مقالان وقصيدة لشاكر فريد حسن

تصويت " الخميس " التاريخي الكاسح ..!
التصويت الكاسح في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حالة وموقف الاجماع الدولي العالمي تأييداً للحق الفلسطيني ، ويشير الى تزايد العزلة التي وضعت أمريكا نفسها فيها بقرار ترامب الغبي .

ويعد هذا التصويت انتصاراً تاريخياً للقيم والمبادىء التي تأسست عليها الأمم المتحدة كهيئة ومنظومة دولية ، ويسهم في تثبيت الحق الفلسطيني ، ويؤكد شرعية نضال شعبنا الفلسطيني  في سبيل اقامة دولته الوطنية المستقلة .

وفي الحقيقة أن المعتوه السياسي ترامب والآخر في اسرائيل لم يتوقعا هذه النتيجة التي تشكل قوة انتفاضية دولية للرد على التطاول الامريكي ووقاحة الولايات المتحدة ، رأس الحية والعدو الأساس للشعب الفلسطيني ، ولكل الشعوب الطامحة بالحرية والاستقلال .

لقد صوتت ١٢٨ دولة من أصل ١٩٣ ، أي ثلثي أعضاء الجمعية العامة ، وامتنعت عن التصويت ٣٣ دولة ، والبقية تغيبت عن الجلسة ، وهذه نتيجة جيدة بل ممتازة في ظل التهديدات الأمريكية بوقف المساعدات عن الدول التي تصوت ضد قراره .

ولكن المؤسف والمستغرب أن من بين الدول الني امتنعت عن التصويت هي دول اسلامية ، وهي الكاميرون والبانيا والبوسنة ، والأغرب هو أن بعض الدول الاسلامية التي شاركت في قمة اسطنبول باجتماع منظمة التعاون الاسلامي لم تلتزم بقرار القمة الرافض لوعد ترامب وقراره المجحف ، ومنها دولة " توغو " الافريقية التي دفعت الى جانب اسرائيل وأمريكا ، ولذلك يجب اقصائها وطردها من منظمة التعاون الاسلامي .

لقد كسب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بهذا التصويت موقفاً سياسياً جديداً ، يعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة والصدارة ، وذلك نتيجة الدبلوماسية  الناجحة والضمير الانساني العالمي والتعاطف الدولي والدعم العربي .

وعليه فعلى القيادة السياسية الفلسطينية استثمار هذا التأييد والموقف السياسي والتصوبت التاريخي في صالح النضال الوطني التحرري الفلسطيني ، ومستقبل قضيته الوطنية ، وذلك بنفض يديها من امريكا التي لم تعد راعية للعملية السلمية ، ومن اتفاق اوسلو في تحقيق أهدافه المنشودة ، والعمل على تجنيد واقناع العالم بضرورة عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً .
**
آه يا قدس 

آه يا قدس العربية
ويبوس الكنعانية
الفلسطينية
حاصروا عينيك
جعلوا من دمعك المهراق
نهراً
زرعوا الأحزان في
شوارعك
وأزقتك
وأسواقك
وسرقوا البسمة من عيني
أطفالك
والكحل من عيون
نسائك
أغرقوك في العتمة
والظلمة
عربانك باعوك
وكالحصان وحيدة
تركوك
فانتفضت دفاعاً عن
تاريخك
وكرامتك
وكبريائك
وأقصاك
لا تجزعي مدينتي
اشمخي عالياً
بالخزي جبينهم
ستمرغين
ومجدك المسلوب
سوف تستعيدين
وبعباءة الشمس
ستتلفعين
**
في تكريم شيخ القصيدة الشاعر أحمد الحاج 

لم أجالسه ، ولم التق به ، ولم أشرب القهوة العربية المهيلة معه ، لكنني سمعت وقرأت عنه الكثير ، وعرفته من طلابه وتلامذته ، ومن قراءاتي لأشعاره وقصائده الوطنية والانسانية التي نشرها في الصحافة الشيوعية .

إنه الأستاذ أحمد نايف الحاج ، الشاعر الكفرساوي الجليلي الفلسطيني العروبي ، الذي يعتمر الكوفية والعقال ، والذي كرمه لفيف من أصدقائه ومعارفه وطلابه ومعارفه وأحبابه ورفاقه وأهل بلده وعدد من الضيوف بمناسبة اصداره ديوانه " العجزة " . وقد جرى الاحتفال التكريمي في بلدته كفر ياسيف ، بلد العلم والثقافة التي تخرج من مدرستها الثانوية ، التي تحمل اسم " يني يني " ، العشرات من الشعراء والمثقفين والمبدعين المشاركين  في الحراك الثقافي والعمل الوطني العام .

وهذا التكريم المستحق هو لفته انسانية طيبة وتقديرية ، وما أحلى وأجمل أن يكرم المرء في حياته بين أحبائه ، وليس بعد الموت والرحيل .

أحمد الحاج ( أبو نزار ) هو مرب عريق  وشاعر فلسطيني مخضرم ، يمتلك ثقافة واسعة لم ينل حقه من الشهرة والانتشار ، رغم انه معروف بين أقرانه ومجايليه وأحبائه ، ولدى الأوساط الأدبية والثقافية في البلاد ، لأنه لا يتقن لعبة الترويج والتلميع الاعلامي ، ولم يبحث يوماً لا عن مال ولا جاه ولا شهرة ، وانما عن حب الناس والالتصاق بهمومهم .

إنه شاعر عروضي وعروبي وكلاسيكي ملتزم بقضايا الجماهير وعذاباتها ، وسباق في النشاط والصبر والتسامح والاستقامة والمبدئية ومناهضة الظلم والقهر والاستغلال والاضطهاد الوطني والطبقي .

أحمد الحاج هو فارس الشعر المقفى ، وأحد الهامات والشامات البارزة في القرية بميادين الشعر والأدب والتدريس والعمل التطوعي والوطني ، وهو شعلة من العطاء ، زرع في الأجيال التي تخرجت من معطفه على عشق الوطن ، وحب الانسان مهما كان دينه ومذهبه وعقيدته ، وظل وفياً لذاته ، وحريصاً على نقائها وصدقها وأصالتها .

له ثلاث دواوين شعرية ، وهي " قبس يتسلل عبر الظلام ، العلقم يقطر قندا ، جراح القلب لا تندمل " . بالاضافة الى ديوانه الجديد " العجزة " .

أحمد الحاج يتقن حرفة الشعر ، متمكناً من لغته وأدواته ، وتطويع اللغة والمفردات لتستجيب لجمالية القصيدة ، وقصائده غنية وثرية بالوهج والاشراق الأدبي والفكري ، وتتجسد فيها الروح الوطنية والعزة القومية والقيم الانسانية والضمير الحي ونقاء الروح والاستقامة كمبدأ ونهج حياة لا يحيد عنه .

إنها قصائد الوطن والحياة بكل تجلياتها ، وتصور آلام الناس وبؤسهم وأحزانهم ومعاناتهم ، ويطغى الجانب الوطني عليها .

وهي تتسم بالجزالة والمتانة والقوة والحس الشاعري والرونق التعبيري والنزعة الكلاسيكية ، وانحيازها للطبقات الشعبية الكادحة المسحوقة وجموع المطظلومين والمستضعفين .

ومن يتذوق الشعر الجميل ينعم بها ويقبل عليها حافظاً له ، ومردداً أنغامه وألحانه .

فلشاعرنا المجيد ، صاحب النفس الشعري هفهاف الجرس ، والشفافية البحتة والأناقة والجمال البوحي ، أحمد الحاج ، خالص التحية ، ومبارك التكريم ، والعمر المديد ، والمزيد من العطاء الملتزم .
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق