رومانس المتنبي/ د. عدنان الظاهر

لماذا هربتَ أمس ولم تستطع مواجهة بعض خصومك إجتمعوا على مائدة مستديرة لكي يناقشوا شأناً من شؤونك ؟  وكان حريّاً بكَ أن تحضر هذا النقاش وتقارع الخصوم حجةً بحجة وأن تُفحمهم بدل رفضك المشاركة . لقد أثلجتَ صدورهم بغيابك  عنهم وتركتَ الميدانَ لهم وحدهم يصولون فيهِ ويجولون  ولا مَن يُدافع عن أبي الطيّب المتنبي . منحتهم فُرصة ذهبية ما  كانوا يتوقعونها في السماء فوجدوها على الأرض . كنتُ أتكلم معه لكنه تجاهل خطابي منصرفاً عني متظاهراً بقراءة  كتاب حمله معه . تركته وإنصرفت بدوري عنه لمشاهدة بعض البرامج التلفزيونية . غرق صاحبي في صفحات كتابه ونسي حتى نفسه .... نسيَّ التدخين ... لم يطلب شاياً أو ماءً . ما خطبُ صاحبي هذا اليوم ؟ ما الذي جرى له هناك على سطح كوكب المريخ ؟ إنتبه بعد حوالي نصف ساعة على نفسه وإليَّ فسألني جاداً : ماذا كنتَ تقول ؟ ضحكتُ ... واللهِ ضحكتُ ، لأنني لم أكنْ مستعداً للبكاء ، وشرُّ البلية ما يُضحك كما قال الأجداد . كرر سؤاله : ماذا كنتَ تقول ؟ كررتُ بدوري السؤال على نفسي : ماذا كنتُ أقولُ ؟ نسيتُ ما كنتُ قد قلتُ لصاحبي ، نسيتُ قولي لأنه لم يعرهُ ما يستحق من إنتباه . 
سألته وأنت يا ضيفي العزيز ،  ما كنتَ تقرأ ؟ قال كنتُ أقرأُ في نسخة مُنقَّحة ومَزيدة من ديواني الشعري . هل أضفتَ له أشعاراً غير معروفة أو حذفتَ منه أشعاراً معروفة كانت فيه دوماً ؟ قال أضفتُ وحذفتُ . وهل حذفتَ شيئاً من أشعار الرومانس ؟ قال كلاّ . كنتُ وسأبقى معتزّاً بغزلي ونسيبي وتشبيبي . ليس فيه ما يُخجلني وليس فيه ما أندم عليه . غزلي ، لعلمك ، أصدق أشعاري لأنني لم أبتغ ِ من وراء قوله مالاً أو جاهاً . ينبع من صميم القلب والوجدان . لا تصدّق أني قلت شعراً في الرومانس دونما تجربة حب حقيقية مهما قصُر أمدها وحتى لو كانت عابرة . قلتُ لكنك يا أبا الطيّب لم تكتب قصيدة واحدة كاملة خالصة للحب والرومانس . قال ذلك أمر آخر . لم نتخصص في هذا الضرب من فن قول الشعر . كانت الأبواب الشعرية التي طرقتها متشعبة ومعقدّة بحيث لم تترك لي مجالاً كافياً لإفراد قصائد خاصة بالرومانس . كنتُ أوزّع أشعار الرومانس على القصائد المعروفة في ديواني ، أضعها في مقدمة القصائد حتى لو كانت قصائد غزو وحروب . هل نسيتَ قولي :

إذا كانَ مَدحٌ فالنسيبُ المقدَّمُ
أكلُ فصيحٍ قال شعراً مُتيّمُ ؟

لا ، لم أنسَ هذا البيت يا ضيفي وكيف أنساه . جعلتُ النسيب ، قال ، بمثابة الجبهة بالنسبة لوجه الإنسان . الجبهة والمقدمة والطليعة . هكذا كانت تقاليد وعادات زماننا . قلتُ ألم يشذ عمر بن أبي ربيعة عن تلك التقاليد والعادات ؟ قال ، كان عمر أميراً مترفاً مرفّهاً مدلل الخلفاء وذا نعمة وبسطة عيش فكان له مزاجه الخاص وطُرُق عيشه الخاصة ... كان رجلَ بَطَرٍ  ولم يرَ مصيبة ولا معضلة في حياته .  لا تقارني به . 
طيّب يا أبا الطيوب ، أتقرأ لي أشعارَ رومانس هذا اليوم الربيعي الجميل والدافئ أم أقرأ لك ؟ قال بل نقرأ ... سيقرأ كلانا . فكرة صائبة يا عزيزي ، قلتُ له .
بعد الغداء الخفيف الوزن قال الشاعر : ألا نتمشى لساعة أو بعض ساعة في الغابة المجاورة ثم تبدأ جولة الشعر الرومانسي بعد ذلك مباشرة ً ؟ فكرة جيدة ... لِمَ لا ؟ إنصرف المتنبي عني أثناء تمشينا في الغابة . لا الطير إستهواه ولا شامخات الشجر ولا الصبايا الحسان القافزات اللاعبات بسراويل الجينز الضيّقة يتصاخبن وفي يد كل واحدة ٍ منهن َّ جهاز هاتف الموبايل يتدلى على صدور بعضهن َّ جهاز الأغاني المسجلّة واللاقطات مغروسة في آذانهن َّ . أردت أن ألفتَ نظر صاحبي لهؤلاء الصبيات فقلت له مشاكساً ومداعباً : سبق وأن جمعتَ " صاحب " على أصحاب ثم صغّرتَ هذا الجمع على " أُصيحابي " ... هل تتذكر ؟ قال مستنكراً : وما مناسبة هذا السؤال الغريب ؟ لا غرابة في الأمر أيها الشاعر ... أردتُ فقط أن أُذكِّر َ جنابكم بموضوع إشتقاق مصغّر صواحب وصاحبات ولكنْ تصغير أعمار لا تصغير أعداد [ صويحبات ] ... قال وضّح أكثر . قلتُ  ألا ترى هؤلاء الصبية المتضاحكات الناطات في كل حدب ٍ وصوب ما بين باسق الشجر وأحواض الزهور يغرّدن َ ويرقصن على أنغام ما يحملن من موسيقى وأغان ٍ ؟ خرج من عمق ذاته أخيراً فتطلّع هنا وهناك محاولاً رؤية منظر الفتيات المرحات المتدفقات حيوية ً ونشاطاً وحياة ً يُبرزن بعض أسافل  ظهورهنَّ وأجزاء من بطونهنَّ كما تقضي مودة هذه الأيام .  تبسّم وتمايل جَذِلاً وغامت عيناه رجوعاً لماضٍ سحيق عايشه يتغزل بالصبايا البدويات وكيف كان ينظّم لهن زيارات ليلية في غاية السريّة والحيطة . أو يمهّد لهن طُرُ ق زيارته في بيته في الليالي حالكات السواد . حزرتُ ... حزرت أين كان المتنبي وفي أي بقاع الأرض جال وساح وخاطر وعقد الصداقات البريئة والمريبة مع بعض بنات حواء . إنتهزت ُ الفُرصة الذهبية فقلت له : أعرف أين كنتَ في هذه اللحظات أبا الطيّب ! قال أين ؟ كنتَ هناك ... في لبنان حيث شاهقات الجبال ومسالكها الوعرة التي سدّت الثلوج ُعليك منافذها وطُرُقها وشعابها ، ثم نزلتَ فزرت َ الكاتب الصوفي ( أبا علي هرون  بن عبد العزيز الأوراجي ) ... أليس كذلك ؟ قال أصبتَ يا رجل . نعم ، كنتُ هناك ،  وهل أطيب من لبنان  سهلاً  وجبلاً وناساً ؟ الآن ، قلت له ، كيف مارست شعر الرومانس في القصيدة التي مدحتَ بها صاحبك الصوفي الأوراجي وهل كان رومانسك ذاك حقيقياً أم أقوال شعراء ... مجانين يقولون ما لا يفعلون وفي كل وادٍ يهيمون ؟ قال قبّحك الله ، أَلمثلي تقول هذا الكلام ؟  قبّحك الله دنياً وآخرة ً ! ما كنتُ كما تعلم ويعلم سواك  متصوفاً أبداً ولكن ، لشدة إعجابي بعلم وأدب ولغة وأخلاق هذا الرجل ، ممدوحي ، أُخذتُ ببعض شطحات مذهبه في التصوف التي وجدتها تخدم جمال شعري إن ْ طعّمته ببعض مفاهيم وتصورات المتصوفة المثقفين . ثم ، إنَّ الغزل الذي إفتتحتُ به قصيدة مدحي لهذا الرجل كان غزل شاب عانى من لوعة وجوى حب حقيقي حوّلني أو كاد إلى درويش قريب جداً من حال بعض مَن رأيت من متصوفة زماني فكراً ومسلكاً . نعم ، حوّلني ذلك الحب إلى شبه معتوه فصرتُ أترحم من باب التعاطف مع كل العشاق المجانين من قيس العامري حتى روميو صاحب جوليت . طيب يا أبا الطيب ، قد واللهِ أتفهّم ما كنتَ فيه من حال . الآن ، هل لديك مانع أن تقرأ لي شعر الرومانس الذي جعلته مقدمة ومطلعاً للقصيدة التي مدحتَ بها كاتباً يذهب إلى التصوف ؟ أنشد المتنبي :

أمِنَ إزديارَكِ في الدجى الرُقباءُ
إذْ حيثُ كنتِ من الظلامِ ِ ضياءُ

قلقُ المليحةِ وهي مِسك ٌ هَتكُها
ومسيرُها في الليلِ وهي ذُكاء ُ

مثّلتِ عينكِ في حشايَ جراحة ً
فتشابها ،   كلتاهما    نجلاء ُ 

نفَذتْ عليَّ السابريَّ وربّما 
تندّق ُ فيهِ الصْعدة ُ السمراء ُ

الله الله !! صرخت . أعدْ قراءة هذه الأبيات دخيلَ عمرك . أعاد الرجل قراءة أبياته بحماسة أكبر من ذي قبل . بل وكان يمثِّل حين يقرأ ويجسّم الحالات لكأنه ممثل سينمائي أو مسرحي قدير من عيار السير لورنس أوليفيه. 
إقترحت على صاحبي العودة للبيت فقد حان موعد غدائنا الدسم الذي جهزّته له فجر هذا اليوم . كان قراري أن أفتح مع ضيفي أثناء تناولنا الطعام موضوع قصة العشق الذي ضربه وكاد أن يُطيرَ بعقله فقال أبيات الغزل هذه حيث جارى في إبداعها مذاهب الصوفية . فتاة تُضئ الظلام قاصدةً زيارته ليلاً  !! يفضحها المسك الذي تضمخت به إذ يتضوّع شذاه وينتشر عطره في الفضاء أمامها ومن خلفها فيثير فضول المترصدين والمتربصين !! ثم ، أية عيون في وجه هذه النبيّة الحبيبة حيث  تترك جراحات في مواضع سقوطها على جسد الرجل المتيّم بها والناذر لها نفسه 
؟ أية عيون تخترق الملابس وتحرق الجسد كأنها أشعة الليزر ؟  شذ َّ  الشاعرُ ربما للمرة الأولى فلم يشبّهها بعيون المها وظباء البراري وجآذر السهول والوديان . عيون خاصة ومن طبيعة خاصة . عيون تُصيب ولا تقتل ضحيتها .  تترك له جراحات لا تندمل . عيون تطعن كما تطعنُ السيوف (( كلتاهما نجلاء )) ... العيون نُجلٌ والطعنة نجلاءُ فأين المفر ؟! 
على الغداء حرّكت ضيفي الذي كان يأكل بشهوة  كبيرة للطعام نادرة فيه . إرادة بعض الناس تضعف ساعةَ تناولهم لوجبة طعام جيدة خاصةً إذا جاءت بعد شعور بالجوع عنيف . وهذه هي حالة المتنبي في هذه الساعة . زارته ليلاً حبيبته ... إفتضح أمر هذه الزيارة ... جرحته عيونها النُجلُ ... مزّقت درعه السابري َّ  ...  إخترقته من كافة جوانبه ... إنصهر معدنه الثقيل بقدرة ما  في عينيها من حرارة  عالية وإشعاعات ألفا وبيتا وكاما التي لا يراها العاشق المسكين . لا يرى ما يقتله أو يجرح جسده . في عينيها أشعة ليزر وإشعاعات إنفجار ذرّي . إختراق وصهر . أية أخيلة راودت الشاعر الفتى آنذاك ؟ سألته وكان يتوقع مني الكثير من الأسئلة . سألته إنْ لم يكنْ لديه  مانع أن يقص َّ علي َّ حكاية هذه البنت التي زارته فجرّحته وإخترقت بعينيها درعه وثيابه حتى الجلد . مَن كانت ؟ أكمل مضغ ما كان في فيهِ من طعام ، ترك الشوكة والسكين أمامه ، مسحَ بمنديل ٍ  فمه ، تنحنح  ثم شرع بالكلام قائلاً :  كنتُ في طريقي على جملي قاصداً حلب الشهباء ملبياً دعوة سيف الدولة الحمداني أن أكون شاعر ساعده الأيمن وأقرب الشعراء لديه في مجالسه . بتُّ ليلتي في وادٍ ذي شجر وماء . نهضتُ فجر اليوم التالي قُبيل شروق الشمس لأواصل مسيري نحو حلب . إنتبهت إلى وجود شبح قرب إحدى الشجيرات . إقتربتُ يدفعني الفضول والحيطة من الأعداء وقطّاع الطُرُق . ماذا وجدتُ ؟ يا ألهي !! صبية حسناء تبكي وتنتحب . ما خبركِ يا صبيّة ؟ لم تتكلم . أشاحت بوجهها عني . جلستْ  على الرمل قرب الشجيرة . كررت سؤالي ثم شفعته  بتعريفي لنفسي حاسباً إنها ربما سمعت بالشاعر أبي الطيّب المتنبي . نظرتْ الصبية  إليَّ نظرة إستعطاف وترحّم . يا سبحان الله ! سبحان مّن خلق . تبيّنتُ وقد إنبلج الفجر ملامح وجهها فماذا رأيت ؟ حول عينيها رموش طوال كالنبال . ورأيت في عينيها سحر وغموض الزيتون شَجراً وثمرةً . طمأنتها . قلتُ لها إنك يا صبيّة بعصمة وبذمّة رجل شريف فإعتبريني كأبيك . ما خطبكِ وما قصتك وأين مضارب أهلك ومَن عشيركِ ؟ قالت : قضيّت ُ الليلة هنا مع قومي في هذا المكان . نهضتُ تحت جُنح الظلام لأقضي حاجتي بين الشجيرات بعيداً عن أهلي . حين عدتُ أدراجي 
لمضارب خيامنا وجدتُ القومَ قد إرتحلوا وتركوني وحيدة في هذا المكان . حسبوني ما زلتُ نائمةً في هودجي . وأنا طفلة صبيّة خفيفة الجُرم . كانت ما زالت تبكي وتنتحبُ . قلت لها سأصطحبك إلى أهلك وذويك . جهزّت لها أحد جمالي وساعدها غلماني على ركوبه . أخذتها إلى حيث أشارت . إستقبلنا أبوها وهو شيخ مطاع في قبيلته . أكرمني . سألني عمّن أكون . طلب مني المكوث لديه ضيفاً لثلاثة أيام كما كانت تقتضي تقاليد ذاك الزمان . بقيت مع هذا الرجل الكريم المضياف ثلاث ليالِ بطولها . عرض عليَّ ذات ليلة أن نتصاهر بتزويجي من إبنته الصبية تلك . كنتُ أتمنى أن أقبل العرض . نعم ، أتمنى . إعتذرت من صاحبي فطلب مني توضيح أسباب الإعتذار ، فالعُرف يقضي أن أقبله لا أن أردّه . هكذا شيم الرجال الكرام : لا يردُّ كريماً إلاّ بخيل ٌ لئيم ٌ . قبلتُ الإهانة على مضض . قلت للشيخ الجليل إني جاوزتُ الثلاثين وكريمتكم ما زالت في العاشرة من عمرها . قال حجتك مردودة !! تزوج الرجال قبلنا مِن طفلات في الثامنة في حين  كانوا هم قد تجاوزوا الخمسين !! لم أتزحزح عن رأيي وعن موقفي . عرفت بالطبع قصده من قوله الأخير . قلتُ له وثمة أمر آخر يمنعني من مثل هذا الزواج التشريفي . قال ما هو ؟ مطامحي وغاياتي يا سيدي . آمالي ومشاريعي التي لا يعرف منتهاها إلاّ الله . إني رجل مغامر طموح مشاكس عنيد . فلماذا أتزوج من صبية لتجد بعد حين نفسها متورطة فيما لا يُحصى من مشاكل ؟ ماذا سيكون مصيرها لو قُتلتُ وأعدائي ولله الحمد كثر ٌ ؟ أنا في طريقي إلى حلب لأنضمَّ إلى جوقة أميرها سيف الدولة من الشعراء والمداحين والمنافقين والكذابين . أين سأجد مكاني في هذا الوسط الموبوء ؟ سيغتالني  حسّادي . سيقتلني كِبَر نفسي وإبائي وترفعي عن الدنايا . لم أجرؤ على التصريح بأني أحببت هذه الصبية حباً سريعاً لا يُقاوم ، وجدتُ  فيها سحراً غيرَ مسبوق . في وجهها جمال ربّاني لم أعهده في بنات حواء . أشفقتُ عليها فضحيت بهوى قلبي .  لم أستطع نسيانها حتى اللحظة يا صديقي . ألا ترى الدمع في محاجري ؟ نعم ، رأيت دموعك يا متنبي . صار يردد بنغمة حزن عميق :

أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل ٍ
دعا ،  فلبّاه ُ ،  قبلَ  الرَكب ِ والإبل ِ

إذاً يا أبا الطيب ... كنتَ يوماً واقعاً في جُب حب عميق أذاب حشاك وخلّف في فؤادك اللوعة والأسى . قال بالضبط ،  هذا ما قد حصل لصاحبك المتنبي . ثم َّ ؟ حثثته أن ينهي القصة ؟ قال قبلوا أعذاري كرماً منهم وسمحوا لي بمفارقتهم حيث يممتُ وجهي صوب حلبَ بعد إقامة قصيرة في ضيافة صاحبنا الأوراجي الصوفي . كانت محطة الإستراحة الأولى بعد مأساتي مع تلكم الصبيّة المُذهلة .
رفض إستئناف تناول طعامه . أخذته موجة ملحوظة من الحزن والكآبة ففقد  رغبته في الطعام وما كان قد شبع منه . أكثر التدخين وتناول أقداح الشاي الثقيل بعد الطعام . ظلَّ الشاعر مطرقاً حزيناً طوال ذلك النهار . كنتُ أُداري الجو الكئيب الذي أحاط نفسه به راغباً . تركته وحيداً في غرفة الضيوف وتسللتُ إلى حجرة نومي لعله يقرر في غيابي عنه أن يأخذ قسطاً من الراحة فيخلد إلى النوم دون مضايقات وأسئلة مني .
أمضيت في نومي قرابة الساعة ،  وحين هبطتُ إلى الطابق الأرضي فوجئتُ ... كانت حجرة الإستقبال خالية . أين المتنبي ؟ إختفى ... كما عوّدني على الدوام .
مسكين !! إرتضى المعاناة وتحمّل ما تحمّل ولم يظلم فتاة صبية بالزواج منها وهي في العاشرة من عمرها !! .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق