أتهرّبُ من بحرٍ يمخرُ أشباحا
أجبلُ من ذِكرى أهلي
وَثَناً .. صَنَماً .. تمثالاً ربّا
لا أعبدُ لا أقضي ليلي تسبيحا
أستهلكُ نفسي دمعاً إسرافا
الدمعةُ أقوى من صوتِ الطلقةِ في مدفعِ إفطارِ
ماذا أبقيتُ لشجوِ الليلةِ في شمعةِ حزنِ دُخانِ الميلادِ ؟
الليلُ يطولُ ثقيلا
يستوطنُ في رُكنِ الأركانِ مكينا
يستدعي أهلي جيلاً جيلا
مَنْ صاحَ ومَنْ طاحَ جريحاً مكسورا.
2ـ
أينَ الآنَ مدارُ مصيري
أينَ مخايلُ ذِكرى ميلادي
في دارٍ آواني أزحفُ أحبو طفلا
أدخلني الصفَّ الأوّلَ علّمني أنْ أقرأَ أسماءَ الأجدادِ الحُسنى
مَرحىً مرحى
أفرحُ أمْ أبكي
أتهدّمُ صرحاً صرْحا
أبكي أتفاوتُ صُعْداً سُفْلا
أينَ الأحبابُ بواكيرُ سنيِّ شبابي
كنتُ " الباهشَ " في حُبِّ صبيّةِ صفصافِ الجيرانِ
أقضمُ نفسي وأسوّدُ صفحاتي
نزفتْ رئتي جفّتْ شَفَتي
إنحطّتْ دَرَجاتي في سعي الصفِ الشهري
هل مِنْ حلٍّ يا أهلي ؟
3ـ
لا أعرفُ لا أُنصفُ نفسي
(( إنَّ الإنسانَ لأمّارٌ بالسوءِ ))
أُسرفُ حتّى يأسو منّي يأسي
هل كنتُ أُجيدُ الأدوارَ العليا تمثيلا
أو كنتُ الملِكَ السكّيرَ الضلّيلَ قتيلا
أجلسُ فوقَ الشُرفةِ أمسحُ ما حولي مَسْحا
أدخلُ في نَفَقٍ محفورٍ في رأسي
أسألُ عنّي مَنْ غابوا
مسحوني بذيولِ عباءاتٍ سودِ
لمْ أقرأْ ما كانَ خِلافي مكتوبا
قصّرَ لمْ يبلغْ شأوا
يتقلّبُ شِبْراً شِبْرا
في دُنيا كانت في الأعلى سقفا
العبءُ الأكبرُ ما زالَ يُدمدمُ في عينِ السنجابِ
يستجدي عونا
أَأَقومُ وأقدامي خلفي تجري
تسألُ هل صلّى أهلي
هلْ وفّوا نذري
زاروا مَنْ زاروا صانوا عهدا
ضحّوا ذبحوا عِجلا ؟
4ـ
شمسُ البردِ القاسي
لا تشرقُ شمسٌ إلاّ
أنْ يطفو غيري شلواً مطفيّا
يعلو لسماواتِ نجومِ أخرى نسيّاً منسيّا
فيها ما لا فيها
يتحرّى شيئا
لا جنّةَ فيها لا أُخرى
رملٌ يترسبُ في جوفِ الجبِّ النفسي
ورمادٌ أفقدني لونَ الدنيا في عيني
لا بُلغةَ عندي إلاّ غولا
يتخفّى في ظلّ الليلِ وبيتاً أقوى
لا تأريخُ البردِ الأقسى
لا صولاتُ الطقسِ المتقلّبِ أحوالا
لا مُدُنُ الثلجِ المستورَدِ ألواحا
لا الدفءُ الطافي فوقي يعلو سقفي
لا لا لا ...
لا تسألْ لا تُلحِفْ في السؤلِ
حيّرَني زمنُ الماضي
شوّشني صيّرني شيئا
ضيّعني في الباقي منّي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق