المدن العائمة وتنشيط السياحة المصرية/ أشرف حلمى


العديد من المصريين يعرفون الفنادق العائمة التى تعرف بالنيل كروز والمتواجدة على ضفاف النيل ما بين القاهرة وأسوان، خاصة التى يستمتع بها كل من المصريين والأجانب ما بين الأقصر وأسوان فى المواسم السياحية والتى تأثرت بعد ثورة ٢٥ يناير، كباقى المدن والمنتجعات الساحلية الواقعة على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
على الرغم أنى استمتعت بالرحلات النيلية ما بين الأقصر وأسوان بأحد الفنادق العائمة ذات الثلاث والأربع طوابق نظرًا لعمق نهر النيل، كما استمتعت أيضًا بواحدة من المنتجعات السياحية على خليج القروش بشرم الشيخ والمنتشرة بكافة المدن الساحلية، إلا أننى شعرت بالحزن الشديد للحال الذى وصلت إليه السياحة المصرية أثناء رحلتى على إحدى البواخر السياحية العملاقة العابرة للقارات ذات الخمسة عشر طابقًا، عندما رأيت مجموعة من شعارات عشرات من موانى الدول التى رست عليها، ومن بينها ميناء الإسكندرية، كذلك لوحات معبرة لما تشتهر به البلاد ومن بينها إحدى اللوحات الفرعونية، التى استمتع بها نزلاؤها وبالمعالم السياحية، أما الجزر المنتشرة بكل من المحيطات والبحار يمكنها الرسو على مقربة منها، ومن ثم تنقل نزلائها إليها بواسطة قواربها المصاحبة لها على الباخرة والتى تسع كل منها ١٥٠ فردا للتمتع بشواطئها الجميلة الخلابة، وكان سبب حزنى أن هذه البواخر شبه متوقفة عن الإبحار تجاه الإسكندرية من بعد ثورة يناير.

لن أجد تعريفا مناسبا لهذه البواخر العملاقة سوى (المدن العائمة)، والتى يصل طولها إلى ٣٦٢ مترا وعرضها ٦٦ مترا بارتفاع ١٨ طابقا بها أكثر من ١٦ مصعدا مجهزا لإقامة ٦٧٥٠ راكب، إضافة إلى ٢٣٠٠ من العاملين عليها وقبطان السفينة بتكلفة نحو مليار و٣٥٠ مليون دولار أمريكى ويوجد بها ملاعب، ومسارح وأماكن للتزحلق على الجليد والألعاب المائية والعديد من حمامات السباحة والبخار وجاكوزيهات وقاعة للجيم وكازينو وملاه للأطفال ومطاعم مختلفة وبوفيه مفتوح إضافة إلى شوارع بها محلات وبارات، كذلك مكتبة وخدمات الإنترنت ومعرض للرسم وطباعة الصور وغيرها من الأماكن التى يستمتع بها الكبار قبل الصغار، أما غرف النزلاء مختلفة المساحات بالشباك وبدون أو بالبلكونات إضافة إلى ما يشبه الفيللات المكونة من دور أو دورين بها حمام سباحة خاص وتقدم لنزلائها العديد من البرامج والأنشطة اليومية أثناء إبحارها.

بعد عودتى من رحلتى المحيطية بين الأمواج الهادئة والطبيعة الخلابة للجزر والمدن الساحلية التى يقطنها سكانها الأصليون البسطاء الذين يعيشون على السياحة، ما جعلنى أتساءل أين وزارة السياحية المصرية للترويج السياحى للمدن الساحلية من خلال تطوير موانيها وتقديم خدماتها للهيئات العالمية الكبرى المسئولة لعودة بواخرها السياحية مرة أخرى لزيارة مصر؟ وأين رجال الأعمال من إقامة مشاريع البواخر السياحية العائمة على غرار المنتجعات السياحية، وإعداد رحلات بحرية للمدن الساحلية الممتدة على الشواطئ المصرية للأفواج السياحية القادمة بالاتفاق مع شركات السياحة العالمية؟ إذ تعمل المنتجعات والمدن السياحية العائمة بديلًا عن البواخر العالمية التى تأثرت بها مصر بعد الثورة لتنشيط السياحة الشاطئية لزيارة المدن الساحلية وممارسة الألعاب الشاطئية بداية من نويبع، دهب وصولًا إلى شرم الشيخ جنوب سيناء، ثم الاتجاه إلى مرسى علم، الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ثم إلى العين السخنة والسويس تعبر خلالها قناة السويس وزيارة مدينة الإسماعيلية ثم بورسعيد، ليبدأ الجزء الثانى من محطاتها البحرية للمرور على الشواطئ والمدن المطلة على البحر المتوسط وصولًا إلى الإسكندرية، ومنها إلى مرسى مطروح يزور فيها السائح العديد من الشواطئ المصرية فى فترة زمنية محدودة وليس على السائح الالتزام ببرنامج الرحلة التى يمكن أن تصل إلى ١٥ يومًا، بل يمكن تقسيهما إلى مرحلتين طبقًا للعروض التى توفرها الشركات لعملائها لكل منها على غرار الرحلات الساحلية الأوروبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق