استل الفجر من غمد السناء ما تبقى من سهاد البارحة ..
استجمع نبيل بقية نعاس ظل عالقا بجفنيه ، فرك ما بدا منتعشا بهضبة أهداب مأقيه المرتعدة ..
لم يبسمل ..
كان شطر من جسده البدين يبعث ارتعاشة مع أول لمسة لزر هاتفه الذكي ..
لملم بعضا من صفات جنونه ، قمّطها في اتزان يبدو مضطربا ، مصطنعا .
زحغت بعض بقايا جسده المنهك صوب فنجان قهوة باردة باتت في العراء طيلة ليلة صقيعية كاملة ، تكون الجن قد شربت منها لأنها كانت عارية ،
وهو يرتشف الرشفة الاولى تذكر مقولة والدته : " قلت لكم لا تتركوا النعمة تبيت بدون غطاء فإن الجن تشرب منها "
تجاوز هذه المقولة وقد بدت له بائسة ، بالية .
دغدغ الرشفة من فنجان باهت ، بشفتين ملحدتين ، كافرتين، جاحدتين ، ووضع انامله على زر الهاتف ..
شكّل الرقم
كان الازدحام يملأ كيانه المضطرب ، أعاد الكرة
عدة مرات ..
صعقه صوت أنثوي هامس :
هذا الرقم لم يعد في الخدمة ، أو يكون مستعمله قد استغنى عنه
أو اقتنى رقما آخر .
سقطت أول زفرة .. أول دمعة في الفنجان الباهث الذي شربت منه الجن .
سقطت كبرياءه حين اقتسمت معه تباشير الفجر أول وعكة للضياء .
كانت أول مؤشر في الاعجاب
حين رددت الاصداء والتخوم مؤازرة له ولهذه الوعكة : ها أنا أول من يضع لك شارة Lik " "لايك"
"J'aime "
زحفت أشلاؤه الوهمية العاطفية
بين "جام " " سعاد " وبين وعكة الضياء الذي ساقته إلى أقرب مشفى ... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق