....... كنت منذ عدة سنوات قد حضرت إحدى الندوات فى مقر حزب حماة الوطن بالجيزة ,وأثناء إلقاء أحد القيادات التى حفلت بها الندوة دخل شخص لا أعرفه يمسك بيده آخر ويضع نظارة سوداء على عينيه ووقف الحضور جميعا بما فيهم ضيوف الندوة وهم من كبار الشخصيات العسكرية ودوي تصفيق متصل فى القاعة , وتسابق الجميع فى تك أماكنهم لتلك الشخصية أو إعطائها مكان الصدارة على المنصة بين كبار الشخصيات , وكان الكل يحيط بها لينال شرف التصوير معها , راودنى الفضول لكى أعرف من هذا ولماذا تلك الحفاوة وكم أدهشنى الرد كما أدهش محدثتى السؤال وكيف لا أعرف من هو ,واعتذرت عن عدم معرفتى به وأكدت لها إن ذكرت لى أسمه فقد أعرفه ونطقت ودوي الأسم فى أذنى إنه ساطع النعمانى وإن كان عذرى أن الملامح قد تغيرت ولم أتابع قصته بعد الحادث , ولمن لا يعرف ساطع النعمانى هذا النجم الذى أفل فى سماء دنيانا وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها, إنه المقدم ساطع النعمانى الذى كان يشغل نائب مأمور قسم بولاق الدكرور الذى شهد حادث بين السرايات وإطلاق الرصاص من بنادق آلية على الأهالى من فوق كوبرى ثروت وأسطح جامعة القاهرة خرج المقدم ساطع ليستطلع الأمر وأثناء وجوده بين الأهالى لإبعادهم عن مرمى النار أصيب بطلقة اخترقت وجهه بيد الخونة فأصابت فكه السفلى وشوهت ملامحه و أفقدته الوعى وظل فى غيبوبة 60 يوما ثم صدر أمر رئاسى بنقله للعلاج فى الخارج وسافر إلى سويسرا وخضع فيها إلى العديد من العمليات الجراحية الكبرى فى الوجه والعين والفك و التى وصلت إلى 12 جراحة وأصبح فاقدا للبصر فى عينه اليسرى , قضى البطل ساطع النعمانى عام ونصف بين سويسرا ولندن فى رحلة علاج طويلة, كانت إرادته قوية ليعود للحياة مرة أخرى بعد أن ظن الجميع إنه لن يعيش أكثر من ساعات بعد تلك الإصابة الخطيرة ,وكان حلمه أن يكون شهيدا ولكنه عاد للحياة راضيا بقضاء الله حبه لمصر كان أقوى من أى شئ ذلك الحب الذى كان دائما يدعوه ليوصى بها فهى معشوقته التى عشقها منذ الصغير فكان يقول خلوا بالكم من مصر التى تمنى الموت فداءا لها , وبعد رحلة معاناة رحل البطل وصعدت روحه حيث كان فى رحلة استكمال العلاج بلندن حيث كانت صحته قد تدهورت , رحل عن عالمنا تاركا صفحات من نور مخلدة إسمه وبطولته رحم الله النجم الساطع البطل ساطع النعمانى الذى كان مثالا للتفانى والالتزام والشجاعة فى تأدية الواجب وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى إسمه على ميدان النهضة تكريما له ولما قدمه لمصر , وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق