عنوان مقالى هذا ما هو إلا رد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على السيد بيتر هايلير مكتشف كنيسة ودير يرجع تاريخهما للقرن السابع الميلادي عمرهما اكثر 1400 سنة بدولة الإمارات العربية والذى تردد كثيراً فى ذلك الوقت بإبلاغ قائد الأمة المسلم خوفاً من رد فعله الا يكون غاضباً , وذات يوم عام ١٩٩٢ كان هايلير برفقة الشيخ زايد في جزيرة صير بني ياس يقود فريقاً لتنمية الجزيرة وفى اليوم التالى سأله الشيخ زايد عن سر القلق والإرهاق الذى ظهر على وجهه , فرد السيد هايلير قائلاً ( إننا اكتشفنا بوادر تدل على وجود دير مسيحي فى جزيرة صير بنى ياس) فما كان من الشيخ زايد إلا أن شجعه وقال له ( ما الذي يمنع أن يكون أجدادناالأولون مسيحيون قبل الإسلام؟!) .
رد المغفور له الشيخ زايد على هايلير كان بمثابة اعترافاً تاريخياً بوجود المسيحية والكنيسة قبل ١٤٠٠ عاماً بدولته ودعوة لأبناء الشعب الإماراتي وحكامه لنشر سياسة التسامح والتعايش السلمى بين اصحاب الأديان داخل البلد الواحد والعمل على تقدم البلاد خوفاً عليها من الفتن الدينية فى الوقت الذى ظهرت فيه جماعات الاسلام السياسى فى العديد من الدول الإسلامية التى صنعت من الدستور وسيلة للتمييز ونشر الفتن الدينية وأدت فى نهاية المطاف الى السقوط والغرق فى مستنقع الاٍرهاب وسياسة عدم قبول الاخر , فكم كان درساً قوياً عظيماً لحكام الإمارات العربية الذين عملوا على تقدم البلاد سياسياً , إقتصادياً وسياحياً خلال السنوات الماضية ودينياً ايضاً وذلك بتخصيص بعض من أراضى الدولة مجاناً لإنشاء الكنائس والكاتدرائيات للطوائف الكاثوليكية والأرثودكسية والبروتستانتية إضافة الى معابد لاصحاب الديانات الاخرى وافتتاح الدير الاثرى الذى اكتشفه السيد هايلير عام ٢٠١٠ ويتبع الكنيسة السريانية الشرقية , وتاكيداً للتعايش السلمى أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قانون عام٢٠١٥ بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بإزدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبرمختلف وسائل وطرق التعبير , والذى يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي،ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية.
من هنا استحقت الإمارات العربية كى ما تكون عاصمة عالمية للتسامح كما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات الذى اطلق على هذا العام٢٠١٩ عاماً للتسامح لتأكيد قيمته الذى رسخه والده الشيخ زايد مؤسس الدولة وأدى الى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة وهذا يؤكد على ترحيب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بزيارتة لدولة الإمارات التى سيقوم خلال الاسبوع القادم فى الفترة من ٣ الى ٥ فبراير وسيترأس اكبر قداس إلهى تشهده منطقة الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وذلك تلبية لدعوةالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي من أجل المشاركة في حوار عالمي بين الأديان .
حفظ الله بلادنا مصر من شر الفتن الدينية وان يشع نور التسامح وقيم قبول الاخر من عاصمة التسامح الخليجية كى ما تضئ القلوب المظلمة فى جميع الاوطان والبلدان التى تعانى الفتن وان تتخذ من الإمارات مثالاً حقيقياً يحتذى به فى قبول وإحترام الاخر والذى أدى الى جعلها مركزاً سياحياً عالمياً ووجهة مشرفة يتجة اليها السياح خلال العام خاصة مع أعياد الميلاد ورأس السنة وتصدرها قائمة افضل الدول العربية وعالمياً وحصولها على المركز الاول عربياً والـ ٢٣على العالم طبقاً لدراسة قام بها موقع "يو إس نيوز" الأميركي , كذلك محافظتها على المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي فى تقرير السعادة العالمي لعام ٢٠١٨ الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق