تمثال كليوباترا/ د. عدنان الظاهر

    
أسعى لا أُلفي شيئا
أجثو أتجمّدُ أحني رأسا
أحرقُ في ناري بوذا
أمزجُ أطيافَ اللونِ الأسطوريِّ القاني
أخشى نارَ زُمرّدِ شُعلةِ عينيها
غالى ... كثّرَ كبّرَ واستعلى
صعّرَ خدّا
كنتُ السُلّمَ أرقى زحفا
أحملُ رأسيَ نِبراسا
أدخلُ مرآبَ صريرِ أسرّةِ نشوةِ هيكلها 
أتحسسُ عدّادَ هسيسِ الضربةِ والدَقّةِ في سرِّ الصدرِ
أبحثُ عن ماءِ الناقوطِ المتقطّرِ في يأسِ الصبرِ
ماذا لو خلعتْ نحتَ الصخرةِ في جلبابِ الصمتِ  
فَرَساً تتقافزُ وثْبا 
تتورّدُ خدّاً خدّا
تتفلّقُ أقماراً شُهْبا
هُدهُدها بلقيسُ مآربِ سدِّ السيلِ
أسرجتُ وشدّدتُ رِحالي شوقا
أتقفّى آثارا
فهناكَ القومُ سُكارى 
تتصافقُ هاماً في هامٍ أقداحا 
تقدحُ في الأكؤسِ ناراً أنخابا
هذا زمنٌ يطفو فيهِ الأثقلُ للأعلى صِرْفا 
يصرخُ أرضُكَ بعدَ الزلّةِ حُبلى
ناموسُ التدقيقِ عتيقُ سِجلِّ التوريقِ
يحملُ أوزارَ الصوتِ الفجِّ المبحوحِ
في لُجِّ لجاجةِ سدٍّ بلقيسيٍّ مُنهدِّ
يولِجُ في حَدقِ الرؤيا مفتاحا
كوني مولاتي لَمْحاً ـ عَرَضاً ـ صَفْحا
حمّالةَ إكليلِ النارِ يمسُّ القُدرةَ في سمتِ الرأسِ
كوني الزُهرةَ في مكّةَ ـ بَكّةَ أو لاتا
كوني ما شئتِ 
إتئدي هيدي 
هادَ الفُرسانُ ونامتْ روما قَهْرا
جيزي الشارعَ خلفي إني
أتأبّطُ حُزني جُرحا في كفّي
أُخفي الدُرّةَ في هيكلِ جيدِ الأبراجِ 
أتعتّقُ فيها منديلاً منديلا 
أتخفّى أنفاقا
أُفٍّ لمرارِ الصبغةِ في آخرِليلاتِ الكُحلِ
لولاها ما باحَ المرمرُ أو عرّى كليوبترا 
ما أخفى ترياقاً في نابٍ مسموما .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق