ماذا بعد هذه الأنتصارات التى حققتها كل من دمشق وبغداد على الأرهاب الذى صنعته كل من واشنطن والكيان الصهيونى وراعته كل من أنقرة والرياض والدوحة ؟
غضبت الأدارات الأمريكية المتعددة بعد الهزيمة المنكرة فى كل من العراق 2003 ولبنان 2006 الأمر الذى دعاهم لصناعة جماعات ارهابية من المسلمين الأرهابين المتشددين من 84 دولة حول العالم لأقامة دولة الخلافة الأسلامية كما زعموا على أن يكون مقرها على حدود بغداد ودمشق بعد تفتيت سوريا والعراق وتقسيمهما واسقاط النظام بهما ، لكن بفضل القوات المسلحة وجنود الأمن الوطنى والتحام الشعب معهما ومحور المقاومة الذى تمثل فى حزب الله والحشد الشعبى لكل من البلدين على مدى ست سنوات عجاف راح ضحيتها مئات الآلاف من الجيشين والمقاومة واستشهاد الألاف من الصبيان والنساء والشيوخ ، وهدم عشرات الألاف من المساكن والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات وتحطيم الآثار وحرق التراث وتفريغ البلاد من قاطنيها بالنزوح خارج وداخل البلاد والأستيلاء على مصادر الطاقة وبيعها لتركيا والكيان الصهيونى بأبخس الأثمان . بعد كل هذا كانت قوة الأرادة عند جيوش وشعوب تلك البلاد لكى تحقق النصر على مئات الألاف من الأرهابين الذين وطئوا أرض سوريا والعراق ، انتصرت بغداد ودمشق على الصهيوأمريكية وعلى الدول المستعربة التى أنفقت الترليونات على هذه الحرب القذرة ، وأصبح كل من ترامب ونيتنياهو يضربان رأسيهما فى الحائط بقوة ليوجدان وسائل أخرى تمكنهم من البقاء بالمنطقة والعبث بمقدراتها وتعويض حجم الخسارة التى منتهم بها موسكو وطهران ودمشق وبغداد ومحور المقاومة الذى كان له الفضل فى تحجيم أطماع واشنطن والكيان الصهيونى باقامة قواعد أمريكية فى كل من سوريا والعراق .
اذن ماذا كان المخطط الجديد ؟ بسرعة فائقة كانت الخطة ب البديلة للقيام بتنفيذها فى حالة فشل الخطة ألف ، اقامة دولة كردية فى كودستان شمال العراق ، وذلك باعلان مسعود البرازانى اليهودى الجنسية الأستفتاء المزعوم للأنفصال عن الدولة المركزية ، ويقابلها فى نفس الوقت أقامة دولة كردية فى شمال سوريا ، وهذا ما أدى بواشنطون أمداد كل من كرد سوريا والعراق بالسلاح والعتاد حتى اللحظة الأخيرة قبل اعلان الدولتين بالأنتصار على داعش وكل الجماعات التكفيرية ، لشغل الحكومتين بحروب طائفية ومذهبية تطالب بالأنفصال ويتم التقسيم الذى طالما حلمت به الصهيوأمريكية كما حدث فى السودان ويحدث الآن فى ليبيا واليمن المحطم والمنهار والمقهور شعبه ، الا أن هذا أيضا لم يتحقق لواشنطن ، فقد أسرع رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بافشال هذا الأستفتاء بعد أن قالت كلمتها المحكمة الدستورية العليا واجتماع مجلس النواب الذى منح رئيس الوزراء كل الصلاحيات بالوقوف ضد هذا البرازانى ، وأجاز له أعتتقاله ومحاكمته بتهمة الخيانة بالتعامل مع الأعداء ورفع علم الكيان الصهيونى جانب علم كوردستان عند مطالبة الكرد بالأنفصال وبتهمة تجاهله لبنود الدستور وذلك بقيامه بعمل فردى دون الرجوع للحكومة المركزية ، وتهمة ثالثة وهى الأستيلاء على مدن مثل كركوك ونينوة والموصل عند انشغال الدولة بالحرب على داعش ورفع علم الأقليم على هذه المدن ، وتنكيس علم الدولة ، واعلان ضمها الى كوردستان لتحقيق حلم البرازانى هو وعائلته ، رغم أنه حاكم بلا شرعية منذ عامين ، وهى التهمة الرابعة الموجهة اليه .
العبادى قطع على البرازانى الماء والهواء عندما قام بغلق الحدود وبوقف الخطوط الجوية داخليا وخارجيا ، وكذلك دول الجوار أنقرة وطهران اللتان أعلنتا غلق حدودهما وجميع المعابر مع الأقليم برا وجوا وغلق خطوط البترول ، كل هذه الأجراءات السريعة أدت الى تراجع قادة الأقليم وطلب الحوار ، الا أن البرازانى مازال يعيش الحلم وهدد بالأستمرار فى عمل انتخابات برلمانية ورئاسية وسيحتفظ بكل المكاسب التى اكتسبها فى 2016 وذلك يؤدى الى نشوب حرب طائفية داخل الأقليم حيث أن هناك قوميات متعددة من تركمان ويزدين وعرب وشيعة وسنة لايريدون الأنفصال .
منيت كل من واشنطون والكيان الصهيونى والدول المستعربة للمرة الثالثة فى ترسيخ خريطة الشرق الأوسط الجديد وتمكين حليفتها من اقامة الدولة اليهودية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق