الذكري الثالثة والخمسون لانطلاقة حركة فتح حركة الشعب الفلسطيني/ سري القدوة

فتح تنهض من جديد 
وهذا هو جيل الانتصار ...

الانطلاقة فجر الثورة والكفاح والأصالة الفلسطينية التي عمدت بدماء الشهداء والجرحى وسجلت تاريخ امتد لأجيال فمن الشهيد احمد موسي سلامة الي الشهيد الرئيس ياسر عرفات تاريخ وثورة وكفاح وحكاية شعب فلسطين الذي قدم خيره رجاله من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير ..

انها حكاية الانطلاقة وقصة ( عيلبون ) التاريخ والحضارة وفجر المقاومة الفلسطينية الباسلة وتلك الايادي التي صنعت تاريخ المجد لشعب ابو جهاد الوزير وسعد صايل وابو اياد صلاح خلف وكمال عدوان وكمال ناصر ومنذر ابو غزالة وباجس ابو عطوان ودلال المغربي وعبد الفتاح حمود وابو علي إياد وابو صبري صيدم وماجد ابو شرار وهايل عبد الحميد ورمز الشهداء الرئيس ياسر عرفات قائمة طويلة من الشهداء الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين ورووا الارض الطاهرة بدمائهم الزكية وكتبوا قصص الكفاح علي شمس الحرية والاستقلال وتقرير المصير .

انها فتح التي تنطلق من قلب الجرح .. انها فتح ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح ، ولأنها حركة التاريخ والمستقبل، حركة الإقدام والحرص الوطني، ولأن فتح حركة الإبداع والمسؤولية حركة النظرة الصائبة والرؤية الثاقبة والتاريخ النضالي المشرف حيث شكلت مسيرتها طريق صعب وطويل عمد بدماء الشهداء وشيد بقوة الموقف وإيمان الجرحى والأسرى والمناضلين بالحق الفلسطيني حيث استمرت الثورة وكرست الانطلاقة تاريخا وحضارة لشعب فلسطين ، وان هذا التراكم النضالي والانجازات العسكرية والسياسية للثورة الفلسطينية المعاصرة مكنها من شق طريق الحرية والطرح الوطني الهادف والشعار الواقعي معتمدة علي الوحدة الوطنية اساسا في النضال والكفاح والشراكة طريقا لممارسة الثورة وعملت علي ( استقلال القرار الوطني الفلسطيني ) وحافظت علي وحدة الموقف ووضعت الاستقلالية عنوانا لا يقبل الهيمنة ولا الاحتواء ولا التبعية .. وعملت بحيادية مطلقة وكانت بوصلة فلسطين هي القدس العاصمة للدولة ..

 هذه هي فتح التي تنتصر اليوم حيث نكتب عن قصة كفاحها ورمزها الياسر ابو عمار ورحلتها الكفاحية وثورتها التي لا تعرف الهزيمة ..

 استمرت الثورة من نصر الي نصر لتحقق الانتصار التاريخي ولتكتمل تجربة الدولة الفلسطينية في انجاز وطني مهم علي طريق معركة التحرير وبناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية الحلم والتاريخ لشعب يمتلك قوة الحضارة والأصالة من اجل فلسطين الدولة علما وهوية وعنوان ..

فتح الثورة هي ( حكاية الفلسطيني والذاكرة الحية للأجيال ) وكتاب النضال الفلسطيني الذي يحفظه الاجيال .. جيلا وراء جيل .. ولا نستغرب أن طالب الصف الاول في المدرسة الفلسطينية اول ما يكتب قصة فلسطين .. يكتب قصة عيلبون قصة الانطلاقة العظيمة التي عمدت بدماء الشهداء .. يكتبها بشكل لا ارادي ويكتب عن تلك البطولة التي يحفظها الشعب الفلسطيني .. يكتب عن الشهيد احمد موسي سلامة شهيد الفتح الاول ويكتب عن هذا العطاء وهذا التنظيم وعن ابناء العاصفة وشعار الانطلاقة .. 

انها فلسطين التاريخ الذي يتوارثه شعبنا جيلا وراء جيل .. ما اروعك فلسطين وأنت تقدمي الشهداء جيلا وراء جيل .. ما اروعك فلسطين في يوم انطلاقة الفتح .. وأنت ترتسمي علي شفاه اطفال لم يروك بعد .. ولكنهم عشقوا شمسك .. ويستعدون للرحيل الي ارضك .. ما اروعك ايها الفلسطيني وانت تمضي نحو الارض الطيبة .. في مسيرة العودة والتحرير والبناء ..

فلسطين التاريخ والحضارة تتشكل فينا .. وتكبر حلما ويحمل الجيل القادم امانه العودة .. فلسطين الارض التي احببناها وعشقناها .. اليك الرحيل واليك العودة اليك ماضون ولا حياة بدونك .. وطنا وثورة وعشقا وحياة ..

ما أروع ان نكتب اسماء الشهداء وان نكون شهداء من اجل فلسطين .. نستشهد علي ارضها .. ندفن في ترابها .. تمتزج الروح مع الارض الطيبة .. لنكون شهداء من اجل اروع ما نحب .. شهداء دوما مع وقف التنفيذ .. الشهداء الاحياء منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ..

فتح في ذكراها الذكري الثالثة والخمسين  ستبقى نبراساً للأجيال .. وستبقى حامية الدولة .. فتح الخيار الأول وستكون قبلة لكل فلسطيني يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من أجلها، وستبقي فتح خالدة عبر التاريخ لن تنال منها مؤامرات الاعداء مهما اشتدت شراسة المؤامرة .. ولا يمكن لأحد أن ينال من إرادة الفتح صانعة الرجال، إرادة هذا الشعب العظيم .. شعب الشهداء .. الشعب الحر .. شعب فلسطين الذي تعلم كيف ينهض من بين الرماد وكيف يكون شديداً في وقت الشدة .. وعظيماً في وقت العظمة .. وقوياً في وقت القوة .. هكذا هي فلسطين صانعة الأجيال .. وهكذا نستمر بروح التحدي والإيمان .. نستمر على درب العطاء والحرية والاستقلال من أجل نصرة شعبنا وحمايته وحريته واستقلاله ..

إنها إرادة شعب يؤمن بالحرية ويستعد للتضحية ويقدم كل ما يملك من أجل تحقيق الأهداف التي وضعها ويؤمن بها ... 

إنها انطلاقة متجددة بالدماء والثورة والتمكين والانتفاضة ضد المحتل الغاصب ... 

انطلاقة مع عطاء هذا الشعب العظيم ... 

شعب ابراهيم ابو ثريا وعهد التميمي  وفوزي الجنيدي ... 

هؤلاء الذين رسموا الصورة ... صورة مكتملة لاحتلال الغاصب لأرضنا والسارق لحلمنا الذي لم ولن يكتمل إلا بتحرير القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة .. 

لكم في انطلاقة الفتح كل التحية والتقدير ..
ومعا وسويا علي درب الشهداء سنبقى علي العهد ماضون ... 
كل التحية لأبناء حركة فتح وقيادتها الذين كانوا في الميدان ... 
وعهدنا معهم الاستمرار بالثورة حتى النصر
حان الوقت لشعبنا ان يقول كلمته وان يرتفع صوته عاليا في عنان السماء ..
نعم قد نموت ولكننا سنقتلع الموت من أرضنا ...
عندما تنتصر إرادة الشعوب ...
عاشت فتح .. عاشت الذكري
شدو الهمة وخليها قوية .... فتحاوية فتحاوية ...

المجد للشهداء .. والنصر لدولتنا الفلسطينية
عاشت الذكري الثالثة والخمسون  لانطلاقة الثورة الفلسطينية ..

ومن نصر ألي نصر وأنها لثورة حتى النصر .

للأرضِ أغنّي.../ صالح أحمد

كيف حدثَ أن قتلني الشّوقُ على أعتابك... وما عدتُ هناك؟!!
لا بدّ من شمّك ليتاكد قلبي أنه فيك؛ وانّك فيه...
لن أطمع بمائدة من ترابك وأنفاسك، حتى أصل ذلك المرفأ...
أو أسمع ذلك الصّهيل المشرق من عينيك...
أيتها البعيدة كصوتي... القريبة كاسمك... الأثيرة كقدس ترابك...!!
حين يتسنّى لي أن أتنزّهَ خارج حلمي... لا أرى – إن قدّرَ لي أن أرى-
سوى وجهك الباسم تحت الرّماد..
من يملِكُ... وأخرجَ من جسدي لحظة لأعيشك!
لم أكن فيك حين مارست أزهارك طقس الذّبول...
كنت في دوامة هروبي حين مارست أفولها فيّ السّعادة..
وذهبت عيون الماء تمارس عطشها بعيدا عن مرمى سيولي المتخمة بملوحة الكلمات..
فينا تمارس السّاعات شرودها!
أم فيها نعيش اغترابنا عن أحوالنا؟!...
وهي تمارس صيرورتها أبراجا من صدى ماضٍ سكنّاهُ ولم يعد يشبهنا!
إلامَ تسعى الفراشاتُ كلّ ذهولٍ؟
والطقسُ يأوي إلى صوتِ انطلاقِ الرّيحِ،
يسكن غضبة الأمواج، يرحل مع تكسّرها إلى رمالٍ بعيدة..
كيف حدث أن سكنني الأمل وقلبي لغزٌ...
ودفقي متاهة من ضباب...
وغضبي إكليل شوكٍ ما غادر المنحدر؟!!
كيف حدث أن هطل المطر بعيدا عن أمنيات التراب؟!
بعيدا عن مواسمِ خُطانا على أرصفة المرافئ؛
تزرع الابتسامَ فوق رؤوس لا ترى سوى انعكاسها في ماءٍ؛
 ما حفظ يومًا بصماتها فوق فقاعاته...
كيف حدث أن انتظر التّراب وجوهنا، ودليلنا على وجودنا...
 وقد عشنا زمنًا نقصد الأماكن العالية، لنقترب من خبايا نفوسنا؛
وقد عوّدتنا ممارسة الطّقوس الكرنفالية في استقبال هبوطنا..
عد بالحبّ أيها اللّيلك!
فالأمواج عاكفة منذ زمن على تقشير جلدها من أثر بصماتنا الطائشة...
والليل يغرق في كثافة حلمنا..
الشّمس تجتاح مدن العطش الغافية خلف ضجيج أمعائها...
والرّؤوس تهامس الحصى عن سرّ اشتِهاء الرّمل لأوهامها...
الشمس لا تقرب المدن التي لا يسكنها الضجيج...
ويعشق أهلها خبز الوداع..
كطائرة ورقية تتمايل شمسنا،
ونهاراتنا تتكئ على هياكل القلوب المعمّدَةِ بالتّراب،
الهاربة من أنفاس التّعب..
في هذا الغيهب ما يتّسع لهشيمي متأبطًا شبحَ النّجاة...
ينصهرُ اللّيلُ في ومضات خوفي...
أرقب نفسي...
الذّكريات بعيدة بعيدة...
أبعد من بصمات الحنّاء على كف الرّحيل...
كيف حدث أن أصبح ظِلّي طحلبًا يلتصق بي؛
وما عاد بي من تراب؟
والسّقفُ يسكُنُ وَعيي قَمَرُهُ المَشطور..
بين شطريه تعدو خيول أمنيتي إلى حتفها...
وحول سكونها عمري يدور؛ يتشبّث بظلّي...
آخر ما تبقى مني ملازمًا لطقس التّراب...
متعثّرًا بين الشّفاه التي تعشق صمتها في هجعة الآمال...
 تنشد لحن المدى ينهار في حزن الحقول..
والطّبيعة تتخضّب بدماء قرابينها الآدميَّة..
ليس سرًا أنّ ظلّي بات مغروسًا كنصل في خاصرةٍ فارقت خارطة الموت ورعشة الميلاد...
حتى في بطن الحوت..
كان للأمطار رائحةً تزكم أنف الحياة الغريبة عن خيمتي...
والبحر ينتصِبُ بيني وبين موتي..
كل الأماكن يقتلها عسر التّنفّس حين يسكن موسمَ الفرحِ الفراغُ..
 ويصبح الفردوسُ إنسانَ الجروح..
في مدائن المطر الذي لا يخوننا...
هل نعثر على أمنياتنا تغفو على فراشٍ من أحزاننا؟
وحين نحرّك أصابعنا؛ هل تستغدو الأرضُ مرقصًا لهالات الوهم،
 أم مهجعًا لحفاة الرّوح...
أم مذبحًا لمَسيرٍ لوّثناه بكل ما ادّخرنا من ذنوبٍ وخطايا...؟
:::::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::::::

شمس القصيدة/ شاكر فريد حسن

( مهداة للشاعرة ب. نداء خوري )


نداء

يا شاعرة البوح

القادمة من ربى الجليل

ويا وردة حبق نبتت في

روضة الشعر الجميل

تمايلي

واكتبي الحروف

سكرى

واحكي حكايا الوطن

وعن فؤاد خافق

حتى يصل صداها

سماء الخليل

من فسوطة نهضت

وقدمت

واشرقت بوجهك الساطع

المنير

يا أميرة الخلق

وسيدة الحسن

والجمال

كشمس الأصيل

أكتبي قصيدك

حتى ننتشي طربًا

كعاشق ملأ قلبه

الحب

فضل السبيل

ودغدغي المشاعر بعبق

قوافيك

يا ملكة الحرف الأنيق

من الفرات وبردى تنهلين

بوحك لنرتوي

فترقص البلاغة

 جذلى

كعروس في يوم عرسها

بانتظار السهد الطويل

فالكل يشهد لك بالأصالة

يا ملهمة شعراء هذا

الجيل

فآتينا بالخيول

لنمتطيها كفارس

وجواد أصيل

ولك مني تحية في

ليلة الميلاد

الجديد




الحصاد/ وفاءالقناوى

 ..... ينتظر الجميع هذا اليوم لتلقى التهانى وتمنى الأمنيات  , هو اليوم الذى يمضى  وأول يوم فى العام الجديد  , هذا اليوم بالنسبة للناس البسيطه  هو يوم عادى مثل باقى الأيام, منا من ينظر له نظرة مختلفة و من يعد الساعات ليتخلص من كابوس جاثم على أنفاسه ١٢ شهرا ومنا من ينتظر فرحة من القلب ,ومنا من ينتظر تغيير جذرى سيقوم به فى حياته, ومنا من قبع فى السرير تحت الغطاء مثل بقية أيامه ،أيام تمر وترحل وشهور تهل و تختفى والحياة تستمر بكل مافيها حلو ومر ونحن كما نحن لا نتغير ولا تغيرنا الأيام ولكن تغيرنا المواقف والأشخاص ,كل منا يحمل أمانيه بين جوانح قلبه وبين حناياه يذرف دمعه فى لحظة رجاء لله ان يغير الأحوال الي الأفضل، كل منا بداخله لحظة ندم على شئ رحل دون ان يرضى عنه  أو شعر أنه أغضب الله سبحانه ,كل منا يعد كشف حساب ويبدأ لحظة جرد سنوية ويعدد الخسائر والمكاسب وأهم الخسائر بطبيعة الحال هو العمر الذى نخسره يوما بعد يوم ويرحل ولا يعود, منا من يحتفل بهذا الرحيل دون أن يدرى أَنه يقترب خطوات من قبره ليدفن وحيداَ دون أنيس ولا حتى زائر فقد أصبحت مواقع التواصل مكان لكل شئ حتى تعزية النفس وتذكر الراحلين ، منا من رحل رحيل إرادى خضع لمطالب الحياة وأولوياتها  ومنا من رحل رحيل أبدى  تاركا الدنيا وما فيها ,الكل ترك ذكريات قد تكون ورود وقد تكون أشواك محفورة فى القلوب ، ومنها الندوب التى لن تلتئم ومنها لحظات سعادة لم تدوم, كل منا ينظر إلى نفسه منا من تعلو الدهشة وجهه و يستغربها ويشعر بغربة بينه وبينها ,أو يبكى عليها لأنه لم يجدها ،يتمنى هذا اليوم أن يدرك ما ضاع وتاه منه ينظر إلى يداه  ليرى ماهو ممسك به وماهو إنساب من بين أصابعه وهل كان العيب فى يديه أم أن الآخرون لم يتشبثوا بيديه جيدا ، مجرد صفحات فى كتاب حياتنا عرفنا مافيه من صفحات قلبناها أما الصفحات المتبقيه فهى بيضاء لا نعرف مافيها, هناك ماكتبه الله لنا وهناك ماسنكتبه بأيدينا نتمنى من الله أن تكون خير وفرحة من القلب فالعمر لم يعد فيه إلا القليل ، يارب اجعل القادم أجمل وأفضل وارضنا بكل مافيه وارض عنا وأحسن خاتمتنا وكل عام وأنتم بخير. 

رباعيات يا ساكن القاع/ محمد محمد علي جنيدي


يا ساكن القاع حقيقة العبد في سيرته
يا ريت تحكيلنا عللي سمعته أو شفته
صحيح يا موت مفرقنا ولكن يوم
بيرجع قبر يجمعنا ما بين طنته
***
دواك يا ليل لقلبي في سهر روحي
سهرت كتير ما بين حيرتي وبين نوحي
لقيت أجمل ما في الدنيا دوا لقلبي
سؤالي لربي في صمتي وفي بوحي
*** 
على الطيب ياعيني عليه وسيره هداية من ربه
يخاف يحكي ويتكلم ونور الحق في قلبه 
كأنه غريب وطبعه غريب ومستني الخلاص منه
خلاص الروح دوا المظلوم وظالم راح يشيل ذنبه
(  – مصر ) 
m_mohamed_genedy@yahoo.com

هل ستعجل أزمة كوريا الشمالية برحيل تيلرسون؟/ د. عبدالله المدني

في علاقة سيد الأبيض مع وزير خارجيته لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدالأمريكية الحديث ذلك الغموض والتضارب والود المفقود الذي نراه اليوم متكررا بين الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تريلسون. ولئن عزا البعض ذلك إلى شخصية ترامب المتوترة ـــ وجزء من هذا مرتبط، بطبيعة الحال، بما يحيكه الديمقراطيون وشبكاتهم الإعلامية القوية من مؤامرات لازاحته أو إجباره على الاستقالة ـــ فإن تيلرسون ليس معفيا من المسؤولية تماما. فالأخير القادم من عوالم النفط (كان قبل تعيينه وزيرا للخارجية يشغل منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لشركة إكسون موبيل النفطية العملاقة) دون خبرة واسعة بأصول الدبلوماسية لم يترك فرصة دون إستفزاز رئيسه بمواقف يعرف مسبقا أنها لا تتوافق مع خطط ومزاج ترامب، ولاسيما في ما خص كيفية التعامل مع نظام بيونغيانغ الطائش وزعيمه الموتور "كيم جونغ أون". ويمكن القول أن رأس الدبلوماسية الامريكية ذهب بعيدا لجهة التعامل مع الملف الكوري الشمالي دون التنسيق مع رئيسه مستفيدا من خاصية في النظام الأمريكي هي أن وزير الخارجية مستقل في عمله عن رئيس البلاد، وليس ملزما برفع تقارير عن جهوده وعمله لسيد البيت الأبيض. والشواهد على صحة ما نقول أكثر من أن تحصى.

وإذا كان أول هذه الشواهد هو توبيخ ترامب في تغريدة له من أن جهود وزيره الدبلوماسية مع بيونغيانغ ليست سوى فخ ومضيعة للوقت، فإن آخر الشواهد هو قيام تيلرسون خلال إجتماع لمنتدى المجلس الأطلسي هذا الشهر بتقديم عرض مفاجيء لحكام كوريا الشمالية للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة حول ترسانتهم وبرامجهم النووية والباليستية المهددة للأمن والاستقرار في شمال شرق آسيا. وهذا العرض، كما هو معروف، رفضته بيونغيانغ بغرور مثلما رفضت عرضا مماثلا قدمه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية "جيفري فيلتمان" الأمريكي الجنسية، بحجة أن "الوقت الراهن ليس مناسبا لإجراء مباحثات".
وكما في المرة الأولى انبرى عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية لمقترح تيلرسون الجديد معربين على لسان ترامب ضيق الرئيس وحرجه وعدم إتفاقه مع رؤى وزيره، قائلين أنه لايمكن إجراء مفاوضات إلا بعد أن تحسـّن كوريا الشمالية سلوكها وإن "على بيونغيانغ أن تبدأ أولا بنزع السلاح قبل أي حديث معها". وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ما أعلنته السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض "سارة هوكابي ساندرز" نصا وهو "لم تتغير مواقف الرئيس بشأن كوريا الشمالية لانها تتصرف بطريقة عدوانية تجاه اليابان وكوريا الجنوبية والعالم بأسره بل تجاه الصين أيضا".

قلنا أن الغموض يكتنف علاقة ترامب بوزيره. فالبعض يقول إن الأول لم يعد يطيق الثاني منذ الأخبار التي ورد فيها أن تيلرسون وصف رئيسه في اجتماع مع مسؤولي البنتاغون بـ "الأحمق" بحسب شبكة سي بي سي الاخبارية، مضيفين أن ترامب عازم في يناير المقبل على اختيار بديل لوزير خارجيته ـــ المرشح الأبرز هو المدير الحالي للإستخبارات المركزية مايك بومبيو ـــ خصوصا بعدما نما إلى علم ترامب أن تيلرسون ينسق مع السيناتور الجمهوري بوب كوركر لتعزيز مكانته في مواجهة المتذمرين من سياساته ومواقفه. 
أما البعض القليل الآخر فله رأي مخالف مفاده أن علاقة ترامب - تيلرسون جيدة فيما يتعلق بالملفات السياسية، خصوصا مع نفي تيلرسون المتكرر للأنباء التي تتحدث عن قرب رحيله. ويذهب هؤلاء، من أمثال المتحدثة بإسم الخارجية "هيذر نويت"، إلى حد القول أن تيلرسون هو خيار ترامب الأفضل لإدارة الخارجية لأنه مفيد لجهة جعل العالم تائها حيال الخطط الامريكية، وأن السحابة التي تخيم على علاقاتهما من وقت إلى آخر تتعلق تحديدا بأشياء شخصية ليس إلا. 
وهناك فريق ثالث يرى أن هكذا علاقة بين الرئيس ووزيره تنم عن فقدان الثقة، وترسل رسالة سلبية للقوى العالمية المنافسة مثل الصين وروسيا الإتحادية مفادها أن واشنطون مترددة وليس لها خطاب سياسي موحد تجاه ملفات عدة مثل كوريا الشمالية وإتفاق باريس المناخي ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والموقف من النظام الإيراني. وكلها ملفات لوحظ فيها تباينا بين ترامب ووزير خارجيته. ويرى هذا الفريق أيضا أن المسؤولين الأجانب باتوا يتساءلون علنا إنْ كانت مواقف تيلرسون تعبر عن سياسات الإدارة الترامبية أم أنها مواقف خاصة بالوزير كي يبنوا ردودهم عليها. ويمكن القول أن أكثر العواصم التي تقلقها هذه التباينات بين مواقف الرئيس ووزيره هي طوكيو وسيئول المعنيتان أكثر من أي جهة أخرى بإستفزازات كوريا الشمالية لهما وللمجتمع الدولي. ومن هنا فإن رحيل تيلرسون، سواء جاء على وقع الأزمة الكورية أو أزمة أخرى، سوف يكون خبرا مفرحا للعاصمتين، خصوصا إذا ما حلت مكانه شخصية واضحة وحاسمة مثل مايك بوميبو الذي لا يختلف خطابه عن ترامب.
د. عبدالله المدني
* أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي ــ البحرين
تاريخ المادة: ديسمبر 2017 
البريد الإلكتروني: Elmadani@gmail.com

كـأسُ الشمعة/ د عدنان الظاهر


1ـ النورُ هناكَ النارُ هُنا
ضوءٌ للشمعةِ في كأسي
جَسَدٌ يتحرّقُ مُتقِّدا
يسألُ ما جدوى
أنْ أشعلَ في رأسي أنخابا
أقوى من صوتِ النادلِ في الحانِ
يُطفئُ ناراً في نارِ
لكنْ هيهاتَ وهيهاتا
صحوُ الرأسِ كؤوسٌ تهوي قنديلاً قنديلا
والنشوةُ إزميلُ ولوعِ الأقمارِ خسوفا
تطلبُ طبّاً سريّا
كي تنجو من ضربةِ سِحرٍ تُخفيهِ عيناها
أغصانٌ فيها تتدلّى رُمّانا
تتعهدُ ألاّ تغلقَ في حانٍ بابا
ألاّ تُطفئَ في ليلٍ مصباحا
أنْ تجعلَ حُرّاسي أثوابا.
2ـ الكوكبُ مكّوكُ فضاءِ التشويشِ الكوني
حيثُ الصاعدُ نِدُّ النازلِ لا ضدُّ
الأبيضُ والأسودُ صنوانِ
لا أثرٌ للفوضى
جسدٌ يسلخُ من جِلْدٍ روحا
الروحُ رواحُ النُطفةِ عصفاً مأكولا
الفوضى .... من يدري ؟
أدري أينَ تشبّثَ أخمصُ أقدامي
في لوحِ زُجاجِ نبيذٍ كَنَسيٍّ قُدسي
لا قوّةَ للنادلِ والساقي
ساقيةُ الحانةِ أقوى
تتصلّبُ يوماً يوماً عودا
تمثالَ عقيقٍ ناريِّ التكوينِ
تمزجُ راحاً في راحِ سعيرِ الماسِ القاسي
تتبادلُ أقداحا
آهٍ لو غضّتْ طَرْفا
لو غطّتْ عيناً أبقتْ أُخرى
لو جبلتْ من شمعةِ ميلادي قَسّا !
3ـ آهٍ آآآآآآآآآآآآآآآآهِ
الحفلةُ يُلغيها
قبلَ نفاذِ الشمعةِ دوّارُ السُكرِ
مرَّ الميلادُ سريعا
حالَ وبدّلَ أُسّاً أسّا
عطّلَ أنفاسا
كسّرَ كأساً في كأسِ
حرّقَ أوراقَ طِلاءَ الظلِّ
أضحى شَبَحاً يتراءى خَطْفاً حرفا
سقَطتْ أوراقُ اللُعبةِ لم تبلغْ شأوا
من عالٍ سقطتْ رقماً رقما
" الجوكرُ " مغشوشٌ كذّابُ
مقلوبُ الصورةِ في دورةِ أقداحِ السُمّارِ
يتلبّسُ وجهاً مصبوغا
إبليسُ يُنافسُ شيطانا
مَلِكاً يتصابى عُريانا
يلعبُ لا يخسرُ شيئا.
4 ـ أطفأتُ الأنوارَ تِباعاً سبْعاً سَبْعا
غامتْ في عيني آفاقُ الدُنيا
مدّتْ في الظُلمةِ أشباحا
لا في الكوّةِ من نورٍ في الدُرِّ
لا خطفٌ يتلآلآُ إشراقا
 أملٌ لا يأتي إنْ طالَ ظلامٌ في المدِّ
وتفاقمَ حتى أعيى إفراطا
يا هذي أنتِ
ما جدوى اللوذِ بأذيالِ الصمتِ
صمتُكِ هذا يُشقيني حقّا.


سنة 2017 عواصف ومنعطفات في المنطقة العربية/ د زهير الخويلدي

" إننا نقصد بكلمة تاريخي ماهو مسجل في لحظة مستحدثة تماما لسيرورة تخضع هي الأخرى لقانون التكرار"[1]

لقد تميزت السنة الإدارية المنصرمة بالتراجع على جميع الأصعدة بالنسبة للشعوب والمجتمعات السائرة في طريق النمو وبتفاقم أضرار ومساوئ العولمة المتوحشة على الوضع البشري وعلى المحيط الطبيعي.

لقد أصبحت المنظومة العمومية في خطر أمام هجمة الخوصصة وتحرير المعاملات الاقتصادية وتراجع دور الدولة لتأمين حاجات الناس من تغذية وتعليم وصحة وتشغيل وتثقيف وترفيه وتدفئة وتنقل وخدمات.

لم يعد أمام الدول العربية من خيار آخر سوى لعب دورا ثانويا في المنطقة بعد هبوب العديد من الأعاصير والعواصف على الوجود الاجتماعي وتمزيق الإرهاب ما تبقى من وحدة الجسد العربي وعبث النزاعات الطائفية بالمقدرات الإستراتيجية للأمة وانهيار الكثير من المقومات الذاتية التي تم الإعداد لها للاستثبات.

لا خيار أمام الشعوب العربية سوى الصبر والانتظار في ظل تأخير معدلات التنمية وفشل الاقتصاديات المتبعة وسوء حوكمة الموارد البشرية والثروات المادية والإفراط في المديونية وتزايد مؤشرات التبعية.

لقد كان عام 2017 عاما للذكريات الثورية والاحتفالات بمرور قرن من تفجر الثورة البلشفية في روسيا وكان السنة التي صعد فيها ترامب إلى الحكم وأعلن من البيت الأبيض نيته نقل السفارة الأمريكية للقدس.

من جهة أخرى تزايد النفوذ الصيني على الاقتصاد العالمي وظهرت مجموعة البروكس بأكثر فاعلية وبدأ العالم يعيد تشكيل نفسه وفق قوى متعددة بعد قرب نهاية السيطرة الأمريكية من خلال نفوذ القطب الواحد.

لقد كان عام الأعاصير والحرائق والزلازل والحروب في العديد من مناطق العالم وكانت المنطقة العربية الأكثر تضررا بحكم امتداد خارطة الاشتباكات الأهلية لكي تشمل عدة مدن وقرى توجد في الدول المعنية.

لقد حصدت الحروب الداخلية بين الأشقاء المزيد من الأرواح وتم تدمير العمران و تبديد المدن والثروات ومثل التسلح كاهلا ثقيلا على ميزانيات تلك الدول التي تعاني من أزمات في الميزان التجاري والتضخم وضعف المقدرة الشرائية للمواطنين وضياع هيبة الدولة في ظل تنامي الفساد الإداري والتسرب المالي.

إخفاق جديد في زرع مسارات ديمقراطية وخنق التجارب القائمة عن طريق ضخ الأموال وشراء الذمم والالتفاف على النماذج الناجحة التي تظل بمثابة واحات معزولة وسط صحراء شاسعة من الاستبداد.

عام جديد يمضى ومازالت الأحوال الاجتماعية في العالم متدهورة ومعدلات الجريمة والانتحار والفقر والبطالة والهجرة السرية والأمراض النفسية في ارتفاع كبير والتي تقف معظم المؤسسات الدولية أمامها في حيرة من أمرها لنضوب الموارد واشتداد الأزمات وتزايد الحاجة وقلة الاعتمادات المالية المرصودة.

لقد ازدادت الطبقة العاملة تشتتا وغابت عنها قوة العمل وإمكانية التأثير في القرار السياسي وأصيبت النقابات بمرض البيروقراطية واقتربت البشرية في طور مابعد الصناعي من مرحلة العمل الافتراضي.

لقد فشلت الحداثة بالمعنى الإنساني الأصيل وتشكلت مكانها حداثة معولمة واستهلاكية مارست ضدها الأنظمة قرارات قروسطية عابثة بالقوانين والأعراف والتقاليد الدبلوماسية وعادت إلى العادات البالية.

لم تقم الثورة الفكرية المنتظرة وتأخرت تجربة الإصلاح الديني وانتشر في الفضاءات سلوك مائع وثقافة تافهة وفن الإثارة وإعلام الصدمة وتغلبت على الساحة العلمية تجارة المعرفة وسوق المقاولات وهيمنت نزعة إحيائية تعيد إنتاج بضاعة ماضوية تعادي قيم التنوير والتقدم وتعمل على خنق الحريات والحقوق.

لقد ظهرت بوادر جدية تشير إلى إمكانية حروب مستقبلية بين الدول والشعوب حول المياه والغذاء والطاقة وأن الأسلحة التقليدية لم تعد كافية للردع وتحقيق الغلبة ولذلك يفترض أن يتم اللجوء إلى أسلحة متطورة. زد على ذلك اقترنت احتجاجات الشارع بدخول الطلبة والعاطلين والعمال في اعتصامات وإضرابات وهو ما يشير الى تزايد الحراك الاحتجاجي في مختلف بلدان العالم وعجز الأنظمة على القمع وإيجاد الحلول.

غير أن السؤال الذي يعاد طرحه بقوة في نهاية كل سنة وبداية أخرى جديدة هو: إلى أين يذهب هذا العالم؟

ربما يكون الجواب الأكثر صعوبة هو أن يسير العالم نحو الفوضى العارمة والتصادم بين الحضارات بالنظر إلى التخريب الممنهج للوجود الاجتماعي والانحراف نحو تقنية بلا ضوابط وعصر بلا أخلاق.لكن أليس المطلوب نسيان المفارقة التاريخية التي تلغي كل ما تشهد على ولادته واستقبال المهمة الثورية التي تحرص على إنتاج الصراع عن طريق المنافسة وتجعل من البطولة الجماعية تضحية من أجل المقاومة؟

المرجع:

1– جاك دريدا، أطياف ماركس، ترجمة منذر عياشي، دار نينوى، دمشق، طبعة 2014.ص90.

[1]  جاك دريدا، أطياف ماركس، ترجمة منذر عياشي، دار نينوى، دمشق، طبعة 2014.ص90


إلى العَام ِ الجَدِيد/ حاتم جوعيه

  ( " بمناسبةِ  عيد  رأس السَّنةِ  الميلاديَّة ِ  ")  

أيُّهَا   العامُ  الجَديدْ 
أيُّ   بُشْرَى ... أيُّ  خير ٍ وَحُبُور ٍ وَهَناءْ
تحملُ الأنسامُ  من ندٍّ  ومن نفح ِ عبير ٍ وشَذاءْ  
أيقظِ  الآمالَ   فينا  والرَّجاءْ  
أيُّها   العامُ   الجديدْ  
أعطِنا  حُبًّا  ودِفئا ً  وَسُكونا ً  وسَلامَا   
وحَنانا ً  وَوئامَا   
كيْ    نُعِيدْ   //                                                                                                  
 بسمة َ الأطفال ِ للكون ِ الوَطِيدْ 
فعلى وقع ِ خطاكْ // يرقصُ القلبُ التياعًا وهيامَا 
لنغنِّ   فجْرَنا  المَنَنشُودَ   دومًا  ولِنزدَدْ   التِحَامَا  
أعطِنا  حُبًّا   لنجتازَ  الوهادَ  المُدْلهِمَّهْ 
نرسُمُ الأحلامَ ... ُنعلِي راية َالأمجادِ في ذروة ِ قِمَّهْ 
فلنحَلّقْ  ما  وراءَ  المُنتهى  واللاوُجُود
ولنُحَرِّرْ روحَنا من عتمة ِ السِّجن ِ وأعباءِ القيودْ  
فلنُوَدِّعْ  عامَنا الماضي  ونخطوُ  لِلقائِكْ  
قادِمٌ  أنتَ  إلينا ... ألفُ  مَرْحًى  لعِناقِكْ  
فعلى أعتابِكَ الوَسْنى شغافُ القلبِ تصبُو لِضِيَاكْ   
ما الذي تحملهُ من فرح ِ الدنيا وألحان ِ السَّعادهْ 
أيُّها المجهولُ فينا لكَ دومًا في حنايا الرُّوح ِ حُبٌّ وعبادَهْ  
هلْ  يعمُّ  السِّلمُ ... يخطو في  رُبَى الشَّرق ِ الحبيبْ  
تشرقُ الشَّمسُ علينا ... يتهادى النورُ تيهًا ، بعدَ أن حَلَّ المَغيبْ  
سنغنِّي  للسَّلامْ  //  كلَّ  إطلالة ِ  صُبْح ٍ  ومساءْ  
إنَّ فجرَ السِّلم ِ يأتي ... سوفَ  يأتي  ،  والضياءْ 
يغمرُ  الدنيا  وأركانَ  الفضاءْ  
 تبسمُ الزهارُ والأطيارُ والأقمارُ ... تزدادُ  سَناءْ  
ندفنُ  الآهاتِ   والحُزنَ   وأهوالَ  الشَّقاءْ 
فلنُغنِّ ولنصَلِّ  مع  خُطى العام ِ الجديدْ 
ولنوَدِّعْ عالمَ الماضي  وأطيافَ الشَّجَنْ                                                                                              
 إنَّما الهمُّ  سرابٌ سوفَ  يمضي  وَيُوَلِّي  ...   
... يتلاشَى   في   متاهاتِ    الزَّمَنْ  
أترعُوا  الكأسَ   فهذا  اليومُ   عيدْ   //
أيُّ عيدٍ //  إيُّ  بُشرَى  //  إنَّهُ  أروعُ  عيدْ 
واشربُوها ، في سُمُوِّ الروح ِ ، مع عذبِ الأغاني والنشيدْ 
فلنعَلِّ  رايةَ َ الحبِّ  الوَطِيدَهْ  
ولنغنِّ فرحة َ العيدِ  السَّعيدَهْ 
أيُّها   العامُ  الجديدْ  
أيُّ   بُشْرَى  ... أيُّ   حُبٍّ  وحُبور ٍ  وَهَناءْ 
تحملُ الأنسامُ من َندٍّ ومن نفح ِ عبير ٍوشَذاءْ  
أيقظِ  الآمالَ  فينا  والرَّجَاءْ      
أيُّهَا  العامُ  الحديدْ
أيُّها  العامُ  الجديدْ

المصالحة الفلسطينية ما بعد قرار ترامب/ د. عبير عبد الرحمن ثابت

لا أحد بمقدوره التخفيف من وقع  الهزة؛ التى أحدثتها خطوة الرئيس الأمريكى باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى منظومة السياسة الدولية والإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، ورغم أن تلك الهزة الاصطناعية توقع منها أن تدمر كثيرا من بقايا  الثوابت المبدئية فى حل الصراعات،  وخاصة فى الصراع الفلسطينى والعربى الإسرائيلى، ومن الواضح أن تلك الثوابت والمبادئ كانت تبدو بفعل الأمر الواقع  على الأرض لإدارة ترامب شكلية؛ إلا أن توابع تلك الهزة؛ والتى ما انفكت تتعاقب وتتراكم لا تشير قط بأن الإدارة الأمريكية قد حققت هدفها التى كانت ترنو إليه، بل على العكس فمن الواضح أن الهزة الأمريكية لم تستطع تدمير تلك الثوابت والمبادئ بل عززت من أساساتها على الأرض، وأظهرت سطحية التقدير الأمريكى لعمق وتجذر تلك الثوابت .

وأكثر من ذلك أن الأمر الواقع على الأرض ظهر خلال الأسابيع الماضية؛ كما لو كان سحابة سوداء فى سماء الثوابت والمبادئ الدولية الزرقاء بزرقة علم الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة، والتى تحولت إلى خصم عنيد مقارع للسياسة الأمريكية الجديدة المنقلبة على كل مبادئ وقرارات الشرعية الدولية،  وفى مشهد  مخجل  أمام العالم  فى الجمعية العامة وقفت الإدارة الأمريكية مع إسرائيل عاريتان تماما بورقة توت مهترأة وفرتها لهم خمس من  دول جزرالموز فى الكاريبى أمام إجماع دولى فريد من نوعه على رفض الخطوة الأمريكية .

وتدرك الإدارة الأمريكية اليوم أنها أخطأت التقدير، وخاصة تقدير ردة الفعل للقيادة  الفلسطينية التى من الواضح أنها  استثمرت الخطأ الامريكى على أكمل وجه فى تعزيز شرعية الحقوق الفلسطينية، ونزع أى شرعية عن الأمر الواقع الذى فرضته إسرائيل على أراضى الضفة الغربية بالقوة، علاوة على كسرها لمسلمة  احتكار الولايات المتحدة لمسيرة التسوية، وذلك عبر اعتبارها الإدارة الأمريكية طرف منحاز لا يصلح كوسيط نزيه لمسيرة التسوية، وتلك ضربة أخرى لم تكن الإدارة الأمريكية لتتوقعها من القيادة الفلسطينية، إضافة إلى ذلك الإدارة المتزنة التى اتسمت بها ردة الفعل الجماهيرية  للاحتجاجات الشعبية، والتى اتخذت طابعا سلميا حكيما فى الضفة والقطاع على حد سواء، وكذلك وفرت الخطوة الأمريكية الفرصة للأجنحة العسكرية فى غزة لإحداث هزة وخلخلة واضحة لمعادلة الردع العسكرى الاسرائيلى، عبر عودة زخات مقننة من الصواريخ من جديد والتى ما انفكت تقطر بتقنين على مستوطنات غلاف غزة.

اليوم الاستثمار الفلسطينى سيظل ناقص إذا لم تستثمر الخطوة الأمريكية الساذجة فى إكمال ملف إنهاء الانقسام وتوحيد شطرى الوطن؛ ورغم أنف الإدارة الأمريكية وإسرائيل، وصحيح أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لإنهاء الانقسام كخطوة فى ترتيبات ما عرف بصفقة القرن، وهو ما أعطى دفعة غير مسبوقة فى حلحلة عقد الانقسام الفلسطينى، لكن الوضع اليوم لم يعد كما كان بالأمس خاصة إذا ما قدر للحراك السياسى والشعبى أن يتحول إلى نهج وسياسة فلسطينية طويلة الأمد، وهو ما يعنى أن تحول الضوء الأخضر الأمريكى للمصالحة إلى الأحمر ليس إلا مسألة وقت، وهو ما يضع على عاتق طرفى الانقسام مهمة تاريخية حيوية لإنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن وبأي ثمن، وهو ما يعنى استبدال الضوء الأخضر الأمريكى بضوء الوطنية الفلسطينية الذى يستمد إشعاعه من عدالة القضية وثبات الحقوق التاريخية المدعومة بقرارات الشرعية الدولية .

إننا أمام اختبار حقيقى فإذا استطعنا استبدال الضوء الأخضر الأمريكى فى ملف المصالحة، بضوء أخضر دولى وإقليمى وعربى ووطنى قبل كل شىء، وتحقيق حلم إنهاء الانقسام فنحن لا محال  سيكون بمقدورنا استبدال الدور الأمريكى كوسيط فى ملف التسوية، وهو ما يعنى ببساطة أننا نخطو الخطوة الأولى الفعلية فى مسيرة السلام الحقيقى والتسوية العادلة للصراع وفق مقررات الشرعية الدولية وليس وفق تسوية صفقة الأمر الواقع .

فرصتنا الأخيرة كفلسطينيين والاختبار الأهم للكل الفلسطينى، ففشلنا اليوم يعنى نكبة جديدة تفوق فى تداعياتها نكبة 48 والخيار لنا .

ملاحظات على الأوضاع/ د. عادل محمد عايش الأسطل

اعتبرت الدول العربية والإسلامية نفسها، بأنها حققت انتصاراً ساحقاً، وإنجازاً ضخماً، ضد قرار رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب" والذي يقضي بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، عندما مررت قراراً يدين القرار، وكما يبدو - بغض النظر عن اجتماعاتها السالفة أو اللاحقة- فإنها قد توقفت عند هذا الحدّ، باعتباره كافياً، مع ملاحظة أن بعضها، لم ينقطع جريها صوب التطبيع مع إسرائيل، باعتباره مصلحة استراتيجية.

حتى في ضوء خسارته المؤقّتة، بشأن (صفقة القرن)، التي تعهّد بفرضها على العرب والفلسطينيين، فإن "ترامب" له الحق، بأن يعتبر نفسه، هو الذي حقق الإنجاز الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وفي ضوء جُبن رؤساء أمريكا السابقين، من الاقتراب من اتخاذ مثل هذا القرار، برغم وعودهم بتنفيذه حال وصولهم للسلطة.

أيضاً، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، وجد أن من الحق، في أن ينسب ذلك الانتصار لنفسه، باعتباره هو الذي حقق ذلك الحلم السعيد، الذي طالما انتظرته إسرائيل، وفي ضوء توقعاته الكبيرة، بأن تحذو دولاً أخرى حذو الولايات المتحدة، بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقيامها بنقل سفارتها إليها، ومن غير خشية من المواقف العربية والإسلامية، التي بدت متهالكة.

.............................

حركة حماس، وبالتزامن مع القرار الجلل، اكتفت بالتعهّد بتشغيل برامج خاصّة، مهمتها التصدّي للقرار، وسواء كان بالمقاومة الشعبية، من خلال تعيين أيام غضب، أو من خلال منحها الرئاسة الفلسطينية لاستعمال السبل الديبلوماسية على الصعيد الخارجي، إلى جانب التهديد بالحرب كمرحلة أخيرة، برغم بذلها كافة الجهود لتفاديها، بسبب عدم إعطاء إسرائيل فرصة لجذبها إلى جولة قتالية جديدة غير مناسبة لها.

وكانت قد عملت ما بوسعها، على إيقاف حركة الصواريخ المندفعة إلى إسرائيل، وملاحقة قاذفيها، وإغلاق المناطق المحاذية على طول الحدود، وفي ظل رغبتها، بتكرار الإعلان عن تنصلّها، من مسؤوليتها عن السيطرة على القطاع، والجانب الأمني بخاصة، والتذكير بأن الداخلية الفلسطينية الجديدة، هي المسؤولة بمفردها.

..............................

حركة فتح، برغم كل ما اجتمع لديها من الغضب، ضد قرار "ترامب"، إلاّ أنها لم تتوصل بواسطته إلى اتخاذ قرارات موازية، لا تقل قيمة عنه، واكتفت بقيامها بالسعي إلى نثر نيرانها الفاترة، على "ترامب" وأفراد إدارته، ومن دون المساس بتعهّدها إزاء مشروع السلام (أوسلو).

وفي ذات المناسبة، فقد أصرّت على توجيه اتهامات مباشرة، لرئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو"، باعتباره هو من ساعد في إخراج القرار، وكان عزاؤها الوحيد، هو قيامها بالعمل على جمع وتسجيل التنديدات المختلفة، للدول المتعاطفة معها والصديقة لها، باعتبارها ورقة ضغط نافعة لمكافحة ذلك القرار.

..................................

برغم وقوع قطاع غزّة، في حالة من الاستقرار الأمني، إلاّ أن حركة حماس سارعت إلى تحميل الرئيس "أبومازن" وحكومة "الحمد الله" المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المأساوية التي يمر بها القطاع، والتي شملت كل مناحي الحياة، وهي في نظرها تنتشر وتتزايد وتيرتها - وقد شهد القطاع إضراباً عاماً هذا اليوم، نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية- بسبب عدم القيام برفع العقوبات المفروضة على القطاع، برغم تسليمها دفّة إدارته إلى حكومة التوافق، ترتيباً على بنود المصالحة، التي تم التوقيع عليها من قِبل الحركتين، قبل أكثر من شهرين متتاليين.

لقد طرأ الكثير من التشاؤم، خلال الأيام الأخيرة، فيما يتعلق بإمكانية حصول المصالحة الحقيقية بين الحركتين، حيث تتحوّل محادثات الوحدة الوطنية بشكل مطرد إلى عمليات اتهام صارخة، لدرجة أنهما شارفتا على الاقتناع، في أن التقدّم إلى الخلف، أفضل لهما من الرجوع إلى الأمام.

.....................................

مع التقدير، لموقف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" باتجاه قرار "ترامب" حيث استعمل جرأته النادرة بشأن مواجهة القرار، لكنه كما يبدو، قد أخذ المسألة وكأنها أسهل ممّا ينبغي، حيث اعتبر وقوف العالم - الأمم المتحدة - ضده، باعتباره أشهر البطاقة الحمراء في وجهه، مع أنه يعلم بأن تلك البطاقة غير ذات رصيد، فضلاً عن أنها قابلة للتغيير خلال أوقات آتية.

كما أن قيامه بزرع الأمل، في أن يتراجع "ترامب" عن قراره بناءً على تلك البطاقة، لهو عين الضلال، بسبب علمه بأن "ترامب" لا يزال يحمل في طواياه التقدم أكثر، بشأن اتخاذ قرارات مصيرية مشابهة، وسواء كان بالاعتراف بيهودية الدولة، أو بقيامه بتجاهل حل الدولتين، لا سيما وأن إدارته تعكف على دراسة شطب مصطلح الاحتلال عن الضفة الغربية.

...........................

مع ادّعاء المنظومات العربيّة، بأنها إلى جانب الفلسطينيين، وسواء كان قوميّاً وإنسانيّاً، لكن علاقاتها المتجهة نحوهم، هي علاقات وهميّة ولا خيال لها، ففي الواقع هي بذاتها من تفرض قيودها عليهم، وسواء كانت بحجج أمنيّة أو إنسانيّة وحتى ديمغرافيّة، (معبر رفح نموذجاً)، بينما تسمح ودون عوائق للإسرائيليين بعمومهم، بالدخول إليها والطواف في أرجائها.

معني الاستشهاد في المسيحية/ لطيف شاكر

ان دماء الشهداء تروي شجرة الايمان يقول العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة" . لقد عادت الشهادة تطل برأسها في القرن الواحد والعشرين لتنشط ذاكرتنا وتذكرنا باجدادنا الذين استشهدوا علي اسم السيح الحي بيد الرومان والبيزنطيين والعرب والمسلمين والسنكسار لم يغلق بعد ليسجل باحرف من نور قصص ابطال الايمان .
يقول المتنيح الاتبا يؤانس اسقف الغربية السابق ": المسيحية هي المحبة الباذلة، والصليب هو علامة المسيحية، وفي شخص السيد المسيح التقي الحب بالألم، وتغير مفهوم الألم وأصبح شركة حب مع الرب المتألم، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية، والموت أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها، وليس في هذا عجب فقد تحول الموت من شيء مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل..
وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب، وأحيانًا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد، وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي، ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية
و دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد، وكان الصراع غير متكافئًا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح (افسس: 6)، وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثن
ويقول احمد صبحي منصور :قد قاسى الأقباط من ظلم الدولة الأموية المشهورة بقسوتها وتعصبها للعرب ضد الشعوب الأخرى مثل موالى العراق وإيران وأقباط مصر. إلا أن الحقيقة المؤسفة التى يعزف عن بحثها الكثيرون ان اضطهاد الأقباط بدأ فى عصر الخلفاء الراشدين وأثناء ولاية عمرو بن العاص فاتح مصر 
تقول المؤرخة لويزا بوتشر:ان الاقباط هم سلالة المصريين القدماء العظماء وقد ابقتهم العناية الالهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول 
يقول الانبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس 
نحن بقدر استعدادنا أن نموت من أجل إيماننا، الحياة غالية علينا، ودماؤنا ليست رخيصة، وإن لم يُنتَقَم لهذه الدماء على الأرض فويل لمن يتسبب في عدم الانتقام، القضاء السمائي مريع ويقول الكتاب المقدس: "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ" ومن يظن أنه سيفلت من العقاب هو واهم لأن الله قاضٍ عادل ينتقم للدماء كما يقول الكتاب المقدس، فلا جريمة تثير حفيظة الله مثل الدماء..

عامٌ يودعُ عاماً ونكباتنا ومأسي شعبنا مستمرة/ راسم عبيدات

منذ بداية الغزوة الصهيونية لفلسطين وإحتلالها لأرضنا وإحلال المستوطنين مكانهم،وطرد وتهجير أكثر من نصف أبناء شعبنا الى المنافي ومخيمات اللجوء،وحتى اللحظة الراهن،نهاية عام 2017،ما زال العالم يصمت على أبشع جريمة في العصر الحديث،يصمت ويتواطأ مع دولة الاحتلال الإسرائيلي،بل ويشارك معها،فيما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من مأسي ونكبات على يد تلك الدولة،وما يرتكب بحقه من جرائم وممارسات قمعية وإذلالية وعقوبات جماعية ترتقي الى مستوى جرائم الحرب،فلا بريطانيا اعتذرت بعد مئة عام على وعدها المشؤوم،والذي اعطي من لا يملك لمن لا يستحق،ولا العالم منذ سبعين عاماً طبق أي من قرارات الشرعية الدولية التي صدرت عن المؤسسات الدولية من مجلس الأمن والجمعية العامة  ومنظمة التربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" ولا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،واستمر شعبنا يدفع الثمن على طول وعرض فلسطين التاريخية،ففي القدس التي تتعرض لأشرس حملة تطهير عرقي   و"تسونامي" استيطاني يطال كل مساحتها،بغرض تهويدها وأسرلتها،حيث بعد قرار المتطرف الرئيس الأمريكي ترامب بإعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال،وانتقال إدارته من الإنحياز التاريخي الى جانب دولة الاحتلال  الى مرحلة المشاركة الفعلية في العدوان على شعبنا،وهذا جعل الاحتلال يزيد من "تغوله" و"توحشه" على شعبنا الفلسطيني عامة،وسكان مدينة القدس العرب خاصة،وكذلك وجدنا الاحتلال يتحرر من عبء وضغط قوانين الشرعية الدولية عليه،لكي يعلن عن مخططات تهويدية ضخم بحق المدينة المتلة،بناء اكثر من 300 ألف وحدة إستيطانية،وتوسيع مساحة القدس ضمن مخطط القدس الكبرى،لكي تصبح 10% من مساحة الضفة الغربية،وبما يضم الكتل الإستيطانية الكبرى إليها الممتدة  من مجمع "غوش عتصيون" في جنوبها الغربي إلى مجمع "معاليه ادوميم" في شمالها الشرقي،وكذلك بدء تطبيق خطط الإنفصال عن القرى الفلسطينية المقدسية في شرق المدينة،بهدف قلب الموازين الديمغرافية فيها لصالح أغلبية يهودية كبيرة،ضخ 150 ألف مستوطن اليها وإخراج اكثر من 100 ألف مقدسي من حدود ما يسمى بلدية القدس، لجعلها عاصمة موحدة لما يسمى بدولة الاحتلال،وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني.

والوضع في الضفة الغربية،ليس بأفضل حال من مدينة القدس،حيث الاحتلال يريد أن يغرقها بمليون مستوطن خلال العشرين سنة القادمة،ويعتمد خطة تقوم على تفتيتها،ومنع تواصلها جغرافياً،وبما يلغي أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس،وخطة التفتيت والفصل،تعتمد على فصل البلدة القديمة من الخليل عن المدينة نفسها،ومنح المستوطنين صلاحيات بلدية هناك،وكذلك عزل شمال الضفة عن وسطها،وأيضاً جنوب الضفة عن وسطها،وشمالها عن جنوبها،ولتصل الوقاحة برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو للقول بان اخراج المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة،شكل من أشكال التطهير العرقي،في حين ان طرد وترحيل شعب فلسطيني بأكمله،ليس شكلاً من أشكال التطهير العرقي..؟؟إنها وقاحة ما بعدها وقاحة.

والحال في قطاع غزة ربما هو على نحو مما أسوء عليه في الضفة والقدس،حيث يتعرض شعبنا هناك  الى أبشع حصار ظالم،يهدد كل مقومات الوجود البشري والإنساني هناك، حيث تفتقر الحياة الى أدنى متطلبات الحياة الإنسانية،فلا خدمات صحية ولا طبية ولا بنى تحتية ولا خدمات صرف صحي ولا حتى كهرباء وماء،والتقارير الدولية،تشير الى ان الحياة البشرية في القطاع ستكون صعبة جداً،بل مستحيلة في السنوات القريبة القادمة،وبما ينذر بكارثة إنسانية تحت سمع وبصر من يسمون أنفسهم دعاة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية،حيث عندما يتعلق الأمر بشعبنا الفلسطيني،نلمس الإزدواجية والإنتقائية" والتعهير" لتلك القيم والقوانين ومبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ،وإستثناء دولة الإحتلال من المحاسبة والمعاقبة على ما ترتكبه من جرائم وقمع وتنكيل بحق شعبنا الفلسطيني.

ولا يغيب عن بالنا وضع أهلنا في الجذر الفلسطيني- 4-،حيث يتهددهم خطر ما يسمى بقانون القومية ويهودية الدولة،وكذلك مشاريع التهويد وهدم المنازل بحقهم متواصلة ومستمرة،حيث هدم احد عشر بيتاً في قلنسوة تحت حجج البناء غير المرخص،وقرية ام الحيران البدوية،ناهيك عن قرية العراقيب التي هدمت للمرة المائة والواحد والعشرين بعد المائة،وكذلك اكثر من 40 قرية فلسطينية موجودة قبل قيام دولة الاحتلال،يعتبرها الاحتلال غير معترف بها،مهددة بالهدم وتشريد سكانها،ناهيك عن مشاريع التهويد للجليل والنقب،مشروع " برافر" لتهويد النقب،وما يطرح من مشاريع لطرد شعبنا واهلنا في المثلث وواد عارة،عبر ما يسمى بالتبادل السكاني والجغرافي.

ويضاف الى كل ذلك الى ان مأزقنا الداخلي يتعمق،ونظامنا السياسي يزداد تازماً،فرغم الأجواء الإيجابية التي سادت بعد تدخل المصريين لتحقيق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية من خلال الرعاية والمشاركة الفعلية،إلا ان تلك الأجواء اخذة بالتبدد،وكأن ما تتعرض له قضيتنا من ذبح،والتي كان آخرها اعلان الرئيس الأمريكي المتطرف ترامب بإعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ليس بكاف لكي يحدث صدمة وصحوة عند صناع القرار الفلسطيني،بأن مجابهة المشاريع التصفوية والمخاطر المحدقة بقضيتنا ومشروعنا الوطني،بحاجة الى  اتخاذ خطوات جدية وعملية من أجل إنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية ،ورسم رؤية واستراتيجية فلسطينيتين موحدتين تقومان على الصمود والمقاومة.

رغم كل هذا اللوحة السوداوية،ولكن هناك العديد من الإضاءات والإيجابيات،وحتى الإنتصارات التي نستطيع أن نبني عليها،إذا ما توفرت إرادة سياسية  وقيادة تعبر عن نبض الشارع وهمومه وتطلعاته،بحيث تجعل من شعبها شريكاً في القرار،وليس مستخدماً لأغراض تكتيكية لمعاودة السير في الماراثون التفاوضي العبثي.

القدس التي إنتصرت بوحدتها بكل مكوناتها السياسية الوطنية والدينية والمجتمعية والشعبية وبسجاجيد صلواتها المقاومة،على أعتى ألة حرب عسكرية في المنطقة في معركة البوابات الألكترونية على أبواب المسجد الأقصى في تموز الماضي،وأجبرتها على التراجع عن قرارها،بنزع تلك البوابات،وأفشلت المخطط المرسوم للتقسيم المكاني للمسجد الأقصى،وصولاً لهدمه وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه،وكذلك في معركة التصدي لقرار الرئيس الأمريكي المتطرف ترامب بإعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، إنتصرت الشرعية الدولية لفلسطين،ونجحت القدس في عزل أمريكا دولياً،ولم تفلح تهديداتها وبلطجتها بتهديد الدول ذات الإرادة والقرار المستقل،بقطع المساعدات المالية عنها،في ثنيها عن التصويت لصالح القرار الفلسطيني،ببطلان وعدم شرعية قرار ترامب،بل قالت له بشكل قاطع العالم ليس للبيع،وأمريكا ليست رب العالم بلغة المندوب الثوري والأممي الفنزويلي.

وانا اعتقد جازماً،بان هذا القرار الأمريكي الظالم والمجحف واللا شرعي،رب ضارة نافعة،فهو أشعل حراكاً شعبياً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً متواصلاً،يعزز ويزيد من حالة العداء الفلسطيني والعربي والإسلامي لأمريكا،وكان بمثابة الصدمة لمحور ما يسمى بعرب الإعتدال "الإعتلال" الذين كانوا يراهنون على أمريكا في طرح مشروع لحل القضية الفلسطينية،يمكنهم من شرعنة وتطبيع علاقاتهم مع الإحتلال بشكل علني،ولكن هذا القرار جاء بمثابة الصفعة لهم وأربك حساباتهم ومواقفهم.

صحيح الصورة ليست بالوردية في العام المنصرم لشعبنا ولقضيتنا،ولكن ما حصل من انتصارات على مستوى المعارك والهبات الشعبية،وما تحقق من نصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة،بإعتبار القرار الأمريكي بالإعتراف بقدسنا المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال باطل ولاغي وغير شرعي،هو نصر سياسي ودبلوماسي بإمتياز،له رمزيته،ولكن في تكامل الإنتصارات الشعبية،والتي يشكل استمرارها وتواصلها المتصاعد، العامل الحاسم في ردع أمريكا ودولة الاحتلال،وهذا يجب أن يتكامل مع النضال على المستويات الدبلوماسية والسياسية والقانونية على الصعيد الدولي،ومؤسسات الشرعية الدولية،وبالضرورة أن يستند ذلك الى قيادة فلسطينية،مالكة لإرادتها وقادرة على توحيد الساحة الفلسطينية،وتحصين الجبهة الداخلية،وإعتماد طرائق وأشكال كفاحية ونضالية جديدة متوافق عليها فلسطينياً،بحيث يكون هناك قرار جماعي فلسطيني في الحرب والمفاوضات،والكفاح الشعبي والجماهيري،وبما يمكننا من دخول عام جديد،يقربنا من تحقيق امانينا في الحرية والإستقلال وإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس،وضمان حق العودة للاجئي شعبنا وفق القرار الأممي (194).


أوراق حياتي/ محفوض جروج

 نظرتُ إلى التقويم المعلّق أمامي على الحائط يرنو إليَّ بوجهه الكئيب ، وقد تساقطت أوراقه ، وتناثرت كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف ، وعصفت هذه الأوراق في حدقات عينيَّ لأن كل ورقة من هذه الأوراق كانت تخبئ في طياتها يوما ً كاملا ً من أيام حياتي السائرة في بحر الزمان الواسع ، وقد استودع في المدونات الإلهية ليكون حجة دامغة عليَّ يوم أقف أمام الديان في اليوم العظيم لأعطي حسابا ً عن نفسي الخاطئة ، فعجلة الزمن اللا نهائي لا تتوقف عن الدوران بل هي تتحرك ببطء واستمرار ، ولن تتوقف عن الدوران ، ولن تتراجع إلى الوراء ، ولا أحد يستطيع أن يوقفها ولو للحظة واحدة مهما كان عظيما ً ، وبدورانها هذا تسقط أوراق شجرة حياتي ورقة تلو الأخرى ، وتطوي أيامها يوما ً بعد يوم ، وليس من عودة لإحداها ، أكان هذا اليوم يوما ً رقص فيه قلبي فرحا ً أم كنت أتمرمر فيه بحرقة ومذلة ؟!، أكان فيه ضحكات وبسمات أم كان مقرونا ً بالآلام والدموع والتنهدات ؟!، فهو في عرف الزمن يوم ٌ ليس إلا .
استعرضت ما انقضى من حقبة عمري القصير والمحدود ، فكان بعض أيامها ممتعا  ً لدرجة كنت أتمنى أن تستمر الحياة كلها كهذا اليوم السعيد ، كما كان هناك أيام أحداثها تؤلم الروح وتحطم الفؤاد وتدميه ، وتجعل النفس تطلب العزاء والسلوى . 
فالحياة في عرفي ورود وأشواك ، فيها ورود النجاح الزاهرة الجميلة ، وهي ما أنشدها وينشدها كل مخلوق على هذه البسيطة ، كما فيها أشواك الفشل والإخفاق المؤلم البغيض الذي تتأفف منه النفس وتعافه ، فيها الطرقات السهلة المنبسطة التي يرتاح المرء في السير عليها بكل سهولة ، ويوجد المناطق الوعرة ذات الصخور الصلدة بأسنانها الحادة التي تدمي القدمين . 
وسط هذه المتناقضات وهذه التيارات المتضادة كنت أتلمس ورود النجاح وسط وخزات الأشواك والشجيرات البرية المؤلمة ، وأجابهُ صعوبات الحياة كما هي بخيرها وشرها ، بحلوها ومرها ، لا أهاب الردى ولا أخشى شرا ً ، فديدني فقط أن أفعل خيرا ً متى عز الخير ، وأشعل شمعة حيث يسود الظلام ، وأحفر بإمكانياتي المتواضعة موردا ً وسط السهول التي اعتراها الجفاف ، لأتمَّ مقاصد الله باستمرار في عمل الخير ، وليس لي من مطلب سوى ملكوت الله وبره ، وأتمسك بقول رسول الجهاد بولس (( انس ما هو وراء ، وامتد إلى ما هو قدَّام ))
لتكتمل مقاصد الله في هذه الدنيا التي لا ديمومة فيها ولا بقاء .                                                           

مقالان وقصيدتان لشاكر فريد حسن

اصدار جديد للكاتب والمفكر الفلسطيني تميم منصور 

عن دار " الوسط اليوم " للاعلام والنشر في رام الله ، صدر حديثاً ، كتاب " الانقلابات العسكرية في الأقطار العربية - العسكر والسياسة وصراع الضباط للوصول الى السلطة في الأقطار العربية ، للكاتب المرموق والمفكر القومي والناصري الفلسطيني الأستاذ تميم محمود منصور ، ابن مدينة الطيرة في المثلث الجنوبي ، وقدمت للكتاب زوجته الشاعرة والقاصة والكاتبة المعروفة المتألقة بكتاباتها المتنوعة شوقية عروق - منصور .
ومؤلف الكتاب تميم منصور هو معلم متقاعد متخصص بموضوع التاريخ ، تخرجت من معطفه أجيال عديدة ، ومفكر ومحلل فلسطيني عميق ، ومثقف راق نهضوي مستنير ، وباحث جاد واسع الاطلاع ، يتميز بالشجاعة والجرأة في تحليلاته وطروحاته ومواقفه السياسية والفكرية والوطنية ، فهو لا يهادن ، ولا يتملق ، يقول للأعور أعور ، أسود أو أبيض ، لا ثالث لهما ، وهو ينشر مقالاً أسبوعياً في ملحق صحيفة " الاتحاد " الثقافي ، وفي صحيفة وموقع " المسار " الفحماوي ، وفي عدد من المواقع الالكترونية كالحوار المتمدن ، وصوت العروبة ، ومركز النور، ودنيا الوطن  وغير ذلك . 
وهو يتناول قضايا سياسية وفكرية ويعالج مسائل اجتماعية ، وأحداث تاريخية وراهنة ، وكان صدر له كتاب " أيام فلسطينية " وكتاب " مذكرات معلم " ، وتشهد مقالاته ومنجزاته واصداراته وأبحاثه غيرته وحرصه على شعبنا وقوميتنا ، وتعبق كتاباته برائحة الوطن والتراث والتاريخ الفلسطيني ، وتبرز الشعور القومي الصادق الشفاف .
وكان تميم منصور قد انخرط في صفوف حزب التجمع الوطني الديمقراطي ، لكنه تركه نتيجة خلافات فكرية وعقائدية وسياسية وتنطيمية مع قيادته ، ومع زعيمه القطري المنحرف عزمي بشارة ، وقد كتب بهذا الشأن سلسلة من المقالات الجريئة والصريحة ، أثارت جدلاً وأصداء واسعة بين جماهيرنا ومثقفينا .
وغني عن القول ، أن تميم منصور ينقلنا بجديته وعمقه ورؤاه الى آفاق واقعنا العربي السياسي والثقافي والاجتماعي ، وعرى الحكام وتجار السياسة والفكر وأدعياء الثقافة و" مثقفي " النفط الخليجي ، وكشف حقيقة مواقف الفقهاء وشيوخ الفتن والسلاطين ، وفي مقدمتهم القرضاوي القطري .
انه كاتب واثق بنفسه ، واع لمحيطه ، شجاع وجريء بمواقفه ونقاشاته ، مؤمن حتى النخاع بحريته ونزعته القومية وبالقيم الوطنية ، ومثقف موسوعي مثير للجدل ، يزداد بحثاً عن نفسه خارج نفسه .
إنني اذ أبارك واهنىء الكاتب والصديق الأستاذ تميم منصور بصدور كتابه الجديد ، مع خالص التحيات ، وأطيب الأمنيات بدوام الصحة والعافية ، والمزيد من العطاء الثقافي والنتاج الفكري والسياسي .
**
 يا عين ماهل 
آه يا عين ماهل
أبكي عليك يا
بلد العزة
والكرامة
والوطنية
عار عليك أن
تكرمي الجزار
وتمنحيه شهادة
الشرف
والوقار
لوث اسمك
وشوه تاريخك
شرفائك وأصحاب
النخوة
والكرامة
انتصبوا وانتفضوا
وأبو هشام
أحمد حبيب الله
أبنك البار
الوطني الحر
ونصير الأسرى
والسجناء
يولول ويصرخ في
رمسه :
يا لهذا الذل
ويا لهذا العار ..!
فصبراً يا مهلاوية
يوم الحساب
قادم
وليس ببعيد
اتحدوا واخلعوا
من جاء
بالعار
واطلعوا النهار
لتبقوا مرفوعي
الرأس
**
ما أسباب الغضبة الاردوغانية المفاجئة على بشار الأسد؟! 
استمعنا الى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ، حيث فتح النار وشن هجوماً لاذعاً على الرئيس السوري بشار الأسد ، واصفاً اياه بأنه " ارهابي " ، ولا يمكن التوصل الى حل للأزمة السورية ما دام بقي في السلطة .
وهذه التصريحات هي الأقوى من نوعها لاردوغان منذ فترة طويلة ازاء الرئيس السوري  ، بعد التقارب الذي شهدته العلاقات التركية - الروسية .
وفي حقيقة الأمر أن العلاقات بين تركيا وسورية وصلت خلال الشهرين المنصرمين درجة عالية من التطور الايجابي ، ورافق ذلك هدنة اعلامية ، وطوال هذه الفترة لم يشن أردوغان أي هجوم على بشار الأسد ، ولم يطالب برحيله عن السلطة ، وكان قد قال أثناء عودته من قمة سوتشي الثلاثية بأن لا يستبعد فتح قنوات حوارية مع سورية ، وأن الأبواب في السياسة تظل دائماً مفتوحة حتى آخر لحظة " .
وقد جاء الرد على تصريحات اردوغان سريعاً وقوياً من الخارجية السورية " أن اردوغان يضلل الرأي العام التركي بفقاعاته المعتادة لتبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري عبر تقديمه الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الارهابية في سورية " واتهم اردوغان بأنه مصاب بجنون العظمة ، وحول تركيا الى سجن كبير " .
والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي الأسباب التي دفعت الى غضب اردوغان ، وقادت الى هجومه الحاد المفاجىء على سوريه ، بعد فترة طويلة من " شهور العسل " بين البلدين ، التي توقفت بها " القذائف" الاعلامية بينهما ..؟!
لا يمكن تفسير هذا التغيير الاردوغاني من بشار الاسد ، والتكهن الى ما تفضي اليه نتائج هذه الأزمة الحادة الجديدة ، ولكن الأيام القادمة من شأنها أن تكشف حقيقة ذلك ، والاجابة عن التساؤلات عن أسباب هذا الهجوم المفاجىء من قبل أردوغان على سورية وبشار الأسد .
وبلا شك أن هذا الهجوم يكشف حقيقة الحقد البهيمي التركي للنظام السوري ، الذي صمد أمام كل القوى المعادية الداعمة للجماعات التكفيرية المسلحة ، وانتصر عليها ، بفضل تماسك الجيش السوري ، والتفاف شعب سوريا خلف قيادته السياسية بعد أن وعى أهداف المؤامرة على القطر السوري .
**
كلمات غاضبة
يا من أصبحتم حثالة البشر
يوماً بعد يوم
أتجرع نخب هزيمتكم
ملكاً
سلطاناً
أميراً
وزعيماً
أبكي على أمة
مهزوزة

وأنظمة عاهرة
مهزوزة
على العرش متربعة
أبكي على جيل النفط
والبترودولار
جيل الهزيمة
سأروي لهم حكايات
الوطن الحزين
وأقرأ لهم
أشعار راشد
وفدوى طوقان
وأغني لهم قصائد
الغضب الأتي
من درويش والقاسم
وزياد
وجبران
وأسرد لهم عن بطولات
أطفال المخيم
وعشاق الخيمة
وسأكتب لهم عن
وجع القدس
وثورة الجياع
وانتفاضة الفقراء
الذين دخلوا
كتب التاريخ
قرفنا من طوابير
حراس النفط
وأصحاب النفط
ومن عهر الساسة
والزعماء
الذين لا يحلمون
ولا يطمحون الا
لنهود أميرة
وسيقان عاهرة
وعجيزة هيفائيه
 أو رائحة عطر
جسد زوجة السلطان
لكن مهما طال الزمن
سيقذفهم التاريخ
من نوافذه
وأبوابه
الى مزابله
أما أنت يا قدس الأقداس
يا كتاب حياتي
ودفتر أشعاري
يا من نقشت الشعر
على كل زقاق
وكل رصيف
وكل حجر فيك
وعلقت سناسيل
الثورة
على صدر كل أم
شهيد
وصفحات فؤاد
كل أب جريح
فقد أهديتك يا زهرة المدن
الحب
وكل الأشعار
فهل ترضي بارتشاف
نخب الخصيان ؟!
اكسري فناجين القهوة
واشعلي نارك في نهود
زوجات الأمراء
وعشيقات السلطان
ولا تتركينا نتخبط 
اتركينا نتفجر في حقول النفط
وآبار الغاز
والكاز
اتركينا بركاناً
وزلزالاً ثائراً
بوجه خونة
وأذناب العصر


رسالة إلى دانة/ جواد بولس

اعتدت في الماضي توديع السنة إمّا بمقالة أُجمل فيها أبرز ما تركته "أسنانها" على أجسادنا من جراح كانت تبقى نازفة مع قدوم عام جديد، أو برسالة مخصصة مفتوحة كنت أطيرها على أجنحة الريح آملًا أن تصل عنوانها المقصود ويكون لها وقع وتأثير مرجوّان وملموسان. 
أمّا في هذا العام فسأستميح القراء عذرًا لأنني سأشذ عن مألوفي وأبعث رسالة مفتوحة عن  وإلى "دانة"، الصغيرة بين أولادي الثلاثة، وهي تتأهب، بثقة أرْزةٍ، لرحلتها نحو قمة الحلم وذلك بعد اجتيازها، قبل أيام قليلة، امتحان نقابة المحامين وعزمها كمحامية واعدة على المضي في مسيرة الفَراش لمواجهة "المهمة المستحيلة" وهي مزنرة بسيف مزروع في غمد من بقايا رعد الأساطير التي كانت تنتصر فيها آلهة الخير والطيبة على الشر والخبث. 
قريبًا ستلبس العباءة السوداء وتدق أبواب العبث وهي ترفع في يمينها قسمًا لنصرة المساكين والمحتاجين، وفي يسارها شعلة من نور العدل "العذري" الذي سيكون، هكذا تؤمن دانة، له الغلبة على الأشرار وقساة القلوب وحلفاء الشيطان.
لم تسألني عندما اختارت وجهة طريقها، بل أذكر كيف جاءتني، بعد قبولها في جامعة حيفا كطالبة في كلية الحقوق، وسألتني، برقة مطبوعة في روحها، إن كنت معترضًا على ما قررته واختارته؟ 
من أين لي هذا الحق وكيف أعترض وقد كنت "إمامها" منذ يوم ميلادها؟ قرّبتها إلى صدري وضممتها كأنها لم تزل لعبتنا الأثيرة، وتمنيت لها السلامة والظفر وكثيرًا من الصبر والقناعة.
حاولت ببعض فضلات من حكمة تجربتي أن أهيئها كيف ستكون أفراحها "الكبرى" ليس إلا انتصار الجرح على السكين، وأوضحتُ لها معنى أن تكون حرًا في وطنك المحتل حتى وإن كنت السجين، وكيف يصير القهر في حلقك أو القيد في معصميك مفاتيح لفيض الروح والفرح، وعلامةً للهزيمة مطبوعة على جبين سجانك وقامعك. 
لقد اخترت يا نجمتنا الوادعة مهنة ستبقيك واقفة على ذرى العواصف، لا تنامين إلا في دفء المآقي وفي صلوات البسطاء القانعين، فاليوم أن تكوني محامية يعني أن تسيري على الأشواك في غابات تسودها قوانين الثعالب والمكر وفي ميادين صارت فيها المسدسات مشرّعًا والجشع هياكل والدولار غاية الغايات والخوف أضحى ملجأ المقهورين والضعفاء والعاجزين. 
أقلقتني ثقتها بسيادة الخير، وإيمانها بأن السماء قد تمطر على الناس غضبًا وتيهًا، لكنها ستبقى مأوى للملائكة والحق وحاضرة الأنبياء والقديسين، فخفت على قلبها الكبير وعلى ندى عينيها وهي التي عاشت ردحًا في القدس وسمعت قصص افتراس الليل لتناهيد العذارى، وشاهدت حوافر الخيل تدوس على عزائم الشباب ومناديل بائعات العنب والخوخ والتفاح، في زمن ضاعت فيه الأرصفة والحصون وتعثرت البصيرة وساد القهر والقلة. 
حاولت أن أفهمها ما معنى أن يعيش اليمام في حضن أوكار الدواهي، لكنها أجابتني بعقلها الناضج وبمنطقها السليم، وكأنني نسيت أنها ولدت في "الجانب الصحيح" وكبرت مع من أذُلّوا على حواجز القمع، فكانت كلما تسمع زغرودة أم وهي تمسح الغبار عن كفي ابنها العائد بسلامة من طريق النحل وهو كامل الأعضاء والارادة، تنام كظبية عاشقة لأنها مثلها لا تحب الوحوش والكواسر، وتؤثر معانقة الزنابق والرقص بين يدي الشجر. 
سمعنا في الصباح أن نتائج الامتحان أعلنت فدخلت غرفتها. نظرت إليها وهي نائمة فتيقنت أن للملائكة أرواح، وأحسست بالفجر، رغم اخلاصه للشجر، قد تسلل خلسة من شباكها ليغفو في حضن القمر.
على وجهها، رغم عذوبته اللافتة، بدت علامات تعب وطيف دمعة حائرة وآثار لوجع.
أحست بوجودي فحاولت أن تفيق بكسل. كنت واقفًا أمامها كعمود من دهشة. تذكرت كيف مضت السنين كغفوة فلاح تحت عناقيد الريح، وكيف صرنا اليوم نقف عند حدود الحسرة وفينا ذلك الحنين الهش إلى كل ما فات ولن يعود، والى مستقبل يعيش في حاضرنا بدون مستقبل.
 نظرت اليها فغمرتني السعادة وحاولت أن أتعزى بترف الفلسفة فقلت لنفسي، من لا مستقبل له فله الحياة في الحاضر الذي لا ينتهي. 
فتحت عينيها مثل البنفسج وبتأنيه. تبسمت كطفلة وأخبرتني بهدوء بأنها نجحت في الامتحان. تماسكت وخفت من سقوط حاجبي الحاجز . أمها، التي تحولت وهي تنتظر نتائج الامتحان، إلى لغم موقوت انفجرت بعد سماعها للخبر فملأت صرختها فضاء البيت حتى الفزع .
وقفت وألقت برأسها على كتفي فشعرت أنها تغلق دائرة بدأتها أنا قبل أربعين عامًا. غمرتني راحة سحرية. تلوت عليها بعضًا من تراتيل الأباء. 
فأنا أعرف أنك، مثل أبناء جيلك، تنتمين إلى عصر مختلف عن عصري، وأعرف أنك قادرة على مواجهة هذا الزمن الرديء، لأنك قد نشأت بقناعة أن العلم سلاح لكن التثقف يحصنه ويمتنه فنهلت من هذا وعشقت ذاك،
 وأعرف أنك تطبعت على حب الناس، كل الناس، لكنك خبرت أن الحب لوحده قد يسقط الجسد ويضيعه فالتبصر فضيلة والامساك مأثرة والتعقل كنز لا يفنى. 
فكوني كما أنت قوية كابتسامة الحفيد الأولى وناصعة من غير أقنعة لأن الحياة مجرد غفوة والخسائر الحقيقية تتحقق في اللحظات الرمادية.
حاربي من أجل ما تؤمنين به واتركي دائمًا فسحة للتصالح وفرصة للغد عساه يكون أضمن وأجمل.  
فتشي عن العدل وحاولي أن تجديه في حقول القمح وفي رائحة رغيف الخبز الساخن، ولا تيأسي أذا وجدتِه مغتصبًا في دهاليز وقاعات المحاكم.  
تذكري كيف قتل الفلاح "قابيل" أخيه "هابيل" راعي الغنم لأن السماء آثرت رائحة الدم على طعم الجنى، وتركتنا نغتسل في دماء الأساطير ونغرق في بحور التأويل ونختصم حول النوايا والأفعال وكيف يتحقق العدل ويتمم الحكم بالإنصاف.
لا تجزعي إذا خسرت قضية، فالانتصارات ليست فقط بالخواتيم، بل تكون أحيانًا في نقطة الصدام بين من يمارس إنسانيته النقية وبين ظالم في ثياب قاض. يكفيك أن تعودي في المساء وتنامي في ليل من خمائل. 
كوني مع شعبك في حقه ولا تكرهي أحدًا فسيري حيث يقودك قلبك وليكن دائمًا عقلك مولاك وبوصلتك الثابتة.
ستمارسين مهنة تتعاطى مع فقه القوانين فتذكري أن صناع هذه القوانين هم أناس لا يحبونك لأنك لست مثلهم ومنهم وتذكري أن المحاكم امتلأت بقضاة نشأوا في دفيئات مسممة وما كان يعرف بسلطة القانون ذهب وولى فالقمع ازداد والعنصرية رفعت رأسها وهوامش الدفاع عن حقوق المظلومين انكمشت بصورة مؤلمة. 
ستدافعين عن الضعفاء في مجتمعك، لكن تذكري كيف تشظى هذا المجتمع وصارت شوارعه مسارح للخناجر المعربدة ولبائعي السموم ولبعض تجار الدين وأصحاب العصي والمعاصي. 
وتذكري كيف تسفك دماء الرياحين باسم الرجولة وشرف هزيل وموهوم يمارس سطوته في الظلمة مثل كل متجبر مأزوم. 
فابقي يا قرة العين وأنت تمارسين مهنتك الجديدة كما أنت، ضحكة الصباح الراوية وتنفس الساقية والرقة إذا تحركت والطيبة إذا تكلمت. فأنت الدانة الفلسطينية الغالية.            

حُبُّ الْلُقطاءِ/ ابراهيم امين مؤمن

                   
         حبّى
                             فى رحم كبريائكِ
                                 تخلّق سبعاً
                               وعُذب سبعاً
                                وطُرد سبعاً
                                  حملتينى
                             بأنامل كبريائكِ
                                  وألقيتينى 
                                  كخِرقة
                                    لقيط
                        لقيط على أبواب الجحيم 

                          *************
                             وُلدتُ بهواكِ
                         فروح جسدى هواكِ
                          فرأيتُ القرب منكِ 
                                لذاذةً 
                                وبقاءً
                               ولكنكِ
                    أغلقتِ أمامى كل باب اليكِ
                        أصرخ ألماً وغوثاً
                        وتضحكين بمباركة
                        مباركة موتى و عذابي

                               **************
                                 ولِم َلا تباركين!!
                              ألمْ تتندّ مقلتى صبابة
                               وتكنيننى أبو دمعة
                            وترىْ فيها بحوراً تُغرقكِ
                                وأتنسم نسيم قُريكِ
                           وتكنيننى من جواركِ أبو جاثم
                          كأنّ قربي جثوم يُصّعّدُكِ فى السماء
                          كمْ ارتعدتُ من قرِّ كبريائكِ!
                          ولكنكِ تزيدين من أعاصر الصلف
                          وفى أحضانكِ تمزقتْ أضلعى
                          وأنتِ تدفعيننى بتقززات اللائذ
                           وتقولين سعادتكَ فى مشيئتى
                                       ويلى..
                              أنا السائر إليكِ فى
                                 أشواكٍ تضحك
                                  وسديمٍ يرقص
                                وشراب حميم يعذب
                                      ويلى
                            لم أرضْ بسفوح عِصيانكِ
                              وآثرتُ علياء إرادتكِ
                              وما عليائك إلا سديمٌ
                                   أحترقتْ فيه
                                   فراشات حُبّي

                          ****************

                            هرمتُ وأنا أدق بابكِ
                                  ورجْع صداه
                                 رعدٌ فى رأسى
                           إنه صدى إعراضكِ
                                 يدقُّ أعظمى
                                وقدماى تكتوى
                              من لهيب الأرض
                                أرض اللقطة
                                       أبغى
                                      النظرة 
                                      البسمة
                                       لكن
                                 جبروت امراة
                                    يسحقنى
                            هويت على أرض الجحيم
                            أنظر وقد عشىَ بصرى
                            أدقُّ وقد خارتْ قُوَاى
                            فى عيونكِ أظلمتْ شمسي
                           وإلى خُطاكِ سكنتْ سفينتى
                            ***************

                               دافعتينى بيدكِ
                          كمْ بسطيها بنصال أناملكِ
                          نِصالٌ تترامى من حولى 
                             وأنا أتحاشى عذابكِ
                       بالدنو منكِ..عجباً لحبّى اللقيط
                             وأنّى لى أن أترك بابكِ!!
                              زفرتِ كلماتكِ
                              خلف قضبان بابكِ
                        زفرة نيران تنبع من جحيم قلبكِ
                           حسيس وهجيج فأجيج 
                                    لكن..
                                 أكلتكِ نيرانكِ
                            وذبحتكِ نِصالكِ
                     ودُفنتِ فى مقابر كبريائكِ

                        وكفّنوكِ بأثواب حبّي 
                         وغسّلوك ِ بدموعى
                        أأأأأأأأأأأأه ..من حبي اللقيط
                          وتلاشى الباب واختفى
                          مات الحبيب الصلف
                         وسقطتْ كلُّ الطلول
                           على ترامى النِصال
                               وأجيج اللهيب
                       وخطوتُ فى دروب الحياة 
                                   لقيط
                                 يتيم حبكِ