خاطبتُ الحاجبَ قطّبَ لم ينطقْ حرفا
صدَّ وأنزلَ أستارَ التصهالِ حِجابا
أطلقَ صيحاتِ عُواءِ ذئابِ الآبارِ
كشّرَ عن نابِ
وسّعَ أحداقَ السوْءَةِ في عينِ الرُمّانِ
لا مِنْ حلٍّ لا مِن بابٍ أو بوّابِ
خفّتْ أجراسُ نواقيسِ الإنذارِ
صَدئَ المزلاجُ ونامَ الهُدهُدُ والسنجابُ
إبليسُ يُخاصمُ إبليسا
لَبْسٌ في أُسِّ متاريسِ التأسيسِ
تزدادُ العَتمةُ في حَدَقِ الحارسِ تركيزا
تنهارُ قناديلُ زُجاجِ النورِ حُطاما
تظلّمُ الدنيا
يغدو البوّابُ تعيساً منحوساً منفوسا
يطلبُ سِكّةَ ممشى سلواها
أثقلها طوقُ النرجسِ في ريمِ ثراها
قَمَرٌ يُهديها قَزَحاً أقواسا
يَعلَقُ في عَقْدِ زُمرّدِ عينيها ماسا
طيّرني أنآني
جرَّ الشُرفةَ من بين القضبانِ
عرّاني في أقصى حرِّ صيوفِ الهجرانِ
شاغلتُ مقامَ غرابةِ إغضاءةِ عينيها
قفّيتُ مسارَ النورسِ تحليقاً فيها
ما خانَ ولا خالفَ أعرافَ خطوطِ مِلاحةِ إبحاري
كنتُ الوالِهَ لا أدنو لا أنأى
ريشاً يُمسكهُ مجدافي
يرقى فوقَ العرشِ المائيْ كُرسيّا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق