بحكم خبرتى الوظيفية الطويلة لاسيما فى العمل المصرفى ، فقد وجدت أن العديد من المشاكل التي تواجه كافة المؤسسات والشركات بصفة عامة يرتبط إرتباطا وثيقا بعدم وجود معايير عادلة لنظام المكافأت من أجل تحفيز العاملين على إختلاف درجاتهم الوظيفية ، فإمساك الادارة يدها عن العطاء المادي والمعنوي لموظفيها أومديريها لاسيما العطاء المادى لما له من مفعول السحر فى السعى الدائم لتحقيق الافضل للمؤسسة أوالشركة يصيب العاملين على كافة مستوياتهم الوظيفية بالإحباط الشديد حال تجاهله أو غض البصر عنه .
الغريب أن هناك مديرين ورؤساء مؤسسات لديهم قناعات بأن الثناء على الموظف يُعد بمثابة تمهيد الطريق للموظف كي يستنزف رئيسه ومؤسسته ، بل الأمَّر من ذلك والمثير للدهشة أن هناك بعض الموظفين والمديرين من نوعية المتبجحين يطلبون لأنفسهم المكافاة والتحفيز من رؤسائهم على الرغم من أن ماقدموه يعد من صميم عملهم الذين لايستحقون عليه أى مكافأة ومع ذلك يُستجاب لهم ويُمنحون مكافأت ؟ أما من يجتهدون فى تحقيق ترشيد مصروف ما أو منع خسارة ما أو إكتشاف خطأ ما يعيد للمؤسسة أموال كانت ستضيع عليها لولا إكتشافها ، أو القيام بعمل كان سيكبد المؤسسة خسائر ما لايكافئون ؟! ومع ذلك يمنعهم حيائهم وعزة أنفسهم بالمطالبة بمكافأة رغم أنها حق أصيل نتيجة لجهدهم وسعيهم ومع ذلك يسعدون لو قيلت لهم كلمة ثناء رغم أنها لاتغنى ولاتسمن جوع .
إن المدير القانع بما قسمه الله له من رزق رغم ألمه الداخلى بعدم تحفيزة نتيجة جهده ، إلا انه يسعد بكلمة ثناء من القلب تجعله يشعر بأنه على الطريق الصحيح، ولأن العين تقع دائماً على المساوئ فمن المتوقع أن يتعرض المدير من آن لآخر لاتهامات بالتقصير وهو بشر بكل تأكيد يصيب ويخطئ، وهنا يأتي الثناء ليخفف من ألمه ويحصنه من الدخول في دائرة الإحباط، فما أصعب أن يجتهد المدير ويقدم أفضل ما لديه ومع تقصير وارد أو خطأ غير مقصود يقع فريسة في شباك محترفي تصيد الأخطاء.
بالفعل ليس كل مدير بحاجة لمن يحفزه، فهناك مديرون يعملون بطريقة التحفيز الذاتي، وهؤلاء لديهم خبرة حياة أثبتت لهم أن رضا الناس غاية لا تدرك، ومن ثم فمثل هؤلاء المديرين ينظرون دائماً إلى الأمام ولا يعطون بالاً لأي نقد أعمى لا يرى إلا السواد ولا يسعد إلا به. نحن بحاجة لتحفيز مدرائنا المتميزين فى كل مؤسسة ، نشد على أيديهم ونؤازرهم وندعمهم ونبعث لهم دائماً برسالة أننا نقدر جهدهم وتميزهم ونقف معهم في السراء والضراء.
ولايفوتنى فى هذا المقام أن أتقدم بكل عبارات الثناء والتقدير من القلب لكل من فتح أمامي طريق الأمل وسبيل النجاح شكرا لمن غرس في بذور العطاء والنجاح، شكرا لكل من تعلمت منهم أن للنجاح قيمة ومعنى ، وتعلمت منهم كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل ، ومعهم آمنت أنه لا مستحيل في سبيل الإبداع والتميز.. لذا اسمحوا لي جميعا أن أرسل لكم أوسمة من النور بعدد كل نجوم السماء، وأن أنثر بين يديكم كل أكاليل الزهور
كلمات بسيطة أقولها وبنية يعلمها الخالق وحده بالتوجه بكل الشكر والتقدير وبأثر رجعي لكل مدير متميز عملت معه في السابق، وأتوجه بالكلمات ذاتها لمدير أشرف بالعمل معه الآن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق