسط ، ويهديه الى " مدينة القدس ، مدينة النور والتنور ، وستعود قريباً مدينة السلام " ، ويستهله بالتأكيد على أن " ثقافة التنوير الحديثة ولدت في حضن المقاومة ، وبداخلها تعمدت وصلب عودها  "، ويجيب عن السؤال : ما هو التنوير بقوله : " التنوير حركة روحية ميزت مرحلة من النهوض العربي ، استهلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وتواصلت حتى الحرب العالمية الاولى ، أو بعد ذلك بسنوات ، حين اخضعت الأقطار العربية لحكم الانتدابات بعد صدور وعد بلفور وافتضاح مؤامرة سايكس بيكو ، فإدرك المثقفون المنورون ومن تابعوهم واقع الكولونيالية الامبريالية ، وانتقلت برسالة التنوير الى ترشيد حركة نهوض شعبي للتحرر القومي  " .
ويوضح مضيه أن المنورين اعتمدوا على نشر وبث رسالتهم التنويرية بالحث على  انشاء المدارس واصدار الصحف والمجلات والمطبوعات والكتب الأدبية والثقافية والفكرية والاهتمام بالفنون الأدبية بمختلف الوانها وأجناسها .
ويتطرق سعيد مضية في كتابه الى الثقافة الوطنية الفلسطينية ، ويشير الى كيف اتخذت الكنيسة الارثوذكسية موقفاً معادياً من المثقفين الارثوذكس ، ويتوقف ايضاً عند بدايات ظهور ونشوء الحركة المسرحية في فلسطين .
ويفرد مضيه صفحات طويلة من كتابه ليقدم نبذاً عن سير الرواد التنويريين الفلسطينيين التسعة ، الذين ساهموا وسعوا الى تطوير وتأصيل الفكر التنويري في ربوع فلسطين ، فيتناول باسهاب حياتهم وأعمالهم ومؤلفاتهم ونشاطهم الثقافي المميز ، ويتحدث بداية عن الباحث والناقد محمد روحي الخالدي ، صاحب العديد من المؤلفات في مجالات التاريخ والعلوم والآداب ، ثم بندلي الجوزي الذي كان اهتمامه منصباً على على التاريخ والعلوم والآداب والأبحاث ، واشتهر بكتابه " تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام " ، ويعرج على المفكر والمربي الفذ خليل السكاكيني ، الذي عشنا معه لحظات مع أرفع آيات الحزن على زوجته " سلطانة " وحزنه بفقد ابنه " سري " ، والأديب البارع الذي ربط الأدب بالحياة ، واهتم بدور المثقف في الحركة الوطنية ، ودمج الكنيسة بالقضية الوطنية .
ثم يغوص في عالم نجيب نصار ، صاحب صحيفة " الكرمل " التي ظلت طوال صدورها لسان حال الجماهير العربية والمعبر عن طموحاتها ، ويلج دنيا خليل بيدس ، احد اعلام السرد القصصي ، وصاحب أول رواية فلسطينية  هي " الوارث " ، ومؤسس مجلة " النفائس العصرية " التي احتضنت الاقلام الجادة وكتابات المبدعين والمثقفين الفلسطينيين والعرب ، ثم يتناول نجيب عازوري الذي لفت الانظار بوعيه المبكر ، ودمج القضية القلسطينية بالقضايا العربية ، وألف في هذا المضمار كتاب " يقظة الأمة العربية " ، ويأتي بعد ذلك الى حياة الباحث التراثي توفيق كنعان ، رائد البحث الفولكلوري الفلسطيني مبرزاً القيمة الوطنية لابحاثه في التراث ، ويركز على مكانة محمد اسعاف النشاشيبي الأدبية والثقافية ، الذي درج منذ صغره على حضور حلقات العلم والفكر التي كان والده يستضيفها في بيته ، وكان يحضرها ويشترك فيها كبار العلماء ، وتشهد مؤلفاته على أنه كان ذا ثقافة لغوية وأدبية وفلسفية وتاريخية عميقة ، ولم يكن يفلت من بين يديه كناب في العربية الا وقرأه وحفظ منه وروى عنه ، ولعل كتابه " نقل الأديب " شاهداً على عمق ثقافته وتبحره الواسع في حنايا كتب التراث الخصبة .
وفي النهاية يستعرض مسيرة الاديبة كلثوم عودة الحياتية والثقافية التي حفلت بالنشاط الثقافي ، والتي تركت وراءها أعمالاً متنوعة في شكلها ومضمونها .
ان دراسة سعيد مضيه " رواد التنوير في فلسطين " تمثل انجازاً ومشروعاً بحثياً رصيناً ومهماً ، ويشكل بادرة ايجابية لدراسة الحركة الثقافية والفكرية الفلسطينية ، وهو يحصر بحثه في الفترة الممتدة من القرن التاسع عشر حتى مشارف القرن العشرين ، ويعتمد خ نهج السيرة الثقافية والفكرية لأهم الاعلام والشخصيات الثقافية التنويرية الفلسطينية لكل واحد منها على حدة ، وهي نماذج دالة على المقاومة الفكرية والعلمية والروحية لهؤلاء الرواد المثقفين الذين خاضوا التجارب الأدبية والثقافية وحققوا حضوراً وهاجاً في الثقافة التنورية المضيئة ، واسهموا في رفد الفكر الفلسطيني بكتاباتهم في شتى أنواع الكتابة ، وشاركوا في نشر وترسيخ ثقافة النور والضياء العقلانية .
وفي النهاية ، كتاب  " رواد التنوير في فلسطين " غني بالمعلومات ، ودراسة معمقة تستحق القراءة الواعية ، فتحية للمؤلف الراقي الاستاذ الباحث الفلسطيني القدير سعيد مضيه ، مع التمنيات له المزيد من الصحة والعافية والعمر المديد ليظل يثري مكتبتنا الفلسطينية باصداراته الجادة ودراساته الهادفة وابحاثه المفيدة ، ودمت  معطاء ومتميزاً .
 **
الصراع الفكري بين قوى الاستنارة والظلام ..!
الصراع بين الثقافة الديمقراطية العقلانية المستنيرة ، وثقافة الاقصاء والتغييب والحجب والتكفير على أشده ، والاتجاهات التعصبية لها الغلبة وتحاول السيطرة على ساحات الحوار ، بسبب ديماغوغيتها ونقص الوعي الفكري والايديولوجي ببن القطاعات الشعبية المسحوقة .
وهي اتجاهات تحارب الحداثة والمعاصرة في التراث الديني ، كالمعتزلة وابن رشد والفارابي والكندي وأبو حيان التوحيدي وابن عربي وأبو العلاء المعري ومحمد عبده والكواكبي والافغاني وقاسم أمين ورفاعة الطهطاوي ، وكوكبة أخرى من رجالات الاصلاح والنهضة والمبدعين المثقفين ، اضافة الى نخب الحداثة والمعاصرة الجديدة كحسين مروة ومهدي عامل وفرج فوده وطه حسين ومحمد عابد الجابري ومحمد اراكون وصادق جلال العظم وسواهم .
واتجاهات التعصب أيضاً تغرس وتنشر ثقافة الكراهية الطائفية والدينية ، التي تساهم في توليد العنف ، وترفض حق الاختلاف ، وتمارس الارهاب والقمع الفكري ضد المختلفين معها ، وضد المناوئين والمعارضين لسيطرتها ولأفكارها ومفاهيمها المتزمتة ، وتقوم بتشويه عن قصد أو غير قصد الرأي الآخر ، وتقدم خطاباً شعبوياً يجمع بين التكفير والتخوين .وتعتمد التكفير سلاحاً حاداً في مواجهة الخصوم في الفكر أو جواباً على الخلاف في الرأي .
التكفير يعني الغاء الآخر واقصائه معنوياً ومادياً ، وثقافة التكفير أدت الى منع التفكير  ، وهي ثقافة قائمة على التعصب والكراهية ورفض الآخر المختلف . وقد جرى تكفير الكثير من رجالات العلم والفكر والثقافة والابداع كخليل عبد الكريم ومحمد اراكون ونوال السعداوي وسيد القمني ،  وحكم على الراحل نصر حامد أبو زيد بتفريقه عن زوجته والعزل والمقاطعة .
لا شك أن الاخفاقات المتكررة لمشاريع النهضة والحداثة في العالم العربي ، نتيجة انعزال رواد الفكر العلماني التقدمي التنويري النهضوي النقدي عن القوى الاجتماعية التي لها مصلحة في التطور والبرمجة على مفاهيم مضادة للحداثة ، فضلاً عن التحولات الاجتماعية والسياسية في المجتمعات العربية أدى وقاد الى صعود قوى التعصب والانغلاق ، وانحسار الفكر التقدمي المستنير الذي يميز الاتجاهات العقلانية والتنويرية والديمقراطية .
هناك الآن فرصة كبيرة للثقافة التنويرية بالانطلاق ، وذلك على ضوء الأزمة التي تواجهها قوى الاسلام السياسي ، واتجاهات التكفير والتحريم والبطش الارهابية بعد دحرها في العراق وسوريا .
وهذا يتطلب فتح نوافذ ومنتديات جديدة للحوار الفكري ، وحرية التعبير ، وحرية البحث العلمي الاجتماعي على أسس الاعتراف بالتعددية والرأي الآخر وبحق الاختلاف ، واحترام العقل وحق الاختلاف والتعدد الثقافي ، الحجة ضد الحجة ، والفكرة ضد الفكرة في حوار ديمقراطي مفتوح ، والاحتكام الى القوانين والعلاقات الديمقراطية في تسوية الخلافات والتجاوزات ، والعمل بشكل دائب على نشر وتعميق الثقافة الانسانية ذات المحتوى الديمقراطي التنويري .
**
في تاريخ العراق السياسي ..!!
تاريخ العراق السياسي منذ القدم صعب ودموي ، حافل بالكوارث والانتفاضات ، ويزخر بالاستبداد والقهر والقمع والارهاب الفكري ، ومشروعات القتل والاغتيالات والتحريض وقطف الرؤوس ، في حين نجد تاريخ العراق الحضاري من سالف الأزمان مبدع ومدهش حقاً ، قدم للانسانية والحضارة العربية أعظم المنجزات الثقافية والفكرية . فقد ظهر في الحياة السياسية والعلمية العراقية الفلاسفة والعلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين والرواة والنحاة والمؤرخين واصحاب المدارس من اللغويين والمعربين والمثقفين والمفكرين العظام والاطباء المشهورين .
لقد تعرض المشروع العراقي في وجهه الرائع الناصع للتهميش ولهجمات مروعة من قبل أصحاب الشارع السياسي ، من جبابرة وعتاة وبرابرة طغيان ، وقادة مستبدين ، وحكام جلادين .
وسادت في العراق ظاهرة الشعبوية ، التي راح ضحيتها أروع الاصوات من أصحاب الفكر والأدب ، الذين اتهموا بالكفر والالحاد والزندقة ، ومنهم على سبيل المثال ابن المقفع الذي وضع في تنور واجلسوه على مسامير واغلق التنور عليه .
كما لا ننسى مأساة الحسين بن منصور المعروف بالحلاج ، الذي اتفق علماء بغداد على كفره وزندقته ، وأجمعوا على قتله وصلبه ، فلقي مصرعه مصلوباً بباب خراسان المطل على دجلة ، على يدي الوزير حامد بن العباس ، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري .
فضلاً عن معاناة اخوان الصفا والاشاعرة ، ومصرع " أبو الطيب المتنبي " ، بسبب قصيدته التي قالها في ضبة بن يزيد القبي ، الذي عرف عنه الغدر بكل ما نزل به ، وكان بذيء اللسان ، وابيات هذه القصيدة احتوت على أبشع الألفاظ وأقذع العبارات .
وهناك من يقول ، وكما تعلمنا في المرحلة الثانوية أن المتنبي قتله بيت شعره :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
               والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ومروراً بكل الانعزالات في التاريخ السياسي العراقي ، وصولاً الى العصر الحديث ، حيث شهد الاعتقالات والملاحقات والاغتيالات التي طالت عدداً من المفكرين والمثقفين ورجالات السياسة والفكر من التيارات اليسارية والشيوعية وأهل الثقافة والأدب العراقيين في ظل حكم صدام حسين الاستبدادي الديكتاتوري ، ما جعل الكثير منهم الى الفرار والهجرة الى البلدان المجاورة والدول الغربية خوفاً على حياتهم .
لقد شكلت الاستنارة الثقافية والفكرية مصدر قلق وازعاج بالنسبة لحكام العراق ، وللمؤسسة الدينية والحركات السلفية والتيارات الاصولية وجماعات الاسلام السياسي ، ومن وقف ويقف في وجه ممارساتهم وأفكارهم فأنه يواجه بالملاحقة والمضايقة والتكفير والاقصاء والايذاء والنفي والسجن ، ويصل الأمر الى القتل والاغتيال وأعواد المشانق .
ما يجري في العراق اليوم بحق المثقف أو أي صوت ناقد للتطرف والتعصب والانغلاق والديكتاتوريات والفساد السياسي وسياسات المحاصصات ، هو سياق وسلوك ونهج قديم جديد ، وجزء من سلوكيات الماضي ، ولنأخذ مثلاً  الأستاذ كامل شياع ، ذلك المثقف العراقي الأصيل ، الذي حمل في قلبه وصدره روح وقيم وشموخ العراق وطعم نخيله ، وكان عاشقاً لثقافة العراق المتجددة ، الملتصق بتراب وهواء ونسيم وماء العراق ، الذي قتله الجناة الظلاميين الأشرار الجهلة في لحظة دموية على جسر محمد القاسم في بغداد .
المثقف العراقي لا يمكن أن ينتظر التصفيات حتى تناله الواحد بعد الآخر ، مثلما تم العبث والجريمة المنظمة بالاكاديميين والاعلاميين العراقيين .
لقد سقط كامل شياع وغيره من رفاقه ومجايليه لانهم يملكون شجاعة العقل والقلب ، وسددوا تظراتهم الى عيون الوحش الكاسر .
ان ما يحدث في العراق هو الخطر الداهم ، الذي سيأخذه الى الدمار والتهلكة ، ولذلك فالمطلوب من كل المثقفين العراقيين بكل اتجاهاتهم العقائدية وتوجهاتهم الغكرية ، اطلاق صرختهم بوجه الاغتيالات والتصفيات الجسدية ، وضد قمع الأصوات الديمقراطية المطالبة بالحريات ، والوقوف  صفاً واحداً في خندق وحدوي من اجل ابقاء كلمتهم ، وصلابة موقفهم ضد فرق الموت الارهابية والسلسلة الجهنمية وقوى البطش والطغيان والموت ، وأن يسري العمل بالقانون العراقي ضد القتلة والمجرمين وعصابات التكفير والارهاب الفكري ، وقوى الشر والدمار والخراب .

وعد بلفور .. الجريمة النائمة في حق الإنسانية/ د. عبير عبد الرحمن ثابت

قبل مائة عام وقَع وزير خارجية المملكة المتحدة آرثر جيمس بلفور وثيقة تضمنت تَعَهُد من حكومة المملكة المتحدة بدعم مطلب الحركة الصهيونية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، على الرغم من أن فلسطين فى حينه كانت ولاية ضمن الدولة العثمانية؛ ولم تكن تحت سيادة المملكة المتحدة العسكرية أو السياسية؛ إلا أن حكومة المملكة المتحدة سمحت لنفسها بالتصرف في أرض  دولة أخرى ومنحها لمجموعة إثنية بعينها؛ والتي تَدعى أن صلة عقائدية ما كانت لها بهذه الأرض في فترة محدودة من التاريخ الغابر الذي مرت عليه آلاف السنيين؛ وذلك تم فى تجسيد فاضح للسياسة الإمبريالية للمملكة المتحدة التي تستخف بكل قيم الإنسانية والقانون وحقوق البشر؛ وبذلك وضعت المملكة المتحدة اللبنة الأولى لصرح صراع  تاريخي لا زال ممتداً إلى يومنا هذا.
لا تكمن الجريمة البريطانية في الوعد بحد ذاته رغم فداحته؛ فقد تلقى اليهود عبر التاريخ وعود كثيرة من عدة أطراف لتحقيق أحلامهم الخرافية؛ ولم يكن وعد بلفور هو الأول من تلك الأطراف التي أرادت كسب أموالهم أو استغلال نفوذهم الاقتصادي والسياسي  في صراعاتها الدولية، فقد سبق هذا الوعد بأشهر قليلة وعد فرنسي مشابه كان بتوقيع  سكرتير وزارة الخارجية الفرنسية  في حينه جون كمبن يتعهد فيه لناحوم سكولوف أحد زعماء الحركة الصهيونية في فرنسا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ ولكن الجريمة الحقيقية هي عدم اكتفاء المملكة المتحدة  بالوعد الموثق بل ترجمته في العام التالي بعد دخول القوات البريطانية إلى فلسطين ضمن التوسع الامبراطورى للمملكة المتحدة على حساب الدولة العثمانية المنهارة في حينه، وهو ما وفر للمملكة المتحدة الفرصة في تنفيذ وعدها للورد ليونيل روتشيلد بالعمل على إقامة وطن قومي لليهود، وكانت باكورة تلك الجهود  التي استمرت  حتى العام 1948 إعلان قيام إسرائيل عشية انسحاب القوات البريطانية بعد 30 عام من احتلالها  بعد أن أدت المهمة وحققت وعدها للحركة الصهيونية .
وعد بلفور جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها المملكة المتحدة ووثقتها فى وثيقة رسمية حملت توقيع وزير خارجيتها تعاقبت على تنفيذها حكومات المملكة المتحدة لثلاث عقود، وكانت شاهدة ومشاركة فى جريمة اقتلاع شعب من أرضه، وإحلال آخر مكانه ضمن أبشع جرائم التطهير العرقي التي عرفتها البشرية على مر التاريخ؛ خدمة لمصالحها الإمبراطورية الاستعمارية التوسعية؛ وحلاً جذرياً لمشكل الوجود اليهودي غير المرغوب فيه لاستعصائه على الاندماج  ضمن نسيج المجتمعات الأوروبية فى حينه وطمعا  بالمال والنفوذ اليهودي العالمي الذي كان ولا يزال المتحكم الفعلي في الاقتصاد العالمي والذي تمثل حينها باللورد روتشيلد اليهودي الصهيوني  البريطاني والذي  وجه له الوعد باعتباره ممثلا للحركة الصهيونية في المملكة المتحدة،  وأحد أهم  بارونات المال العالمي القلائل في حينه وسليل عائلة روتشيلد  التي تسيطر على سوق المال  والأعمال في الولايات المتحدة والتي تدين لها المملكة المتحدة والعديد من دول العالم في حينه بما فيهم الدولة العثمانية بمئات الملايين من الدولارات.
إمبراطورية روتشيلد التي ساهمت بنصيب الأسد في دعم وبناء الحركة الصهيونية ودولتها لاحقا، تُظهر لنا كيف يستخدم المال والمصالح الاقتصادية في السياسة، وكيف يتم شراء ولاء الدول والحكومات والأفراد بالمال وكيف يتحكم المال فى السياسة الدولية دون أي اعتبارات أخلاقية أو قانونية، وما أشبه اليوم بالأمس لا اختلاف يذكر غير استبدال  الانجليز بالأمريكيين، فلا زال اليهود يمارسون نفس اللعبة القديمة بأسلوب حديث ولا زالت عائلة روتشيلد  تتحكم  في الاقتصاد والسياسة الأمريكية عبر إمبراطوريات شركات التصنيع العسكري والمدني في الولايات المتحدة والعالم، ولا زالت تسيطر على سوق المال العالمية  عبر  مجموعة من البنوك العالمية إضافة إلى ذلك أنها  تملك  اليوم حصة الأسد في أسهم البنك الدولي المقرض الأول لكل دول العالم وصاحب صندوق النقد الدولي المتحكم في الاقتصاد العالمي، وهكذا يستمد اللوبي اليهودي قوته في الولايات المتحدة  وهكذا تدار السياسة الأمريكية، وهكذا  تبنى جماعات الضغط  على الحكومات ويدار العالم وتلك هي السياسة  بوجهها الحقيقي  بعيدا عن  أى نوع  من المبادئ أو القوانين والمواثيق الدولية .
وعد بلفور هو الجريمة النائمة في حق الإنسانية جمعاء قبل أن تكون في حق شعب فلسطين، فتلك ليست قضية الفلسطينيين فحسب؛ بل هي قضية البشرية بأسرها لأن وثيقة بلفور أسست لنمط عنصري امبريالي؛ وفتحت الباب واسعاً أمام شرعنة التطهير العرقي في السياسة الدولية عبر اقتلاع شعب من أرضه وإحلال آخر مكانه بدعاوى خرافية تمنح الملكية الخاصة وتنزعها عن صاحبها طبقاً للمعتقد الديني وهى أخطر ما فى هذا الوعد؛ لما تشكله من تأسيس لعودة الحروب الدينية  من جديد وليس من الصدفة  انتشار جرائم التطهير العرقي طبقا للمعتقد في أكثر من مكان فى هذا العالم عقب تنفيذ وعد بلفور في فلسطين .
علينا أن لا نطالب الحكومة البريطانية ومجلس العموم البريطاني الاعتذار لنا كفلسطينيين فقط بل الاعتذار للعالم الحر أجمع، وعليهم أن يعترفوا ببشاعة تاريخهم الاستعماري، ويتحملوا تبعات  ما أثاروا من صراعات حيثما حلوا والتي لازالت مستعرة وتكتوي بنيرانها الشعوب والأمم إلى يومنا هذا .

الأنسان،والحياة/ أنطوني ولسن

يعيش الإنسان حياته مجرباً، مشاركاً، محاولاً اكتشاف الغامض منها، والإستمتاع بالحلو فيها. ولا يعرف طعم السعادة، إلا من ذاق طعمها. ولا يشعر بالألم، إلا من عانى منه، ولا يحس بالحزن، إلا من فقد عزيزاً لديه. ولا يختبر فرحة اللقاء إلا من طال انتظاره لهذا اللقاء. ولا يعرف معنى الحب إلا من عاش حياة مليئة بالحب، ولا قسوة المرض إلا من قاسى منه. ولا يعرف قيمة الصحة إلا من حٌرم منها..
هكذا الإنسان من يوم مولده الى يوم وفاته، يعيش حياة التجربة، والمشاركة، والمعرفة.
يتساءل إذا اصابته مصيبة: لماذا أنا؟!.. ظاناً انه دون سائر البشر، يجب أن يكون بعيداًعن المصائب، غير متوقع لشرور الحياة ومصائبها. إذا كان الإنسان في حالة صحية جيدة لا يتوقع المرض. يلهو ويتمتع بالحياة دون تفكير في المرض. أو ما قد يكون عليه أمره اذا مرض.
هكذا يعيش الإنسان هذه الحياة المتضاربة المليئة بالمفاجأت والمتناقضات. فهل يتعلم؟!. 
قد يتعلم البعض وقد لا يتعلم البعض الأخر. من يتعلم ومن لا يتعلم في النهاية يتساويان. وهذا الجزء المحزن في قصة الإنسان قصة الحياة والموت. قصة الوجود والفناء. لكن هل وجد الإنسان ليحيا ويموت، وما بينهما يذهب مع الريح، لا قيمة له ولا حسبان؟. وإن لم يكن هذا، فلماذا ضاع ملايين الناس تحت صفحة النسيان، ولم يعرف احد عنهم شيئاً؟.
الحقيقة غير هذا. الإنسان قصة حية دائماً في العقل والوجدان. دائما موجود حتى بعد الموت.. موجود الأب في ابنه، والأم في ابنتها. ألم نسمع القول الذى يقول من أنجب لم يمت وليس في الإنجاب فقط بل في كل ما هو يفعل ويعمل اسمه مخلد. اسمه الإنسان.في وسط الأفراح واللهو دائماً يتذكر ماذا بعد هذا؟ وفي الأحزان والأكتئاب، يبتسم ويأمل. نعم يأمل.. فهذه الكلمة "الأمل"، هي مفتاح الحياة، وبلسم الجراح ومبدد الأحزان. بالأمل يرتقي الإنسان وتتغير نظرته للحياة، تضيء الدنيا أمام من يعيش بالأمل مهما كان الظلام محيطاُ به.
منذ أن وجد الأنسان على وجه الأرض، وهو في تجارب ومعارك مع الحياة ومع نفسه. يفشل ولكنه يأمل في النجاح. يمرض، لكنه يأمل في الشفاء. يموت ولكنه يأمل في الحياة بعد الموت حيث يجد الراحة من كل آلامه وأحزانه، والأمان لكل مخاوفه وظنونه.
هذا هو الإنسان الذي حباه الله كل شيء، ومنحه نعمة الأمل ليستمتع بالحياة!. يعيشها في محبة، ووئام، وسلام مع نفسه، ومع الناس، وأهم شيء مع لله.
الأمل قاهر اليأس وقاتله. فلماذا لا نعيش بالأمل وعلى الأمل؟. لماذا لا نقول لأنفسنا أن غداً يوم آخر جديد.. غداً أفضل من اليوم وبدون شك هو بعيد جداً عن الأمس!

نصر بطعم الهزيمة/ د. عبدالله المدني



بعد خمسة أشهر من المعارك الطاحنة والقتال الضاري الذي لم تشهده الفلبين منذ الحرب العالمية الثانية بين ميليشيات انفصالية متشددة بقيادة الارهابي إيسنيلون هابيلون والأخوين عمر الخيام وعبدالله مواتي أعلن وزير الدفاع الفلبيني "دلفين لورنزانا" في الثالث والعشرين من أكتوبر إنتهاء العمليات القتالية بتحقيق قواته النصر بعد 154 يوما من حصار فرضته جماعة مواتي (خليفة جماعة أبوسياف الإجرامية) ذات العلاقة بتنظيم داعش الإرهابي على مدينة مراوي، كبرى مدن جنوب الفلبين المسلم والذي يبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة غالبيتهم من الكاثوليك.
غير أن النصر الذي أشار إليه الوزير الفلبيني تحقق كما ذكرنا بعد أشهر طويلة من القتال، كما أنه جاء بعد دمار هائل في الممتلكات والبنية التحتية، وعدد معتبر من القتلى والجرحى في صفوف كلا الفريقين، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى جاهزية القوات الحكومية في حماية أمن البلاد والعباد من الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها دواعش الشرق الأوسط الساعين إلى بناء قواعد وملاذات آمنة لهم في الشرق الأقصى تحسبا لهزيمة ساحقة ماحقة قد تلحق بهم في العراق وسوريا.
من هنا قيل أن النصر الفلبيني المعلن إنما هو نصر بطعم الهزيمة! وبعبارة أخرى كيف لم يستطع جيش حكومي مدجج بأحدث الأسلحة الغربية، ومدرب تدريبا عاليا، وله خبرة طويلة في مقاتلة الميليشيات منذ ثمانينات القرن الماضي، بل ومسنود أولا من شعبه وثانيا من طيران القوات الامريكية الحليفة أن ينهي لصالحه سريعا عملية استيلاء نفر ضئيل من الارهابيين على دوائر الحكومة في مراوي في الثالث والعشرين من مايو الماضي، وظل يحارب طويلا إلى أن بلغت خسائر الجيش والشرطة 165 قتيلا مقابل 920 قتيلا في صفوف المتشددين و45 جريحا في صفوف المدنيين، دعك من نزوح 300 ألف نسمة وتحول مراوي إلى مدينة أشباح وأطلال، وهو ما يستدعي اليوم إنفاق مالايقل عن مليار دولار لإعادة تعميرها وتأهيلها.
إلى ما سبق، وبالرغم من تصريحات قائد الجيش الفلبيني الجنرال "إدواردو آنو" التي قال فيها أن قواته طهرت مراوي من جميع الإرهابيين بالكامل ولم تسمح بفرار أي منهم، ناهيك عما أعلن في السادس عشر من أكتوبر حول القضاء على هابيلون ورفيقه عمر الخيام مواتي، وعما أعلن في الرابع والعشرين منه حول مقتل الخليفة المفترض لهابيلون وهو الماليزي محمد بن أحمد (43 عاما)، فإن هناك مخاوف من وجود من يتعاطف معهم أو يتبنى أفكارهم الشيطانية، خصوصا إذا ما أخذنا في الإعتبار حقيقة أن المئات من سكان مراوي إنضموا إلى المجموعة الصغيرة من الارهابيين الذين نجحوا في الإستيلاء على مدينتهم في مايو المنصرم، وأعلنوها عاصمة لإمارة داعش في جنوب شرق آسيا. وبطبيعة الحال فإن مثل هذه المخاوف مردها إمكانية تكرر ما شهدته مراوي أو حدوث السيناريو نفسه في مدن أخرى من جنوب الفلبين المضطرب
وفي هذا السياق لا تكفي التطمينات والتبريكات وعبارات الدعم التي وردت على لسان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الاسبوع الماضي خلال زيارته الخاطفة إلى مانيلا. فالولايات المتحدة بجلال قدرها وعظمة قوتها الحربية الضاربة فشلت حتى الآن في القضاء قضاء مبرما على دواعش سوريا والعراق.
وطالما أتينا في مقالنا هذا على ذكر من تسبب في معاناة سكان مراوي لأشهر طويلة وهو الإرهابي هابيلون الذي يحمل العديد من الأسماء الحركية (مثل أبو عبدالله الفلبيني، ابو مصعب، صلاح الدين) فمن المناسب إعطاء لمحة عنه.
ولد إيسنيلون توتوني هابيلون في مارس 1966 بمدينة لانتاوان التابعة لإقليم باسيلان. وطبقا للمعلومات المستقاة من شهاداته المدرسية فإن أمه هي "خديجة هابيلون" التي كانت مجرد ربة منزل، وأبوه هو هابيلون توتوني الذي كان إماما للقرية، وكان إلتحاقه بالدراسة في سن متأخرة هي العاشرة.  وطبقا لأحد الذين زاملوه في المدرسة فإنه لم يعرف عنه أي تميز أو تفوق في دراسته، وكان كثير الغياب وكثيرالتأخر في الحضور، لكن هذا لم يمنع اجتيازه لمراحل الدراسة المختلفة بنجاح. 
حينما شاع إسمه كمطلوب على القائمة الامريكية للإرهابيين كتبت صحف آسيوية عديدة، في معرض الحديث عن سيرته، أنه يحمل بكالوريوس الهندسة من جامعة الفلبين، غير أن الجامعة نشرت بيانا في أواخر مايو المنصرم قالت فيه أنه لم يثبت لديها أن طالبا باسم هابيلون قد التحق بها أوتخرج منها.
مغامراته القتالية بدأت عام 1985 عبر الالتحاق ب "جبهة تحرير مورو الوطنية" الانفصالية حيث اضطرته ظروف تلك المرحلة التنقل ما بين اقليمي سولو وباسيلان ضمن الجماعات المتمردة على الحكومة الفلبينية، كما تهيأ له وقتذاك تعلم العربية والعلوم الشرعية، الأمر الذي جعله قريبا من أحد قادة المتمردين (براهاما سالي) وناطقا باسمه في عام 1992. وفي اعقاب مقتل الأخير عام 1994 وتزايد الضغوط العسكرية على جبهة مورو انضم إلى "عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني" مؤسس جماعة أبوسياف الذي غدا معلمه وموجهه الديني. وهكذا راح يصعد ضمن ميليشيات أبو سياف حتى صار قائدا لإحدى فرقه الاجرامية. والجدير بالذكر أن مانيلا كانت في عام 2002 قاب قوسين أو أدنى من اعتقاله في مدينة زيمبوانغوا، لكنه تمكن من الفرار في آخر لحظة. أما في عام 2008 فقد أصيب في يده، كما أصيب معه إبنه "طبري" بجراح خطيرة خلال عملية عسكرية للجيش بجزيرة خولو، علما بأن إبنه الآخر "عبيدة" قتل في عام 2016 على يد الجيش. وتعرض هابيلون مرة أخرى لجراح خطيرة في رأسه خلال عملية نفذها الجيش عام 2013 في باسيلان وكاد أن يقع في المصيدة لولا قيام رفاقة الاحياء بسحبه فورا إلى مكان آمن لمداواته.
د. عبدالله المدني
أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: أكتوبر 2017 
الايميل: Elmadani@batelco.com.bh

عبارة الهامش:
الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى جاهزية القوات الحكومية في حماية أمن البلاد والعباد من الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها دواعش الشرق الأوسط .