رابعاً : الرساليةّ وتشمل :
1 : - الرسالية الاجتماعية او الجماهيرية كما في : -
أ- مدينتي تعدني بغيمةِ ضياءٍ .. بقلم : مرام عطية .
يقول ( هيجل ) : الشعر هو الفن المطلق للعقل , الذي أصبح حرّاً في طبيعته , والذي لا يكون مقيّداً في أن يجد تحققه في المادة الحسيّة الخارجية , ولكنه يتغرّب بشكل تام في المكان الباطني والزمان الباطني للافكار والمشاعر .
مما لاشكّ فيه انّ الموهبة قد تموت وتنتهي بالتدريج اذا لم يستطيع الشاعر تطويرها واستثمارها أقصى إستثمار عن طريق الاطلاع على تجارب الاخرين والاستفادة منها والاتكاء على المخزون المعرفي لديه , وتسخير الخيال الخصب في انتاج وكتابة كتابات متميّزة ومتفرّدة تحمل بصمته الخاصة التي عن طريقها يُعرف ويُستدلّ بها على إبداعه , وقد تموت ايضا اذا لم تجد التربة الصالحة والمناخ الملائم لأنضاجها , وقد تنتهي حينما لمْ تجد مَنْ يحنو على بذورها التي تبذرها ويعتني بها ويُسقيها من الينابيع الصافية والنقيّة , فلابدّ من التواصل والتلاقح مع تجارب الاخرين الناجحة والعمل على صقل هذه الموهبة وتطويرها والاهتمام بها وتشجيعها والوقوف الى جانبها قبل أن تُجهض . نحن سعداء جدا في مؤسسة تجديد الادبية ان نستنشق الان ملامح إبداع جميل وحضور مشرق من خلال دعمنا المستمر للمواهب الصادقة والناجحة في هذا الموقع , فلقد اصبح لدينا الان مجموعة رائعة جدا من الشعراء والشواعر الذين يجيدون كاتبة القصيدة السرديّة التعبيريّة , ونحن لم ندّخر اي جهد في مساعدة الجميع عن طريق الدراسات النقديّة والنشر والتوثيق المستمر في المواقع الالكترونية الرصينة وفي بعض الصحف الورقيّة , وابداء الملاحظات من أجل تطوير وإنضاج هذه الاقلام الواعدة , نحن على ثقّة سيأتي اليوم الذي يشار الى كتابات هؤلاء والاشادة بها والى القيمة الفنية فيها ومستوى الابداع والتميّز وما تحمله من رساليّة فنيّة وجماهيريّة .
فلم تعد قوالب الشعر الجاهزة ترضي غرور شعراء السرد التعبيري لذا حاولوا ونجحوا في الانفلات من هذه القوالب ومن هيمنتها ولو بشكل محدود ( في الوقت الحاضر ) , وتجلّ هذا من خلال طرق كتابة النصّ والموضوعات التي يتطرق اليها , وترسخت فكرة التجديد لديهم وخطّوا لهم طريقا مغايرا في كتاباتهم , وصاروا يواصلون الكتابة وياخذون منحا اخر لهم بعيدا عما هو سائد الان في كتابة قصيدة النثر , صارت القصيدة أكثر حرّية وانفتاحا على التجارب العالمية , لقد منحت السرديّة التعبيريّة لكتّابها الحرية والواسعة والفضاء النقيّ الشاسع والأنطلاق نحو المستقبل خاصة حينما يكون التعبير أكثر شبابا وصدقا عن المشاعر الحقيقية المنبعثة من القلب الصافي كالينبوع العذب , فلقد أحسّ الشاعر بمهمتة الصعبة في الكتابة بهذا الشكل الجديد والمختلف والذي نؤمن به وبقوّة , فنحن نؤمن وعلى يقين بانّ القصيدة السردية التعبيريّة هي قصيدة المستقبل لقدرتها على الصمود والتطوّر المستمر نتيجة التجربة الطويلة والتراكم الابداعي , بروعة ما تقدّمه وتطرحه على الساحة الشعرية , نعم أحسّ الشاعر بالانتماء والاخلاص لهذا اللون الادبي الجديد والذي نطمح في قادم الايام ان يكون جنسا أدبيا متميّزا , لهذا استطاع الشاعر ان يطوّع المفردة رغم قسوتها وعنادها وإعادة تشكيلها وتفجير كل طاقاتها المخبوءة , وأن يفجّر من صلابتها الينابيع والانهار وإستنطاقها نتيجة ما يمتلكه من خيال جامح ابداعي وعاطفة صادقة جيّاشة وإلهام نقيّ وقاموس مفرداتي يعجّ باللغة الجديدة .
سنتحدث اليوم عن صوت المرأة الشاعرة في السرديّة التعبيرية ونختار بعض القصائد كي نشير الى مستوى الابداع وكميّة الشعرية فيها , ونستنشق عبير هذه القصائد النموذجية .
انّ حضور الصوت النسائي في السرديّة التعبيرية له تاريخه المشرق وحضوره البهيّ , فمنذ تاسيس موقع ( السرد التعبيريّ ) كان حضور المرأة الشاعرة متميّزا ينثر عطر الجمال ويضيف ألقاً وعذوبة في هذا الموقع الفريد والمتميّز, وقدّمت قصائد رائعة جدا تناولها الدكتور انور غني الموسوي بالقراءات الكثيرة والاشادة بها دائما , وتوالت فيما بعد الاضاءات والقراءة النقدية لهذه التجارب المتميّزة من قبل بعض النقاد ومن بعض شعراءها . فاصبحت هذه القصائد نوعية مليئة بالابداع الحقيقي وبروعة ما تطرحه من أفكار ورؤى ومفعمة بالحياة وروح السرديّة التعبيريّة وخطّتْ لها طريقاً تهتدي به الاخريات ممن عشقن السرد التعبيري وحافظن على هيبته وشكله وروحه والدفاع عنه . لقد أضافت الشاعرة الى جمالية السرديّة التعبيريّة جمالا آخر وزخما حضورياً وبعثت روح التنافس وحرّكت عجلة الابداع فكانت بحق آيقونة رائعة . القصائد التي كتبتها المرأة في السرد التعبيري كانت معبّرة بصدق عن اللواعج والالام والفرح والشقاء والحرمان والسعادة , بثّت فيها شجونها وخلجات ما انتاب فؤادها , ولقد أزاحت عن كاهلها ثقل الهموم وسطوة اللوعة , ولقد جسّدت في قصائدها آلامها ومعاناتها في بناء جملي متدفق , منحت المتلقي دهشة عظيمة وروّت ذائقته وحرّكت الاحساس لديه . كانت وستظلّ زاخرة بالمشاعر والاحاسيس العذبة ومتوهّجة بفيض من الحنان , نتيجة الى طبيعتها الفسيولوجية والسايكولوجية كونها شديدة التأثر وتمتاز برقّة روحها فانعكس هذا على مفرداتها وعلى الجو العام لقصائدها , فصارت المفردة تمتلك شخصية ورقّة وعذوبة وممتلئة بالخيال وبجرسها الهامس وتأثيرها في نفس المتلقي , فكانت هذه القصائد تمتاز بالصفاء والعمق والرمزية المحببة والخيال الخصب والمجازات ومبتعدة جدا عن المباشرة والسطحية , كانت عبارة عن تشظّي وتفجير واستنهاض ما في اللغة من سطوة , كل هذا استخدمته بطريقة تدعو للوقوف عندها والتأمل واعادة قراءتها لأكثر من مرّة لتعبر عن واقعها المأزوم وعن همومها وهموم النساء في كل مكان . فرغم مشاغلها الحياتية والتزاماتها الكثيرة استطاعت الشاعرة ان تخطّ لها طريقا واضحا وتتحدّى كل الصعاب وترسم لها هويّة واضحة الملامح , فلقد بذرت بذورها في ارض السرد التعبيري ونضجت هذه البذور حتى اصبحت شجرة مثمرة . لقد وجدنا في النصوص المنتخبة طغيان النَفَس الانثوي واحتلاله مساحة واسعة فيها معطّرة برائحتها العبقة واللمسات الحانية والصدق والنشوة , فكانت ممتعة جدا وجعلت من المتلقي يقف عندها طويلا منتشيا , وحققت المصالحة ما بين الشاعرة والمتلقي وهذا ما تهدف اليه الكتابة الابداعية .
الرسالية في الشعر السردي التعبيري
انّ مهمة الأدب توصيل رسالة انسانية وهذه الرسالة قد تكون رسالة فنيّة / الجمالية / او رسالة اجتماعية / جماهيرية/ , الرسالة الفنية هي الامتداد عميقا في تجربة الشاعر والكتابة بلغة زاخرة بالعطاء والتوهّج , بينما الرسالية الجماهيرية هي إعادة قراءة الواقع وصياغته بلغة تعبّر عمّا وصل اليه وبعث روح الامل في النفس واستنهاض الههم لردم الخراب والوقوف ضد طغيان الشرّ .
الرسالية الاجتماعية او الجماهيرية :
1 - مدينتي تعدني بغيمةِ ضياءٍ .. بقلم : مرام عطية .
من العنوان وهي الذي يعتبر العتبة الاولى في قراءة النصّ , تضعنا الشاعرة : مرام عطية / في مدينتها التي غمرها الخراب والموت والضياع والنفي والغربة . معتبرة ان العنوان يختزل الكثير من الدلالات وهو علامة دالّة على فضاء النصّ , فهو يلعب دورا محوريا في حركية وجمالية النصّ , فهو المفتاح الذي من خلاله سنطوف في مدينة الشاعرة لنرى ونسمع اصوات المحرومين وصور الدمار الذي لوّن حاراتها وعاث في شوراعها العامرة بالحياة وافسد حقولها . / مدينتي تعدني بغيمةِ ضياءٍ .. / .. من خلال العنوان نجد عمق الظلام والجدب والقحط في مدينة الشاعرة , وفي نفس الوقت نحسّ روح الأمل في نفس الشاعرة باّنّ الغد سيحمل البشرى حين تمطر السماء / مطراً – يبعث الحياة فيها من جديد ويعمّ الخير والأزدهار / وضياء – حيث يبدد هذا الليل الطويل والجهل المنتشر في ربوع الوطن نتيجة الحروب والفتنة والتطاحن بين ابناء الوطن الواحد . فلو تتبّعنا المفردات الدالّة على الوطن والتي من خلالها نجد هذه الرسالية الجماهيرية – الاجتماعية حاضرة وبقوّة لدى الشاعرة من خلال قاموسها المفرداتي , فمثلا نجد / مدينتي – قريتي – الصنوبر – الزيتون – المدينة – مدينة – مدينتي – الطريق – الحيّ – اشجار الحور – السنديان – التين – الارض – المنازل – اسقف البيوت – حدائقها – دورها – الأرصفة – الخيام – الوطن / جميعها عبارة عن كائنات محسوسة او هي عبارة عن كائنات غير محسوسة / معنوية / تدلّ بقوة وصراحة عن الوطن وتعبّر أصدق تعبير عن محنة هذا الوطن والانسان . اننا امام لعبة لغوية استطاعت من خلالها الشاعرة ان تأخذنا الى هذا الفضاء الموبوء ورسمه بطريقة تكشف عن مقدرتها الادبية في تصوير الواقع بهذا اللغة القريبة من المتلقي . / امسحْ دمعتي ، وضمَّني لصدركَ أيُّها المطرُ الدافئُ القادمُ من أقاليمِ الغدِ ، فقدتُ آخرَ كسرةٍ من الرضى ، وأوَّل حفنةٍ من الحبورِ تزوَّدتُ به من قريتي الموشومةِ بالشَّوقِ ، المسيجةِ بالصنوبر والزيتون ، حين وصلتُ إلى تخومِ المدينةِ الأمِّ ، كأنَّ الحربَ لم تنتهِ بعد أكثرَ من سبعِ سنواتٍ ، ياللهولِ ! ما أطولَ ذيلها. !! كأنه أفعى تنفثُ السمومَ ../ . بهذه اللغة الهامسة تخاطب الشاعرة / الوطن – الحبيب – الزوج – الأبن – الزمن ...../ , لم تصرّح الشاعر عمّن سيمسح دمعتها ويعيد اليها الدفء والرضى وحفنة حبور من بعد هذا الحرب الطويلة – سبع سنوات – ما أطول ايامها / الحرب – الأفعى / وما أقسى سمومها حين سمّمت الحياة بكل هذا الخراب . !. وفي مقطع آخر تأخذنا الشاعرة الى عالمها ../ أنا في باصٍ آخرَ ومدينةٍ لاتشبهُ مدينتي الملوَّنةِ بقزحِ الحبِّ، و الطريقُ بين حيٍّ وآخرَ يستطيلُ أكثر من أشجارِ الحورِ مع قصر المسافةِ ، و الخرابُ يقتحمُ عينيَّ ، متجذراً لايغادرُ كالسنديان والتينِ في الأَرْضِ ، نافذتي الشفافةُ تقرأُ أرشيفَ الحربِ المسجلَ على جدرانِ المنازلِ المثقوبةِ بالرصاصِ كغربالٍ بثقوبٍ واسعةٍ، وأسقفُ البيوتِ المهدَّمةُ تقصُّ عليكَ حكايةَ حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ ، وحدائقُها المقفرةُ الشَّاحبةُ تحدِّثكَ عن أناسٍ عاشوا فرح العمرِ هنا ثُمَّ غابوا ../ . انها رحلة في ربوع الزمن والايام الضائعة في هذا الوطن , حيث التجوال ورؤية ما عمّ فيه بسبب الحرب وقسوتها على الانسان والطبيعة , على الحياة والجماد والارض والسماء , انها لوحة مشحونة بالألم العميق والرؤية المظلمة لهذا العالم وفي هذا الزمن الملعون واختفاء الأحبة من على مسرح الحياة بعدما إلتهمتهم هذه الافعي – الحرب – وغيّبتهم وغيّبت حتى ذكرياتهم وملامحهم الجميلة ../ الأراجيحُ تنشجُ ، تستوقفُ المارينَ ، تسألُهم عن أطفالٍ كانوا يمرحونَ بين صفوفها ، كما تنبئني دورها المتلاصقة عن طقوس الحبِّ والتآلفِ بين أبنائها على اختلافِ مذاهبهم ومعتقداتهم ، تعلِّلني بالأحلامِ ، تعدني بغيمةِ ضياءٍ منكَ ، تعيدُ المهجَّرينَ الذين يفترشونَ الأرصفةَ و خيامَ الذلِ في بلدان العالم إلى حضنِ الوطنِ الحبيبِ ، بغيمةٍ إنسانيةٍ تنصفُ العلماء والمبدعينَ ، تشيدُ هرمَ الجمالِ سامقاً ، يرتقي فيه العلمِ والأخلاقِ قمةَ الهرمِ فيشبعُ الجياعُ ويسعدُ الضعفاءُ ../ . لقد استطاعت الشاعرة من خلال هذا النصّ تطويع اللغة لأجل واختزالها عن طريق تكثيفها وبثّ الحياة في مفرداتها , فكانت لغة إيحائية متفجّرة سردية لا بمعني الحكائية او القصّ وانما سرد يمانع السرد تزاح فيه اللغة كثيرا وتتشظّى بعيدا عن واقعيتها . انّ هذا النصّ صوّر لنا بطريقة رائعة محنة الانسان وصراعه مع قوى الشرّ والظلام , نصّ يحمل من الجمال الشيء الكثير صوت الشاعرة كان مقتدرا في حمل كل هذا الجمال . اننا نقف بخشوع أمام هذا الطوفان والتجلّي الجمالي والرسالي , حملت الشاعرة على كاهلها الهمّ الأنسانيّ وابدعت أيما ابداع في هذه الرسالة الكبيرة .
النصّ :
مدينتي تعدني بغيمةِ ضياءٍ .. بقلم : مرام عطية..
امسحْ دمعتي ، وضمَّني لصدركَ أيُّها المطرُ الدافئُ القادمُ من أقاليمِ الغدِ ، فقدتُ آخرَ كسرةٍ من الرضى ، وأوَّل حفنةٍ من الحبورِ تزوَّدتُ به من قريتي الموشومةِ بالشَّوقِ ، المسيجةِ بالصنوبر والزيتون ، حين وصلتُ إلى تخومِ المدينةِ الأمِّ ، كأنَّ الحربَ لم تنتهِ بعد أكثرَ من سبعِ سنواتٍ ، ياللهولِ ! ما أطولَ ذيلها. !! كأنه أفعى تنفثُ السمومَ ، الصبرُ لايسمع صهيلي ، غشى الضَّبابُ سماءَ الفكرِ ، وأصيبتْ عينُ العدالةِ بالعمى ، جلسَ الجاهلُ في مقعدِالعالم ، والتهمَ الغني طعامَ الأيتامِ والأراملِ ، عصافيرُ تتسوَّلُ تتشبثُ بمعطفي فينفضُ آخرُ ذرةٍ دفءٍ، يئدُ الفرحَ ، ويرتدي التَّنهيدِ ، أنا في باصٍ آخرَ ومدينةٍ لاتشبهُ مدينتي الملوَّنةِ بقزحِ الحبِّ، و الطريقُ بين حيٍّ وآخرَ يستطيلُ أكثر من أشجارِ الحورِ مع قصر المسافةِ ، و الخرابُ يقتحمُ عينيَّ ، متجذراً لايغادرُ كالسنديان والتينِ في الأَرْضِ ، نافذتي الشفافةُ تقرأُ أرشيفَ الحربِ المسجلَ على جدرانِ المنازلِ المثقوبةِ بالرصاصِ كغربالٍ بثقوبٍ واسعةٍ، وأسقفُ البيوتِ المهدَّمةُ تقصُّ عليكَ حكايةَ حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ ، وحدائقُها المقفرةُ الشَّاحبةُ تحدِّثكَ عن أناسٍ عاشوا فرح العمرِ هنا ثُمَّ غابوا ، الأراجيحُ تنشجُ ، تستوقفُ المارينَ ، تسألُهم عن أطفالٍ كانوا يمرحونَ بين صفوفها ، كما تنبئني دورها المتلاصقة عن طقوس الحبِّ والتآلفِ بين أبنائها على اختلافِ مذاهبهم ومعتقداتهم ، تعلِّلني بالأحلامِ ، تعدني بغيمةِ ضياءٍ منكَ ، تعيدُ المهجَّرينَ الذين يفترشونَ الأرصفةَ و خيامَ الذلِ في بلدان العالم إلى حضنِ الوطنِ الحبيبِ ، بغيمةٍ إنسانيةٍ تنصفُ العلماء والمبدعينَ ، تشيدُ هرمَ الجمالِ سامقاً ، يرتقي فيه العلمِ والأخلاقِ قمةَ الهرمِ فيشبعُ الجياعُ ويسعدُ الضعفاءُ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق