تطفىء الأخت الصديقة الشاعرة ايمان مصاروة شمعة، وتضيء أخرى جديدة في عمرها المديد، الممتلىء بالعطاء الأدبي والابداع الشعري.
والحق يقال أن ايمان مصاروة هي أميرة الشعر العروضي المقفى في هذه الديار بلا منازع.
بدأت ايمان مشوارها مع الشعر قبل أكثر من ثلاثين عامًا، وهي مثلي تنتمي إلى ذلك الجيل الفلسطيني الأدبي اليافع اليانع، الذي امتطى حصان الكلمة الملتزمة وآمن بدورها في معارك الحضارة والتحرر الوطني، وشب على الفكر الوطني، وترعرع على القيم الانسانية الاخلاقية والجمالية، وعايش المد القومي والثوري، وكان ينشر كتاباته الشعرية والأدبية في المجلات والدوريات والصحف التي كانت تصدر في تلك الفترة ومنها أدبيات الحزب الشيوعي( الاتحاد، الجديد، الغد )، الجماهير، الاداب، الأسوار، البيادر، الفجر الأدبي، الكاتب وسواها الكثير.
سكن الشعر ايمان مصاروة منذ الشبوبية والفتوة والمراهقة، وظل في أعماقها وهجًا متقدًا لم تنطفىء جذوته، ومتذ بداياتها تكتب باسترسال جميل معبر عن أحاسيسها وعواطفها الجياشة.
وقد أبدعت ايمان في مراثيها ووجدانياتها ووطنياتها، وتشهد على ذلك دواوينها ومجاميعها الشعرية المتعددة المواضيع والموتيفات.
نصوصها واضحة المعالم، وكتابتها أنيقة، عفوية، تلقائية جميلة، فيها أفكار وصور شعرية خلابة محببة للقلب، ونجد في شعرها صور الطبيعة والأرض والوطن والحب والحزن والأسى والجمال والفرح الانساني والقلق الوجودي واشراقات الأمل.. رغم كل شيء.
واننا نلمس ونستشف في نصوصها المتوهجة بكبرياء الشعر، سعة الخيال المجنح، والاحساس المرهف الشفاف، والعفوية الجميلة، والايحاءات ذات البعد العميق، والتناص الشعري.
انها تجربة أدبية ابداعية مغامرة مبللة بندى الجليل، وحب القدس والاقصى، وعطر الياسمين والزعتر البري، وعبق البرتقال اليافي، وسنديان الوطن. وليس غريبًا أن نعتوها بشاعرة الوطن والقدس والجمال والرقة وغير ذلك من النعوت والاوصاف.
ايمان مصاروة شاعرة تحمل هم الشعر، وهم الوطن، وهم الانسان الفلسطيني، وهم المرأة الأنثى، وهم الأمومة، وهم الجياع والمحرومين.
فيا أيتها الأصيلة، النقية، الوفية، الناكرة للذات، العاشقة للحرف والكلمة، الحالمة بغد أجمل أكثر اشراقًا، واصلي الحياة، فانت تستحقينها، ولك مني اجمل باقة نرجس في يوم ميلادك، والعمر كله، ودمت مبدعة راقية مميزة، عالية المقام، سامقة الحروف، ونجمًا ساطعًا في سماء الابداع الراقي والكلمة الملتزمة الجميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق