مر البعض من أبناء كنيستنا القبطية فى الفترة الأخيرة ببعض العثرات، خاصة شباب المهجر، والتى تسببت فيها أفعال بعض أساقفتها وكهنتها، الذين يفرضون سيطرتهم على مجالس شمامسة الكنيسة، وبالتحديد عند سيامة كاهن جديد لكنائسهم، إضافة إلى تدخلهم فيما لا يعنيهم فى اختصاصات لجان كنائسهم المالية والإدارية، والتى لا يقبل بها شعب الكنيسة خاصة أبناء الجيل الثانى والثالث، إذا قمت بكتابة مقالين منفصلين عن لائحة كل من اختيار الكاهن فى شهر فبراير ٢٠١٣ ومجلس الشمامسة فى مايو من نفس العام، وقد قام المجمع المقدس بإصدار لوائح جديدة خلال النصف الثانى للعام نفسه، ولكن ليس كل أساقفة الإيبارشيات ملتزمون بما جاء فى اللوائح؛ إذ نجد بعضهم يتغاضى عن تطبيق لائحة اختيار الكهنة فى سيامتهم، ويتحايل على اللائحة من خلال المادة المطاطية الخاصة بالكاهن العام، ويرسمون الكهنة عمومًا، ثم يثبتونها على كنائس فيما بعد، مما قد يعرضها إلى مشكلات مستقبلية كما هو الحال عند اختيار لجان الكنائس.
وبعد اعتلاء البابا تواضروس الثانى قيادة الكنيسة بعد الانتخابات وإجراء القرعة الهيكلية، ظهرت العديد من المشكلات التى تتعلق ببعض أساقفتنا وبالأكثر فى المهجر، وكما يقال إن الأسقف متزوج من الإيبارشية فلا أحد يستطيع زعزعته من على كرسيه، وكأن الإيبارشية أصبحت حكرًا عليه يفعل بها كما يشاء منذ عشرات السنين، والتى قد تخالف بعض عادات وتقاليد وأيضًا قوانين الدول الغريبة، ما قد يؤدى إلى تغيير نظرة كل من كهنة وشباب الجيل الثانى والثالث إلى أساقفة المهجر، وبالتالى ستؤثر فى علاقة كل منهما بالآخر، كما أن معظم أساقفة المهجر ذوي العادات والتقاليد المصرية غير قادرين على التفاعل والاندماج مع شباب المهجر الذى تربى على الحرية والديمقراطية فى إبداء الرأى، إضافة إلى تدخلهم فى الشئون السياسية، ومحاولاتهم تمثيل الأقباط فى المحافل المحلية، كما هو حال الأساقفة فى مصر على عكس باقى الكنائس الغربية.
ألم يحن الوقت كى تقوم الكنيسة ومجمعها المقدس بصياغة لائحة جديدة لاختيار الأساقفة بدلًا من طريقة ترشيح الرهبان من قبل بعض الأساقفة لرسامتهم لإحدى الإيبارشيات وتجليسهم عليها دون موافقة شعبها، بحسب ما قاله البابا شنودة الثالث، من حق الشعب أن يختار راعيه لتفادى أى مشاكل مستقبلية، ولماذا لم ينطبق مبدأ اختيار أساقفة الأديرة على الإيبارشيات؟ أى بالانتخابات كما حدث مؤخرًا لاختيار أسقف لدير المحرق، وسيتم اختيار واحد من ثلاثة رهبان، فيما لن يتم ترشيح أو اختيار أى من الإيبارشيات المتاحة، كما هو الحال لإيبارشية إيطاليا، خلفًا للأنبا كيرلس المتنيح، نعلم جيدًا أنه موضوع شاق وصعب، ولكن لا بد من التفكير فى المواد الخاصة باختيار أساقفة إيبارشيات المهجر، يشارك فى وضعها كهنة وشعب الإيبارشيات، على أن يكون قد خدم بها أكثر من ٥ سنوات، ملمًا بقوانين ودساتير البلاد التى سيخدم بها، إلا إذا عادت مرة أخرى إلى البطرياركية، تحت قيادة بابا الكنيسة، ويعمل على إيفاد أسقف عام لإدارتها، علمًا بأن هناك بعض أساقفة المهجر مشهود لهم بأعمالهم وخبراتهم، محبيبن لشعوبهم ومقربين إليهم، وبالأخص الذين تربوا وتعلموا ونالوا شهاداتهم من الدولة التى يخدمون، وعملوا بها فى مجالات عدة قبل أن يسلكوا طريق الرهبنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق