تجرى الاستعدادات داخل مقر البطريركية المرقسية بالعباسية على قدم وساق بهدف الانتهاء من عمليات التطوير والتجديد للكاتدرائية فى العام القادم بالتزامن مع احتفالها باليوبيل الذهبى لكل من افتتاحها ووصول رفات القديس مار مرقس كارول الديار المصرية قادمًا من روما فى عهد المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس بحضور الألف من شعب الكنيسة يتقدمهم الإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور الحبشة (إثيوبيا)، وأيضًا احتفالات عيد شفيع الكنيسة القبطية مار مرقس بمرور ١٩٥٠ عام على استشهاده وأخيرًا اليوبيل الذهبى ببدء الخدمة الكنسية بالقارة الأسترالية عام ١٩٦٨ والتى سُيّم فيها المتنيح القمص مينا نعمة الله كاول كاهن قبطى لهذه القارة بيد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس.
أود أن أهنئ شعبنا القبطى تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر بهذه المناسبة والتى ستتذكر فيها كنائسنا المنتشرة بدول المسكونة جميع القديسين والشهداء الذين نالوا أكاليل الشهادة فداء عن مسيحنا على مر العصور خاصة عصرنا الحالى الذى شاهدنا وما زلنا نشاهد فيه الشهداء وهم يقدمون أنفسهم للشهادة بعد أن كنا نسمع عنهم فقط كذلك نتذكر باباوات الكنيسة الراحلين الذين كان آخرهم البابا شنودة الثالث.
ولا يفوتنى أيضًا الخدام والعلمانيين الذين قدموا الكثير من أوقاتهم وعشورهم فى سبيل تقديم الدعم الكامل لانتشار الكرازة المرقسية عالميًا.
لقد قصدت الحديث مبكرًا عن هذا الحدث القبطى الكبير، كى ما أذكر فيه قيادات الكنيسة أن هناك العديد من أبنائها على مر العصور نالوا ألقاب قديسين وحفرت أسماؤهم بحروف من ذهب فى السنكسار وأطلقت أسماؤهم على العديد من الكنائس.
وفى عصرنا هذا قد كرم العديد من أبناء الكنيسة بواسطة العديد من الدول والمؤسسات المحلية والدولية، نالوا خلالها العديد من الأوسمة والألقاب، كذلك الجوائز التقديرية والتشجيعية لإنجازاتهم العلمية والوطنية والتعليم الكنسى وأيضًا نشاطهم فى مجالات الخدمات الاجتماعية وحقوق الإنسان والذين يستحقوق أيضًا التكريم من جانب كنيستهم الأم فى هذه المناسبة بتقديم بعض الجوائز منها على سبيل المثال القلادة المرقسية (وسام القديس مار مرقس) فى العام المرقسى كما أطلق عليه شخصيًا والذى يأتى كل خمسين عامًا من استشهاد القديس مار مرقس.
على أن تقوم الكنيسة بتصميم القلادة وتحديد الشخصيات الدينية والعلمانية التى تستحق التكريم ومنهم على سبيل المثال من العلمانيين السير الدكتور مجدى يعقوب، ومن آبائنا الأساقفة الأجلاء أبناء كنيسة السيدة العذراء ومار مينا بسيدنهام فى مدينة سيدنى الأسترالية الأنبا أنجيلوس أسقف عام الكنيسة القبطية فى ستيفينيدج، بريطانيا والمملكة المتحدة والأنبا سوريال أسقف ملبورن وتوابعها.
هذا بالإضافة إلى جوائز تقديرية على هيئة أكاليل استشهاد إلى أسر الشهداء الذين صعدت أرواحهم إلى السماء فرحين بنوال هذه الأكاليل على اسم رب المجد يسوع المسيح فى عمليات القتل والتفجير على أيادى أولاد إبليس، كذلك أكاليل الاعتراف للذين أصيبوا خلالها والذين عذبوا وتعرضوا إلى اضطهاد أدت إلى إصابات خطيرة خلفت عنها عاهات مستديمة وأمراض نفسية كبيرة دون حصولهم على حقوقهم المدنية خلاف من تعرض للظلم نتيجة تلفيق تهم إليهم أدت إلى سجنهم ظلمًا أو تهجيرهم قسريًا.
إنها الأمومة الحقيقة والحكمة كى ما تنظر كنائسنا القبطية فى كافة إيبارشياتها بأن تقوم بتكريم من يستحقون التكريم فى عيد استشهاد شفيعها وأيضًا من الطوائف الأخرى بالخارج الذين كان لهم دور عظيم لخدمة الكنيسة القبطية على غرار تكريم نيافة الأنبا سوريال من جانب الجامعة الكاثوليكية الأسترالية أمثال الكاردينال كريستوف شونبرن رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالنمسا الذى تربطه علاقات محبة بكنيستنا القبطية، وقام بإهدائها كنيسة العذراء المتنصرة وتسلمها قداسة البابا تواضروس الثانى فى مايو الماضى فى احتفال كبير أثناء زيارته لها وأيضًا لدور الكاردينال الرائد فى الوقوف بجوار أبناء الجالية القبطية، كذلك القس فريد نايل رئيس الحزب المسيحى الديمقراطى بأستراليا لمشاركته الجالية القبطية الأسترالية فى أفراحها وأحزانها والوقوف بجوارها لحظات محنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق