الرئيس الأمريكي المتصهين ترامب،كما هو الثور الهائج يحاول بشتى الطرق والوسائل من تهديد ووعيد بالعقوبات وقطع المساعدات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول،أن يخضع العالم لإرادته وللمصلحة الأمريكية والصهيونية واهدافهما في المنطقة والعالم، وكذلك القول بأن عصر امريكا واحاديتها القطبية،ما زالت قائمة،وبأن أمريكا شرطي العالم،وان المشروع الأمريكي يتقدم وسينتصر،ولكن الواقع يقول غير ذلك،فالمشاريع الأمريكية من بعض تورطها في أفغانستان وإحتلالها للعراق،تفشل يوماً بعد يوم،وتسجل المزيد من الإخفاقات والتراجعات،والحلف الأمري صهيوني مع ما يسمى بالمحور السني العربي،والذي ترسم ما بعد مؤتمر 20/أيار من العام الماضي في الرياض"،والذي كان من اهم مخرجاته،بأن ايران هي دولة "إرهابية" وهي مصدر الخطر وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم،وأقامت قاعدة كبرى متقدمة ل"الإرهاب" في المنطقة،والمقصود هنا حزب الله المقاوم،وأيضاً تم تصنيف حركات وأحزاب المقاومة الفلسطينية والعربية من حزب الله وانتهاءً بالجهاد الإسلامي كجماعات إرهابية،اسوة ب"داعش" التي تمولها وتحتضنها وترعاها أمريكا،في خلط وتعويم مقصود لمعنى الإرهاب.
هذا الحلف يواجه الفشل والأزمات الأخذة في التعمق...فلا تهديدات ترامب الفارغة والمتكررة لكوريا الشمالية أثمرت عن شيء،فلا كوريا توقفت عن تجاربها الصاروخية،بل تلك التهديدات الفارغة والجوفاء،جعلت القيادة الكورية هناك،تزداد تصميماً على إمتلاك سلاح الردع لمواجهة العنجهية والغطرسة الأمريكية،والقول لترامب بأن الصواريخ الكورية،ستضرب المدن الأمريكية في حال أي هجوم امريكي على كوريا،وبالفعل اعلن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون عن امتلاك بلاده للسلاح النووي،مما عمق من ازمة ترامب.... ناهيك عن ان حملات التطويع الأمريكي لمحور المقاومة من ايران وحتى فلسطين ومروراً بالعراق وسوريا ولبنان واليمن...لا تسجل سوى الفشل والمزيد من الفشل،فلا العراق قسمت ولا الدولة الكردية قامت في الشمال العراقي،كدولة صهيونية أخرى في المنطقة بقيادة جاسوسها مسعود البرزاني،ولا سوريا جرى تفتيتها واخراجها من معادلة الصراع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ولا لبنان دخل في حرب اهليه خطط لها من اجل القضاء على حزب الله اللبناني ولا اليمن بعد ثلاث سنوات نجحت السعودية ودول ما يسمى بالتحالف العربي في كسر ارادة شعبه وتطويعه ودفعه للإستسلام،والموافقة على إقامة نظام كرتوني يأتمر بأوامر السعودية،ولا يعبر عن اماني وطموحات الشعب اليمني،بل يزداد مأزق السعودية في المستنقع اليمني،وخسائرها كل يوم تزداد والأسعار في المشيخة لم تعد يحتملها الشعب السعودي،وفلسطين لم ترفع الراية البيضاء لا بالتهديد ولا بالإبتزاز المالي ولا بالقرارات المتناقضة مع الشرعية الدولية بالإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال،بل كانت هزيمة مدوية لهذا القرار الأمريكي في المحافل الدولية،والذي أظهر أمريكا كدولة معزولة،وهذا القرار جاء خدمة مجانية كهبة من السماء لمحور المقاومة ولشعبنا الفلسطيني،لتأكيد التمسك بالمقاومة كخيار ونهج،وكان كذلك هذا القرار صفعة كبيرة ومدوية على وجوه ما يسمى بالمحور السني العربي – الأمريكي،المتغطي والمتلفع بالعباءة الأمريكية،والذي ظل يحدثنا عن الوسيط الأمريكي النزيه،وبانه سيمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق حقوقه في دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس،ولتكن أولى ثمرات ما يسمى بصفقة القرن،صفعة كبيرة،قرار بإعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال،وليشكل مدخلاً لقرارات وقوانين إسرائيلية متطرفة،تستهدف القدس بالتهويد والضم وطرد سكانها العرب الفلسطينيين عبر سياسة التطهير العرقي،وكذلك هو حال الضفة الغربية.
الشعب الفلسطيني لن تطوعه لا قطع المساعدات ولا وقف التمويل الأمريكي للمؤسسات الدولية التي تقدم خدماتها للشعب الفلسطيني كوكالة الغوث واللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".. بعد كل هذا الفشل جاءت التظاهرات في طهران احتجاجاً على قضايا معيشية ومطلبية مشروعة،تعمل القيادة الإيرانية على معالجتها وتلبيتها،حاول الثالثوث الأمري صهيوني – الخليجي العربي إستغلال تلك الأحداث وتسيسها،بالتعاون مع بعض المرتزقة من عملاء واشنطن وتل ابيب والسعودية في الداخل الإيراني وخارجه،بالتعاون مع ما يسمى بمنظمة مجاهدي خلق في باريس والقاعدة الأمريكية المتقدمة لأمريكا واسرائيل في اربيل العراقية،وبدعم مالي سعودي كبير،وحرب نفسية تديرها تل أبيب والرياض،والهدف اسقاط الدولة الإيرانية،وتخريبها من الداخل ،كما حد ث في أكثر من بلد عربي،ولكن حكمة القيادة الإيرانية ووعي الشعب الإيراني واستيعابه لدروس ونتائج ما يسمى بالثورات العربية،أفشل هذا المخطط الأمري صهيوني- السعودي،حيث خرجت المظاهرات الكبيرة التي تعبر عن التفافها حول القيادة الإيرانية،وكذلك القيادة الإيرانية تصرفت بحكمة عالية،واستوعبت تلك التظاهرات،وقالت بان هناك اخطاء تحتاج الى معالجات..وعلى خلفية هذا الفشل حاولت امريكا " الحنونة" جداً على الشعب الإيراني،والتي هي السبب المباشر في صعوبة اوضاعه الاقتصادية نتيجة حصار ظالم استمر 35 عاماً،نقل الملف الإيراني الى مجلس الأمن،ولم تجد في هذه المؤسسة الدولية التي كانت تسطو على قرارتها في زمن القطبية الاحادية الأمريكية،سوى الفشل والفشل الذريع،والتهكم من قبل المندوب الروسي الذي قال بأن ذلك توظيف للمؤسسة الدولية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول،ولم يكتف هذا الثور الهائج بهذه النتيجة،بل هو يدرس تجميد مساعدات امريكية لباكستان بملياري دولار،لأن باكستان رفضت ان تكون ارضها قاعدة لمرتزقة من يسمون انفسهم بمجاهدي خلق لتهديد استقرار ايران...على هذا الثور الهائج والمتحالفين معه من صهاينة وعربان مشيخات خليجية،ان يقنعوا تماماً بان مشروعهم في المنطقة الى أفول،وان زمن استعادة العرب والمسلمين لعزتهم وكرامتهم قادم لا محالة.
إنّ هزيمة المشروع الأمريكي في طهران سوف تشكل قوة دفع إضافية لحلف المقاومة لمواصلة تطهير أرض العراق وسورية من خلايا داعش النائمة والتي تقومون بإمدادها بوسائل البقاء من مال وسلاح. كما أنها ستشمل الأرضيّة لاستكمال هجوم حلف المقاومة الاستراتيجي والذي لن يقتصر على تحرير الجليل فقط، وإنما سيكون هدفه الوصول الى القدس وتحريرها كما صرّح بذلك الأمين العام لحزب الله في مقابلته مع فضائية «الميادين» مساء الأربعاء الفائت، حيث لن يبقى لدى سيد البيت الأبيض لا ملوكاً ولا عبيداً من الأعراب المتصهينين يستطيع استخدامهم في نسج المؤامرات ضدّ حلف المقاومة منعاً لتحرير فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق