بتقديري، أن العدوان الثلاثي السافر الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية، والذي زعمت هذه الدول أن جاء كرد على اتهام النظام السوري باستخدام الاسلحة الكيمائية في دوما بالغوطة الشرقية بضواحي دمشق، فشل فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافه، ومن شأنه توسيع دائرة الحرب المستعرة في المنطقة، ويزيد الوضع السوري والعربي خطورة وتعقيدًا.
ان هذا العدوان الثلاثي الذي تم بمباركة بعض الدول العربية ومشيخات النفط، وبصمت دول عربية أخرى، ما هو ليس سوى حلقة جديدة من حلقات التآمر الامبريالي الصهيوني الاستعماري الرجعي العربي لتمزيق أوصال الوطن العربي والتحكم بثرواته الطبيعية، والأنظمة العميلة التي أيدت هذا العدوان وتشارك بتدمير الوطن السوري وذبح شعبه ، سيكتوون بنتاىج هذه الحرب الظالمة المتواصلة، عاجلًا أم آجلًا.
لقد عرى العدوان كليًا النظام السياسي العربي من ورقة التوت الساترة لعورته، وأظهر بشكل واضح ما وصلت اليه الحال العربية من الانحدار والخذلان والتبعية، والترويج لمشاريع على حساب الأمن القومي العربي، حيث يقف التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في أولويات هذه المشاريع.
المطلوب في هذه المرحلة العاصفة والخطيرة مواجهة كل مشاريع التطويع والالحاق والاذدناب الصهيو أمريكي، ومقاومة أفكار الهزيمة والخنوع والاستسلام التي تمكنت من التسلل والتغلغل في عمق مجتمعاتنا العربية والتأثير على شعوبنا، واسقاطها في جميع الميادين والمنديات، وهذا لن يتم الا بتشكيل جبهة نضالية مواجهة عريضة على امتداد الوطن العربي، مكونة من قوى ثقافية ونخبوية وفكرية واعلامية، تقف الى جانب سورية في معركتها ضد قوى البغي والعدوان والارهاب، وتدافع عن شرف الأمة العربية وعن كرامتها التي امتهنت، والنصر دائمًا حليف الشعوب المستضعفة المكافحة والمقاومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق