ليس من المبالغة ان قلنا ان المصادر القديمة التي سجلت لنا التاريخ العربي والاسلامي في كل عهودهم المختلفة , ترسم لنا صورة قاتمة محزنة عن المأسي التي عانت منه كنيسة المسيح والاديرة العامرة.ونستطرد فيما يلي شذرات قليلة من هذا التاريخ الذي لايقع تحت حصر, وللحقيقة لايكفي مقال او اثنين للكتابة عن حرق الكنائس وهدم الاديرة واضطهاد الاقباط في كل العصور العربية الاسلامية, واليوم كالبارحة والتاريخ يعيد نفسه , وماحدث هذه الايام في دير ابو مقار وقتل الاسقف الجليل انما امتداد للعصور السابقة.
أديرة وادى النطرون
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " أما وادى هبيب وهو وادى النطرون ويعرف ببرية شيهات وبرية الأسقيط وبميزان القلوب فإنه كان بها فى القديم مائة دير ثم صارت سبعة ممتدة غرباً على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم, وهى رمال متقطعة وسباخ مالحة وبرية متقطعة معطشة وقفار مهلكة وشراب أهلها من حفائر وتحمل النصارى أليهم النذور والقرابين, وقد تلاشت فى هذا الوقت ,بعد ما ذكر مؤرخوا النصارى أنه خرج إلى عمرو بن العاص من هذه الأديرة سبعون ألف راهب * بيد كل منهم عكاز فسلموا عليه وأنه كتب لهم كتابا هو عندهم
* أن بناء الأديرة وآثارها المتبقية لا يدل على أن سكنها هذا العدد الهائل من الرهبان
ديــر أبى مقار الكبيــر
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " وهو دير جليل عندهم وبخارجة أديرة كثيرة خربت وكان دير النساك فى القديم ولا يصح عندهم بطريركية البطرك حتى يجلسوه فى هذا الدير بعد جلوسه بكرسى الأسكندرية , ويذكر أنه كان فيه من الرهبان 1500 لا تزال مقيمة به بقرب ليلة وقيل جبل الشام وقيل سيناء حجازية وقيل سحراتية
في حبرية البابا الكسندروس الثاني ال43 قام الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان بخصي جميع الرهبان وفرض جزية علي كل راهب مقدارها دينار, كما امرالأديرة الا ترهب احدا .
وفي يوم سبت الفرح دخل الاصبغ الي دير حلوان فرأي صورة العذراء مريم فتكلم بافتراء عليها وبصق علي الصورة وقال :ان وجدت زمانا فأنا اسحق النصاري(المسيحيون) من مصر .في نفس الليلة ازعجه الله بحلم رأي السيد المسيح جالسا علي عرش عظيم , ووجهه يضئ كالشمس , ورأي نفسه ووالده خلف المسيح مربوطين بسلاسل , فلما سأل عن الجالس علي العرش قيل انه يسوع المسيح الذي هزأ به ..وبالفعل اصيب بحمي شديدة لم تمهله ومات في الليلة التالية .أما والده فمات بعد اربعين يوما حزنا وكمدا عليه.
ويذكر د.جاك تاجر في كتابه اقباط ومسلمون عن اسامة بن زيد انه حكم علي الرهبان بقطع رؤوسهم او جلدهم حتي الموت اذا هربوا او لم يسددوا ماعليهم. "ومن الضيق والضنك هم الناس ببيع اولادهم واذا اعلموا الامير بهذا لم يرق قلبه ولايرحم بل يزيد"
ويقول المقريزي في كتابه المواعظ والاثارج2: ان الحكام العرب كانوا يتمادون في فرض الضرائب ليس علي الشعب القبطي فقط كما كان يفعل السابقون, بل كانوا يفرضون علي الكنيسة ورجالها ورهبانها اتاوات متزايدة بل يقبضون عليهم ويعذبونهم
اما اسامة بن زيد يقول عنه المقريزي : بأنه اتي بافعال تفوق ماعمله فرعون واشتد علي الاقباط وأمر بقتلهم واخذ اموالهم ووسم ايدي الرهبان بحديدة تدل علي اسمه واسم ديره فكان من وجد بغير وسم ضرب عنفه.
في عهد الحاكم بامر الله امر بهدم الكنائس والاديرة بما فيها كنيسة القيامة الذي امر ان تكون طولها عرض وسقفها عرض واحرقت في عهده الردئ 30 الف كنيسة ودير بمصر والشام.(كما يذكر كتب التاريخ ).
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 418 : " كان فيه أديرة كثيرة خربت وبقى منها بقية فكان بالمقس خارج القاهرة من بحريها عدة كنائس هدمها الخليفة الحاكم بأمر اللة أبو على منصور الفاطمى فى 19 ذى الحجة سنة 399 هـ وأباح ما كان فيها فنهب منها شئ كثير جداً بعد ما أمر فى شهر ربيع الأول منها بهدم كنائس راشدة خارج مدينة مصر من شرقيها وجعل موضعها الجامع المعروف براشدة .
وهدم أيضا فى سنة 394 كنيستين هناك وألزم النصارى بلبس السواد وشد الزنار وقبض على الأملاك التى كانت محبسة على الكنائس والأديرة وجعلها فى ديوان السلطان وأحرق عدة كبيرة من الصلبان ومنع النصارى من أظهار زينة الكنائس فى عيد الشعانين وتشدد عليهم وضرب جماعة منهم , وكانت بالروضة كنيسة بجوار المقياس فهدمها السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب فى سنة 638 هـ , وكان فى ناحية أبى النمرس من الجيزة كنيسة قام بهدمها رجل من الزبالعة لأنه سمع أصوات النواقيس يجهر بها فى ليلة الجمعة بهذه الكنيسة فلم يتمكن من ذلك فى أيام ألشرف شعبان بن حسين لتمكن الأقباط فى الدولة فقام فى ذلك مع ألأمير الكبير برقوق وهو يومئذ القائم بتدبير الدولة حتى هدمها على يد القاضى جمال الدين محمود العجمى محتسب القاهرة فى 18 رمضان سنة 780 وتحولت الي مسجد كالمتبع في هدم الكنائس وبناء مساجد عليها.
دير الخندق
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 418 : " ظاهر القاهرة من بحريها عمره القائد جوهر عوضا عن دير هدمه فى القاهرة كان بالقرب من الجامع الأقمر حيث البئر التى تعرف الآن ببئر العظمة وكانت إذ ذاك تعرف ببئر العظام من أجل أنه نقل عظاما كانت بالدير وجعلها بدير الخندق ثم هدم دير الخندق فى 14 من شوال سنة 678 هـ فى أيام المنصور قلاون ثم جُدد هذا الدير الذى هناك بعد ذلك .
دير أتريب
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " ويعرف بمارى مريم وعيده فى 21 بؤونة وذكر قال أبو الحسن على بن محمد الشابشتى فى كتاب الديارات : أن حمامة بيضاء تأتى فى ذلك العيد فتدخل المذبح لا يدرون من أين جائت ولا يرونها إلى يوم مثله , وقد تلاشى أمر هذا الدير حتى لم يبقى به إلا ثلاثة من الرهبان لكنهم يجتمهون فى عيده وهو على شاطئ النيل قريب من بنها العسل.
ديــر المغطس
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " عند الملاحات قريب من بحيرة البرلس وتحج إليه النصارى من قبلى أرض مصر ومن بحريها مثل حجهم إلى كنيسة القمامة (القيامة) وذلك يوم عيده وهو فى بشنس ويسمونه عيد الظهور من أجل أن السيدة مريم تظهر لهم فيه ولهم فيه مزاعم كلها من أكاذيبهم المختلقة , وليس بحذاء هذا الدير عمارة سوى منشأة صغيرة فى قبلية شرقى وبقربة الملاحة التى يؤخذ منها الملح الرشيدى , وقد هدم هذا الدير فى شهر رمضان سنة 841
ديــــر العسكر
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " فى أرض السباخ على بعد يوم من دير المغطس على أسم الرسل وبقرية ملاحة الملح الرشيدى ولم يبق به سوى راهب واحد
دير جميانة
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " على أسم بوجرج قريب من دير العسكر على بعد ثلاث ساعات منه وعيده عقب دير المغطس وليس به أحد ألان
دير الميمنة
قال المقريزى فى الخطط ج2 ص 419 : " بالقرب من دير العسكر كانت له حالات جليلة ولم يكن فى القديم دير بالوجه البحرى أكثر رهباناً منه إلا أنه تلاشى أمره وخرب فنزله الحبش وعمروه وليس فى السباه سوى هذه الأربعة أديرة
-----------
من موسوعة تاريخ أقباط مصر
وطنية الكنيسة القبطية
تايخ الكنيسة الانبا يؤانس اسقف الغربية
المقريزي في خططه ج2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق