لم تكوني حبيبتي وحدي بل كل غزة احببتك .. وكل غزة عرفتك من مخيم الشاطئ حرصت الحاجة خديجة عرفات القدوة علي ان تكون مع ابناء شعبها حيث كانت جمعية القدس للتنمية الاجتماعية هى انطلاقة اعمالها بعد العودة الى ارض الوطن .. فشيدت مباني الجمعية لتكون شاهدة على هذا الابداع الوطني والعمل التطوعي الاجتماعي حيث كانت افكارك التنموية لرعاية الاسرة الفلسطينية وحمايتها .. لقد قدمتي كل ما تستطيعين من اجل شعبك وساعدت كل من عرفك وفتحتي بيتك للجميع وكنت ترعي الجميع بعطفك وحنانك ..
عملت الحجة خديجة بدون تلقي أي اجر او راتب وكانت توصل الليل بالنهار والنهار بالليل ولم تسال يوما عن أي ثمن لهذا الجهد الذي ممكن ان تتلقاه ولكنها بحثت على ان تكون بين ابناء شعبها لم تبحث عن مقابل لعملها فعاشت زهيدة ورحلت بصمت لتفارقنا الحياة تاركة وراءها تاريخا مشرفا سيعتز به شعبنا سيفخر به كل من عرفك وتعامل معك ...
احبتك القدس وشوارعها وأزقة البلدة القديمة حيث كان ميلادك وكنت ارى حيفا في وجهك وصفد والجليل .. احبك الجميع .. الاطفال والكبار والصغار .. احبك كل عشاق الحرية والحياة .. احبك هؤلاء الذين يتطلعون الي حياة افضل وهؤلاء الذين كانوا يتطلعون الى المستقبل حيث كنت ترسمين الابتسامة على وجوه كل من عرفك وتعامل معك ..
لقد كانت الحاجة خديجة عرفات القدوة رائدة العمل النسائي التنموي والاجتماعي والخيري منذ اللحظات الاولي للثورة الفلسطينية لتساهم مع الاخ ابو عمار في ترتيب الاجتماعات في القاهرة حيث شهدت شقتها الواقعة في 5 شارع دمشق بقلب القاهرة بدايات الاجتماعات التأسيسية للرعيل الاول ولقاء اتحاد الطلاب ومن ثم عملت خديجة مع شقيقتها يسري وإنعام والدكتور فتحي على تشكيل الاطر الاجتماعية الداعمة لحماية الاسرة الفلسطينية من خلال جمعية القدس للتنمية الاجتماعية ومن ثم تم تأسيس الهلال الاحمر الفلسطيني والعمل على افتتاح مستشفى الهلال الاحمر كرمز لفلسطين في القاهرة وخدمة لأبناء شعبنا الفلسطيني والعمل على تأسيس جمعية القدس للتنمية الاجتماعية والتي كان مقرها الرئيسى القاهرة ومن ثم عملت على افتتاح افرع لها في بيروت وفى اماكن الشتات الفلسطيني ومنذ ان عادت الى ارض الوطن حرصت على افتتاح افرع للجمعية في قطاع غزة وحرصت ان تنطلق من قلب مخيم الشاطئ بمدينة غزة وأيضا تم انشاء مباني للجمعية في منطقة بيت لاهيا حيث تم قصفها من قبل الاحتلال الاسرائيلي ايضا تم افتتاح افرع للجمعية في خان يونس لتكون صرحا شامخا لرعاية الاسرة الفلسطينية كما امتد النشاط الاجتماعي ليغطى احتياجات الاسرة الفلسطينية في مخيمات الضفة الغربية وفي اماكن الشتات الفلسطيني ..
لقد وقفت الحاجة خديجة الى جانب الاخ ابو عمار منذ الانطلاقة وتابعت باهتمام العمل النسائي الفلسطيني ومثلت فلسطين في مختلف المحافل الدولية ضمن الانشطة النسائية والعمل الانساني ..
لقد شكلت الحاجة خديجة عرفات القدوة نموزجا وطنيا وكانت مثالا للمرأة الفلسطينية الصابرة الحنونة وكانت من أوائل المنتمين للعمل الثوري وأصبحت رمزا للماجدات المناضلات الاصيلات الذين عملوا بصمت من اجل مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ودعم صمود ابناء شعبنا الفلسطيني .
تعد الحاجة خديجة من أبرز رائدات العمل النسوي في فلسطين وحياتها كانت حافلة بالعمل النضالي منذ نعومة أظفارها وعاشت حياتها مسكونة بالحق الفلسطيني ومقاومة الاحتلال وكرست جل حياتها لخدمة وطنها وشعبها وقضيتها الماجدة والدفاع عن قضايا المرأة الفلسطينية .
لقد كانت خديجة رحمها الله رحمه واسعة واسكنها فسيح جناته بعمل الخير والتضحية والفداء وكانت قائدة مقدامة شجاعة صادقة تعمل بصمت وحرص على انجاز المهام الموكلة لها من قبل القيادة الفلسطينية بكل دقة وشجاعة ومؤتمنة مخلصة لانتمائها و قضية شعبها وأن حياتها كانت حافلة بالنضال فنذرت نفسها من أجل الوطن والشعب والقضية لتلحق بكوكبة الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز/ ياسر عرفات .
وكانت قد عملت في محطات نضالية عديدة خلال مسيرة الثورة وترأست جمعية القدس للتنمية لتقديم الخدمات لشعبنا منذ قدومها إلى قطاع غزة حتى خروجها إلى القاهرة لتلقي العلاج بعد ان اصيبت بكسور في مهرجان تأبين الرئيس ياسر عرفات وقيام حماس بإغلاق الجمعية ومصادرة ممتلكاتها بعد السيطرة المسلحة على قطاع غزة من قبل مليشيات حماس .
نسأل الله عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنك فسيح جناته وان يلهمنا ويلهم كل من احبك الصبر والسلوان .
وستبقين عنوانا للكفاح والتحرر والحرية وستبقي رمزا لشعبنا الفلسطيني وعلى عهدك ماضون حتى القدس ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق