1ـ قصرُ القَمَر
( جابَ الصخرةَ في الوادي ) تكسيرا
كي يبني للفتنةِ في الجنّةِ قصراً ممدودا
أمردَ بلقيسيّا
فوقَ مياهِ البحرِ الميّتِ عَرْشاً منصوبا
من فاخرِ مرمرِ جلمودِ كناعينِ بلادِ الشامِ
صَرحاً يتلّونُ ياقوتاً مسحوراً ترصيعا
يتألّقُ في عينيها ماسا مصقولا
يتبادلُ ألوانَ طقوسِ البهجةِ حالاً حالا
يتفجّرُ عيناً عيناً زلزالا
سيلاً فضيّاً قمريّاً مصهورا
يصنعُ مخلوقاً عَبْدا
يحملُ مِرسالَ النجوى
يهوى قمراً في ماسةِ عينيها مطمورا
يتسلّقُ أبراجَ الفتنةِ بُرْجاً بُرْجا
يتصيّدُ في بحرِ النوءِ الجارفِ حوتا
يرسمُ في قارِ الليلةِ نجماً ذا ذيلٍ مثقوبا
يهوي إنْ شاءَ ويعلو مقلوبا
يقبسُ من شعلةِ كوكبِ عينيها نورا
يوحي للعاشقِ ما يوحي سِرّا
يخفقُ صبّاً مشتاقا
سُبحانَ الوجهِ السابحِ في نارِ الأشواقِ
طيّرَني من حبٍّ أقصاني
أبعدني من شُرْفةِ بنتِ الجيرانِ
فاجأني سهوا
صيّرني رمزاً ممسوخاً ممسوحا.
2ـ قصرها العالي في بلميرا
خاطبتُ الحاجبَ قطّبَ لم ينطقْ حرفا
صدَّ وأنزلَ أستارَ حِجابِ الأبوابِ
وسّعَ أحداقَ السَوْءةِ في متراسِ عيونِ الشيطانِ
أطلقَ صيحاتِ عُواءِ ذئابِ الإنذارِ
سدَّ الصدرَ وضيّقَ دقّأتِ سنادينِ الأنفاسِ
أعلى زَفَراتِ نواقيسِ الإخطارِ
حطّمَ قنديلَ الأنوارِ
طلَّ فصرَّ رتاجُ الشُرفةِ والبابِ
إظلمّتْ أحداقُ عيونِ الحرّاسِ تِباعا
لم تُشفقْ آلهةُ القصرِ الأسطوريِّ الغالي
أغضتْ صدّتْ فارتْ واحمرّتْ عينا
فتحتْ بوّاباتِ مصدّاتِ الماءِ
فطغى وانهارَ الخندقُ في السدِّ العالي
جرفَ السيلُ العارمُ في " بلميرا " قصرَا
دَمّرَهُ تدميرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق